الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسلم عام الفتح كما ذكرنا فى غزوة الفتح وشهد حنينا، ونوفل بن الحارث هاجر وأسلم أيام الخندق، وعبد شمس وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وقثم بن عبد المطلب
- وهو أخو الحارث لأبويه؛ مات صغيرا.
الثالث- الزبير بن عبد المطلب
، وكان من أشراف قريش. وابنه عبد الله ابن الزبير شهد حنينا وثبت يومئذ واستشهد بأجنادين «1» ، وضباعة بنت الزبير، لها صحبة، وأمّ الحكم بنت الزبير، روت عن النبىّ صلى الله عليه وسلم.
الرابع حمزة بن عبد المطلب
كان يقال له: أسد الله وأسد رسوله، ويكنى أبا عمارة وأبا يعلى «2» . وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرّضاع «3» . وقد قدّمنا فى أنباء هذه السيرة خبر إسلامه ومقتله فى غزوة أحد. ولم يكن له إلا ابنة واحدة. وقيل: ابنتان. وقد ذكرنا هما فيمن عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء فأباهنّ.
والخامس العبّاس بن عبد المطّلب
كان يكنى أبا الفضل بابنه الفضل بن العبّاس، وكان العباس أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل: بثلاث سنين، وأمّه نتلة، ويقال:
نتيلة بنة جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو
الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النّمر بن قاسط. وهى أوّل عربية «1» كست البيت الحرام الحرير والدّيباج وأصناف الكسوة. وذلك أن العباس ضلّ وهو صبىّ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام، فوجدته ففعلت.
وقد تقدّم من خبر العباس فى غزوة بدر عند أسره، وقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّى كنت مسلما، وإن القوم استكرهونى على الخروج.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أسلم العباس قبل خيبر وكان يكتم إسلامه.
قال: ويقال إنه أسلم قبل بدر، وكان يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخبار المشركين، وكان يحبّ أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن مقامك بمكة خير» فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «من لقى منكم العباس فلا يقتله فإنه أخرج كرها» .
وكان العباس أنصر الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبى طالب، وولى السّقاية بعد أبى طالب وقام بها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم العباس بعد إسلامه ويعظّمه ويجلّه، ويقول:«هذا عمى وصنو أبى» . وكان العباس جواد مطعما، وصولا للرّحم، ذا رأى حسن، ودعوة مرجوّة.
وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه استسقى بالعباس فى سنة سبع عشرة وذلك عام الرّمادة «2» ، وكانت الأرض أجدبت إجدابا شديدا. فقال كعب لعمر:
يا أمير المؤمنين، إن بنى إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة
الأنبياء. فقال عمر رضى الله عنه: هذا عمّ النبى صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه، وسيّد بنى هاشم. فمشى إليه عمر فشكا إليه ما فيه الناس. ثم قال: اللهم إنا قد توجّهنا إليك بعمّ نبينا وصنو أبيه، فاسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. ثم قال:
يا أبا الفضل قم فادع. فقام العباس فقال بعد حمد الله والثناء عليه: اللهم إن عندك سحابا وعندك ماء، فانشر السحاب، ثم أنزل الماء منه علينا، فاشدد [به «1» ] الأصل، وأطل به الفرع، اللهم إنك لم تنزل بلاء إلا بذنب، ولم تكشفه إلا بتوبة، وقد توجّه القوم بى إليك فاسقنا الغيث، اللهم شفّعنا فى أنفسنا وأهلينا، اللهم إنا شفعاء عمن لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا، اللهم اسقنا سقيا وادعا، نافعا طبقا سحّا «2» عامّا.
اللهم لا نرجو إلا إيّاك، ولا ندعو غيرك، ولا نرغب إلا إليك. اللهم إليك نشكو جوع كل جائع، وعرى كل عار، وخوف كل خائف، وضعف كل ضعيف.
فى دعاء كثير.
قال ابن عبد البر: وهذه الألفاظ كلها لم تجىء فى حديث واحد، ولكن جاءت فى أحاديث جمعتها واختصرتها ولم أخالف شيئا منها، وفى بعضها: فسقوا والحمد لله. وفى بعضها قال: فأرخت السماء عزاليها «3» فجاءت بأمثال الجبال، حتى استوت الجفر «4» بالآكام، وأخصبت الأرض، وعاش الناس. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه. وقال حسّان بن ثابت فى ذلك:
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا
…
فسقى الغمام بغرّة العبّاس
عمّ النبى وصنو والده الذى
…
ورث النّبىّ بذاك دون النّاس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت
…
مخضرّة الأجناب بعد الياس
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبى لهب:
بعمّى سقى الله الحجاز وأهله
…
عشيّة يستسقى بشيبته عمر
توجّه بالعباس فى الجدب راغبا
…
فما كرّ حتّى جاء بالدّيمة المطر
وتوفى العباس- رضى الله عنه- بالمدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رجب. وقيل: من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين فى خلافة عثمان بن عفّان وصلّى عليه عثمان، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل: تسع وثمانين سنة. وقال خليفة بن خيّاط: كانت وفاة العباس سنة ثلاث وثلاثين، ودخل قبره ابنه عبد الله. وكان للعباس من الولد: الفضل وهو أكبر أولاده وبه كنّى، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم. ولهم صحبة. وعبد الرحمن ومعبد ولدا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهدا بإفريقيّة فى خلافة عثمان بن عفّان، وأمّ حبيب، كلهم من أمّ الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهى أخت ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم، يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، وكانت من المنجبات، وفيها يقول عبد الله بن يزيد الهلالى:
ما ولدت نجيبة من فحل
…
بجبل نعلمه وسهل
كستّة من بطن أمّ الفضل
…
أكرم بها من كهلة وكهل
عمّ النبى المصطفى ذى الفضل
…
وخاتم الرّسل وخير الرّسل