المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٨

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الأول من القسم الخامس في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله]

- ‌ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتّصل بذلك

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة قبل الهجرة

- ‌ذكر وفد غفار وقصّة أبى ذرّ الغفارىّ فى سبب إسلامه

- ‌ذكر وفد أزد شنوءة وكيف كان إسلام ضماد

- ‌ذكر وفد همدان

- ‌ذكر وفادة الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ وإسلامه

- ‌ذكر وفد نصارى الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وقبل الفتح

- ‌ذكر وفد عبس

- ‌ذكر وفد سعد العشيرة

- ‌ذكر وفد جهينة

- ‌ذكر وفد مزينة

- ‌ذكر وفد سعد بن بكر

- ‌ذكر وفد أشجع

- ‌ذكر وفد خشين

- ‌ذكر وفد الأشعرين

- ‌ذكر وفد سليم

- ‌ذكر وفد دوس

- ‌ذكر وفد أسلم

- ‌ذكر وفد جذام

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة شرّفها الله تعالى وعظمها

- ‌ذكر وفد ثعلبة

- ‌ذكر وفد أسد

- ‌ذكر وفد تميم

- ‌ذكر وفد فزارة واستسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر وفد مرّة

- ‌ذكر وفد محارب

- ‌ذكر وفد كلاب

- ‌ذكر وفد رؤاس بن كلاب

- ‌ذكر وفد عقيل بن كعب

- ‌ذكر وفد جعدة

- ‌ذكر وفد قشير بن كعب

- ‌ذكر وفد بنى البكّاء

- ‌ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

- ‌ذكر وفد باهلة

- ‌ذكر وفد هلال بن عامر

- ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

- ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

- ‌ذكر وفد عبد القيس

- ‌ذكر وفد بكر بن وائل

- ‌ذكر خبر أعشى بنى قيس وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه قبل لقائه

- ‌ذكر وفد تغلب

- ‌ذكر وفد حنيفة

- ‌ذكر وفد شيبان

- ‌ذكر وفادات أهل اليمن

- ‌ذكر وفد طيّئ وخبر زيد الخيل وعدىّ بن حاتم

- ‌ذكر وفد تجيب

- ‌ذكر وفد خولان

- ‌ذكر وفد جعفى

- ‌ذكر وفد مراد

- ‌ذكر وفد زبيد

- ‌ذكر وفد كندة

- ‌ذكر وفد الصّدف

- ‌ذكر وفد سعد هذيم

- ‌ذكر وفد بلىّ

- ‌ذكر وفد بهراء

- ‌ذكر وفد عذرة

- ‌ذكر وفد سلامان

- ‌ذكر وفد كلب

- ‌ذكر وفد جرم

- ‌ذكر وفد الأزد وأهل جرش

- ‌ذكر وفد غسّان

- ‌ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌ذكر وفد عنس

- ‌ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اختصّ به تميم الدارىّ وإخوته

- ‌ذكر وفد الرّهاويّين

- ‌ذكر وفد غامد

- ‌ذكر وفد النّخع

- ‌ذكر وفد بجيلة

- ‌ذكر وفد خثعم

- ‌ذكر وفد حضرموت

- ‌ذكر وفد أزد عمان

- ‌ذكر وفد غافق

- ‌ذكر وفد بارق

- ‌ذكر وفد مهرة

- ‌ذكر وفد حمير

- ‌ذكر وفد جيشان

- ‌ذكر وفد سلول

- ‌ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآن

- ‌ذكر خبر إسلام الجنّ ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن

- ‌ذكر إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم بسبب ذلك

- ‌ذكر خبر سواد بن قارب

- ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

- ‌ذكر رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم، وما كتب به إليهم، وما أجابوا به

- ‌ذكر إرسال عمرو بن أمية الضّمرىّ إلى النّجاشى ملك الحبشة وإسلامه

- ‌ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبىّ إلى قيصر ملك الروم

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السّهمىّ إلى كسرى ملك الفرس

- ‌ذكر إرسال حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا

- ‌ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ خديجة بنت خويلد

- ‌سودة بنت زمعة بن قيس

- ‌عائشة بنت أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنهما

- ‌حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها

- ‌زينب بنت خزيمة بن الحارث

- ‌أمّ سلمة هند بنت أبى أمية

- ‌زينب بنت جحش بن رئاب

- ‌جويرية بنت الحارث

- ‌ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون

- ‌أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان

- ‌صفيّة بنت حيىّ بن أخطب

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌ذكر من تزوجهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بهنّ، ومن دخل بهنّ وطلّقهنّ، ومن وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم:

