الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة أربع وتسعين وستمائة [694- 1294/1295]
ذكر الفتنة التى قصد المماليك السلطانية إثارتها
لما كان فى ليلة العاشر من المحرم، من هذه السنة، تجمعت المماليك السلطانية، الذين فى الكبش، ومناظر الموادين «1» ، وحرقوا باب السعادة، ودخلو منه إلى المدينة. وطلبوا خوشداشيتهم المعتقلين [بها]«2» ، الذين بدار الوزارة، للركوب معهم، فما أجابوهم لذلك. فكسروا خزانة البنود، وأخرجوا من كان بها من خوشداشيتهم، ونهبوا الإسطبلات التى تحت القلعة. وركبوا الخيول، وداروا عليها تحت القلعة، من جهة سوق الخيل، طول الليل. فلما كان من الغد، ركب الأمراء الذين فى القلعة وقصدوهم، وتصافّوا واقتتلوا يسيرا. ثم جاء الأمير سيف الدين الحاج بهادر، السلاح دار، الحلبى، وهو يومئذ أمير حاجب، فهزمهم فتفرّقوا فى ضواحى القاهرة وشوارعها، فأخذوا وجئ بهم. وجلس الأمير زين «3» الدين كتبغا بباب القلعة، وضربت رقاب بعضهم بين يديه، وفرق بعضهم على الأمراء، وغرّق بعضهم سرا. وكانت هذه الحادثة سببا لحركة الأمير زين الدين وركوبه فى السلطنة.