المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٨

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الأول من القسم الخامس في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله]

- ‌ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتّصل بذلك

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة قبل الهجرة

- ‌ذكر وفد غفار وقصّة أبى ذرّ الغفارىّ فى سبب إسلامه

- ‌ذكر وفد أزد شنوءة وكيف كان إسلام ضماد

- ‌ذكر وفد همدان

- ‌ذكر وفادة الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ وإسلامه

- ‌ذكر وفد نصارى الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وقبل الفتح

- ‌ذكر وفد عبس

- ‌ذكر وفد سعد العشيرة

- ‌ذكر وفد جهينة

- ‌ذكر وفد مزينة

- ‌ذكر وفد سعد بن بكر

- ‌ذكر وفد أشجع

- ‌ذكر وفد خشين

- ‌ذكر وفد الأشعرين

- ‌ذكر وفد سليم

- ‌ذكر وفد دوس

- ‌ذكر وفد أسلم

- ‌ذكر وفد جذام

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة شرّفها الله تعالى وعظمها

- ‌ذكر وفد ثعلبة

- ‌ذكر وفد أسد

- ‌ذكر وفد تميم

- ‌ذكر وفد فزارة واستسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر وفد مرّة

- ‌ذكر وفد محارب

- ‌ذكر وفد كلاب

- ‌ذكر وفد رؤاس بن كلاب

- ‌ذكر وفد عقيل بن كعب

- ‌ذكر وفد جعدة

- ‌ذكر وفد قشير بن كعب

- ‌ذكر وفد بنى البكّاء

- ‌ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

- ‌ذكر وفد باهلة

- ‌ذكر وفد هلال بن عامر

- ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

- ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

- ‌ذكر وفد عبد القيس

- ‌ذكر وفد بكر بن وائل

- ‌ذكر خبر أعشى بنى قيس وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه قبل لقائه

- ‌ذكر وفد تغلب

- ‌ذكر وفد حنيفة

- ‌ذكر وفد شيبان

- ‌ذكر وفادات أهل اليمن

- ‌ذكر وفد طيّئ وخبر زيد الخيل وعدىّ بن حاتم

- ‌ذكر وفد تجيب

- ‌ذكر وفد خولان

- ‌ذكر وفد جعفى

- ‌ذكر وفد مراد

- ‌ذكر وفد زبيد

- ‌ذكر وفد كندة

- ‌ذكر وفد الصّدف

- ‌ذكر وفد سعد هذيم

- ‌ذكر وفد بلىّ

- ‌ذكر وفد بهراء

- ‌ذكر وفد عذرة

- ‌ذكر وفد سلامان

- ‌ذكر وفد كلب

- ‌ذكر وفد جرم

- ‌ذكر وفد الأزد وأهل جرش

- ‌ذكر وفد غسّان

- ‌ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌ذكر وفد عنس

- ‌ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اختصّ به تميم الدارىّ وإخوته

- ‌ذكر وفد الرّهاويّين

- ‌ذكر وفد غامد

- ‌ذكر وفد النّخع

- ‌ذكر وفد بجيلة

- ‌ذكر وفد خثعم

- ‌ذكر وفد حضرموت

- ‌ذكر وفد أزد عمان

- ‌ذكر وفد غافق

- ‌ذكر وفد بارق

- ‌ذكر وفد مهرة

- ‌ذكر وفد حمير

- ‌ذكر وفد جيشان

- ‌ذكر وفد سلول

- ‌ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآن

- ‌ذكر خبر إسلام الجنّ ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن

- ‌ذكر إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم بسبب ذلك

- ‌ذكر خبر سواد بن قارب

- ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

- ‌ذكر رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم، وما كتب به إليهم، وما أجابوا به