- ‌فاطمة بنت الضّحّاك

- ‌عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية

- ‌العالية بنت ظبيان بن الجون

- ‌أسماء بنت النّعمان بن أبى الجون

- ‌أميمة بنت شراحيل

- ‌قتيلة بنت قيس

- ‌عمرة بنت معاوية الكندية

- ‌أسماء بنت الصّلت

- ‌مليكة بنت كعب الليثىّ

- ‌ابنة جندب بن ضمرة الجندعى

- ‌الغفارية

- ‌خولة بنت الهذيل بن هبيرة

- ‌خولة بنت حكيم

- ‌ليلى بنت الخطيم بن عدىّ

- ‌ليلى بنت حكيم الأنصارية

- ‌أمّ شريك واسمها غزيّة

- ‌الشّنباء

- ‌ذكر من خطبهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يتّفق تزويجهنّ

- ‌أمّ هانىء بنت أبى طالب

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرا

- ‌جمرة بنت الحارث بن عوف المزنىّ

- ‌سودة القرشيّة

- ‌أمامة بنت عمّة حمزة

- ‌ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ورقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحارث

- ‌وقثم بن عبد المطلب

- ‌الثالث- الزبير بن عبد المطلب

- ‌الرابع حمزة بن عبد المطلب

- ‌والخامس العبّاس بن عبد المطّلب

- ‌والسادس من عمومته صلى الله عليه وسلم أبو طالب

- ‌والسابع من عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب

- ‌الثامن- عبد الكعبة

- ‌والتاسع- حجل

- ‌والعاشر- ضرار

- ‌والحادى عشر- الغيداق

- ‌ذكر عمّات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأولى- صفيّة بنت عبد المطلب

- ‌وعاتكة بنت عبد المطّلب

- ‌وأروى بنت عبد المطلب

- ‌وأميمة بنت عبد المطلب

- ‌وبرّة بنت عبد المطلب

- ‌وأمّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب

- ‌ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحرار

- ‌أنس بن مالك بن النّضر

- ‌وهند وأسماء ابنا حارثة

- ‌وربيعة بن كعب الأسلمى

- ‌وعبد الله بن مسعود

- ‌وعقبة بن عامر بن عبس

- ‌وبلال بن رباح المؤذّن

- ‌وسعد مولى أبى بكر الصدّيق

- ‌وذو مخمر بن أخى النّجاشى

- ‌وبكير بن شدّاخ اللّيثى

- ‌وأبو ذرّ الغفارىّ

- ‌ذكر موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى

- ‌وأسامة بن زيد بن حارثة

- ‌وثوبان بن بجدد

- ‌وأبو كبشة سليم

- ‌وأنسة

- ‌وشقران

- ‌ورباح

- ‌ويسار

- ‌وأبو رافع

- ‌وأبو موبهبة

- ‌ورافع

- ‌وفضالة

- ‌ومدعم

- ‌وكركرة

- ‌وزيد

- ‌وعبيد، وطهمان

- ‌ومابور

- ‌وأبو ضميرة

- ‌وحنين

- ‌وأبو عسيب

- ‌وأبو هند

- ‌وأنجشة

- ‌وأنيسة

- ‌وأبو لبابة

- ‌ورويفع

- ‌وسعد

- ‌وكيسان، أو مهران

- ‌وأبو سلمى

- ‌ومن النساء

- ‌ذكر حرّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية

- ‌ذكر صفة خاتم النبوّة الذى كان بين كتفى النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله

- ‌ذكر عدد شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه خضب

- ‌وأما من قال إنه خضب صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفات رسول الله المعنوية صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما ما ورد فى أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته

- ‌وأما نومه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما النكاح وما يتعلق به

- ‌وأما خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حلمه واحتماله وعفوه

- ‌وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق

- ‌وأما وفاؤه وحسن عهده وصلته للرحم صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع علوّ منصبه ورفعة مرتبته

- ‌وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما زهده فى الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خوفه ربّه، وطاعته له، وشدّة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حديث هند بن أبى هالة وما تضمن من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية والمعنوية

- ‌ذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أما ما ناله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش فى دنياه

- ‌وأما تطيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما لباسه صلى الله عليه وسلم وما روى من ألوانه وأصنافه وطوله وعرضه

- ‌ذكر صفة إزرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا لبس ثوبا جديدا

- ‌ذكر فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته

- ‌ذكر ما لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخواتم، ومن قال لم يتختّم

