الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم قدمه المشير للرئاسة على جمعية الأوقاف ونظارة المطبعة صبيحة يوم الاثنين التاسع والعشرين من المحرم سنة 1297 سبع وتسعين ومائتين وألف، وثم خرجت من يده النظارة أواسط شهر رمضان المعظم سنة 1299 تسع وتسعين ومائتين وألف استمر على رئاسة الجمعية ووكلته الدولة على مطالبها من الوزير مصطفى بن إسماعيل.
ثم انتخبه ألأهالي في وكلائهم على مطالبهم من الدولة في 19 جمادى الثانية وبسبب ذلك أخرته لدولة من وظائفه سابع شعبان ثم ردت إليه وظيفة التدريس وظهر عليه فساد في الجم فمرض بشهدة في جبل المنار وتوفي ليلة السادس عشر من ذي الحجة ودفن بجوار الشيخ محمد بن ملوكة بالقرجاني يوم الجمعة سنة 1302 اثنتين وثلاثمائة وألف أسف لفقده جميع الناس وسمت آيات صدقه وفضله الذي اعتز به الجميع، عاملة الله برضوانه، وأسكنه فسيح جنانه.
الشيخ محمد البناني
هو شينا أب عبد الله محمد بن حسن البناني الحرايري، قرأ بجامع الزيتونة على الشيخ الشاذلي بن المؤدب والشيخ محمد البنا والشيخ أحمد عاشور علي العفيف وغيرهم، واشتغل بصناعة أبيه مع التدريس بجامع الزيتونة، وهو متفنن مواظب عى دروسه، قرأت عليه الشيخ خالد على الآجرومية والأزهرية والقطر والجربي على إيساغوجي وكفاية الطالب على الرسالة والأربعية النووية وتنبذة من الشفأن وتقدم مدرساً في الرتبة الثانية بجامع الزيتونة في رجب سنة 1284 أربع وثمانين ومائتين وألف.
الشيخ محمد التواتي
هو شيخنا أبو عبد محمد بن محمد السعيد الشريف التواتي، ولد ببجاية وقرأ بها الفقه والتوحيد ثم قدم إلى توني فقرأ على الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ أحمد الأبي والشيخ محمد معاوية والشيخ محمد بن ملوكة.
وتصدى لتعليم القرآن العظيم مدة مديدة قرأ عليه فيها والدي وقرأ بجمع الزيتونة وتقدم به مدرساً لإقامة درس المنعمة عزيزة عثمانة وقد أدركته يقري شرح الشيخ ميارة على ابن عاشر فقرأت عليه إلى أن ختمناه وكان مع ذلك يسرد علينا ما يحيله الشارح على الشرح الكبير وقرأت عليه نبذة من الآجرومية.
وقد بلغ من العمر إلى تسعين سنة، وتوفي أواسط ربيع الثاني سنة 1295 خمس وتسعي ومائتين وألف عليه رحمة الله آمين.
الشيخ إبراهيم السنوسي
هو عم والدي شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السنوسي ولد سنة 1236 ست وثلاثين ومائتين وألف وقرأ على والده الشيخ محمد السنوسي وعلى عمه الشيخ أحمد زروق والشيخ محمد البنا والشيخ محمد بن عاشور والشيخ محمد النيفر وغيرهم غير أنه لم يأخذ حظه من العلم واشتغل بالإشهاد وله مشاركة في النحو والفقه والمنط والبيان وله معرفة كلية بصناعة التوثيق وقد ألف في ذلك كتاباً سكاه المسلك الرائق في صفة كتب الوثائق.
وهو خير غر كريم وتصدى للإقراء بجامع الزيتونة فأقرأ كتب المبادئ وهو أول أستاذ جلست بين يديه في شوال سنة 1280 ثمانين ومائتين وألف بجامع الزيتونة فقرأت عليه الآجرومية سلكتين وشرح الشيخ خالد عليها ونبذة من كفاية الطالب على الرسالة بمسجد الفال ونبذة من شرح ابن تركي على العشماروية بحاشية الصفتي.
