الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم
فقد روينا بإسناد متّصل عن خارجة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقر الناس فى مجلسه لا يكاد يخرج شيئا من أطرافه. وروى أبو سعيد الخدرىّ رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس فى المجلس احتبى بيديه، وكذلك كان أكثر جلوسه محتبيا «1» . وعن جابر بن سمرة: أنه تربّع، وربما جلس القرفصاء «2» ، وكان كثير السّكوت، لا يتكلم فى غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، وكان ضحكه تبسّما وكلامه فصلا «3» لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التّبسّم توقيرا له واقتداء به، مجلسه مجلس حلم وحياء وخير وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن «4» فيه الحرم، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطّير. وفى صفته: يخطو تكفّؤا «5» ويمشى هونا «6» كأنما ينحطّ من صبب. «7»
وفى الحديث الآخر: «إذا مشى مشى مجتمعا، يعرف فى مشيته أنه غير غرض ولا وكل؛ أى غير ضجر ولا كسلان. وقال عبد الله بن مسعود: إنّ أحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم. وعن جابر بن عبد الله: كان فى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيل «8» أو ترسيل، قال ابن أبى هالة: كان سكوته على أربع: على الحلم،