- ‌ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفّيه

- ‌ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشطه، ومكحلته، ومرآته، وقدحه، وغير ذلك من أثاثه

- ‌ذكر ما ورد فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجّامه

- ‌ذكر ما ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلاح

- ‌ذكر دوابّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل والبغال والحمير

- ‌ذكر نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات

- ‌الوجه الأوّل- حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته

- ‌الوجه الثانى من إعجازه- صورة نظمه العجيب

- ‌الوجه الثالث من إعجازه- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد

- ‌الوجه الرابع- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة

- ‌الوجه الخامس- الرّوعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه

- ‌الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا

- ‌الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه

- ‌الوجه الثامن- أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلّميه، وقرّبه على متحفّظيه

- ‌الوجه التاسع- مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها

- ‌الوجه العاشر- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب

- ‌وأما انشقاق القمر، وحبس الشمس ورجوعها

- ‌وأما رجوع الشّمس

- ‌وأما حبسها

- ‌وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تفجيره وانبعاثه وتكثيره ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وانقيادها إليه وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم كلام الحيوانات وسكونها وثباتها إذا رأته

- ‌ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إجابة دعائه

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقلاب الأعيان

- ‌ومما يلتحق بهذا الفصل

- ‌ومن معجزاته عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته إياه مع كثرة أعدائه وتحزبهم واجتماعهم على أذاه

- ‌وقد رأينا أن نختم هذه الفصول بذكر القصيدة التى ابتسمت ثغورها بوصف معجزاته

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه

- ‌ذكر ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستئذانه نساء أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها

- ‌ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمر به من سدّ الأبواب التى تشرع إلى مسجده إلا باب أبى بكر الصديق ووصيته بالأنصار

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفيه

- ‌ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّى

- ‌ذكر ما اتفق فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

- ‌وأمّا ما وصّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما الدّنانير التى قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما السّواك الذى استنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

- ‌ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة عند الموت

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الموت به

- ‌ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به الناس حين شكّوا فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة أبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غسّله، وتكفينه وحنوطه

- ‌وأما تكفينه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده وما فرش تحته ومن فرشه، ومن دخل قبره، ووقت دفنه، ومدّة حياته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقت دفنه صلى الله عليه وسلم ومدة مرضه

- ‌وأما سنّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

- ‌[صورة ما هو مكتوب بآخر هذا الجزء بنسخة]

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

يابن الذى مسح النبىّ برأسه

ودعا له بالخير عند المسجد

أعنى زيادا لا أريد سواءه

من غائر أو متهم أو منجد «1»

ما زال ذاك النور فى عرنيه

حتى تبوّأ بيته فى الملحد

‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

قال محمد بن سعد: قدم عامر بن الطّفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر.- قال ابن إسحق: وأربد بن قيس ابن جزء «2» بن خالد بن جعفر، وجبّار بن سلمى بن مالك بن جعفر-[على رسول الله «3» صلى الله عليه وسلم]-.- قال ابن سعد- فقال عامر بن الطّفيل: يا محمد، مالى إن أسلمت؟ قال:«لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم» . قال: أتجعل لى الأمر من بعدك؟ قال: «ليس ذلك لك ولا لقومك» قال: أفتجعل لى الوبر ولك المدر؟ «4» قال: «لا، ولكنّى أجعل لك أعنّة الخيل، فإنك امرؤ فارس» . قال:

أو ليست لى؟! لأملأنها عليك خيلا ورجلا «5» . ثم ولّيا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ اكفنيهما، اللهمّ واهد بنى عامر وأغن الإسلام عن عامر» - يعنى ابن الطّفيل.

وقال ابن إسحق: قدم عامر بن الطّفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد الغدر به، وقد قال له قومه: يا عامر، إن الناس قد أسلموا فأسلم،

ص: 51

فقال: والله لقد كنت آليت ألّا أنتهى حتّى تتبع العرب عقبى، وأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش! ثم قال لأربد بن قيس: إذا قدمنا على الرجل فإنى سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف. فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر بن الطّفيل. يا محمد، خالّنى «1» . قال:

«لا والله حتى تؤمن بالله وحده» ، فجعل يكرر هذا القول ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد عليه مقالته، وهو فى ذلك ينتظر من أربد ما أمره به، فلم يصنع أربد شيئا، وكان آخر ما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله لأملأنّها عليك خيلا ورجلا، فلما ولّى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللهم اكفنى عامر ابن الطّفيل» فلما خرجوا من عنده قال عامر لأربد: ويلك! أين ما كنت أمرتك به؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف عندى على نفسى منك، وايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا. قال له أربد: لا أبا لك! لا تعجل علىّ، والله ما هممت بالذى أمرتنى به من أمره إلا دخلت بينى وبين الرجل، حتى لا أرى غيرك! أفأضربك بالسيف! قال: وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، بعث الله على عامر بن الطّفيل الطاعون فى عنقه، فمال إلى بيت امرأة من بنى سلول، فجعل يقول: يا بنى عامر، غدّة كغدّة البكر، وموت فى بيت سلوليّة «2» ! قال: ومات فواراه أصحابه، وخرجوا حتى قدموا أرض بنى عامر، فأتاهم قومهم فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ فقال: لا شىء، والله لقد

ص: 52

دعانا إلى عبادة شىء لوددت أنه عندى الآن فأرميه بالنّبل حتى أقتله، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه «1» ، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.

وقال أبو إسحق أحمد بن محمد الثعلبىّ فى هذه القصة، بسند يرفعه إلى عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما، قال: أقبل عامر بن الطّفيل وأربد بن ربيعة يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بالمسجد جالس فى نفر من أصحابه، فدخلا المسجد فاستشرف «2» الناس لجمال عامر، وكان أعور، وكان من أجمل الناس، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، هذا عامر ابن الطّفيل قد أقبل نحوك، فقال:«دعه فإن يرد الله به خيرا يهده» فأقبل حتى قام عليه. فقال: يا محمد، مالى إن أسلمت؟ فقال:«لك ما للمسلمين، وعليك ما على المسلمين» . قال: تجعل لى الأمر بعدك؟ قال: «ليس ذلك إلىّ، إنما ذلك إلى الله عز وجل، يجعله حيث يشاء» . قال تجعلنى على الوبر وأنت على المدر؟. قال: «لا» . قال: فماذا تجعل لى؟ قال: «أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها» . قال: أو ليس ذلك لى اليوم؟! قم معى أكلّمك. فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتنى أكلّمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف؛ فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه، فدار أربد خلف النبىّ صلى الله عليه وسلم، فاخترط من سيفه شبرا، ثم حبسه الله عز وجل عنه فلم يقدر على سلّه، وجعل عامر يومىء إليه، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال: «اللهم

ص: 53

اكفنيهما بما شئت» . فأرسل الله عز وجل على أربد صاعقة فى يوم صائف فأحرقته، وولّى عامر هاربا، وقال: يا محمد، دعوت ربّك فقتل أربد، والله لأملأنّها عليك خيلا جردا «1» ، وفتيانا مردا «2» ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يمنعك الله ذلك وأبناء قيلة» يعنى الأوس والخزرج. فنزل عامر بيت امرأة سلوليّة وأنشأ يقول:

تخيّر أبيت اللّعن إن شئت ودّنا

وإن شئت حربا ذات بأس ومصدق

وإن شئت فتيانا بكفّى أمرهم

يكبّون كبش العارض المتألّق

فلما أصبح ضمّ عليه سلاحه، وقد تغيّر لونه، وهو يقول:

لعمرى وما عمرى علىّ بهينّ

لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر «3»

وقد علم المزنوق أنّى أكرّه

على جمعهم كرّ المنيح المشهّر «4»

إذا ازورّ من وقع السّنان زجرته

وأخبرته أنّى امرؤ غير مقصر «5»

وأخبرته أنّ الفرار خزاية

على المرء ما لم يبد عذرا فيعذر «6»

لقد علمت عليا هوازن أنّنى

أنا الفارس الحامى حقيقة جعفر

ص: 54

فجعل يركض فى الصحراء ويقول: ابرز يا ملك الموت! ثم أنشأ يقول:

ألا قرّب المزنوق «1» إذ جدّ ما أرى

لتعريض يوم شرّه غير حامد

ألا قرّباه إنّ غاية جرينا

إذا قرب المزنوق بين الصّفائد

بنو عامر قومى إذا ما دعوتهم

أجابوا ولبىّ منهم كلّ ماجد

ويقول: واللّات لئن أصحر «2» إلىّ وصاحبه- يعنى ملك الموت- لأنفذتهما برمحى.

قال: فلما رأى الله عز وجل ذلك منه، أرسل ملكا فلطمه بجناحه، فأرداه فى التراب، وخرجت على ركبته غدّة عظيمة فى الوقت، فعاد إلى بيت السّلوليّة وهو يقول: غدّة كغدّة البعير، وموت فى بيت سلولية. ثم دعا بفرسه فركبه، ثم أجراه حتى مات على ظهره.

