المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثقفى - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١٨

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثامن عشر

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الأول من القسم الخامس في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله]

- ‌ذكر وفادات العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتّصل بذلك

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة قبل الهجرة

- ‌ذكر وفد غفار وقصّة أبى ذرّ الغفارىّ فى سبب إسلامه

- ‌ذكر وفد أزد شنوءة وكيف كان إسلام ضماد

- ‌ذكر وفد همدان

- ‌ذكر وفادة الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ وإسلامه

- ‌ذكر وفد نصارى الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وقبل الفتح

- ‌ذكر وفد عبس

- ‌ذكر وفد سعد العشيرة

- ‌ذكر وفد جهينة

- ‌ذكر وفد مزينة

- ‌ذكر وفد سعد بن بكر

- ‌ذكر وفد أشجع

- ‌ذكر وفد خشين

- ‌ذكر وفد الأشعرين

- ‌ذكر وفد سليم

- ‌ذكر وفد دوس

- ‌ذكر وفد أسلم

- ‌ذكر وفد جذام

- ‌ذكر من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة شرّفها الله تعالى وعظمها

- ‌ذكر وفد ثعلبة

- ‌ذكر وفد أسد

- ‌ذكر وفد تميم

- ‌ذكر وفد فزارة واستسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم

- ‌ذكر وفد مرّة

- ‌ذكر وفد محارب

- ‌ذكر وفد كلاب

- ‌ذكر وفد رؤاس بن كلاب

- ‌ذكر وفد عقيل بن كعب

- ‌ذكر وفد جعدة

- ‌ذكر وفد قشير بن كعب

- ‌ذكر وفد بنى البكّاء

- ‌ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

- ‌ذكر وفد باهلة

- ‌ذكر وفد هلال بن عامر

- ‌ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس

- ‌ذكر وفد ثقيف وإسلامها وهدم اللّات

- ‌ذكر وفد عبد القيس

- ‌ذكر وفد بكر بن وائل

- ‌ذكر خبر أعشى بنى قيس وامتداحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوعه قبل لقائه

- ‌ذكر وفد تغلب

- ‌ذكر وفد حنيفة

- ‌ذكر وفد شيبان

- ‌ذكر وفادات أهل اليمن

- ‌ذكر وفد طيّئ وخبر زيد الخيل وعدىّ بن حاتم

- ‌ذكر وفد تجيب

- ‌ذكر وفد خولان

- ‌ذكر وفد جعفى

- ‌ذكر وفد مراد

- ‌ذكر وفد زبيد

- ‌ذكر وفد كندة

- ‌ذكر وفد الصّدف

- ‌ذكر وفد سعد هذيم

- ‌ذكر وفد بلىّ

- ‌ذكر وفد بهراء

- ‌ذكر وفد عذرة

- ‌ذكر وفد سلامان

- ‌ذكر وفد كلب

- ‌ذكر وفد جرم

- ‌ذكر وفد الأزد وأهل جرش

- ‌ذكر وفد غسّان

- ‌ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

- ‌ذكر وفد عنس

- ‌ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اختصّ به تميم الدارىّ وإخوته

- ‌ذكر وفد الرّهاويّين

- ‌ذكر وفد غامد

- ‌ذكر وفد النّخع

- ‌ذكر وفد بجيلة

- ‌ذكر وفد خثعم

- ‌ذكر وفد حضرموت

- ‌ذكر وفد أزد عمان

- ‌ذكر وفد غافق

- ‌ذكر وفد بارق

- ‌ذكر وفد مهرة

- ‌ذكر وفد حمير

- ‌ذكر وفد جيشان

- ‌ذكر وفد سلول

- ‌ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله عز وجل فيهم من القرآن

- ‌ذكر خبر إسلام الجنّ ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن

- ‌ذكر إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامهم بسبب ذلك

- ‌ذكر خبر سواد بن قارب

- ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

- ‌ذكر رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك وغيرهم، وما كتب به إليهم، وما أجابوا به

- ‌ذكر إرسال عمرو بن أمية الضّمرىّ إلى النّجاشى ملك الحبشة وإسلامه

- ‌ذكر إرسال دحية بن خليفة الكلبىّ إلى قيصر ملك الروم

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن حذافة السّهمىّ إلى كسرى ملك الفرس

- ‌ذكر إرسال حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندريّة عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا

- ‌ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ خديجة بنت خويلد

- ‌سودة بنت زمعة بن قيس

- ‌عائشة بنت أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنهما

- ‌حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها

- ‌زينب بنت خزيمة بن الحارث

- ‌أمّ سلمة هند بنت أبى أمية

- ‌زينب بنت جحش بن رئاب

- ‌جويرية بنت الحارث

- ‌ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون

- ‌أمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان

- ‌صفيّة بنت حيىّ بن أخطب

- ‌ميمونة بنت الحارث

- ‌ذكر من تزوجهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بهنّ، ومن دخل بهنّ وطلّقهنّ، ومن وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم:

- ‌فاطمة بنت الضّحّاك

- ‌عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية

- ‌العالية بنت ظبيان بن الجون

- ‌أسماء بنت النّعمان بن أبى الجون

- ‌أميمة بنت شراحيل

- ‌قتيلة بنت قيس

- ‌عمرة بنت معاوية الكندية

- ‌أسماء بنت الصّلت

- ‌مليكة بنت كعب الليثىّ

- ‌ابنة جندب بن ضمرة الجندعى

- ‌الغفارية

- ‌خولة بنت الهذيل بن هبيرة

- ‌خولة بنت حكيم

- ‌ليلى بنت الخطيم بن عدىّ

- ‌ليلى بنت حكيم الأنصارية

- ‌أمّ شريك واسمها غزيّة

- ‌الشّنباء

- ‌ذكر من خطبهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يتّفق تزويجهنّ

- ‌أمّ هانىء بنت أبى طالب

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرا

- ‌جمرة بنت الحارث بن عوف المزنىّ

- ‌سودة القرشيّة

- ‌أمامة بنت عمّة حمزة

- ‌ذكر سرارى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ورقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحارث

- ‌وقثم بن عبد المطلب

- ‌الثالث- الزبير بن عبد المطلب

- ‌الرابع حمزة بن عبد المطلب

- ‌والخامس العبّاس بن عبد المطّلب

- ‌والسادس من عمومته صلى الله عليه وسلم أبو طالب

- ‌والسابع من عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لهب

- ‌الثامن- عبد الكعبة

- ‌والتاسع- حجل

- ‌والعاشر- ضرار

- ‌والحادى عشر- الغيداق

- ‌ذكر عمّات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأولى- صفيّة بنت عبد المطلب

- ‌وعاتكة بنت عبد المطّلب

- ‌وأروى بنت عبد المطلب

- ‌وأميمة بنت عبد المطلب

- ‌وبرّة بنت عبد المطلب

- ‌وأمّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلب

- ‌ذكر خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحرار

- ‌أنس بن مالك بن النّضر

- ‌وهند وأسماء ابنا حارثة

- ‌وربيعة بن كعب الأسلمى

- ‌وعبد الله بن مسعود

- ‌وعقبة بن عامر بن عبس

- ‌وبلال بن رباح المؤذّن

- ‌وسعد مولى أبى بكر الصدّيق

- ‌وذو مخمر بن أخى النّجاشى

- ‌وبكير بن شدّاخ اللّيثى

- ‌وأبو ذرّ الغفارىّ

- ‌ذكر موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى

- ‌وأسامة بن زيد بن حارثة

- ‌وثوبان بن بجدد

- ‌وأبو كبشة سليم

- ‌وأنسة

- ‌وشقران

- ‌ورباح

- ‌ويسار

- ‌وأبو رافع

- ‌وأبو موبهبة

- ‌ورافع

- ‌وفضالة

- ‌ومدعم

- ‌وكركرة

- ‌وزيد

- ‌وعبيد، وطهمان

- ‌ومابور

- ‌وأبو ضميرة

- ‌وحنين

- ‌وأبو عسيب

- ‌وأبو هند

- ‌وأنجشة

- ‌وأنيسة

- ‌وأبو لبابة

- ‌ورويفع

- ‌وسعد

- ‌وكيسان، أو مهران

- ‌وأبو سلمى

- ‌ومن النساء

- ‌ذكر حرّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية

- ‌ذكر صفة خاتم النبوّة الذى كان بين كتفى النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوله

- ‌ذكر عدد شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه خضب

- ‌وأما من قال إنه خضب صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر صفات رسول الله المعنوية صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما ما ورد فى أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته

- ‌وأما نومه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما النكاح وما يتعلق به

- ‌وأما خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حلمه واحتماله وعفوه

- ‌وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفقته ورأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق

- ‌وأما وفاؤه وحسن عهده وصلته للرحم صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع علوّ منصبه ورفعة مرتبته

- ‌وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقاره وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما زهده فى الدنيا صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خوفه ربّه، وطاعته له، وشدّة عبادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نبذة مما ورد فى نظافة جسمه، وطيب ريحه، وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حديث هند بن أبى هالة وما تضمن من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاتية والمعنوية

- ‌ذكر أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أما ما ناله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش فى دنياه

- ‌وأما تطيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما لباسه صلى الله عليه وسلم وما روى من ألوانه وأصنافه وطوله وعرضه

- ‌ذكر صفة إزرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان يقوله إذا لبس ثوبا جديدا

- ‌ذكر فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسادته

- ‌ذكر ما لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخواتم، ومن قال لم يتختّم

- ‌ذكر نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخفّيه

- ‌ذكر سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشطه، ومكحلته، ومرآته، وقدحه، وغير ذلك من أثاثه

- ‌ذكر ما ورد فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجّامه

- ‌ذكر ما ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلاح

- ‌ذكر دوابّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل والبغال والحمير

- ‌ذكر نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات

- ‌الوجه الأوّل- حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته

- ‌الوجه الثانى من إعجازه- صورة نظمه العجيب

- ‌الوجه الثالث من إعجازه- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد

- ‌الوجه الرابع- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة

- ‌الوجه الخامس- الرّوعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه

- ‌الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا

- ‌الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه

- ‌الوجه الثامن- أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلّميه، وقرّبه على متحفّظيه

- ‌الوجه التاسع- مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها

- ‌الوجه العاشر- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب

- ‌وأما انشقاق القمر، وحبس الشمس ورجوعها

- ‌وأما رجوع الشّمس

- ‌وأما حبسها

- ‌وأما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تفجيره وانبعاثه وتكثيره ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وانقيادها إليه وإجابتها دعوته صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم كلام الحيوانات وسكونها وثباتها إذا رأته

- ‌ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الجراحات التى تفل عليها فبرأت فكثير

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إجابة دعائه

- ‌ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقلاب الأعيان

- ‌ومما يلتحق بهذا الفصل

- ‌ومن معجزاته عصمة الله تعالى له من الناس وكفايته إياه مع كثرة أعدائه وتحزبهم واجتماعهم على أذاه

- ‌وقد رأينا أن نختم هذه الفصول بذكر القصيدة التى ابتسمت ثغورها بوصف معجزاته

- ‌ذكر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه

- ‌ذكر ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستئذانه نساء أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها

- ‌ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمر به من سدّ الأبواب التى تشرع إلى مسجده إلا باب أبى بكر الصديق ووصيته بالأنصار

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وفيه

- ‌ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّى

- ‌ذكر ما اتفق فى مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الكتاب الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ثم تركه لما وقع عنده من التازع

- ‌وأمّا ما وصّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما الدّنانير التى قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه

- ‌وأما السّواك الذى استنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

- ‌ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة عند الموت

- ‌ذكر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الموت به

- ‌ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما تكلم به الناس حين شكّوا فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة أبى بكر رضى الله عنه

- ‌ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن غسّله، وتكفينه وحنوطه

- ‌وأما تكفينه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده وما فرش تحته ومن فرشه، ومن دخل قبره، ووقت دفنه، ومدّة حياته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما وقت دفنه صلى الله عليه وسلم ومدة مرضه

- ‌وأما سنّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روى فيه

- ‌ذكر ما نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله من الحزن على فقده، ونبذة مما رثوه به صلى الله عليه وسلم

- ‌[صورة ما هو مكتوب بآخر هذا الجزء بنسخة]

- ‌فهرس المراجع

الفصل: ‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثقفى

‌ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفىّ

روى أبو بكر البيهقىّ رحمه الله بسنده إلى ذابل بن طفيل بن عمرو الدّوسىّ، أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قعد فى مسجده ذات يوم، فقدم عليه خفاف بن نضلة ابن عمرو بن بهدلة الثّقفىّ، فأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كم قد تحطّمت القلوص بى الدّجى

فى مهمة قفر من الفلوات «1»

فلّ من التّوريس ليس بقاعه

نبت من الإسنات والأزمات «2»

إنّى أتانى فى المنام مساعد

من جنّ وجرة كان لى وموات «3»

يدعو إليك لياليا ولياليا

ثمّ احزألّ وقال لست بآت «4»

فركبت ناجية أضرّ بنيّها

جمر تخبّ به على الأكمات «5»

حتّى وردت إلى المدينة جاهدا

كيما أراك فتفرج الكربات

قال: فاستحسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:«إنّ من البيان كالسّحر، وإنّ من الشّعر كالحكم» .

ص: 146

ومن ذلك ما روى عن علىّ بن حسين، قال: أول خبر قدم المدينة، أن امرأة من أهل يثرب تدعى فاطمة «1» ، كان لها تابع من الجنّ فجاءها يوما فوقع على جدارها، فقالت: مالك لا تدخل؟ فقال: إنه قد بعث نبىّ يحرّم الزّنى، فحدثت بذلك المرأة عن تابعها من الجنّ، وكان أول خبر يحدّث به بالمدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن جابر قال: أول خبر قدم المدينة عن النبى صلى الله عليه وسلم، أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع، فجاء فى صورة طائر حتى وقع على حائط دارهم، فقالت له المرأة: انزل نخبرك وتخبرنا، قال: لا، إنه بعث بمكة نبىّ منع منا القرار، وحرّم علينا الزّنى.

ومنه ما روى عن محمد بن عمر بن واقد، عن تميم الدّارىّ أنه قال: سرت إلى الشّام فأدركنى الليل، فأتيت واديا فقلت: أنا فى جوار عظيم هذا الوادى اللّيلة، فلما أخذت مضجعى إذا قائل لا أراه يقول: عذ بالله الأحد، فإنّ الجنّ لا تجير على الله أحدا، وأنه قد بعث رسول الأمّيّين، وصلّينا خلفه بالحجون، وأسلمنا واتبعناه، وآمنا به وصدّقناه، فأسلم تسلم. قال تميم: فلما أصبحت ذهبت إلى دير أيوب «2» ، فسألت راهبه عما سمعت من الهاتف، فقال: صدق. وكان ذلك سبب إسلام تميم.

ومنه ما روى عن أبى خريم «3» فاتك أنه قال: خرجت فى الجاهلية أطلب إبلا

ص: 147

أضللتها، فلما كنت بأبرق «1» العزّاف، عقلت ناقتى وتوسّدت ذراعها، وقلت:

أعوذ بعظيم هذا المكان، فسمعت هاتفا يقول:

تعوّذن بالله ذى الجلال

ووحّد الله ولا تبالى

ما هوّل الجنّ «2» من الأهوال

قال فقلت: بيّن لى يرحمك الله، فقال:

هذا رسول الله ذو الخيرات

يدعو إلى الجنّة والنّجاة

يأمر بالصّوم وبالصّلاة

قال: فوقع فى قلبى الإسلام، فقلت: من أنت أيها الهاتف؟ فقال: أنا مالك بن مالك، إن أردت الإسلام فأنا أكفيك طلب ضالّتك حتى أردّها إلى أهلك، قال: فركبت راحلتى وقصدت المدينة، فقدمتها فى يوم جمعة، فأتيت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأنخت بباب المسجد قلت ألبث حتى يفرغ من خطبته، وإذا أبو ذرّ قد خرج فقال لى: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلنى إليك وهو يقول لك: «مرحبا قد بلغنى إسلامك فادخل فصلّ مع الناس» قال: فتطهرت ودخلت فصلّيت، ثم دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعنى وأخبرنى بالخبر قبل أن أذكره له، وقال لى:«أمّا إبلك فقد بلغت أهلك، وقد وفى لك صاحبك» فقلت: جزاه الله خيرا ورحمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«آمين» .

