الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالا: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من مزينة، منهم خزاعىّ بن عبد نهم «1» فبايعه على قومه مزينة، وقدم معه عشرة منهم، فيهم بلال بن الحارث، والنعمان ابن مقرّن «2» ، ثم خرج إلى قومه فلم يجدهم كما ظنّ فأقام، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسّان بن ثابت، فقال:«اذكر خزاعيّا ولا تهجه» فقال حسّان:
ألا أبلغ خزاعيا رسولا
…
بأنّ الذّمّ يغسله الوفاء
وأنّك خير عثمان بن عمرو
…
وأسناها إذا ذكر السّناء
وبايعت الرّسول وكان خيرا
…
إلى خير وآداك «3» الثّناء
فما يعجزك أو ما لا تطقه
…
من الأشياء لا تعجز عداء
قال: و «عداء» بطنه الذى هو منه. فقام خزاعىّ فقال: يا قوم! قد خصّكم شاعر الرجل، فأنشدكم الله «4» . قالوا: فإنّا لا ننبو عليك «5» ؛ فأسلموا ووفدوا على النبى صلى الله عليه وسلم. فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعىّ، وكانوا يومئذ ألف رجل.
ذكر وفد سعد بن بكر
قال محمد بن إسحق: بعثت بنو سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا منهم يقال له ضمام «6» بن ثعلبة- قال ابن سعد: فى شهر رجب سنة خمس «7» -
قال ابن إسحق بسنده إلى ابن عباس: فقدم وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله «1» ، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فى أصحابه. قال: وكان ضمام رجلا جلدا «2» أشعر ذا غديريتين، فأقبل حتّى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أصحابه، فقال أيّكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا ابن عبد المطلب» . قال: أمحمّد؟ قال: «نعم» . قال: يابن عبد المطلب! إنى سائلك ومغلظ عليك فى المسئلة، فلا تجد «3» في نفسك. قال:«لا أجد فى نفسى، فاسأل عما بدا لك» قال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله بعثك إلينا رسولا؟ قال:«اللهمّ نعم» قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله امرك أن تأمرنا أن نعبده وحده، لا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد التى كان آباؤنا يعبدون معه؟ قال:«اللهمّ نعم» . قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلّى هذه الصلاة الخمس؟ قال:«نعم» .
قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزّكاة، والصّيام، والحج وشرائع الإسلام كلّها، ينشده عن كلّ فريضة منها كما ينشده فى التى قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإنّى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وسأودّى هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتنى عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى بعيره راجعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن صدق ذو العقيصتين «4» دخل الجنة»