الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينهاكم عن كذا وكذا، وأن تصلوا صلاة كذا فى حين كذا، وصلاة كذا فى حين كذا، إذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم، وليؤمّكم أكثركم قرآنا. فنظر أهل حوائنا «1» فما وجدوا أحدا أكثر قرآنا منّى للّذى كنت أحفظه من الرّكبان، فقدّمونى بين أيديهم، فكنت أصلّى بهم وأنا ابن ستّ سنين «2» ، وكان علىّ بردة كنت إذا سجدت تقلّصت «3» عنّى، فقالت امرأة من الحىّ: ألا تغطون عنّا است قارئكم؟ فكسونى قميصا من معقّد «4» البحرين، فما فرحت بشىء أشدّ من فرحى بذلك القميص.
ومن رواية أخرى عنه: فعلّمونى الركوع والسجود، فكنت أصلّى بهم.
ذكر وفد الأزد وأهل جرش
قالوا: قدم صرد بن عبد الله الأزدىّ «5» في بضعة عشر رجلا من قومه، وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على فروة بن عمرو، وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، وأقاموا عشرة أيام، وكان صرد أفضلهم، فأمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد بهم من يليه، من أهل الشّرك من قبائل اليمن؛ فخرج حتى نزل جرش «6» وهى مدينة حصينة مغلقة، وبها
قبائل من قبائل اليمن. وقد ضوت «1» إليهم خثعم، فدخلوا معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم، فحاصرهم صرد ومن معه فيها شهرا، ثم رجع قافلا، حتى إذا كان إلى جبل لهم يقال له شكر، ظنّ أهل جرش أنه إنما ولّى عنهم منهزما، فخرجوا فى طلبه حتى إذا أدركوه صفّ صفوفه، وحمل عليهم هو والمسلمون، ووضعوا سيوفهم فيهم حيث شاءوا، وأخذوا من خيلهم عشرين فرسا، فقاتلوهم عليها نهارا طويلا.
وكان أهل جرش بعثوا رجلين منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يرتادان وينظران، فبينما هما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد العصر؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«بأىّ بلاد الله شكر» ؟ فقام الجرشيّان فقالا: يا رسول الله، ببلادنا جبل يقال له كشر، وكذلك نسميّه أهل جرش، فقال:«إنه ليس بكشر ولكنه شكر» ، قالا: فما شأنه يا رسول الله؟ قال:
«إنّ بدن الله لتنحر عنده الآن» قال: فجلس الرجلان إلى أبى بكر، أو إلى عثمان. «2»
فقال لهما: ويحكما! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن لينعى لكما قومكما، فقوما إلى رسول الله فسلاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما. فقاما إليه فسألاه ذلك.
فقال: «اللهم ارفع عنهم» فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما، فوجدا قومهما قد أصيبوا من صرد فى اليوم الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فى تلك الساعة، فقصّا على قومهما القصّة، فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فقال: «مرحبا بكم،