الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها» . وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم، ومن أسلم من قبائل العرب ممن يسكن السّيف «1» والسّهل كتابا؛ فيه ذكر الصدقة والفرائض فى المواشى. وكتب الصّحيفة ثابت ابن قيس، وشهد أبو عبيدة وعمر بن الخطاب رضى الله عنهم.
ذكر وفد جذام
قالوا: قدم رفاعة بن زيد بن عمير بن معبد الجذامىّ «2» ، ثم أحد بنى الضّبيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الهدنة قبل خيبر، وأهدى له عبدا وأسلم، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا؛ فيه:«هذا كتاب من محمد رسول الله، لرفاعة بن زيد إلى قومه، ومن دخل معهم، يدعوهم إلى الله، فمن أقبل ففى حزب الله، ومن أبى فله أمان شهرين» فأجابه قومه وأسلموا. قال ابن إسحق وغيره: وبعث فروة بن عمرو بن النّافرة الجذامىّ، ثم النّفاثىّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، واسم رسوله مسعود بن سعد وهو من قومه، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه، وقبل هديته، وأجاز رسوله باثنتى عشرة أوقية ونشّ «3» ، وكتب إلى فروة جواب كتابه. وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان «4» وما حولها من أرض الشام، فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه فحبسوه عندهم؛ فقال: فى محبسه ذلك:
طرقت سليمى موهنا أصحابى
…
والرّوم بين الباب والقروان «1»
صدّ الخيال وساءه ما قد رأى
…
وهممت أن أغفى «2» وقد أبكانى
لا تكحلنّ العين بعدى إثمدا «3»
…
سلمى ولا تدننّ للإتيان
ولقد علمت أبا كبيشة أنّنى
…
وسط الأعزّة لا يحصّ «4» لسانى
فلئن هلكت لتفقدنّ أخاكم
…
ولئن بقيت لتعرفنّ مكانى
ولقد جمعت أجلّ ما جمع الفتى
…
من جودة وشجاعة وبيان
قال: فلما أجمعت الرّوم لصلبه على ماء لهم بفلسطين يقال له عفراء «5» قال:
ألا هل أتى سلمى بأنّ حليلها
…
على ماء عفرا فوق إحدى الرّواحل «6»
على ناقة لم يضرب الفحل أمّها
…
مشذّبة أطرافها بالمناجل
قال: ولما قدّموه ليضربوا عنقه قال:
أبلغ سراة المؤمنين بأنّنى
…
سلم لربىّ أعظمى ومقامى
فضربوا عنقه وصلبوه على ذلك الماء.
هذا ما تلخص لنا من أخبار من وفد بعد الهجرة وقبل الفتح، فلنذكر من وفد بعد الفتح.