ص: 148

ومنه ما روى عن مالك بن نفيع أنه قال: ندّ بعير لى، فركبت نجيبة وطلبته، حتى ظفرت به، فأخذته وانكفأت راجعا إلى أهلى، فأسريت ليلة حتى كدت أصبح، فأنخت النّجيبة والجمل وعقلتهما، واضطجعت فى ذرى كثيب رمل، فلما كحلنى الوسن سمعت هاتفا يقول: يا مالك، يا مالك، لو فحصت عن مبرك العود «1» البارك، لسرّك ما هنالك، قال: فثرت وأثرت البعير عن مبركه، واحتفرت «2» ، وإذا صنم بصورة امرأة، من صفاة صفراء كالورس، مجلوة كالمرآة، فآستخرجتها ومسحتها بثوبى ونصبتها، فاستوت قائمة، فما تمالكت أن خررت ساجدا لها، ثم قمت فنحرت البعير لها ورششتها بدمه، وسميتها غلاب، ثم حملتها على النّجيبة وأتيت بها أهلى، فحسدنى كثير من قومى عليها، وسألونى نصبها لهم ليعبدوها معى، فأبيت عليهم، فانفردت بعبادتها، وجعلت لها على نفسى كل يوم عتيرة «3» ، وكانت لى ثلّة من الضأن فأتيت على آخرها، وأصبحت يوما وليس لى ما أعتره، وكرهت الإخلاف بنذرى، فأتيتها فشكوت إليها ذلك، فإذا هاتف من جوفها يقول: يا مال يا مال «4» ، لا تأس على المال، سر إلى طوىّ «5» الأرقم، فخذ الكلب الأسحم، الوالغ فى الدّم، ثم صد به نعم «6» . قال مالك: فخرجت من فورى إلى طوىّ الأرقم، فإذا كلب أسحم هائل المنظر، قد وثب على قرهب- يعنى ثورا وحشيا- فصرعه وأنا أنظر إليه، ثم بقر بطنه، وجعل يلغ فى دمه، قال: فتهيبته، ثم أقدمت عليه وهو مقبل على عقيرته لم يلتفت إلىّ، فشددت فى عنقه حبلا، ثم جذبته فتبعنى، فأتيت راحلتى فأثرتها، وقدتها إلى

ص: 149

القرهب، فأنختها وجررته وحملته عليها، ثم قدتها قاصدا إلى الحىّ، والكلب يلوذ بى فعنّت لى ظبية، فجعل الكلب يثب ويجاذبنى المرس»

، فتردّدت فى إرساله ثم أرسلته، فمرّ كالسهم حتى اختطفها، فأتيته فجاذبته إياها فأرسلها فى يدى، فاستفزنى السّرور، وأتيت أهلى فعترت الظبية لغلاب، ووزعت لحم القرهب، وبتّ بخير ليلة، ثم باكرت به الصّيد، فلم يفته حمار، ولا ما طله ثور، ولا اعتصم منه وعل، ولا أعجزه ظبى، فتضاعف سرورى به، وبالغت فى إكرامه، وسميته سحاما، فلبث بذلك ما شاء الله، فإنى لذات يوم أصيد به، فبصرت بنعامة على أدحيّها «2» ، وهى قريبة منى، فأرسلته عليها، فأجفلت أمامه، واتّبعتها على فرس جواد، فلما كاد الكلب يثب عليها، انقضّت عليه عقاب من الجوّ فكر راجعا نحوى فصحت به فما كذّب «3» ، وأمسكت الفرس فجاء سحام حتى دخل بين قوائمها، ونزلت العقاب أمامى على صخرة، وقالت: سحام، قال الكلب: لبّيك، قالت: هلكت الأصنام، وظهر الإسلام، فأسلم تنج بسلام، وإلا فليست بدار مقام. ثم طارت العقاب، وتبصّرت سحاما فلم أره، وكان آخر عهدى به.

ومنه مما يشبه هذه القصة ما روى عن قتادة عن عبد الله بن أبى ذباب «4» عن أبيه، أنه قال: كنت مولعا بالصيد، وكان لنا صنم اسمه فرّاض، كنت كثيرا

ص: 150

ما أذبح له، ولم أكن أتخذ جارحا للصيد إلّا رمى بآفة، قلّما أدخل الحىّ صيدا حيّا؛ لأنى كنت لا أدركه إلا وقد أشفى على الهلاك، فلمّا طال بى ذلك أتيت فرّاضا، فعترت له عتيرة، ولطّخته من دمها، وقلت:

فرّاض أشكو نكد «1» الجوارح

من طائر ذى مخلب ونابح

وأنت للأمر الشّديد الفادح «2»

فافتح فقد أسهلت المفاتح

فأجابنى مجيب من الصّنم؛ فقال:

دونك كلبا جارحا مباركا

أعدّ للوحش سلاحا شابكا «3»

