الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاتجاهات المعاصرة في دراسة السنة النبوية في مصر وبلاد الشام
المؤلف/ المشرف:
محمد عبدالرزاق أسود
المحقق/ المترجم:
بدون
الناشر:
دار الكلم الطيب - دمشق ̈الأولى
سنة الطبع:
1429هـ
تصنيف رئيس:
حديث
تصنيف فرعي:
دراسات توثيقية ومنهجية
الخاتمة:
أحمد الله سبحانه وتعالى في نهاية هذه الرسالة أن يسر لي سبل البحث والدراسة، ومكنني بفضله من إنجاز هذه الرسالة.
ثم أود في هذه الخاتمة أن أقدم خلاصة ما توصلت إليه في هذه الرسالة بين يدي الباحثين والدارسين؛ بعد أن استقصيت كل ما قيل في الاتجاهات المعاصرة في دراسة السنة النبوية في مصر وبلاد الشام؛ فجاءت نتائج بحثي كما يلي:
أولا: حصرت الاتجاهات المعاصرة في دراسة السنة بأربعة اتجاهات وهي:
1ـ اتجاه جمهور علماء الحديث في دراسة السنة النبوية.
2ـ الاتجاه السلفي ودراسته للسنة النبوية.
3ـ الاتجاه العقلي ودراسته للسنة النبوية.
4ـ الاتجاه المنحرف ودراسته للسنة النبوية.
ثانيا: تنوعت صور دراسة السنة النبوية عند اتجاه جمهور علماء الحديث منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري إلى الآن (1426هـ) إلى ثمان صور وهي:
1ـ اهتمام العلماء بدراسة وتبسيط السنة النبوية بأسلوب يناسب عصرنا سواء في علم الدراسة أو الرواية.
2ـ كانت للرسائل الجامعية العلمية المحكمة (الماجستير والدكتوراه) في السنة النبوية دور إثراء دراسة السنة بشكل جاد ومفيد، وقد شملت هذه الرسائل أكثر علوم السنة النبوية، والتي بدأت في ستينيات القرن الرابع عشر الهجري تقريبا.
3ـ ساهمت دراسات اللغة العربية (البلاغية واللغوية والأدبية) المتصلة بالحديث الشريف في إبراز قيمته اللغوية الرفيعة.
4ـ ظهرت عظمة السنة النبوية من خلال دراسات الإعجاز العلمي في السنة؛ والهدي النبوي في الطب التي بدأت في أوائل القرن الخامس عشر الهجري والتي كان لها أثرا جيدا في توعية الناس بفوائد تطبيق أمور وردت في السنة النبوية.
5ـ ساهمت المؤتمرات والندوات والدراسات التي ألقيت فيها، والتي انعقدت تحت رعاية الحكومات الإسلامية، في تسعينيات القرن الرابع عشر الهجري؛ في دعم وتفعيل السنة النبوية لتكون منارة للتطبيق في كل مجالات الحياة الإنسانية؛ التشريعية والقانونية والتربوية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية.
6ـ أعطت الأبحاث العلمية المحكمة المختصة بدراسة السنة النبوية التي تنشر في المجلات العلمية تطورا كبيرا في النهضة الحديثية المعاصرة، والتي بدأت في تسعينيات القرن الرابع عشر الهجري.
7ـ تأسست المراكز والمؤسسات العلمية المرتبطة بالسنة النبوية في بداية القرن الخامس عشر الهجري، على المستوى الحكومي في بعض الدول الإسلامية والعربية، والتي كان لها الدور الكبير في نشر وخدمة السنة النبوية تأليفا وتحقيقا.
8ـ دخلت السنة النبوية مرحلة جديدة من خلال ثورة المعلومات المتمثلة في نتاج الحاسب الآلي ومواقع الشبكة الدولية، في بداية العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري، فأصبحت السنة في متناول كل باحث، مما أوجد استفادة كبرى للعلماء والباحثين.
ثالثا: أما الاتجاه السلفي ودراسته للسنة النبوية توصلت فيه إلى ما يلي:
1ـ أنه فكر منتشر بقوة لا يستهان بها، وله أعلامه ومبادئه تنشر فكره في كل مكان.
2ـ أنه أبرز علم أثر في الفكر السلفي المعاصر هو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
3ـ لا يمكن لأحد إنكار جهود الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في خدمة السنة النبوية مؤلفاته (238) مؤلفا ما بين مطبوع ومخطوط؛ مما ساهم في نشر الوعي بين المسلمين بالتمسك بالسنة النبوية المشرقة.
