الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحد، يكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه، ويؤثره بالوسادة التى تحته، ويعزم عليه فى الجلوس عليها إن أبى، ويكنّى أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوّز فيقطعه بنهى أو قيام، ويروى:
بانتهاء أو قيام، ويروى: أنه كان لا يجلس إليه أحد وهو يصلى إلا خفّف صلاته وسأله عن حاجته، فإذا فرغ عاد، إلى صلاته، وكان أكثر الناس تبسّما، وأطيبهم نفسا، ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ أو يخطب.
وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق
فقد أخبر الله تعالى بذلك ووصفه بهذه الأوصاف؛ فقال تعالى: «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ «1» بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ»
وقال تعالى: «2» وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين» فكان من شفقته على أمته صلى الله عليه وسلم تخفيفه وتسهيله عليهم، وكراهته أشياء مخافة أن تفرض عليهم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم:«لولا أن أشقّ على أمتى لأمرتهم بالسّواك مع كل وضوء» وخبر صلاة «3» الليل، ونهيهم عن الوصال، وكراهيته دخول الكعبة لئلا يعنت «4» أمّته، ورغبته لربه أن يجعل سبّه ولعنه لهم رحمة، وأنه كان يسمع بكاء الصّبى فيتجوّز «5» فى صلاته. ومن شفقته صلى الله عليه وسلم أن دعا ربه وعاهده فقال:«أيّما رجل سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة وصلاة «6» وطهورا وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» . ومن ذلك أنه لما كذّبه قومه أتاه جبريل عليه السلام فقال له: