المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللات - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٨

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الأول من القسم الخامس في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله]

- ‌ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتّصل بذلك

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة قبل الهجرة

- ‌ذكر وفد غفار وقصّة أبى ذرّ الغفارىّ فى سبب إسلامه

- ‌ذكر وفد أزد شنوءة وكيف كان إسلام ضماد

- ‌ذكر وفد همدان

- ‌ذكر وفادة الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ وإسلامه

- ‌ذكر وفد نصارى الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وقبل الفتح

- ‌ذكر وفد عبس

- ‌ذكر وفد سعد العشيرة

- ‌ذكر وفد جهينة

- ‌ذكر وفد مزينة

- ‌ذكر وفد سعد بن بكر

- ‌ذكر وفد أشجع

- ‌ذكر وفد خشين

- ‌ذكر وفد الأشعرين

- ‌ذكر وفد سليم

- ‌ذكر وفد دوس

- ‌ذكر وفد أسلم

- ‌ذكر وفد جذام

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة شرّفها الله تعالى وعظمها

- ‌ذكر وفد ثعلبة

- ‌ذكر وفد أسد

- ‌ذكر وفد تميم

- ‌ذكر وفد فزارة واستسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر وفد مرّة

- ‌ذكر وفد محارب

- ‌ذكر وفد كلاب

- ‌ذكر وفد رؤاس بن كلاب

- ‌ذكر وفد عقيل بن كعب

- ‌ذكر وفد جعدة

- ‌ذكر وفد قشير بن كعب

- ‌ذكر وفد بنى البكّاء

- ‌ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

- ‌ذكر وفد باهلة

- ‌ذكر وفد هلال بن عامر

- ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

- ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

- ‌ذكر وفد عبد القيس

- ‌ذكر وفد بكر بن وائل

- ‌ذكر خبر أعشى بنى قيس وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه قبل لقائه

- ‌ذكر وفد تغلب

- ‌ذكر وفد حنيفة

- ‌ذكر وفد شيبان

- ‌ذكر وفادات أهل اليمن

- ‌ذكر وفد طيّئ وخبر زيد الخيل وعدىّ بن حاتم

- ‌ذكر وفد تجيب

- ‌ذكر وفد خولان

- ‌ذكر وفد جعفى

- ‌ذكر وفد مراد

- ‌ذكر وفد زبيد

- ‌ذكر وفد كندة

- ‌ذكر وفد الصّدف

- ‌ذكر وفد سعد هذيم

- ‌ذكر وفد بلىّ

- ‌ذكر وفد بهراء

- ‌ذكر وفد عذرة

- ‌ذكر وفد سلامان

- ‌ذكر وفد كلب

- ‌ذكر وفد جرم

- ‌ذكر وفد الأزد وأهل جرش

- ‌ذكر وفد غسّان

- ‌ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌ذكر وفد عنس

- ‌ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اختصّ به تميم الدارىّ وإخوته

- ‌ذكر وفد الرّهاويّين

- ‌ذكر وفد غامد

- ‌ذكر وفد النّخع

- ‌ذكر وفد بجيلة

- ‌ذكر وفد خثعم

- ‌ذكر وفد حضرموت

- ‌ذكر وفد أزد عمان

- ‌ذكر وفد غافق

- ‌ذكر وفد بارق

- ‌ذكر وفد مهرة

- ‌ذكر وفد حمير

- ‌ذكر وفد جيشان

- ‌ذكر وفد سلول

- ‌ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآن

- ‌ذكر خبر إسلام الجنّ ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن

- ‌ذكر إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم بسبب ذلك

- ‌ذكر خبر سواد بن قارب

- ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

- ‌ذكر رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم، وما كتب به إليهم، وما أجابوا به

