الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفد غامد
قال: قدم وفد غامد «1» على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شهر رمضان وهم عشرة، فنزلوا ببقيع الغرقد «2» ، ثم لبسوا من صالح ثيابهم، ثم انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلّموا عليه وأقرّوا بالإسلام. وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه شرائع الإسلام، وأتوا أبىّ بن كعب فعلّمهم قرآنا. وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يجيز الوفد وانصرفوا.
ذكر وفد النّخع
قالوا: بعث النّخع «3» رجلين منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدين بإسلامهم، وهما أرطاة بن شراحيل بن كعب، من بنى حارثة بن سعد بن مالك بن النّخع، والجهيش واسمه الأرقم، من بنى بكر بن عوف من النّخع، فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهما الإسلام فقبلاه وبايعا عن قومهما، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنهما، وحسن هيئتهما؛ فقال:«هل خلّفتما وراء كما من قومكما مثلكما» ؟ قالا: يا رسول الله، قد خلّفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا، وكلهم يقطع الأمر وينفّذ الأشياء، ما يشار كوننا فى الأمر إذا كان، فدعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقومهما بخير، وقال:«اللهمّ بارك فى النّخع» . وعقد لأرطاة لواء على قومه، وكان فى يده يوم الفتح، فشهد
به القادسيّة فقتل يومئذ، فأخذه أخوه دريد فقتل- رحمهما الله- فأخذه سيف ابن الحارث من بنى جذيمة، فدخل به الكوفة.
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمىّ، قال: كان آخر من قدم من الوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد النّخع، وقدموا من اليمن للنّصف من المحرم، سنة إحدى عشرة، وهم مائتا رجل، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، ثم جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرّين بالإسلام، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن، وكان فيهم زرارة بن عمرو.
وحكى أبو عمر بن عبد البرفى ترجمة زرارة بن عمرو، والد عمرو بن زرارة، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وفد النّخع، فقال: يا رسول الله، إنى رأيت فى طريقى رؤيا هالتنى. قال:«وما هى» ؟ قال: رأيت أتانا «1» خلّفتها فى أهلى ولدت جديا أسفع أحوى «2» ، ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بينى وبين ابن لى- يقال له عمرو- وهى تقول: لظى لظى، بصير وأعمى «3» . فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«أخلّفت فى أهلك أمة مسرّة «4» ولدا» . قال: نعم. قال: «فإنها قد ولدت غلاما وهو ابنك «5» » قال: فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن منّى، أبك