المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٨

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الأول من القسم الخامس في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله]

- ‌ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتّصل بذلك

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة قبل الهجرة

- ‌ذكر وفد غفار وقصّة أبى ذرّ الغفارىّ فى سبب إسلامه

- ‌ذكر وفد أزد شنوءة وكيف كان إسلام ضماد

- ‌ذكر وفد همدان

- ‌ذكر وفادة الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ وإسلامه

- ‌ذكر وفد نصارى الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وقبل الفتح

- ‌ذكر وفد عبس

- ‌ذكر وفد سعد العشيرة

- ‌ذكر وفد جهينة

- ‌ذكر وفد مزينة

- ‌ذكر وفد سعد بن بكر

- ‌ذكر وفد أشجع

- ‌ذكر وفد خشين

- ‌ذكر وفد الأشعرين

- ‌ذكر وفد سليم

- ‌ذكر وفد دوس

- ‌ذكر وفد أسلم

- ‌ذكر وفد جذام

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة شرّفها الله تعالى وعظمها

- ‌ذكر وفد ثعلبة

- ‌ذكر وفد أسد

- ‌ذكر وفد تميم

- ‌ذكر وفد فزارة واستسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر وفد مرّة

- ‌ذكر وفد محارب

- ‌ذكر وفد كلاب

- ‌ذكر وفد رؤاس بن كلاب

- ‌ذكر وفد عقيل بن كعب

- ‌ذكر وفد جعدة

- ‌ذكر وفد قشير بن كعب

- ‌ذكر وفد بنى البكّاء

- ‌ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

- ‌ذكر وفد باهلة

- ‌ذكر وفد هلال بن عامر

- ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

- ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

- ‌ذكر وفد عبد القيس

- ‌ذكر وفد بكر بن وائل

- ‌ذكر خبر أعشى بنى قيس وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه قبل لقائه

- ‌ذكر وفد تغلب

- ‌ذكر وفد حنيفة

- ‌ذكر وفد شيبان

- ‌ذكر وفادات أهل اليمن

- ‌ذكر وفد طيّئ وخبر زيد الخيل وعدىّ بن حاتم

- ‌ذكر وفد تجيب

- ‌ذكر وفد خولان

- ‌ذكر وفد جعفى

- ‌ذكر وفد مراد

- ‌ذكر وفد زبيد

- ‌ذكر وفد كندة

- ‌ذكر وفد الصّدف

- ‌ذكر وفد سعد هذيم

- ‌ذكر وفد بلىّ

- ‌ذكر وفد بهراء

- ‌ذكر وفد عذرة

- ‌ذكر وفد سلامان

- ‌ذكر وفد كلب

- ‌ذكر وفد جرم

- ‌ذكر وفد الأزد وأهل جرش

- ‌ذكر وفد غسّان

- ‌ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌ذكر وفد عنس

- ‌ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اختصّ به تميم الدارىّ وإخوته

- ‌ذكر وفد الرّهاويّين

- ‌ذكر وفد غامد

- ‌ذكر وفد النّخع

- ‌ذكر وفد بجيلة

- ‌ذكر وفد خثعم

- ‌ذكر وفد حضرموت

- ‌ذكر وفد أزد عمان

- ‌ذكر وفد غافق

- ‌ذكر وفد بارق

- ‌ذكر وفد مهرة

- ‌ذكر وفد حمير

- ‌ذكر وفد جيشان

- ‌ذكر وفد سلول

- ‌ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآن

- ‌ذكر خبر إسلام الجنّ ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن

- ‌ذكر إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم بسبب ذلك

- ‌ذكر خبر سواد بن قارب

- ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

- ‌ذكر رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم، وما كتب به إليهم، وما أجابوا به