وقد كان زيد له مولود سما البشير فعاجلته المنية واتفق أن كانت ولادته ليلة تمام البدر فهنأه بذلك العالم الشاعر لشيخ سالم بو حاجب بقوله: [مخلع البسيط]
وليلة أقبل البشير
…
كاس الهنا بيننا يدير
بها نظيرين قد رأينا
…
سبحان من لا له نظير
بدران نارا معاً فقلنا
…
من غير ذا ذاك لا يغير
بدا سما المجد منك إبرا
…
هيم السنوسي مستنير
فأبشر ينحل شريف نجل
…
تاريخه: (جاءك البشير)
الشيخ أحمد بن الطاهر الكنجي
هو مؤدبي أبو العباس أحمد بن الطاهر بن الكنجي الخياري، قرأت على والده بمكتب القريب من دريبة الدولاتلي القرآن العظيم، وكان حافظاً فاضلاً خيراً عليه سمة الصالحين، حج بيت الله حرا وتوفي في شعبان الأكرم سنة 1279 تسع وسبعين ومائتين وألف، وقام في المكتب ولده أبو العباس فختمت على يده وأعدت إلى أن تجاوزت النصف وكنت نكرر عليه جميع ما حفظته بين يديه وهو شاب فاضل عفيف جرى على طريقة والده في حسن التأديب وقد توفي عليه رحمة الله سنة 1284 أربع وثمانين ومائتين وألف.
النتيجة
اعلم أن نتيجة الشيء ما يتولد عنه ويحصل منه ونتيجة كل شيء بحسبه فنتيجة الوالد ولده ونتيجة العلماء تآليفهم ومن يتخرج عليهم في العلوم وبمقتضى ذلك فإني نذكر هنا ما يسره لله لرب الجليل لعبده الحقير الذليل شاكراً الله على ما أنعمه به علي من شرف أصولي آبائي الكرام، وما شملني به من النعم الجسام فيما أخذته عن العلماء الأعلام مما تبصرت به وأدركت عجزي وقصوري فيما أخذته عن العلماء الأعلام مما تبصرت به وأدركن وعجزي وقصوري وضعف قوتي وجهلي مؤملاً من الرب الكريم أن يفيض علي وعلى ذريتي عوارف فتحه المبين وفضله الذي لا يختص به أحد من العالمين إنه جواد رحيم ذو فضل عظي لا إله إلا هو.
كانت ولادة العبد الضعيف قبل منتصف ليلة الأربعاء بساعة وربع ليلة الثاني والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة 1267 سبع وستين ومائتين وألف وكانت الليلة راجعة للرابع من شهر اشتنبر الأعجمي وكان الطابع الجوزاء في الدرجة التاسعة والعشرين والصاحب عطارد.
وقرأت القرآن لعظيم إلى أن ختمه وأعدته مع ملازمة التكرار بما يقرب من الثلاثة أرباع ثم أخذت ي قراءة العلم الشريف سنة 1280 ثمانين فقرأت بجامع الزيتونة عل الشيوخ الذين سبق ذكرهم، جودت القرآن العظيم براوية حفص، وقرأت شرح القاضي على الجزرية في علم التجويد، وقرأت ن النحو والصرف الآجرومية وسيدي خالد والأزهرية والقطر والشذور والمقدمة ولامية الأفعال ونبذة من الفاكهي وزالأفية بشرح المكودي وشرح الأشموني والمغني ودروساً من التصريح الجميع بحواشيها قراءة تحقيق وبحث، وقرأت من الفقه شرح العشماوية وميارة على ابن عاشر وكفاية الطالب والدردير على المختصر الخليلي وقطعة متن الخرشي والتاودي على العاصمية، ومن الفرائض والحساب الشنشوري عل الرحبية والدرة البيضاء ونبذة من القلصادي، ومن التوحيد شرح الباجوري على الجوهرة والوسطى ودروساً من الكبرى وقطعة من السعد على العقائد النسفية وقطعة من المواقف، ومن ألأصول الحطاب على الورقات والمحلي عليها وتنقيح القرافي وقطعة من المحلي على جمع الجوامع ومن المنطق الجربي على إيساغوجي والقاضي عليه وشرح الباجوري على السلم وشرح المختصر للشيخ السنوسي والقطب على الشمسية، ومن آداب البحث والوضع نبذة من رسالتي آداب البحث والوضع شرح مسعود الروقي ومن البيان الدمنهوري على السمرقندية والباجوري والملوي والعصام بحواشيه عليها ومختصر لسعد والمطول وجميع الكتب المذكورة بحواشيها قراءة بحث وتحقيق وقرأت الحديث نبذة من الشمائل والشفا وقطعة من الموطأ وغالب صحيح البخاري الجميع دراية ومن التفسير نبذة من تفسير القاضي البيضاوي بحواشي السيلكوتي.
