الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى ارتجّ المسجد بخواره «1» . وفى رواية سهل بن سعد: وكثر بكاء الناس لما رأوا به. وفى رواية المطلب بن أبى وداعة: حتى تصدّع وانشقّ، حتى جاء النبى صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكت. وزاد غيره: فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم «إن هذا بكى لما فقد من الذّكر» . وزاد غيره «2» : «والذى نفسى بيده لو لم ألتزمه «3» لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزّنا على رسول الله» صلى الله عليه وسلم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن تحت المنبر. وفى حديث أبىّ بن كعب: فكان إذا صلّى النبى صلى الله عليه وسلم صلّى إليه، فلما هدم المسجد أخذه أبىّ فكان عنده إلى أن أكلته الأرض وعاد رفاتا. وذكر الإسفراينىّ: أن النبىّ صلى الله عليه وسلم دعاه إلى نفسه فجاءه يخرق الأرض فالتزمه، ثم أمره فعاد إلى مكانه. وفى حديث بريدة فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم:«إن شئت أردك إلى الحالط الذى كنت فيه، تنبت لك عروقك، ويكتمل خلقك ويجدّد لك خوص وثمرة، وإن شئت أغرسك فى الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك» ، ثم أصغى له النبى صلى الله عليه وسلم يستمع ما يقول فقال: بل تغرسنى فى الجنة فيأكل منى أولياء الله وأكون فى مكان لا أبلى فيه. فسمعه من يليه «4» ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«قد فعلت- ثم قال- اختار دار البقاء على دار الفناء» .
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات
كتسبيح الطعام فى جوفه، وتسبيح الحصى فى كفّه وكفّ من صبّه فى كفّه من أصحابه، وسلام الجبال والأحجار والأشجار عليه، وسجودها له، وغير ذلك مما يلتحق به على ما نشرحه إن شاء الله تعالى.
فمن ذلك ما رويناه بإسناد متصل عن البخارىّ بسنده، عن علقمة [عن «1» ] عبد الله قال: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل، وفى غير هذه الرواية عن عبد الله ابن مسعود قال: كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام، ونحن نسمع تسبيحه. وقال أنس بن مالك: أخذ النبى صلى الله عليه وسلم كفّا من حصى فسبّحن فى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا التسبيح، ثم صبهنّ فى يد أبى بكر فسبحن، ثم فى أيدينا فما سبحن. وروى أبو ذرّ مثله، وذكر أنهنّ سبحن فى كفّ عمر وعثمان. وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه: كنا بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال:
السلام عليك يا رسول الله. وعن جابر بن سمرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إنى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علىّ» قيل: إنه الحجر الأسود. وعن عائشة أمّ المؤمنين رضى الله عنها، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لما استقبلنى جبريل بالرسالة جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله» .
وعن جابر بن عبد الله قال: لم يكن صلى الله عليه وسلم يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له. وفى حديث العباس بن عبد المطلب إذ اشتمل «2» عليه النبى صلى الله عليه وسلم وعلى بنيه بملاءته فأمّنت أسكفّة «3» الباب وحوائط البيت آمين آمين. وعن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: مرض النبى صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل بطبق فيه رمّان وعنب، فأكل منه صلى الله عليه وسلم فسبّح. وعن أنس رضى الله عنه قال: صعد