الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة إحدى وثمانين وستمائة [681- 1282]
ذكر تفويض نياية السلطنة بحلب للأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى
فى هذه السنة، فوض السلطان نيابة السلطنة بالمملكة الحلبية، إلى الأمير شمس الدين قراسنقر الجوكندار المنصورى. فاستأذن السلطان فى عمارة جامع مدينة حلب وقلعتها، وكان التتار قد أخربوهما «1» فأذن له فى ذلك، فعمّر هما «2» أحسن ما كانا.
وفيها، فى حادى شهر ربيع الآخر، فوّض السلطان الوزارة للقاضى الصاحب نجم الدين حمزة بن محمد الأصفونى، وكان قبل ذلك يلى نظر الدواوين. وكان فى ابتداء ترقيه يلى نصف مشارفة الأصل «3» ، بالأعمال القوصية. ثم ولى فى الدولة الظاهرية، نظر الأعمال القوصية، ثم وضع إلى نظر الأعمال الأخميمية. ثم تنقلّ فولى نظر النظار بالديار المصرية، ثم الوزارة. ولم تطل مدة وزارته، فإنه مات بعد سنة من يوم وزارته، رحمه الله تعالى. وفوضت الوزاره بعده، للأمير علم الدين سنجر الشجاعى المنصورى.
وفيها، وفد إلى خدمة السلطان، شخص من أولاد الأويراتية «1» ، يسمى الشيخ على. كان قد دخل فى دين الإسلام، وخدم المشايخ، وعانى أسباب الرياضة والانقطاع. فظهرت له كرامة من كرامات الفقراء، فتبعه جماعة من أولاد المغل. فخرج بهم من تلك البلاد إلى الشام، ثم إلى الديار المصرية. ومثلوا بين يدى السلطان، فأحسن إليهم، منهم الأقوش وتمر وعمر، ثلاثة إخوة، وجويان «2» وجماعة، رتب السلطان بعضهم فى جملة الخاصكية، وتنقلوا إلى الإمرة. ثم ظهر من الشيخ على أمور أنكرت عليه فسجن، ثم سجن الأقوش، ومات نمر وعمر فى الخدمة.
وفى هذه السنة، فى صفر، قبض السلطان على الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى، والأمير علاء الدين كشتغدى الشمسى وغيرهما، واعتقلوا. واستمر الأمير بدر الدين بيسرى فى الاعتقال إلى الدولة الأشرفيه، فأفرج عنه، على ما نذكره فى موضعه إن شاء الله تعالى.
وفيها، فى يوم عرفة، قبض بدمشق على الأمير عز الدين أيبك كرجى، والأمير علم الدين الروباسى «3» ، والأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير عز الدين أيدمر