يفر حزون الأرض والدّ كادكا «4»

قال: فانقلبت إلى خبائى، فوجدت به كلبا خلاسيّا «5» بهيما «6» عظيما؛ أهرت «7» الشّدقين، شابك الأنياب، شئن «8» البراثن، أشعر مهول المنظر، فصفرت به فأتانى، فلاذ بى وبصبص «9» ، فسميته حياضا «10» ، فاتخذت له مربطا بإزاء فراشى وأكرمته، ثم خرجت به إلى الصيد، فإذا هو أبصر بالصّيد منّى، وكان لا يثبت له شىء من الوحش، فقلت فيه:

حياض إنك مأمول منافعه

وقد جعلتك موقوفا لفرّاض

ص: 151

وكنت أعتر لفرّاض من صيده، وأقرى الضّيف، فلم أزل به من أوسع العرب رحلا «1» ، وأكثرها ضيفا، إلى أن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل بى ضيف كان زار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع منه القرآن، فحدّثنى عنه، ورأيت حياضا كأنه ينصت لحديثه، ثم إنّى غدوت أقتنص بحياض، فجعل يجاذبنى ويأبى أن يتبعنى فأجذبه وأمسحه، إلى أن عنّ لى تولب- يعنى جحشا من حمير الوحش- قال: فأرسلته عليه فقصده، حتى إذا قلت قد أخذه حاد عنه، فساءنى ذلك، ثم أرسلته على رأل- يعنى فرخ نعامة- فصنع مثل ذلك، ثم أرسلته على بقرة، ثم على خشف «2» ، كل ذلك لا يأتى بخير، فقلت:

ألا ما لحياض يحيد كأنما

رأى الصّيد ممنوعا بزرق اللهاذم «3»

قال: فأجابنى هاتف لا أراه:

يحيد لأمر لو بدا لك عينه

لكنت صفوحا عاذلا غير لائم

قال: فأخذت الكلب وانكفأت راجعا، فإذا شخص إنسان عظيم الخلق، قد ركب حمارا وحشيا، فتربع على ظهره، وهو يساير شخصا مثله راكبا على قرهب، وخلفهما عبد أسود يقود كلبا عظيما بساجور «4» ، فأشار أحد الراكبين إلى حياض وأنشد:

ويلك يا حياض لم تصيد

اخنس وحد عمّا حوته البيد «5»

الله أعلى وله التوحيد

وعبده محمد السّديد

سحقا لفرّاض وما يكيد

قد ظلّ لا يبدى ولا يعيد

ص: 152

قال: فملئت رعبا، وذلّ «1» الكلب فما يرفع رأسا، وأتيت أهلى مغموما كاسف البال، فبتّ أتململ على فراشى، ثم خفتّ من آخر الليل فإذا نغمة «2» ، ففتحت عينى فرأيت الكلب الذى كان الأسود يقوده، وإذا حياض يقول له: أحسب صاحبى يقظان، قال: فتناومت، ثم قصدنى فتأمّلنى ورجع إليه، فقال: قد نام، فلا عين ولا سمع، قال: أرأيت العفريتين؟ وسمعت ما قالا، قال حياض: نعم، قال:

إنهما قد أسلما واتبعا محمدا، وقد سلّطا على شياطين الأوثان، فما يتركان لوثن شيطانا، وقد عذّبانى عذابا شديدا، وأخذا علىّ موثقا ألّا أقرب وثنى، وأنا خارج إلى جزائر الهند، فما رأيك لنفسك؟ قال حياض: ما أمرنا إلا واحد، وذهبا، فقمت أنظر فلا عين ولا أثر، فلما أصبحت أخبرت قومى بما رأيت وسمعت، وقلت لهم:

تخيروا من ينطلق معى إلى هذا النبى من حلمائكم وخطبائكم؛ فقالوا لى: أترغب عن دين آبائك؟ فقلت لهم: إذا كرهتم شيئا كرهته، فما أنا إلا واحد منكم، ثم انسللت منهم فكسرت الصنم، ثم قصدت المدينة فأتيتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلست بإزاء منبره فعقّب خطبته بأن قال:«بإزاء منبرى رجل من سعد العشيرة، قدم علينا راغبا فى الإسلام، ولم يرنى ولم أره إلا ساعتى هذه، ولم أكلّمه ولم يكلّمنى قطّ، وسيخبركم خبرا عجيبا» ونزل فصلّى، ثم قال:«ادن يا أخا سعد العشيرة» فدنوت فقال: «أخبرنا عن حياض وفرّاض وما رأيت وسمعت» قال:

فقمت على قدمىّ وقصصت القصّة، والمسلمون يسمعون، فسرّ النبىّ صلى الله عليه وسلم، ودعانى إلى الإسلام، وتلا علىّ القرآن فأسلمت، وقلت فى ذلك:

تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى

وخلّفت فرّاضا بدار هوان

شددت عليه شدّة فتركته

كأن لم يكن والدّهر ذو حدثان

ص: 153

رأيت له كلبا يقوم بأمره

فهدّد بالتّنكيل والرّجفان

ولما رأيت الله أظهر دينه

أجبت رسول الله حين دعانى

وأصبحت للإسلام ما عشت ناصرا

وألقيت فيه كلكلى وجرانى

فمن مبلغ سعد العشيرة أننى

شريت الذى يبقى بما هو فانى

وقد تقدم فى خبر وفد سعد العشيرة ذكر هذه الأبيات، وأنها لذباب، وأنه الذى كسر الصّنم، إلا أنه لم يذكر البيت الذى فيه ذكر الكلب «1» ، والله تعالى أعلم.

ومنه: ما روى أن ربيعة بن أبى براء، قال أخبرنى خالى فقال: لما أظهر الله علينا رسوله صلى الله عليه وسلم بحنين انشعبنا فى كل مشعب، لا يلوى حميم على حميم، فبينا أنا فى بعض الشّعاب، رأيت ثعلبا قد تحوّى «2» عليه أرقم، والثعلب يعدو عدوا شديدا، فانتحيت «3» له بحجر فما أخطأه، وانتهيت إليه، فإذا الثعلب قد سبقنى بنفسه- أى هلك قبل أن أصل إليه- وإذا الأرقم قد تقطّع وهو يضطرب، فقمت لأنظر إليه، فهتف هاتف ما سمعت أفظع «4» من صوته يقول: تعسا لك وبؤسا، فقد قتلت رئيسا، وورثت بئيسا «5» ، ثم قال: يا داثر يا داثر، فأجابه مجيب من العدوة «6» الأخرى بلبّيك لبّيك، فقال: بادر بادر، إلى بنى العذافر، وأخبرهم بما صنع الكافر، فناديت: إنى لم أشعر، وأنا عائذ بك فأجرنى. قال:

كلّا، والحرم الأمين، لا أجير من قاتل المسلمين، وعبد غير ربّ العالمين. قال:

فناديت؛ إنّى أسلم، فقال: إن أسلمت سقط عنك القصاص، وألبثك «7» الخلاص،

ص: 154

وإلّا فلا مناص. قال فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، فقال: نجوت وهديت، لولا ذاك لرديت «1» ، فارجع من حيث جيت. قال:

فرجعت أقفو أدراجى «2» ، فإذا هو يقول: امتط السّمع «3» الأزلّ، يعل بك التّلّ، فهناك أبو عامر «4» يتبع الفلّ «5» . قال: فالتفت فإذا سمع كالأسد النّهد «6» ، فركبته ومرّ ينسل «7» ، حتى انتهى إلى تلّ عظيم، فتوقّل «8» فيه إلى أن تسنّمه، فأشرفت منه على خيل المسلمين، فنزلت عنه وصوّبت الحدور «9» نحوهم، فلما دنوت منهم خرج إلىّ فارس، كالفالج «10» الهاتج، فقال: ألق سلاحك لا أمّ لك، فألقيت سلاحى. فقال:

ما أنت؟ قلت: مسلم، قال: فسلام عليك ورحمة الله، قلت: وعليك السلام والرحمة والبركة، من أبو عامر؟ قال: أنا هو، قلت: الحمد لله، قال: لا بأس عليك؛ هؤلاء إخوانك المسلمون، أما رأيتك بأعلى التّل فارسا فأين فرسك؟ قال:

فقصصت عليه القصّه، فأعجبه ما سمع منى: وسرت مع القوم أقفو بهم آثار هوازن حتى بلغوا من ذلك ما أرادوه.

والأخبار فى مثل ذلك كثيرة، وقد أتينا منها بما نكتفى به، فنلذكر خلاف ذلك من سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 155