الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفد خشين
قال أبو عبد الله محمد بن سعد: قدم أبو ثعلبة الخشنىّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهّز إلى خيبر، فأسلم وخرج معه فشهد خيبر، ثم قدم بعد ذلك سبعة نفر من خشين فنزلوا على أبى ثعلبة، فأسلموا وبايعوا ورجعوا إلى قومهم.
ذكر وفد الأشعرين
قالوا: وقدم الأشعرون «1» على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم خمسون رجلا؛ منهم أبو موسى الأشعرى، ومعهم رجلان من عكّ. وقدموا فى سفن فى البحر، وخرجوا بجدّة، فلما دنوا من المدينة جعلوا يقولون:
غدا نلقى الأحبّة
…
محمّدا وحزبه
ثم قدموا فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفره بخيبر، فلقوه صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الأشعرون فى الناس كصرّة فيها مسك» «2» .
ذكر وفد سليم
قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بنى سليم، يقال له قيس ابن نسيبة «3» ، فسمع كلامه، وسأله عن أشياء فأجابه، ووعى ذلك كلّه، ودعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، فأسلم ورجع إلى قومه، فقال: قد سمعت برجمة «1» الروم، وهينمة «2» فارس، وأشعار العرب، وكهانة الكاهن، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم، فأطيعونى وخذوا بنصيبكم منه. فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقوه بقديد «3» وهم سبعمائة. ويقال:
كانوا ألفا. وفيهم العباس بن مرداس السّلمى، وأنس بن عبّاس بن رعل، وراشد بن عبد ربه «4» ، فأسلموا وقالوا: اجعلنا فى مقدّمتك، واجعل لواءنا أحمر، وشعارنا مقدّم «5» ، ففعل ذلك بهم. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم راشدا رهاطا «6» وفيها عين يقال لها عين الرّسول. قال: وكان راشد يسدن «7» صنما لبنى سليم، فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه، فقال:
أربّ يبول الثّعلبان برأسه
…
لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب
ثم شدّ عليه فكسره. وأتى النبى صلى الله عليه وسلم، فقال له:«ما اسمك» ؟
قال: غاوى بن عبد العزّى، فقال:«أنت راشد بن عبد ربّه» فأسلم وحسن إسلامه وشهد الفتح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير بنى سليم راشد» وعقد له على قومه.
وروى محمد بن سعد أيضا، عن هشام بن محمد، قال حدّثنى رجل من بنى سليم من بنى الشّريد، قال: وفد رجل منا يقال له قدد «1» بن عمّار على النبى صلى الله عليه وسلم، وعاهده على أن يأتيه بألف من قومه على الخيل؛ وأنشأ يقول:
شددت يمينى إذ أتيت محمّدا
…
بخير يد شدّت بحجزة مئزر
وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه
…
وأعطيته كفّ «2» امرئ غير أعسر
ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر، فخرج معه تسعمائة، وخلّف فى الحىّ مائة، وأقبل يريد النبىّ صلى الله عليه وسلم فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه؛ وهم: عباس بن مرداس وأمّره على ثلاثمائة، وجبّار بن الحكم وأمره على ثلاثمائة، والأخنس بن يزيد وأمّره على ثلاثمائة. وقال: ايتوا هذا الرحل حتى تقضوا العهد الذى فى عنقى ثم مات، فمضوا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«أين الرجل الحسن الوجه، الطويل اللسان، الصادق الأيمان» ؟.
قالوا: يا رسول الله! دعاه الله فأجابه، وأخبروه خبره؛ فقال:«أين تكملة الألف الذين عاهدنى عليهم» ؟. قالوا: خلّف مائة فى الحىّ مخافة حرب «3» كان بيننا وبين بنى كنانة، قال:«ابعثوا إليها فإنه لا يأتيكم فى عامكم هذا شىء تكرهونه» . فبعثوا إليها فأتته بالهدّة «4» وعليها المنقع «5» بن مالك بن أمية، فشهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح وحنين. وللمنقع يقول العباس بن مرداس:
القائد المائة التى وفّى بها
…
تسع المئين فتمّ ألف أقرع «6»