تناولت أبرز المسائل العلمية التي تناولتها في بيان منهج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السنة النبوية في مؤلفاته من خلال أربع مسائل وهي:
أـ تصحيح الأحاديث ب ـ تضعيف الأحاديث. ج ـ تناقض الحكم على الأحاديث. د ـ استنباط فقه الأحاديث.
وقد ذكرت أمثلة على هذه المسائل ووضحت فيها رأي جمهور العلماء فيها المتقدمين والمعاصرين، وذكرت أن آراء الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في هذه المسائل هي اجتهادات في السنة النبوية يؤجر فيها مرتين إن أصاب وإن أخطأ فله أجر واحد وهي لا تلزم المسلمين.
5 ـ ظهور المؤلفات التي أثبتت رجوع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عن بعض اجتهاداته الخاطئة في بعض المسائل التي ذكرتها؛ وهذا مما يحمد للشيخ رحمه الله تعالى.
6ـ كثرة الردود على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والتي بلغت (65) مؤلفا.
رابعا: أما الاتجاه العقلي ودراسته للسنة النبوية فقد توصلت فيه إلى ما يلي:
1 ـ بدأت أفكار هذا الاتجاه تنتشر منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري، بهدف التجديد والدفاع عن الإسلام لمواجهة الأعداء الذين تألبوا عليه من كل جانب.
2ـ تبين لي أنه فكر يحاول أن يستعيد عافيته في ظل أفكار التجديد؛ والانسجام مع الواقع المعاصر، وله مبادئه وأعلامه التي تحاول أن تنشره في كل مكان، ولاحظت تشابها كبيرا بين أفكارهم وأفكار المعتزلة، وهذا لا يخفى على أي باحث.
3ـ تبنى أكثرهم القول بظنية أخبار الآحاد وعدم جواز الاعتماد عليها في إثبات مسائل العقيدة الإسلامية، أو الأحكام الفقهية، بعد أن اعتمدوا على أدلة تؤيد وجهة نظرهم، وقد رددت عليها لإثبات حجية خبر الواحد في العقيدة والأحكام.
4ـ أدى تبنيهم مبدأ عدم حجية خبر الواحد في العقيدة والأحكام إلى استبعاد أو تأويل كثير من الأحاديث الشريفة سواء في العقيدة أو السيرة أو الأحكام؛ مما أغرى أصحاب الاتجاه المنحرف بذلك فاعتمدوا عليهم في تبرير انحرافاتهم الفكرية، وقد أثبت ذلك بذكر نماذج تبين مبدأهم هذا.
خامسا: أما الاتجاه المنحرف ودراسته للسنة فقد توصلت فيه إلى ما يلي:
1ـ بدأت أفكار هذا الاتجاه تنتشر مع الغزو العسكري الغربي للبلاد العربية والإسلامية للتشكيك في حجية السنة النبوية؛ فانتشر أولا في الهند ثم في مصر ثم انتقل منها إلى بقية البلاد العربية، وذلك في أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري.
2ـ أنه فكر دخيل ومستورد وغير منسجم مع الإسلام، ويحاول أن ينظر إلى الإسلام بعيون تغريبية أو علمانية أو ماركسية أو حداثية؛ بعيدة كل البعد عن حضارتنا وقيمنا ومبادئنا وهناك تشابه كبير بين أفكارهم وأفكار المستشرقين الحاقدين؛ وهم يبررون انحرافاتهم باعتمادهم على مبادئ رجال الاتجاه العقلي.
3ـ تنوعت أفكارهم المنحرفة؛ ولكن الذي يجمعهم هو التشكيك في السنة النبوية وإنكارها كليا أو جزئيا.
4ـ لم يقف انحرافهم عند ذلك؛ بل تعدى إلى ابتداع أفكار نابعة من أتباع الهوى والشيطان، متمثلين في أكثرها بأفكار المستشرقين، وذلك مثل شبهتهم في النهي عن كتابة السنة النبوية أو تأخر تدوينها، أو الطعن بالصحابة رضي الله عنهم، أو التفسير الماركسي اليساري للسنة النبوية، وغير ذلك.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجعلني صادقا مخلصا في هذه الرسالة؛ وأن يتقبلها مني؛ ويجعلها في صحيفتي يوم لا ينفع مال ولا بنون وأن يختم لي ولأساتذتي ولمن مد لي يد العون بالحسنى، إنه على ذلك قدير، وهو نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والله ولي التوفيق.