- ‌ذكر إرسال عمرو بن أمية الضّمرىّ إلى النّجاشى ملك الحبشة وإسلامه

- ‌ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبىّ إلى قيصر ملك الروم

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السّهمىّ إلى كسرى ملك الفرس

- ‌ذكر إرسال حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا

- ‌ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ خديجة بنت خويلد

- ‌سودة بنت زمعة بن قيس

- ‌عائشة بنت أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنهما

- ‌حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها

- ‌زينب بنت خزيمة بن الحارث

- ‌أمّ سلمة هند بنت أبى أمية

- ‌زينب بنت جحش بن رئاب

- ‌جويرية بنت الحارث

- ‌ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون

- ‌أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان

- ‌صفيّة بنت حيىّ بن أخطب

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌ذكر من تزوجهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بهنّ، ومن دخل بهنّ وطلّقهنّ، ومن وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم:

- ‌فاطمة بنت الضّحّاك

- ‌عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية

- ‌العالية بنت ظبيان بن الجون

- ‌أسماء بنت النّعمان بن أبى الجون

- ‌أميمة بنت شراحيل

- ‌قتيلة بنت قيس

- ‌عمرة بنت معاوية الكندية

- ‌أسماء بنت الصّلت

- ‌مليكة بنت كعب الليثىّ

- ‌ابنة جندب بن ضمرة الجندعى

- ‌الغفارية

- ‌خولة بنت الهذيل بن هبيرة

- ‌خولة بنت حكيم

- ‌ليلى بنت الخطيم بن عدىّ

- ‌ليلى بنت حكيم الأنصارية

- ‌أمّ شريك واسمها غزيّة

- ‌الشّنباء

- ‌ذكر من خطبهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يتّفق تزويجهنّ

- ‌أمّ هانىء بنت أبى طالب

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرا

- ‌جمرة بنت الحارث بن عوف المزنىّ

- ‌سودة القرشيّة

- ‌أمامة بنت عمّة حمزة

- ‌ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ورقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحارث

- ‌وقثم بن عبد المطلب

- ‌الثالث- الزبير بن عبد المطلب

- ‌الرابع حمزة بن عبد المطلب

- ‌والخامس العبّاس بن عبد المطّلب

- ‌والسادس من عمومته صلى الله عليه وسلم أبو طالب

- ‌والسابع من عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب

- ‌الثامن- عبد الكعبة

- ‌والتاسع- حجل

- ‌والعاشر- ضرار

- ‌والحادى عشر- الغيداق

- ‌ذكر عمّات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأولى- صفيّة بنت عبد المطلب

- ‌وعاتكة بنت عبد المطّلب

- ‌وأروى بنت عبد المطلب

- ‌وأميمة بنت عبد المطلب

- ‌وبرّة بنت عبد المطلب

- ‌وأمّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب

- ‌ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحرار

- ‌أنس بن مالك بن النّضر

- ‌وهند وأسماء ابنا حارثة

- ‌وربيعة بن كعب الأسلمى

- ‌وعبد الله بن مسعود

- ‌وعقبة بن عامر بن عبس

- ‌وبلال بن رباح المؤذّن

- ‌وسعد مولى أبى بكر الصدّيق

- ‌وذو مخمر بن أخى النّجاشى

- ‌وبكير بن شدّاخ اللّيثى

- ‌وأبو ذرّ الغفارىّ

- ‌ذكر موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى

- ‌وأسامة بن زيد بن حارثة

- ‌وثوبان بن بجدد

- ‌وأبو كبشة سليم

- ‌وأنسة

- ‌وشقران

- ‌ورباح

- ‌ويسار

- ‌وأبو رافع

- ‌وأبو موبهبة

- ‌ورافع

- ‌وفضالة

- ‌ومدعم

- ‌وكركرة

- ‌وزيد

- ‌وعبيد، وطهمان

- ‌ومابور

- ‌وأبو ضميرة

- ‌وحنين

- ‌وأبو عسيب

- ‌وأبو هند

- ‌وأنجشة

- ‌وأنيسة

- ‌وأبو لبابة

- ‌ورويفع

- ‌وسعد

- ‌وكيسان، أو مهران

- ‌وأبو سلمى

- ‌ومن النساء

- ‌ذكر حرّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية

- ‌ذكر صفة خاتم النبوّة الذى كان بين كتفى النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله

- ‌ذكر عدد شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه خضب

- ‌وأما من قال إنه خضب صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفات رسول الله المعنوية صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما ما ورد فى أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته

- ‌وأما نومه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما النكاح وما يتعلق به

- ‌وأما خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حلمه واحتماله وعفوه

- ‌وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق

- ‌وأما وفاؤه وحسن عهده وصلته للرحم صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع علوّ منصبه ورفعة مرتبته

- ‌وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما زهده فى الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خوفه ربّه، وطاعته له، وشدّة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حديث هند بن أبى هالة وما تضمن من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية والمعنوية

- ‌ذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أما ما ناله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش فى دنياه

- ‌وأما تطيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما لباسه صلى الله عليه وسلم وما روى من ألوانه وأصنافه وطوله وعرضه

- ‌ذكر صفة إزرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا لبس ثوبا جديدا

- ‌ذكر فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته

- ‌ذكر ما لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخواتم، ومن قال لم يتختّم

- ‌ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفّيه

- ‌ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشطه، ومكحلته، ومرآته، وقدحه، وغير ذلك من أثاثه

- ‌ذكر ما ورد فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجّامه

- ‌ذكر ما ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلاح

- ‌ذكر دوابّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل والبغال والحمير

- ‌ذكر نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات

- ‌الوجه الأوّل- حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته

- ‌الوجه الثانى من إعجازه- صورة نظمه العجيب

- ‌الوجه الثالث من إعجازه- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد

- ‌الوجه الرابع- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة

- ‌الوجه الخامس- الرّوعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه

- ‌الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا

- ‌الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه

- ‌الوجه الثامن- أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلّميه، وقرّبه على متحفّظيه

- ‌الوجه التاسع- مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها

- ‌الوجه العاشر- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب

- ‌وأما انشقاق القمر، وحبس الشمس ورجوعها

- ‌وأما رجوع الشّمس

- ‌وأما حبسها

- ‌وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تفجيره وانبعاثه وتكثيره ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وانقيادها إليه وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم كلام الحيوانات وسكونها وثباتها إذا رأته

- ‌ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إجابة دعائه

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقلاب الأعيان

- ‌ومما يلتحق بهذا الفصل

- ‌ومن معجزاته عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته إياه مع كثرة أعدائه وتحزبهم واجتماعهم على أذاه

- ‌وقد رأينا أن نختم هذه الفصول بذكر القصيدة التى ابتسمت ثغورها بوصف معجزاته

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه

- ‌ذكر ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستئذانه نساء أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها

- ‌ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمر به من سدّ الأبواب التى تشرع إلى مسجده إلا باب أبى بكر الصديق ووصيته بالأنصار

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفيه

- ‌ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّى

- ‌ذكر ما اتفق فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

- ‌وأمّا ما وصّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما الدّنانير التى قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما السّواك الذى استنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

- ‌ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة عند الموت

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الموت به

- ‌ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به الناس حين شكّوا فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة أبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غسّله، وتكفينه وحنوطه

- ‌وأما تكفينه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده وما فرش تحته ومن فرشه، ومن دخل قبره، ووقت دفنه، ومدّة حياته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقت دفنه صلى الله عليه وسلم ومدة مرضه

- ‌وأما سنّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

- ‌[صورة ما هو مكتوب بآخر هذا الجزء بنسخة]

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

صدقة» يعنى هذه الأموال القائمة، فتعلمين أن أباك أعطاكها؟ فو الله لئن قلت نعم لأقبلنّ قولك وء لأصدقنك. قالت: جاءتنى أمّ أيمن فأخبرتنى أنه أعطانى فدك.

قال: فسمعته يقول هى لك؟ فإذا قلت قد سمعته فهى لك، فأنا أصدّقك وأقبل قولك. قال: قد أخبرتك ما عندى. وعن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخى ميمونة قال: والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا، ولا عبدا ولا أمة، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضا تركها صدقة. وعن زرّبن حبيش: أن إنسانا سأل عائشة رضى الله عنها عن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: عن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسألنى؟ لا أبا لك! توفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع دينارا ولا درهما، ولا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا. وعن ابن عباس نحوهن، قال:

وترك درعه رهنا عند يهودىّ بثلاثين صاعا من شعير. وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم ترك يوم مات ثوبى حبرة وإزارا عمانيا «1» ، وثوبين صحاريين، وقميصا صحاريا، وجبّة يمنية، وخميصة وكساء أبيض، وقلانس صغارا لاطئة «2» ثلاثا أو أربعا، وإزارا طوله خمسة أشبار، وملحفة مورّسة. صلى الله عليه وسلم. هذا الذى أورده الشيخ محب الدين الطبرىّ فى مختصر السيرة.

‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: لما ثقل النبى صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة: واكرب أبتاه، فقال لها صلى الله عليه وسلم:

ص: 398

«ليس على أبيك كرب بعد اليوم» . فلما مات صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة:

يا أبتاه أجاب ربّا دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ينعاه، يا أبتاه من ربه ما أدناه! قال: فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟. وعن عكرمة قال: لما توفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت أمّ أيمن، فقيل لها أتبكين على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما والله ما أبكى عليه ألّا أكون أعلم أنه ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، ولكن أبكى على خبر السماء انقطع. وعن عبد الرحمن ابن سعد بن يربوع قال: جاء علىّ بن أبى طالب يوما متقنعا متحازنا، فقال أبو بكر:

أراك متحازنا، فقال علىّ: إنه عنانى ما لم يعنك، قال يقول أبو بكر: اسمعوا ما يقول! أنشدكم الله أترون أحدا كان أحزن على رسول الله صلى الله عليه وسلم منّى؟. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت عثمان بن عفان يقول:

توفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كاد بعضهم يوسوس. وعن القاسم بن محمد: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب بصره فدخل عليه أصحابه يعودونه، فقال: إنما كنت أريدهما لأنظر بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمّا إذ قبض الله نبيّه فما يسرّنى «1» أن ما بهما بظبى من ظباء تبالة «2» . وأمّا عائشة أمّ المؤمنين رضى الله عنها فإنها لازمت قبره صلى الله عليه وسلم.

ورثى رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه وعمّاته رضى الله عنهم فقال أبو بكر الصّدّيق رضى الله عنه:

ص: 399

يا عين فابكى ولا تسأمى

وحقّ البكاء على السّيّد

على خير خندف «1» عند البلا

ء أمسى يغيّب فى الملحد

فصلّى المليك ولىّ العباد

وربّ البلاد على أحمد

فكيف الحياة لفقد الحبيب

وزين المعاشر فى المشهد

فليت الممات لنا كلّنا

وكنّا جميعا مع المهتدى

وقال أيضا رضوان الله عليه:

لمّا رأيت نبيّنا متجدّلا

ضاقت علىّ بعرضهنّ الدّور

وارتعت روعة مستهام واله

والعظم منّى واهن مكسور «2»

أعتيق ويحك إنّ حبّك قد ثوى

وبقيت منفردا وأنت حسير «3»

يا ليتنى من قبل مهلك صاحبى

غيّبت فى جدث علىّ صخور «4»

فلتحدثنّ بدائع من بعده

تعيا بهنّ جوانح وصدور

وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

ارقت فبات ليلى لا يزول

وليل أخى المصيبة فيه طول «5»

وأسعدنى البكاء وذاك فيما

أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلّت

عشيّة قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها

تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحى والتنزيل فينا

يروح به ويغدو جبرئيل

ص: 400

وذاك أحقّ ما سالت عليه

نفوس الناس أو كربت تسيل

نبىّ كان يجلو الشكّ عنها «1»

بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ضلالا

علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر

وإن لم تجزعى ذاك السّبيل

فقبر أبيك سيّد كلّ قبر

وفيه سيّد النّاس الرسول

وقال عبد الله بن أنيس:

تطاول ليلى واعترتنى القوارع

وخطب جليل للبليّة جامع

غداة نعى الناعى إلينا محمدا

وتلك التى تستكّ منها المسامع

فلو ردّ ميتا قتل نفسى قتلها

ولكنّه لا يدفع الموت دافع

فآليت لا آسى على هلك هالك

من الناس ما اوفى ثبير وفارع

ولكنّنى باك عليه ومتبع

مصيبته إنّى إلى الله راجع

وقد قبض الله النبيّين قبله

وعاد أصيبت بالرّزى والتّبايع «2»

