الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن فى كل سنة مرة، فقد عرض علىّ العام مرتين، وأنه لم يكن نبىّ إلا عاش نصف عمر أخيه الذى كان قبله، عاش عيسى بن مريم مائة وخمسا وعشرين سنة، وهذه اثنتان وستون سنة» ومات فى نصف السنة. والذى نقلناه أوّلا هو الذى صححه العلماء. والله أعلم.
وكان مقامه بالمدينة من لدن الهجرة إلى أن توفّى صلى الله عليه وسلم عشر سنين.
ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه
روى عن أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنا لا نورث، ما تركناه صدقة» . وروى محمد بن سعد قال:
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد، قال حدّثنا معمر ومالك وأسامة بن زيد عن الزهرىّ عن عروة عن عائشة؛ قال محمد بن عمر: وحدّثنى معمر وأسامة بن زيد وعبد الرحمن ابن عبد العزيز عن الزهرى عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبى وقّاص وعباس بن عبد المطلب قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركناه فهو صدقة» يريد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه. وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقتسم «1» ورثنى دينارا ولا درهما، ما تركت بعد نفقة نسائى ومؤنة عاملى فإنه صدقة» . وعن عائشة: إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنها أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبى صلى الله عليه وسلم التى بالمدينة وفدك، وما بقى من خمس خيبر، فقال أبو بكر
رضى الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة» إنما يأكل آل محمد فى هذا المال، وإنى والله لا أغيّر شيئا من صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التى كانت عليها فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبى بكر، فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر. وعن أبى جعفر «1» قال: جاءت فاطمة إلى أبى بكر تطلب ميراثها، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علىّ بن أبى طالب، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا نورث، ما تركنا صدقة» وما كان النبى يعول فعلىّ، فقال علىّ:«وورث سليمن داود «2» » وقال زكريا: «يرثنى ويرث من آل يعقوب «3» » قال أبو بكر: هو هذا، والله تعلم مثل ما أعلم. فقال علىّ: هذا كتاب الله ينطق، فسكتوا وانصرفوا. وعن زيد بن أسلم عن أبيه، قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما كان اليوم الذى توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بويع لأبى بكر فى ذلك اليوم، فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبى بكر- رضى الله عنهما- معها علىّ رضى الله عنه فقالت: ميراثى من رسول الله أبى، صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أمن الرّثّة «4» أو من العقد «5» ؟ قالت: فدك وخيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما ترثك بناتك إذا متّ، فقال أبو بكر: أبوك والله خير منى، وأنت والله خير من بناتى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا نورث، ما تركنا