- ‌ذكر إرسال عمرو بن أمية الضّمرىّ إلى النّجاشى ملك الحبشة وإسلامه

- ‌ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبىّ إلى قيصر ملك الروم

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السّهمىّ إلى كسرى ملك الفرس

- ‌ذكر إرسال حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا

- ‌ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ خديجة بنت خويلد

- ‌سودة بنت زمعة بن قيس

- ‌عائشة بنت أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنهما

- ‌حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها

- ‌زينب بنت خزيمة بن الحارث

- ‌أمّ سلمة هند بنت أبى أمية

- ‌زينب بنت جحش بن رئاب

- ‌جويرية بنت الحارث

- ‌ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون

- ‌أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان

- ‌صفيّة بنت حيىّ بن أخطب

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌ذكر من تزوجهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بهنّ، ومن دخل بهنّ وطلّقهنّ، ومن وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم:

- ‌فاطمة بنت الضّحّاك

- ‌عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية

- ‌العالية بنت ظبيان بن الجون

- ‌أسماء بنت النّعمان بن أبى الجون

- ‌أميمة بنت شراحيل

- ‌قتيلة بنت قيس

- ‌عمرة بنت معاوية الكندية

- ‌أسماء بنت الصّلت

- ‌مليكة بنت كعب الليثىّ

- ‌ابنة جندب بن ضمرة الجندعى

- ‌الغفارية

- ‌خولة بنت الهذيل بن هبيرة

- ‌خولة بنت حكيم

- ‌ليلى بنت الخطيم بن عدىّ

- ‌ليلى بنت حكيم الأنصارية

- ‌أمّ شريك واسمها غزيّة

- ‌الشّنباء

- ‌ذكر من خطبهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يتّفق تزويجهنّ

- ‌أمّ هانىء بنت أبى طالب

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرا

- ‌جمرة بنت الحارث بن عوف المزنىّ

- ‌سودة القرشيّة

- ‌أمامة بنت عمّة حمزة

- ‌ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ورقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحارث

- ‌وقثم بن عبد المطلب

- ‌الثالث- الزبير بن عبد المطلب

- ‌الرابع حمزة بن عبد المطلب

- ‌والخامس العبّاس بن عبد المطّلب

- ‌والسادس من عمومته صلى الله عليه وسلم أبو طالب

- ‌والسابع من عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب

- ‌الثامن- عبد الكعبة

- ‌والتاسع- حجل

- ‌والعاشر- ضرار

- ‌والحادى عشر- الغيداق

- ‌ذكر عمّات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأولى- صفيّة بنت عبد المطلب

- ‌وعاتكة بنت عبد المطّلب

- ‌وأروى بنت عبد المطلب

- ‌وأميمة بنت عبد المطلب

- ‌وبرّة بنت عبد المطلب

- ‌وأمّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب

- ‌ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحرار

- ‌أنس بن مالك بن النّضر

- ‌وهند وأسماء ابنا حارثة

- ‌وربيعة بن كعب الأسلمى

- ‌وعبد الله بن مسعود

- ‌وعقبة بن عامر بن عبس

- ‌وبلال بن رباح المؤذّن

- ‌وسعد مولى أبى بكر الصدّيق

- ‌وذو مخمر بن أخى النّجاشى

- ‌وبكير بن شدّاخ اللّيثى

- ‌وأبو ذرّ الغفارىّ

- ‌ذكر موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى

- ‌وأسامة بن زيد بن حارثة

- ‌وثوبان بن بجدد

- ‌وأبو كبشة سليم

- ‌وأنسة

- ‌وشقران

- ‌ورباح

- ‌ويسار

- ‌وأبو رافع

- ‌وأبو موبهبة

- ‌ورافع

- ‌وفضالة

- ‌ومدعم

- ‌وكركرة

- ‌وزيد

- ‌وعبيد، وطهمان

- ‌ومابور

- ‌وأبو ضميرة

- ‌وحنين

- ‌وأبو عسيب

- ‌وأبو هند

- ‌وأنجشة

- ‌وأنيسة

- ‌وأبو لبابة

- ‌ورويفع

- ‌وسعد

- ‌وكيسان، أو مهران

- ‌وأبو سلمى

- ‌ومن النساء

- ‌ذكر حرّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية

- ‌ذكر صفة خاتم النبوّة الذى كان بين كتفى النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله

- ‌ذكر عدد شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه خضب

- ‌وأما من قال إنه خضب صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفات رسول الله المعنوية صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما ما ورد فى أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته

- ‌وأما نومه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما النكاح وما يتعلق به

- ‌وأما خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حلمه واحتماله وعفوه

- ‌وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق

- ‌وأما وفاؤه وحسن عهده وصلته للرحم صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع علوّ منصبه ورفعة مرتبته

- ‌وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما زهده فى الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خوفه ربّه، وطاعته له، وشدّة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حديث هند بن أبى هالة وما تضمن من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية والمعنوية

- ‌ذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أما ما ناله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش فى دنياه

- ‌وأما تطيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما لباسه صلى الله عليه وسلم وما روى من ألوانه وأصنافه وطوله وعرضه

- ‌ذكر صفة إزرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا لبس ثوبا جديدا

- ‌ذكر فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته

- ‌ذكر ما لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخواتم، ومن قال لم يتختّم

- ‌ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفّيه

- ‌ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشطه، ومكحلته، ومرآته، وقدحه، وغير ذلك من أثاثه

- ‌ذكر ما ورد فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجّامه

- ‌ذكر ما ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلاح

- ‌ذكر دوابّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل والبغال والحمير

- ‌ذكر نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات

- ‌الوجه الأوّل- حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته

- ‌الوجه الثانى من إعجازه- صورة نظمه العجيب

- ‌الوجه الثالث من إعجازه- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد

- ‌الوجه الرابع- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة

- ‌الوجه الخامس- الرّوعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه

- ‌الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا

- ‌الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه

- ‌الوجه الثامن- أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلّميه، وقرّبه على متحفّظيه

- ‌الوجه التاسع- مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها

- ‌الوجه العاشر- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب

- ‌وأما انشقاق القمر، وحبس الشمس ورجوعها

- ‌وأما رجوع الشّمس

- ‌وأما حبسها

- ‌وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تفجيره وانبعاثه وتكثيره ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وانقيادها إليه وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم كلام الحيوانات وسكونها وثباتها إذا رأته

- ‌ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إجابة دعائه

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقلاب الأعيان

- ‌ومما يلتحق بهذا الفصل

- ‌ومن معجزاته عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته إياه مع كثرة أعدائه وتحزبهم واجتماعهم على أذاه

- ‌وقد رأينا أن نختم هذه الفصول بذكر القصيدة التى ابتسمت ثغورها بوصف معجزاته

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه

- ‌ذكر ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستئذانه نساء أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها

- ‌ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمر به من سدّ الأبواب التى تشرع إلى مسجده إلا باب أبى بكر الصديق ووصيته بالأنصار

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفيه

- ‌ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّى

- ‌ذكر ما اتفق فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

- ‌وأمّا ما وصّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما الدّنانير التى قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما السّواك الذى استنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

- ‌ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة عند الموت

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الموت به

- ‌ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به الناس حين شكّوا فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة أبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غسّله، وتكفينه وحنوطه

- ‌وأما تكفينه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده وما فرش تحته ومن فرشه، ومن دخل قبره، ووقت دفنه، ومدّة حياته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقت دفنه صلى الله عليه وسلم ومدة مرضه

- ‌وأما سنّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

- ‌[صورة ما هو مكتوب بآخر هذا الجزء بنسخة]

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللات

‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

كان قدوم وفد ثقيف «1» على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسلامها فى شهر رمضان سنة سبع من مهاجره «2» .