ومع كثرة الكتب التي يسر الله لي بمنه لم نكتب في أختامها شيئاً من الشعر في مدح المشايخ على عادة الجامع ما كنت مستغلاً به في المثابرة على القراءة خاصة غير أني لما ختمت شرح الشنشوري على الرحبية في الفرائض بحواشي الباجوري أنشأت في ذلك الختم قصيدة من التشريع لما وقع في الكتاب المذكور من الازدحام وهي قولي: [الكامل]
مسكُ الختام برحب روض قد هفا
…
بتعطر وبه النسيم تلطفا
أحسن به إذا فاح في روض العلو
…
م الأخضر وبكل زهر عرفا
فغدت به الأزهار مائسة بنو
…
ار أنور كالرّيم حين تعطّفا
وغصونها زينت بوردٍ للمنى
…
والعبهري والك فيه تألفّا
ودنا قطةفه بعدما شاكى الحمى
…
عن مبسر وبدا لدينا مشرفا
وغدا به نهر البشائر هاملا
…
كالكوثر وبه الجنان تزخرفا
وترنحت أطياره فوق الربا
…
بالمزهر وبه الحزين قد اشتفى
وبه الظبا بين الربا كل سبا
…
بتبختر فربا الحبا بعد الجفا
ماست وقد رفعت ذوائب فاحم
…
عن مقمر فبدا الجمان وما اختفي
فبدا الندى من فوق ورد تحت خالٍ
…
عنبري كالليل عن شفق ضفا
وبثغرها ثلج على خمر تح
…
ل بسكر فلقد تسامت مرشفا
فشفى الضما ضرب اللمى مذ همى
…
من جوهر ظلمٌ نما منه الشفا
وافت تهزّ معاطفا مثل الكثي
…
ب الأعفر ولقد بان مهفهفا
ورمت قلوب العاشقين بسهم لح
…
ظٍ أحور وبه الفؤاد تحترفا
فرأيت ما قد فات في شرح الشبا
…
ب بمحجر لا القصد منه تخلفا
فدع الملام ومن أتاك يشي لجا
…
كالمنذر ودع العذول معنفا
واحضر نديمي لي بوجهٍ ضاحك
…
مستبشر ولدي كن كن مسعفا
وأدر على روح المعنى راحة
…
إذ يجتري عماله قد كلفا
فاقرع لنا ثغر الكؤوس وأملها
…
بالمسكر وأدر علي القرقفا
وامزج بها راح امتداح الأطهر اب
…
ن الأطهر الفذ الإمام أبي الصفا
الطاهر الحبر الهمام ابن الهما
…
م النيفري نجل الرسول المصطفى
هو عالم الدنيا ومؤنس تونسٍ
…
بتصدر مذ كلنا قد سرهفا
ذا وارث المختار خير الخلق خي
…
ر مبشر مذ قد علا واستشرقا
بالفرض والتعصيب حاز مفاخراً
…
وبها حري من فخر والده اقتفى
فعلاه من حسب ومن نسب نق
…
ي أطهر فلذا بدا مستطرفاً
فلأنه طود العلوم وعلمه
…
كالطيسر من سحيه قد أوكفا
ذو نجدة وصيانة وديانة
…
لم تنكر.. يوماً طففا
ذو همة ومروءة طابت بطي
…
ب العنصر وبها غدا متعففا
ذو نجدة وكياسة تكسو الحلى
…
للمشتري والبدر منه قد اختفى
فلأنه شهم خضم أروعٌ
…
ذو مفخر وبه الكمال تعرفا
بدرسناه بشمس والده الإما
…
م الأشهر من فضله قد كفكفا
فلكم هدى من ضب في ديور عل
…
م أكبر فأضاءه حين أزدفا
ولكم بكفه كف من ولى بعد
…
