الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخلّف من الورثة؛ أولاده الخمسة، وهم السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل، وهو الذى ملك بعده، والسلطان الملك الناصر ناصر الدين محمد، وهو سلطان هذا العصر «1» ، والأمير أحمد- مات فى سلطنة أخيه الملك الأشرف- وابنتان، وهما دار مختار الجوهرى، واسمها التطمش، ودار عنبر الكمالى، وزوجته والدة السلطان الملك الناصر.
ذكر تسمية نواب السلطان الملك المنصور ووزرائه
ناب عن السلطان الملك المنصور، رحمه الله تعالى، بأبوابه الشريفة فى أول سلطنته، الأمير عز الدين ايبك الأفرم الصالحى، ثم استعفى كما تقدم. واستقر فى نيابة السلطنة، الأمير حسام الدين طرنطاى المنصورى، واستمر إلى أن كانت وفاة السلطان. وناب عن السلطان بدمشق، بعد استعادتها من الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، الأمير حسام الدين لاجين السلحدار المنصورى، المعروف بالصغير. وناب عن السلطنة بالمملكة الحلبية فى ابتداء الدولة، الأمير جمال الدين أقش الشمسى، إلى أن مات، ثم الأمير علم الدين سنجر الباشقردى إلى أن عزل، وولى الأمير شمس الدين قراسنقر الجو «2» كان دار المنصورى إلى آخر الدولة. وناب عن السلطنة بحصن الأكراد، الأمير سيف الدين بلبان الطباخى المنصورى، وبالكرك الأمير عز الدين أيبك
الموصلى، ثم الأمير ركن الدين بيبرس الداوادارى «1» المنصورى. وناب عن السلطنة بالمملكة الصفدية فى ابتداء الدولة، الأمير علاء الدين الكبكى وغيره، وتقدم ذكرهم. وناب عن السلطنة بغزة وحمص، جماعة قد تقدم ذكرهم.
وأما الوزراء، فوزر للسلطان، رحمه الله تعالى، سنة [نفر «2» ] ، أربعة من [أرباب «3» ] الأقلام، وهم الصاحب برهان الدين الخضر «4» السنجارى مرة بعد أخرى، والصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان، والصاحب نجم الدين «5» حمزة بن محمد الأصفونى، وقاضى القضاة تقى الدين عبد الرحمن ابن قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز، وقد تقدم ذكر ولايتهم فى أثناء أخبار الدولة. ومن الأمراء [اثنان «6» ] الأمير علم الدين سنجرى الشجاعى، كان يتولى شد الدولة المنصورية وتدبيرها. فإذ شغرت «7» الوزارة من متعمم، جلس مكان الوزير، وكتب على عادة الوزراء، وولّى وعزل، واستخدم وصرف. ثم استقل بالوزارة، بعد وفاة الصاحب نجم الدين حمزة بن الأصفونى «8» . وكان فى وزارته وشده، كثير العسف والمصادرات، محصلا للأموال من وجوهها وغير وجوهها
شديدا على المباشرين. قد أوقع الرعب فى قلوبهم، حتى كرهه الخاص والعام، وتمنوا زوالى الدولة بسببه، واستمر فى الوزارة إلى أن عزل كما تقدم. وولى الأمير بدر الدين بيدرا المنصورى إلى آخر الدولة.
وولى القضاء فى الأيام المنصورية، بالديار المصرية والشامية، جماعة قد تقدم ذكرهم «1» .
وملك السلطان الملك المنصور، من المماليك الأتراك والمغل وغيرهم، ما لم يملكه ملك بالديار المصرية فى الإسلام قبله. فيقال إن عدتهم بلغت اثنى عشر ألفا، وتأمّر منهم فى الأيام المنصورية جماعة كثيرة. ومنهم من ناب عن السلطنة الشريفة فى الممالك الشامية والديار المصرية. ومنهم من استقل بالسلطنة وخطب له على المنابر، وضربت السكة باسمه، على ما نذكر ذلك فى مواضعه إن شاء الله تعالى. وبقايا المماليك المنصورية إلى الآن، هم أعيان الأمراء فى وقتنا هذا «2» .
ولما مات الملك المنصور، ملك بعده ولده الملك الأشرف.