قال أبو عبد الله محمد بن إسحق، وأبو محمد عبد الملك بن هشام، وأبو عبد الله محمد بن سعد رحمهم الله، دخل حديث بعضهم فى حديث بعض: لمّا حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف لم يحضر عروة بن مسعود، ولا غيلان بن سلمة الحصار، بل كانا بجرش «3» يتعلّمان صنعة العرّادات «4» والمنجنيق والدّبابات، فقدما وقد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطّائف، فنصبا المنجنيق والعرّادات والدبّابات واعتدّا للقتال، ثم ألقى الله فى قلب عروة الإسلام، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع أثره، حتى أدركه قبل أن يصل المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنّهم قاتلوك» فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحبّ إليهم من أبكارهم.

قال: فكرر علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا، فقال:«إن شئت فاخرج» فخرج، وكان فيهم كذلك محبّبا مطاعا، فسار إلى الطائف، فسار خمسا

ص: 59

فقدم عشاء، فدخل منزله، فجاء قومه يحيّونه بتحيّة الشّرك، فقال: عليكم بتحية أهل الجنة «السّلام» . ودعاهم إلى الإسلام فخرجوا من عنده يأتمرون به، فلمّا طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذّن بالصلاة، فخرجت ثقيف من كل ناحية، فرماه رجل يقال له أوس بن عوف أخو بنى سالم بن مالك- وقيل: بل هو وهب بن جابر رجل من الأحلاف- بسهم فأصاب أكحله «1» فلم يرقأ دمه، فقام أشراف قومه؛ وهم: غيلان بن سلمة، وكنانة بن عبد ياليل، والحكم بن عمرو ابن وهب، ووجوه الأحلاف، فلبسوا السّلاح وحشدوا، فلما رأى عروة ذلك قال: قد تصدّقت بدمى على صاحبه؛ لأصلح بذلك بينكم، وهى كرامة أكرمنى الله بها، وشهادة ساقها الله إلىّ. وقال: ادفنونى مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات فدفنوه معهم، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره فقال فيه:«إنّ مثله فى قومه لكمثل صاحب «يس» دعا قومه إلى الله فقتلوه» .

قالوا: ولحق أبو المليح بن عروة، وقارب بن الأسود بن مسعود برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تولّيا من شئتما» فقالا: نتولّى الله ورسوله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«وخالكما أبا سفيان بن حرب» فقالا: وخالنا أبا سفيان.

قال ابن إسحق: ثم أقامت ثقيف بعد ما قتل عروة أشهرا، ثم ائتمروا بينهم، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا. وكان

ص: 60

مالك بن عوف قد أسلم كما قدّمنا فى غزوة حنين، وجعل يغير على سرحهم «1» .

قال: وكان عمرو بن أمية أخا بنى علاج مهاجرا «2» لعبد يا ليل «3» بن عمرو، وكان من أدهى العرب، فمشى إلى عبد ياليل بن عمرو حتى دخل داره، ثم أرسل إليه أن اخرج إلىّ، فاستعظم عبد ياليل مشيه إليه، وقال للرسول الذى جاءه: ويلك! أعمرو أرسلك إلىّ؟ قال: نعم، وها هو ذا واقفا فى دارك، فقال: إن هذا لشىء ما كنت أظنه، لعمرو كان أمنع فى نفسه من ذلك، وخرج إليه، فلمّا رآه رحّب به، فقال عمرو له: إنه قد نزل بنا أمر ليست معه هجرة «4» ، إنه قد كان من أمر هذا الرجل ما قد رأيت، وقد أسلمت العرب كلها، وليست لكم بحربهم طاقة، فانظروا فى أمركم. فعند ذلك ائتمرت ثقيف بينها، وقال بعضهم لبعض: ألا ترون أنه لا يأمن لكم سرب «5» ، ولا يخرج منكم أحد إلا اقتطع. فأجمعوا رأيهم أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا منهم، كما أرسلوا عروة بن مسعود، فعرضوا ذلك على عبد ياليل بن عمرو بن عمير، فأبى أن يفعل، وخشى أن يصنع به إذا رجع كما صنع بعروة، فقال: لست فاعلا حتى يرسلوا معى رجالا، فأجمعوا أن يبعثوا معه رجلين من الأحلاف، وثلاثة من بنى مالك، فبعثوا معه الحكم بن عمرو بن وهب بن معتّب، وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتّب، ومن بنى مالك عثمان بن أبى العاص بن بشر أخا بنى يسار، وأوس بن عوف أخا بنى سالم،

ص: 61

ونمير بن خرشة بن ربيعة أخا بنى الحارث، فخرج بهم عبد ياليل وهو ناب «1» القوم وصاحب أمرهم.