وة قسور فأباد منه مزيفا
فهو الذي قد حاز خصل السبق غي
…
ر مقصر لا للفخار تكلجفا
فبدا بتاج جلالة ومهابة
…
في المنظر والقلب من ذا أرجفا
ولقد تطلع غرة في وجه هـ
…
ذي الأعصر والدهر منه تشرفا
فاحضر بفيض دروسه تلقاه بح
…
ر الجوهر وترى به ذا الغنيفا
فتراه في أشبال جامته إذاً
…
كغضنفر بزئير علم قد هفا
يحظى الذين أتوه من فيض العطا
…
ء الأوفر كم من خلائق أتحفا
ومتى تأمل في العويص يحله بالزمجر ويريك عضباً مرهفاً
ويريك من تحريره عذب السّلا
…
ف المسكر وبكاسه كم أرشفا
بفصاحة قسية قد زانها
…
بتدبر وبدا بها متصرفا
فقد امتطى من علمه متن الجيا
…
د الضمر وبذاك أمره زهلفا
وغدا يجول بحزمه في رحب رو
…
ض مثمر بفوائد وبها شفى
وبدا لنا في طلعة مثل الصبا
…
ح المسفر فغدا لدينا شندقا
هذا الفخار فلا فخار بغيره
…
للمخبر فبه العلا ما استحشفا
يا من فخاره عنه قد قصرت دعا
…
ئم قيصر فغدا به مستشرقا
فمتى تعد ذوو العلا أنت المع
…
د بخنصر مذ قد سموت تشرفا
مذا يقول شوعير في مدحكم
…
إذ يجتري لو كل ليله أتلفا
وبفضلكم صار الخطيب يجول فو
…
ق المنبر مذ قام يتلو المصحفا
لكنني نقحت ما لم يشتبه
…
بالمفتري در المديح وقد صفا
قد فزت منك بمحض ود للفؤا
…
د موفر وبدا فخارك نفنفا
فأقبل إليك فريدة ما حاكها
…
من معشر لو في المدائح أسرفا
حيتك من نجل فتي فاق شع
…
ر البحتري مذ مدح علياك اقتفى
خلصتها مما انتخبت بدرسكم
…
من جوهر فأتى لديك مؤلفا
ولقد سحرت بها النهى فأفخر بها
…
في المعشر فالأصل منكم أتحفا
وكسوتها بمديحكم حسنا ببر
…
د عبقري ووشاحها قد أوصفا
فتطاولت وغدت تجر بكم ذيو
…
ل المفخر تيهاً لديك بلا خفا
وأتتك رغماً للحسود وقرة
…
للمذكر من أهل ود ما جفا
كميا تهنيكم بختم مثل مس
…
ك أذفر في القطر ضاع معرفا
فاهنا وفز وامنح ودم وابقى بقا
…
ء الأدهر تسدي حياء أوطفا
لا زلت بحراً والمديح كما السحا
…
ب الممطر وثناك يملأ كل فا
ما قام يلهج مادح صلى على
…
ذي المغفر خير البرايا المصطفى
صلى الإله عليه ما تم المرا
…
د بمحشر حتى يؤم الموقفا
وقرظ هاته القصيدة أخوانا الشيخ محمد جعيط على شاكلتها بقوله: [الكامل]
برزت فتمنيت المدنفا
…
بالمنظر وبحوزها حاز الشفا
رفعت قناع جمالها فبدت لنا
…
كالمشتري أو بدرتم قد صفا
فخرت بطلعتها فصارت غرة
…
للأعصر ولحسنها البدر اختفى
سحرت بلب القول لب ذوي النهى
…
من معشر وبها تبدي مدنفا
أهدت سلاف النظم في لفظ لها
…
كالجوهر تحكي النسيم تلطفا
حملت لواء بلاغة وفصاحة
…
بالأسطر فكمالها لن يوصفا