فياليت شعرى من يقوم بأمرنا

وهل فى قريش من إمام ينازع

ثلاثة رهط من قريش هم هم

أزمّة هذا الأمر والله صانع «3»

علىّ أو الصّدّيق أو عمر لها

وليس لها بعد الثلاثة رابع

فإن قال منّا قائل غير هذه

أبينا وقلنا الله راء وسامع

فيالقريش قلّدوا الأمر بعضهم

فإنّ صحيح القول للناس نافع

ولا تبطئوا عنها فواقا فإنّها

إذا قطعت لم تمن فيها المطامع «4»

ص: 401

وقال حسان بن ثابت الأنصارىّ:

آليت حلفة برّ غير ذى دخل

منّى أليّة حقّ غير إفناد «1»

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت

مثل النّبى نبىّ الرّحمة الهادى

ولا مشى فوق ظهر الأرض من أحد

أوفى بذمّة جار أو بميعاد

من الذى كان نورا يستضاء به

مبارك الأمر ذا حزم وإرشاد

مصدّقا للنّبيين الألى سلفوا

وأبذل الناس للمعروف للجادى «2»

خير البريّة إنّى كنت فى نهر

جار فأصبحت مثل المفرد الصّادى «3»

أمسى نساؤك عطّلن البيوت فما

يضربن خلف قفا ستر بأوتاد

مثل الرّواهب يلبسن المسوح وقد

أيقنّ بالبؤس بعد النّعمة البادى «4»

وقال أيضا:

ما بال عينك لا تنام كأنّما

كحلت مآفيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدىّ أصبح ثاويا

يا خير من وطئ الحصى لا تبعد

يا ويح أنصار النبىّ ورهطه

بعد المغيّب فى سواء الملحد

جنبى يقيك التّرب لهفى ليتنى

غيّبت قبلك فى بقيع الغرقد «5»

يا بكر آمنة المبارك ذكره

ولدته محصنة بسعد الأسعد «6»

نورا أضاء على البريّة كلّها

من يهد للنّور المبارك يهتدى

ص: 402

أأقيم بعدك بالمدينة بينهم

يا لهف نفسى ليتنى لم أولد

بأبى وأمىّ من شهدت وفاته

فى يوم الاثنين النّبىّ المهتدى

وظللت بعد وفاته متبلّدا «1»

يا ليتنى صبّحت سمّ الأسود «2»

أو حلّ أمر الله فينا عاجلا

فى روحة من يومنا أو فى غد

فتقوم ساعتنا فنلقى سيّدا

محضا مضاربه كريم المحتد «3»

يا ربّ فاجمعنا معا ونبيّنا

فى جنة تفقى «4» عيون الحسّد

فى جنّة الفردوس فاكتبها لنا

يا ذا الجلال وذا العلا والسّؤدد

والله أسمع «5» ما حيبت بها لك

إلّا بكيت على النبىّ محمّد

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا

سودا وجوههم كلون الإثمد

ولقد ولدناه وفينا قبره

وفضول نعمته بنا لم يجحد «6»

والله أهداه لنا وهدى به

أنصاره فى كلّ ساعة مشهد

صلّى الإله ومن يحفّ بعرشه

والطّيبون على المبارك أحمد

ووقفت فاطمة الزّهراء رضى الله عنها على قبره صلى الله عليه وسلم فقالت:

ما ضرّ من قد شمّ تربة أحمد

ألا يشمّ مدى الزّمان غواليا «7»

صبّت علىّ مصائب لو أنها

صبّت على الأيّام صرن لياليا

وقالت رضى الله عنها:

أغبرّ آفاق السّماء وكوّرت

شمس النّهار وأظلم العصران

ص: 403

والأرض من بعد النبىّ كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرّجفان

فلتبكه شرق البلاد وغربها

ولتبكه مضر وكلّ يمانى

وليبكه الطّود المعظّم جوّه

والبيت ذو الأستار والأركان «1»

يا خاتم الرّسل المبارك صنوه «2»