وقال ابن سعد: كانوا بضعة عشر رجلا، وهو أثبت.

قال ابن إسحق: فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة «2» ، ألفوا بها المغيرة بن شعبة يرعى فى نوبته ركاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت رعيتها نوبا «3» على أصحابه، فلما رآهم ترك الرّكاب عند الثّقفيين، وخرج يشتدّ «4» ليبشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه، فلقيه أبو بكر الصديق رضى الله عنه قبل أن يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره عن ركب ثقيف أن قد قدموا يريدون البيعة والإسلام، فقال أبو بكر للمغيرة: أقسمت عليك بالله لا تسبقنى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أكون أنا أحدّثه؛ ففعل المغيرة. فدخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بقدومهم عليه، ثم خرج المغيرة إليهم فعلّمهم كيف يحيّون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية.

قال: ولما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضرب عليهم قبّة فى ناحية مسجده- كما يزعمون «5» -، وكان خالد بن سعيد بن العاص يمشى بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى كتبوا كتابهم، وكتبه خالد بيده، وهو:

ص: 62

«بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبىّ رسول الله، إلى المؤمنين: إنّ عضاه «1» وجّ «2» وصيده [حرام «3» ] لا يعضد «4» ، من وجد يفعل شيئا من ذلك فإنه يجلد وتنزع ثيابه، فإن تعدّى ذلك فإنه يؤخذ فيبلغ به النبىّ- محمدا صلى الله عليه وسلم وأن هذا أمر النبىّ محمد رسول الله. وكتب خالد بن سعيد بأمر الرسول محمد بن عبد الله فلا يتعدّه أحد فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

قال ابن إسحق: وكانوا لا يطعمون طعاما يأتيهم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأكل منه خالد، حتى أسلموا وفرغوا من كتابهم.

قال: وقد كان فيما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطّاغية وهى اللّات؛ لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم، فما برحوا يسألونه حتى سألوه شهرا واحدا بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمّى. وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا «5» بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروّعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام. فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماها. وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة، وألّا يكسروا أوثانهم بأيديهم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أمّا كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصّلاة فإنه لا خير فى دين لا صلاة فيه» . فقالوا: يا محمد، فسنؤتيكها وإن كانت دناءة. فلما أسلموا

ص: 63

وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم، أمر عليهم عثمان بن أبى العاص، وكان من أحدثهم سنّا، وكان أحرصهم على التّفقّه فى الإسلام وتعلّم القرآن، فقال أبو بكر الصدّيق ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى عن عثمان بن أبى العاص قال: كان من آخر ما عهد إلىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثنى على ثقيف أن قال: «يا عثمان؛ تجاوز «1» في الصلاة واقدر الناس بأضعفهم فإن فيهم الكبير والصّغير والضّعيف وذا الحاجة» .

قال ابن إسحق: ولما توجهوا إلى بلادهم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فى هدم الطاغية، فخرجا مع القوم، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة أن يقدّم أبا سفيان فأبى ذلك عليه، وقال: ادخل أنت على قومك. وأقام أبو سفيان بماله بذى الهدم «2» ، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول، وقام قومه بنو معتّب دونه خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة بن مسعود، وخرج نساء ثقيف حسرا «3» يبكين ويقلن:

لتبكينّ دفّاع «4»

أسلمها الرّضّاع «5»

لم يحسنوا المصاع «6»

ص: 64