طابت ثنا لا بالتصنع بل بطي
…
ب العنصر فنفى بذاك تكلفا
سمحت بكحل مدادها مذ قد حكى
…
للعنبر لوناً وريحاً قد هفا
وسقت كؤوس رحقيها فأبيح شر
…
ب المسكر ناديت هات القرقفا
أزرت بكل فريدة أعظم بها
…
أن تزدري وبلفظها كن منصفاً
فضت ختام رحقيها روض قد هفا
…
بتعطر وبه النسيم تلطفا
فتكت محاسنها بنا لما أتت
…
في عسكر وأتت بقلبي مهدفا
سيف العيون وحاجب وفم همى
…
بالكوثر تزداد منه تزخرفا
ماست لفتكي فاستجرت بربها
…
في المعشر فلأن شيمته الوفا
أعني أبا عبد الإله ومن سما
…
في الأعصر ولعنصر المجد اقتفى
من صار سحر القول منه سجية
…
وبها حري والطبع لن يتخلفا
سحر البيان مع البديع يبثه
…
بالأسطر ويزيد فيه تألفا
يأتي بسحر القول دون توقف
…
وتفكر ويصوغ دراً قد صفا
فهو المقدم بالقريض وعده
…
بالخنصر وبه لعمري صنفا
خذها إليك فرائداً جاءت لكم
…
بتبختر وبها الجمال تكلفا
رويت فنون السحر عما صغته
…
من جوهر ينفي عليه تعسفا
فلذا سمت بجمال قول عن مقا
…
ل البحتري وبفضلها قد أنصفا
قد صغتها تاجاً لهامة خودكم
…
في الأدهر فلحسنها البدر اختفى
فأقبل إليك من المقل قليل ها
…
ذي الأسطر واصفح على ما زيفا
لا زلت ترفل في السعادة والمقا
…
م لأكبر وتصوغ دراً أتحفا
وقرظها أيضاً على شاكلتها الشيخ أحمد جمال الدين بقوله: [الكامل]
نبه جفونك قد وا ساقي السلا
…
فة بكر مترشفا لترى الشفا
وامزج بها ماء اللمى ما فاق طع
…
م السكر واسق النديم المسعفا
ما بين أزهار الربا والعود طو
…
ع منقر وبه المحب تعطفا
والغيد ترفع في بديع شمائل
…
بتبختر كل البدور لها اختفى
ترنو بطرف فاتك من تحت قو
…
س موتر ولها الحشاشة مهدفا
وردت ورود خدودها من تحت آ
…
س عبهر والصبر مني قد عفا
يا صاح ذا زمن الخلاعة والنزا
…
هة فاحضر ومن المعنف قد صفا
فاخلع عذارك واغتنم فرص اللذا
…
ذة وانثر متغنياً ما شنفا
مسك الختام برحب روض قد هفا
…
بتعطر وبه النسيم تلطفا
طلعت تتيه تطاولا في خير نش
…
ر عنبري تذر المعنى منصفا
وتجر ذيل مطارف من سندس
…
ي عبقري تلقي المحب من الشفا
سحرت عقول ذوي النهى فغدت حلي
…
ف تفكر بسلاسة لن توصفا
كالراح معنى إذ تفيض جواهرا
…
كالممطر أو كالعقود تألفا
وبدت تدير مدائحاً في ذي الإما
…
م الأطهر نسل الرسول المصطفى
ما صاغها ذو نهية ولو الحرير
…
ي الحري بل لو غدا متكلفا
ما هو إلا من سما وبكل شه
…
م يزدري وأبان فضله كل فا
بحر من الآداب يبدو أنه
…
كالسكر يبري السقيم المدنفا
من قد تسمى بالسنوسي كالسنوسي
…
المزهر بل مثله لن يعرفا