قال: فرثى لبيد بن ربيعة أخاه أربد بجملة من المراثى؛ فمنها هذه الأبيات:

قضّ اللّبانة لا أبا لك واذهب

والحق بأسرتك الكرام الغيّب «3»

ذهب الذين يعاش فى أكنافهم

وبقيت فى خلف كجلد الأجرب «4»

يتلذّذون ملاذة ومجانة

ويعاب قائلهم وإن لم يشعب «5»

فتعدّ عن هذا وقل فى غيره

واذكر شمائل من أخ لك معجب «6»

ص: 55

إنّ الرّزيّة لا رزيّة مثلها

فقدان كلّ أخ كضوء الكوكب»

من معشر سنّت لهم أباؤهم

والعزّ لا يأتى بغير تطلّب

يا أربد الخير الكريم جدوده

أفردتنى أمشى بقرن أعضب «2»

وقال أيضا فيه:

ما إن تعدّى المنون من أحد

لا والد مشفق ولا ولد «3»

أخشى على أربد الحتوف ولا

أرهب نوء السّماك والأسد «4»

يا عين هبلّا بكيت أربد إذ

قمنا وقام الخصوم فى كبد «5»

فجّعنى الرّعد والصّواعق بالفا

رس يوم الكريهة النّجد «6»

قال: وأنزل الله عز وجل فى هذه القصّة: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ. لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ

يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحْفَظُونَهُ

يعنى تلك المعقبات مِنْ أَمْرِ اللَّهِ

. ثم قال تعالى مشيرا لهذين: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ «7» .

ص: 56

أى ملجإ يلجئون إليه. وقد قيل: والٍ

يلى أمرهم، ويمنع العذاب عنهم. ثم قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً

. قال: خَوْفاً

للمسافر يخاف أذاه ومشقّته. وَطَمَعاً

للمقيم يرجو بركته ومنفعته. وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ. وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ «1»

قال الحسن: شديد الحقد «2» .

وقال علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه: شديد الأخذ. وقد روى الثعلبىّ أيضا، عن إسحق الحنظلىّ، عن ريحان بن سعيد الشّامى، عن عبّاد بن منصور، قال سألت الحسن عن قوله عز وجل: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ

الآية.

قال: كان رجل من طواغيت العرب، فبعث إليه النبىّ صلى الله عليه وسلم نفرا ليدعوه إلى الله عز وجل ورسوله أن يؤمن، فقال لهم: أخبرونى عن ربّ محمد هذا الذى تدعونى إليه ما هو؟ وممّ هو؟ من دهب أم فصّة أم حديد أم نحاس؟ فاستعظم القوم مقالته، وانصرفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا رجلا أكفر قلبا، ولا أعتى على الله منه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارجعوا إليه» فرجعوا إليه فجعل لا يزيدهم على مثل مقالته الأولى وأخبث، «3» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارجعوا إليه» فرجعوا، فبيناهم عنده ينازعونه ويدعونه ويعظمون عليه، وهو يقول هذه المقالة؛

ص: 57

إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم، فرعدت وبرقت فرمت بصاعقة فاحترق «1» الكافر وهم جلوس، فجاءوا يسعون ليخبروا النبىّ صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا لهم: احترق صاحبكم.

قالوا لهم: من أين علمتم؟ قالوا: أوحى إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم الساعة:

وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ

الآية. والله أعلم فى أيهما نزلت.

ولنرجع إلى تتمة خبر وفد عامر بن صعصعة.

قال محمد بن سعد فى طبقاته: وكان فى الوفد عبد الله بن الشّخّير، فقال: يا رسول الله، أنت سيدنا، وذو الطّول علينا. قال:«السيّد الله، لا يستهوينّكم الشيطان» .

قالوا: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن علاثة بن عوف، وهوذة بن خالد بن ربيعة وابنه، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه جالسا إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أوسع لعلقمة» فأوسع له، فجلس إلى جنبه، فقصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، وقرأ عليه قرآنا، فقال: يا محمد، إن ربّك لكريم، وقد آمنت بك، وبايعت على عكرمة بن خصفة أخى قيس، وأسلم هوذة وابنه وابن أخيه.

وروى ابن سعد عن عون بن أبى جحيفة السّوائىّ عن أبيه قال: قدم وفد بنى عامر وكنت معهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فوجدناه بالأبطح فى قبّة حمراء، فسلّمنا عليه، فقال:«من أنتم» ؟ قلنا: بنو عامر بن صعصعة. قال:

«مرحبا بكم أنتم منّ وأنا منكم» .

ص: 58