صلّى عليك منزّل الفرقان

نفسى فداؤك ما لرأسك مائلا

ما وسّدوك وسادة الوسنان

وقالت صفية بنت عبد المطلب:

أفاطم بكّى ولا تسأمى

بصبحك «3» ما طلع الكوكب

هو المرء يبكى وحقّ البكا

على الماجد السّيد الطيّب «4»

فأوحشت الأرض من فقده

وأىّ البريّة لا ينكب

فمالى بعدك حتى المما

ت إلّا الجوى الدّاخل المنصب «5»

فبكّى الرسول وحقّت له

شهود المدينة والغيّب

لتبكيك شمطاء مضرورة

إذا حجت الناس لا تحجب «6»

ليبكيك شيخ أبو ولدة

يطوف بعقوته أشهب «7»

ويبكيك ركب إذا أرملوا

فلم يلف ما طلب الطّلّب «8»

وتبكى الأباطح من فقده

وتبكيه مكّة والأخشب «9»

فعينى مالك لا تدمعين

وحقّ لدمعك يستسكب

ص: 404

وقالت صفية أيضا:

عين جودى بدمعة تسكاب

للنّبىّ المطّهر الأوّاب

عين من تندبين بعد نبىّ

خصّه الله ربّنا بالكتاب

فاتح خاتم رءوف رحيم

صادق القيل طيّب الأثواب

مشفق ناصح شفيق علينا

رحمة من إلهنا الوهّاب

رحمة الله والسّلام عليه

وجزاه المليك حسن الثّواب

وقالت أروى بنت عبد المطلب:

ألا يا عين ويحك أسعدينى

بدمعك ما بقيت وطاوعينى

ألا يا عين ويحك واستهلىّ

على نور البلاد وأسعدينى

فإن عذلتك عاذلة فقولى

علام وفيم ويحك تعذلينى «1»

على نور البلاد معا جميعا

رسول الله أحمد فاتركينى

فإلّا تقصرى بالعذل عنّى

فلومى ما بدا لك أو دعينى

لأمر هدّنى وأذلّ ركنى

وشيّب بعد جدّتها قرونى

وقالت عاتكة بنت عبد المطلب:

يا عين جودى ما بقيت بعبرة

سحّا على خير البريّة أحمد

يا عين فاحتفلى وسحىّ واسمحى

فابكى على نور البلاد محمّد «2»

أنّى لك الويلات مثل محمّد

فى كلّ نائبة تنوب ومشهد

فابكى المبارك والموفّق ذا التّقى

حامى الحقيقة ذا الرّشاد المرشد

من ذا يفكّ عن المغلّل غلّه

بعد المغيّب فى الضّريح الملحد

ص: 405

أم من لكلّ مدفّع ذى حاجة

ومسلسل يشكو الحديد مقيّد «1»

أم من لوحى الله ينزل بيننا

فى كلّ ممسى ليلة أو فى غد

فعليك رحمة ربّنا وسلامه

يا ذا الفواضل والنّدى والسّؤد

وقالت هند بنت أثاثة بن عباد بن المطّلب بن عبد مناف أخت مسطح:

أشاب ذوائبى وأذاب ركنى

بكاؤك فاطم الميت الفقيدا «2»

فأعطيت العطاء فلم تكدّر

وأخدمت الولائد والعبيدا «3»

وكنت ملاذنا فى كلّ لزب

إذا هبّت شآمية برودا «4»

وإنّك خير من ركب المطايا

وأكرمهم إذا نسبوا جدودا

رسول الله فارقنا وكنّا

نرجّى أن يكون لنا خلودا

أفاطم فاصبرى فلقد أصابت

رزيّتك التّهائم «5» والنّجودا

وأهل البرّ والأبحار طرّا

فلم تخطئ مصيبته وحيدا

وكان الخير يصبح فى ذراه «6»

سعيد الجدّ قد ولد السّعودا

ورثاه صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء مما لو استقصينا ذلك لطال، واتّسع فيه المجال، ومراثيه صلى الله عليه وسلم ومدائحه كثيرة تزداد فى كل عصر، وتتضاعف فى كلّ دهر، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا.

ص: 406