ابدعت في نظم نضيد مثل سل
…
ك الجوهر أو كالرياض تزخرفا
يشدو فيفعل بالنهي فعل الشرا
…
ب المسكر لكنه لن ينزفا
وبك الأواخر قد تفاخر أيت ذك
…
ر البحتري وبك الصفاء قد اختفى
وبكل فن قد بدا متقايضا
…
كالأبحر وغدا ذكاؤه مرهفا
قد نلت كل حميدة من ذا الجنا
…
ب الأطهر ولك الفخار بلا خفا
دم مثل ما ترضى فأنت أديب ك
…
ل الأعصر وغدا زمانك مسعفا
وبقيت غيثاً واكفا ولك الفدا
…
بمعشر ذي المفاخر مرشفا
متبسماً ثغر السعادة فائحاً
…
كالعنبر أو مسك ختم قد هفا
وفي شوال سنة 1287 سبع وثمانين ومائتين وألف ألزمني الشيخ أبو عبد الله محمد البارودي للإقراء بجامع الزيتونة، وأول كتاب ختمه بالإقراء بجامع الزيتونة شرح الشيخ ميرة على ابن عاشر وعند ختمه حضر كثير من مشايخي وإخواني وقد كتبت على خاتمة النظم المذكور كتابة لطيفة.
وفي جمادى الأولى سنة 1290 تسعين ومائتين وألف استدعاني شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد معاوية للمناظرة بتذكرة فكتبت عليها قولي: [المتقارب]
أناظر لا أختشي يومها
…
فعوني الإله بنصري كفيل
وأدخل في جمعهم صادحا
…
بحسبي إلهي ونعم الوكيل
وتعين للمناظرة مبحث المطلق والمقيد من جمع الجوامع بشرح المحلي فكتبت على المبحث المذكور ورقات وحضرت بالجامع لإلقائها فإذا بالمنازع تأخر عن الحضور وبسبب ذلك تأخرت المناظرة.
ولما قرأت مختصر السعد بجماع الزيتونة كتبت في مبحث الملكة رسالة في المقولات العشر.
ولما قرأت علم العروض نظمت فيه أرجوزة جمعت فها فنون العروض والقوافي والقريض أحسن جمع قلت في فاتحتها: [الرجز]
بدرة الحمد نظامي نبتدي
…
مصلباً على الرسول الأحمد
ولما كان مقتضى ترتيب جامع الزيتونة أن التآليف الجديدة يلزم أن تعرض على المشائخ النظار وهم شيخنا الإسلام والقاضيان عرضتها عليهم فكتبوا عليها بخط الإسلام من إنشائه ما نصه: الحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وأتباعه، قد وقفت على هاته الأرجوزة الوجيزة، التي أثبتت لمنشئها براعته وتبريزه، وكانت لسلالتها ونصاعة ألفاظها وصحة معانيها واستقامة أغراضهأن سهلة التناول لمداوليها وحفاظها فأجزنا للطالبين منفعة واجتناء ثمار فوائدها من مجانيها.
كتبه أفقر العباد لربه تعالى أحمد بن الخوجة كان الله له في شهر رجب من عام 1297 سبعة وتسعين ومائتين وألف ومن الفقير إلى ربه محمد الشاذلي بن صالح أصلح الله حال الجميع آمين ومن الفقير إلى ربه محمد بيرم ومن الفقير إلى ربه محمد الطاهر النيفر كان الله به بمنه آمين.