- ‌ذكر إرسال عمرو بن أمية الضّمرىّ إلى النّجاشى ملك الحبشة وإسلامه

- ‌ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبىّ إلى قيصر ملك الروم

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السّهمىّ إلى كسرى ملك الفرس

- ‌ذكر إرسال حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا

- ‌ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ خديجة بنت خويلد

- ‌سودة بنت زمعة بن قيس

- ‌عائشة بنت أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنهما

- ‌حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها

- ‌زينب بنت خزيمة بن الحارث

- ‌أمّ سلمة هند بنت أبى أمية

- ‌زينب بنت جحش بن رئاب

- ‌جويرية بنت الحارث

- ‌ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون

- ‌أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان

- ‌صفيّة بنت حيىّ بن أخطب

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌ذكر من تزوجهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بهنّ، ومن دخل بهنّ وطلّقهنّ، ومن وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم:

- ‌فاطمة بنت الضّحّاك

- ‌عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية

- ‌العالية بنت ظبيان بن الجون

- ‌أسماء بنت النّعمان بن أبى الجون

- ‌أميمة بنت شراحيل

- ‌قتيلة بنت قيس

- ‌عمرة بنت معاوية الكندية

- ‌أسماء بنت الصّلت

- ‌مليكة بنت كعب الليثىّ

- ‌ابنة جندب بن ضمرة الجندعى

- ‌الغفارية

- ‌خولة بنت الهذيل بن هبيرة

- ‌خولة بنت حكيم

- ‌ليلى بنت الخطيم بن عدىّ

- ‌ليلى بنت حكيم الأنصارية

- ‌أمّ شريك واسمها غزيّة

- ‌الشّنباء

- ‌ذكر من خطبهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يتّفق تزويجهنّ

- ‌أمّ هانىء بنت أبى طالب

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرا

- ‌جمرة بنت الحارث بن عوف المزنىّ

- ‌سودة القرشيّة

- ‌أمامة بنت عمّة حمزة

- ‌ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ورقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحارث

- ‌وقثم بن عبد المطلب

- ‌الثالث- الزبير بن عبد المطلب

- ‌الرابع حمزة بن عبد المطلب

- ‌والخامس العبّاس بن عبد المطّلب

- ‌والسادس من عمومته صلى الله عليه وسلم أبو طالب

- ‌والسابع من عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب

- ‌الثامن- عبد الكعبة

- ‌والتاسع- حجل

- ‌والعاشر- ضرار

- ‌والحادى عشر- الغيداق

- ‌ذكر عمّات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأولى- صفيّة بنت عبد المطلب

- ‌وعاتكة بنت عبد المطّلب

- ‌وأروى بنت عبد المطلب

- ‌وأميمة بنت عبد المطلب

- ‌وبرّة بنت عبد المطلب

- ‌وأمّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب

- ‌ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحرار

- ‌أنس بن مالك بن النّضر

- ‌وهند وأسماء ابنا حارثة

- ‌وربيعة بن كعب الأسلمى

- ‌وعبد الله بن مسعود

- ‌وعقبة بن عامر بن عبس

- ‌وبلال بن رباح المؤذّن

- ‌وسعد مولى أبى بكر الصدّيق

- ‌وذو مخمر بن أخى النّجاشى

- ‌وبكير بن شدّاخ اللّيثى

- ‌وأبو ذرّ الغفارىّ

- ‌ذكر موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى

- ‌وأسامة بن زيد بن حارثة

- ‌وثوبان بن بجدد

- ‌وأبو كبشة سليم

- ‌وأنسة

- ‌وشقران

- ‌ورباح

- ‌ويسار

- ‌وأبو رافع

- ‌وأبو موبهبة

- ‌ورافع

- ‌وفضالة

- ‌ومدعم

- ‌وكركرة

- ‌وزيد

- ‌وعبيد، وطهمان

- ‌ومابور

- ‌وأبو ضميرة

- ‌وحنين

- ‌وأبو عسيب

- ‌وأبو هند

- ‌وأنجشة

- ‌وأنيسة

- ‌وأبو لبابة

- ‌ورويفع

- ‌وسعد

- ‌وكيسان، أو مهران

- ‌وأبو سلمى

- ‌ومن النساء

- ‌ذكر حرّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية

- ‌ذكر صفة خاتم النبوّة الذى كان بين كتفى النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله

- ‌ذكر عدد شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه خضب

- ‌وأما من قال إنه خضب صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفات رسول الله المعنوية صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما ما ورد فى أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته

- ‌وأما نومه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما النكاح وما يتعلق به

- ‌وأما خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حلمه واحتماله وعفوه

- ‌وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق

- ‌وأما وفاؤه وحسن عهده وصلته للرحم صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع علوّ منصبه ورفعة مرتبته

- ‌وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما زهده فى الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خوفه ربّه، وطاعته له، وشدّة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حديث هند بن أبى هالة وما تضمن من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية والمعنوية

- ‌ذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أما ما ناله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش فى دنياه

- ‌وأما تطيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما لباسه صلى الله عليه وسلم وما روى من ألوانه وأصنافه وطوله وعرضه

- ‌ذكر صفة إزرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا لبس ثوبا جديدا

- ‌ذكر فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته

- ‌ذكر ما لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخواتم، ومن قال لم يتختّم

- ‌ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفّيه

- ‌ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشطه، ومكحلته، ومرآته، وقدحه، وغير ذلك من أثاثه

- ‌ذكر ما ورد فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجّامه

- ‌ذكر ما ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلاح

- ‌ذكر دوابّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل والبغال والحمير

- ‌ذكر نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات

- ‌الوجه الأوّل- حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته

- ‌الوجه الثانى من إعجازه- صورة نظمه العجيب

- ‌الوجه الثالث من إعجازه- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد

- ‌الوجه الرابع- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة

- ‌الوجه الخامس- الرّوعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه

- ‌الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا

- ‌الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه

- ‌الوجه الثامن- أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلّميه، وقرّبه على متحفّظيه

- ‌الوجه التاسع- مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها

- ‌الوجه العاشر- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب

- ‌وأما انشقاق القمر، وحبس الشمس ورجوعها

- ‌وأما رجوع الشّمس

- ‌وأما حبسها

- ‌وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تفجيره وانبعاثه وتكثيره ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وانقيادها إليه وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم كلام الحيوانات وسكونها وثباتها إذا رأته

- ‌ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إجابة دعائه

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقلاب الأعيان

- ‌ومما يلتحق بهذا الفصل

- ‌ومن معجزاته عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته إياه مع كثرة أعدائه وتحزبهم واجتماعهم على أذاه

- ‌وقد رأينا أن نختم هذه الفصول بذكر القصيدة التى ابتسمت ثغورها بوصف معجزاته

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه

- ‌ذكر ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستئذانه نساء أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها

- ‌ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمر به من سدّ الأبواب التى تشرع إلى مسجده إلا باب أبى بكر الصديق ووصيته بالأنصار

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفيه

- ‌ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّى

- ‌ذكر ما اتفق فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

- ‌وأمّا ما وصّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما الدّنانير التى قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما السّواك الذى استنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

- ‌ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة عند الموت

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الموت به

- ‌ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به الناس حين شكّوا فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة أبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غسّله، وتكفينه وحنوطه

- ‌وأما تكفينه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده وما فرش تحته ومن فرشه، ومن دخل قبره، ووقت دفنه، ومدّة حياته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقت دفنه صلى الله عليه وسلم ومدة مرضه

- ‌وأما سنّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

- ‌[صورة ما هو مكتوب بآخر هذا الجزء بنسخة]

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

صلى الله عليه وسلّم» يعنى العباس، ثم قال:«ما الذى كنتم تخافون علىّ» ؟ قالوا:

ذات الجنب، قال:«ما كان الله ليسلطها علىّ» . وفى رواية عن أمّ بشر بن البراء؛ قال: «ما كان الله ليسلطها على رسوله، إنها همزة من الشيطان، ولكنها من الأكلة التى أكلتها أنا وابنك، هذا أوان قطعت أبهرى» «1» . ومن حديث عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: فجعل بعضهم يلدّ بعضا. وعن هشام «2» قال:

كانت أمّ سلمة وأسماء بنت عميس هما لدّتاه، قال: فالتدّت يومئذ ميمونة وهى صائمة؛ لقسم النبى صلى الله عليه وسلم، قال: وكان منه عقوبة لهم.

‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

فقد اختلفت الروايات فى هذا الحديث عن عبد الله بن عباس وغيره، فمن رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهم أنه قال: اشتكى النبى صلى الله عليه وسلم يوم الخميس فجعل- يعنى ابن عباس- يبكى ويقول: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد بالنبى صلى الله عليه وسلم وجعه فقال:«ايتونى بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا «3» بعده أبدا» قال فقال بعض من كان عنده:

إنّ نبىّ الله هجر «4» ، قال فقيل له: ألا نأتيك بما طلبت؟ قال: «أو بعد ماذا» ؟

فلم يدع به. ومن طريق آخر عن سليمان «5» بن أبى مسلم عن سعيد بن جبير قال:

فتنازعوا ولا ينبغى عند نبىّ تنازع. فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه، فذهبوا

ص: 373

يعيدون عليه. فقال: «دعونى فالذى أنا فيه خير مما تدعوننى إليه» . قال:

وأوصى بثلاث، قال:«أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم» وسكت عن الثلاثة، فلا أدرى قالها «1» فنسيتها، أو سكت عنها عمدا؟. ومن رواية طلحة بن مصرّف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ايتونى بالكتف والدّواة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا» . قال فقالوا: إنما يهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الروايات عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما. وروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هلّم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده» فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر؛ فلما كثر اللّغط والاختلاف وغمر «2» رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«قوموا عنى» . قال عبيد الله:

فكان ابن عباس يقول: إن الرّزيّة كلّ الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. وعن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى مرضه: «ايتونى بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا» . فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: من لفلانة وفلانة- من مدائن الروم- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يموت حتى يفتتحها، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى؛

ص: 374

فقالت زينب زوج النبىّ صلى الله عليه وسلم: ألا تسمعون للنبىّ صلى الله عليه وسلم يعهد إليكم؟ فلغطوا فقال: «قوموا» فلما قاموا قبض النبىّ صلى الله عليه وسلم مكانه. وعن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: لما كان فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى توفّى فيه، دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمته كتابا لا يضلون ولا يضلّون، فكان فى البيت لغط وكلام، وتكلم عمر بن الخطاب، قال: فرفضه النبىّ صلى الله عليه وسلم.

وعن محمد بن عمر الواقدىّ عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اغسلونى بسبع قرب وأتونى بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا» فقال النسوة: ايتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته. قال عمر فقلت:

اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتنّ أعينكنّ، وإذا صح أخذتن بعنقه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هنّ خير منكم» .

هذا ما وقفنا عليه من الروايات المسندة فى هذا الحديث، وقد تذرّعت به طائفة من الروافض، وتكلموا فيه وطعنوا على من لغط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى امتنع من الكتابة.

وقد تكلم القاضى أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض رحمه الله على هذا الحديث، وذكر أقوال العلماء وما أبدوه من الاعتذار عن عمر رضى الله عنه فيما قال، فقال رحمه الله تعالى، قال أتمنا فى هذا الحديث: النبىّ صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الأمراض، وما يكون من عوارضها من شدّة وجع وغشى ونحوه، مما يطرأ على جسمه، معصوم أن يكون منه من القول أثناء ذلك

ص: 375

ما يطعن فى معجزته، ويؤدّى إلى فساد فى شريعته، من هذيان أو اختلال فى كلام، وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث «هجر» إذ معناه هذى يقال:

هجر هجر إذا أفحش، وأهجر تعدية هجر، وإنما الأصح والأولى «أهجر» ؟ على طريق الإنكار على من قال لا نكتب، قال: وهكذا روايتنا فيه فى صحيح البخارى من رواية جميع الرواة فى حديث الزهرى ومحمد بن سلّام عن ابن عيينة، قال: وكذا ضبطه الأصيلى بخطه فى كتابه وغيره من هذه الطرق، وكذا رويناه عن مسلم فى حديث سفيان وعن غيره، قال: وقد تحمل عليه رواية من رواه هجر على حذف ألف الاستفهام، والتقدير: أهجر؟ أو أن يحمل قول القائل: «هجر» أو أهجر دهشة من قائل ذلك وحيرة؛ لعظيم ما شاهد من حال الرسول صلى الله عليه وسلم وشدّة وجعه، وهول المقام الذى اختلفت فيه عليه، والأمر الذى همّ بالكتاب فيه، حتى لم يضبط هذا القائل لفظه وأجرى الهجر مجرى شدّة الوجع؛ لأنه اعتقد أنه يجوز عليه الهجر، كما حملهم الإشفاق على حراسته، والله تعالى يقول: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

ونحو هذا. وأما على رواية: «أهجرا» ، وهى رواية أبى إسحاق المستملى فى الصحيح، فى حديث ابن جبير، عن ابن عباس من رواية قتيبة، فقد يكون هذا راجعا إلى المختلفين عنده صلى الله عليه وسلم، ومخاطبة لهم من بعضهم، أى جئتم باختلافكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه هجرا ومنكرا من القول! والهجر بضم الهاء الفحش فى المنطق.

وقد اختلف العلماء فى معنى هذا الحديث، وكيف اختلفوا بعد أمره لهم عليه السلام أن يأتوه بالكتاب، فقال بعضهم: أوامر النبىّ صلى الله عليه وسلم يفهم إيجابها من ندبها من إباحتها بقرائن، فلعل قد ظهر من قرائن قوله صلى الله عليه وسلم لبعضهم ما فهموا أنه لم يكن منه عزمة، بل أمر ردّه إلى اختيارهم، وبعضهم

ص: 376

لم يفهم ذلك، فقال: استفهموه، فلما اختلفوا كفّ عنه إذ لم تكن عزمة، ولما رأوه من صواب رأى عمر رضى الله عنه. ثم هؤلاء قالوا: ويكون امتناع عمر إمّا إشفاقا على النبىّ صلى الله عليه وسلم من تكليفه فى تلك الحال، وإما إملاء الكتاب، وأن يدخل عليه مشقة من ذلك كما قال: إنّ النبىّ اشتدّ به الوجع.

وقيل: خشى عمر أن يكتب أمورا يعجزون عنها فيحصلون «1» في الحرج بالمخالفة، ورأى أن الأرفق بالأمة فى تلك الأمور سعة الاجتهاد، وحكم النّظر، وطلب الصواب، فيكون المصيب والمخطئ مأجورا، وقد علم عمر تقرر الشرع وتأسيس الملّة، وأن الله تعالى قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

«2» وقوله صلى الله عليه وسلم:

«أوصيكم بكتاب الله وعترتى» . وقول عمر: حسبنا كتاب الله، ردّ على من نازعه، لا على أمر النبى صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: إن عمر خشى تطرّق المنافقين، ومن فى قلبه مرض لما كتب فى ذلك الكتاب فى الخلوة، وأن يتقوّلوا فى ذلك الأقاويل كادّعاء الرافضة الوصية وغير ذلك. وقيل: إنه كان من النبى صلى الله عليه وسلم على طريق المشورة والاختبار، هل يتفقون على ذلك أم يختلفون، فلما اختلفوا تركه. وقالت طائفة أخرى: إن معنى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مجيبا فى هذا الكتاب لما طلب منه لا أنه ابتداء بالأمر به، بل اقتضاه منه بعض أصحابه، فأجاب رغبتهم وكره ذلك غيرهم للعلل التى ذكرناها، واستدل فى مثل هذه القضية بقول العباس لعلىّ: انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان الأمر فينا علمناه، وكراهة علىّ هذا وقوله:«والله لا أفعل» الحديث.

واستدل بقوله: «دعونى فإن الذى أنا فيه «3» خير» أى الذى أنا فيه خير من إرسال

ص: 377