وقرظ هاته الأرجوزة أحد تلامذة الدرش الشيخ أحمد بن الصادق بن محمد القريشي السقاط بقوله: [الكامل]
يا رائماً تهذيبه لقريضه
…
خذ درة تكفيك علم عروضه
تحوي موازين الخليل وبعدما
…
يخفى على الحذاق درك وميضه
سمحت بها كف السنوسي الرضى
…
فاغنم هنيئاً من كنوز فيوضه
واشكر لمن أسدى لنا نفعاً وإن
…
أودى فؤاد حسوده وبغيضه
نهضت عزائمه لنشر العلم في
…
نفه الورى الله در نهوضه
وإذا انتقى الله امرأ لسعادة
…
ظهرت بمرأى الناس حبك عروضه
فأقبل أبا عبد الإله عجالة
…
شكراً وشكر العلم من مفروضه
لا زلت في العرفان طود معارف
…
والعبد يرفل في حلى تقريظه
وقد نظمت متن المقدمات السنوية في علم الكلام تسهيلاً للطالبين ونظمت عدة قواعد وضوابط في فنون شتى، وفي أثناء مدة قراءتي تعلقت بالأدب وتعاطيت حفظ المقامات الحريرية وغيرها من مواده نظمت شيئاً في ذلك العهد كنت أحسبه من الشعر وليس منه في شيء إلا أنه في أواخر سنة 1286 ست وثمانين ومائتين وألف صار شعراً يرغب فيه سامعوه ولا أدع حسن بعضه وأرسلته إلى عدة جهات حتى كنت في ذلك العهد أنشد قول الشاعر:[المتقارب]
أراني ابن عشرين أو دونها
…
وقد طبق الأرض شعري مسيرا
إذا قلت قافية لم تزل
…
تجوب السهول وتطوي الوعورا
استغفر الله إن ذلك لمن غلط الصبا تجاوزه الله عنا آمين.
وقد اعتنيت بجمع أشعار أهل البلاد وجعلتها كتاباً سميته (شفاء النفوس السنية بجمع الدواوين لتونسية) ترجمت فيه لكافة الشعراء التونسيين في مبدأ جلة أبناء المقدس حين بن علي تركي إلى هذا العصر الأخير، جاء كتاباً يحتوي على أجزاء كثيرة أربى شعره كثرة على قلائد الأندلسيين ويتيمة العراقيين وقد قرظه كثير ممن وقف عليه ومن لطائف تقاريظه ما قرظه به أخونا الشيخ سيدي محمد بن الخوجة وهو قوله:[البسيط]
الراح تقصر عما صغت من أدب
…
فلا تسل ما أصاب القلب من طرب
وأين من خمرة الآداب ما عصرت
…
من دوحة الكرم الدرية الحبب
هذب حرام وتلك الشرع حللها
…
فانظر لآلئها أعلى لدى الرتب
أهدي إليك ثناء طاب عنبره
…
شكراً لما قد بعثتم من حلى الأدب
لا زلت تهدي ثمار لعلم دانية
…
والشكر يهدي إليكم أحسن النخب
وكتب عليه مفتي سوسة الشيخ محمد عمار مقرظاً بقوله: نحمدك يا من طلع في هذه الخضرا بدرأن فأزاح غياهب الأحلاك، وأفاض على نوادي الفصاحة بحرأن يقذف بجواهر الأسلاك، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد أفصح البلغاء وعلى آله وأصحابه أيمة الاقتداء وبدور الاهتداء.
هذا وإن محاسن الآداب وبدائع الإعجاب، أنفس ما يرغب فيه الأفاضل، ويتنافس في تحصيله الأماثل، وإن إشعار القطر التونسي بلغت أقصى غايات الاختراع، في جزالة النظم ورونق الإبداع، إلا أنها لم ينتدب لها من ينظم شملها وستنز طلها ووبلهأن لولا أعجوبة الزمان، ونادرة البيان، أوحد العصر، في النظم والنثر، فإنه أحيا أدام الله حياته ذكر أبناء قطره، ومنشئي مصره، بتأليفه شفاء النفوس السنية بمجمع الدواوين التونسية، وأبقى لهم في المعالي ذكراً يجدد لهم على تعاقب الأعصار فخرأن حيث أظهر من زوايا الخبايا دواجن أخبارهم، وجلا على منصة الظهور بنات أفكارهم، ومن نظر الأمور بعين الاعتراف، ووزنها بقسطاس الإنصاف، من جهابذة النظام وحملة الأقلام، لا ينازع في أن من ألبس أبناء الوطن أثواب الثناء الحسن لا ينبغي إهمال الثناء عليه، وإيصال المبرات إليه، على أن جزاء المحسن ضروري الاعتبار، تشهد بذلك سجايا الأحرار، ثم إن مؤلفه أطلعني على الجزء السادس منه فسرحت فيه النظر وأسمت الفكر بين خمائل الزهر، وأدوح الثمر، لأتقطف أزهار رياضه وأرتشف زلال حياضه، ولعمري أن معاطاة طروسه ورحيق كؤوسه أعذب من رشف الرضاب من الثنايا العذاب، بل أشهى من رجع الشباب، كيف لا ونفح الطيب يتأرج من سطوره، وقلائد العقيان دون منظومة ومنثوره، ولقد تبينت به أن المتأخر قد يقهر في وجه المتقدم، ولم أعول على هل غادر الشعراء من متردم، ولكنه وافاني وقد هجرت الغزل، وصحا القلب عن الوقوف في الطلل، وفترت العزائم، عن مطارحة الحمائم، وصياغة التمائم، وتوشيح المعاني، بالنسج الخسرواني، فحرك طباعي، وفتح باب الدواعي، كأنما عاطاني سلافه، أو بعثت إلى الرصافة فجريت رحب المجال وسددته شهاب لمقال لعلي أصادف الغرض، في تقريظه المفترض، ووصف كماله الذي هو جوهر لا عرض، كلا لقد جئت شيئاً إمرأن حملت نفسي إصرأن فأرهقتها عسرأن أرأيت من يصل إلى السماك، ويتعاطى ثواقب الأفلاك، فليت شعري بم نشكر فضل مساعيك.
معاشر محبيك، لا غرو أن ضاق نطاق البيان عن أياديك، فإنك بلغت الغاية في المعارف، واقتناء اللطائف، وحصلن على الذوق قبل أن تشب عن الطوق، رويداً قد اعترفنا بأياديك البيض، ولم نجاذبك ر داء القريض، لله درك ما أبرع قلمك وأعذب كلمك إن نثرت أو وشيت بالحبر أنسيت أزاهر الروضة الغناء، وشففت على زواهر الخضراء، بلاغة اليراعه، وفطانة وبراعة، اين البديع من لفظك البديع لقد أزرى بالوليد وأربى على عبد الحميد، فالله يحرس مجدك، ويديم حمدك، بمنه وطوله، كتبه أخوكم محمد عمار.
ومنه أخرجت جملة شعر شاعر تونس أبي الثناء محمود قابادو وجعلته ديواناً سبق ذكره في ترجمة صاحبه.
ثم إني جمعت ما قلته من الشعر والنثر بديوان سميته بنزهة الخواطر وكل هذه التآليف د تجملت بتقاريظ أهل الأدب مما كثرته تمنعني من استقصاء ذكره هنا.
وأما الإقراء بجامع الزيتونة وغيره فلا زلت بحمد الله معتكفاً عليه وقد أتيت بحمد الله على كثير من مهمات الكتب من التوحيد والأصول والحديث والفقه والنحو والصرف والبيان والمنطق والعروض وآداب البحث نسأل الله أن لا يحرمني لذة ملازمته إلى حضور الأجل بجاه النبي الرسول الأجل.
وقد رأيت أن أورد هنا قصيدة من نظم شاعر مجيد استظرفتها لما جرت عادة التلامذة أن يقدموه عند ختم الكتب وقد أنشدنيها أحد التلاميذ عند ختم مقدمة ابن هشام وهذا نصها: [الكامل]
ظبي الفلا بجمالك المحروس
…
من ذا أحل لك اغتصاب نفوس
مهلاً بقلب في هواك حبسته
…
أو لست ذا رحمى على المحبوس
كم من فتى لا زال يقطعه الهوى
…
وجد فأصبح في الثرى المرموس
شوقي لرشف من لماك لعله
…
يطفي لظى وجدي وحر وطيسي