الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة ست وثمانين وستمائة [686- 1287]
فى هذه السنة، تسلم الأمير حسام الدين طرنطاى صهيون، وعاود الأمير شمس الدين سنقر الأشقر الطاعة «1» . وقد تقدم ذكر ذلك.
وفيها، كانت غزوة النوبة الأولى. وقد تقدم ذكرها.
ذكر تفويض قضاء القاهرة والوجه البحرى للقاضى برهان الدين السنجارى، ونقلة القاضى شهاب الدين الخويى إلى الشام ووفاة السنجارى، وإضافة قضاء القاهرة للقاضى تقى الدين ابن بنت الأعز
كان سبب هذه الولايات ما قدمناه، من وفاة قاضى القضاة بدمشق، بهاء الدين بن الزكى، فى حادى عشر ذى الحجة، سنة خمس وثمانين. فلما اتصل خبر وفاته بالسلطان، رسم بتعيين قاض للشام. فعين قاضى القضاة شهاب الدين الخويى «2» لذلك، فيما بلغنى، القاضى شرف الدين إبراهيم «3» بن عتيق، وكان إذ
ذاك ينوب عنه، وأحضره لذلك. وسعى قاضى القضاة تقى الدين ابن بنت الأعز، أن ينقل القاضى شهاب الدين الخويى إلى الشام، ويستقل هو بقضاء المدينتين والعملين، فنتج سعيه الآن فى أخذ الطرفين. وذلك أن القاضى شهاب الدين الخويى، طلع فى يوم الأحد، خامس عشر المحرم، من هذه السنة، إلى قلعة الجبل، وصحبته القاضى شرف الدين بن عتيق، الذى عينه لقضاء الشام.
وحضر قاضى القضاة تقى الدين ابن بنت الأعز المجلس، وطلب [السلطان]«1» قاضى القضاة برهان الدين الخضر السنجارى، فخلع عليه، وقوض له قضاء القاهرة والوجه البحرى ونقل القاضى شهاب الدين الخويى إلى قضاء الشام، فتوجه إلى دمشق، فى ثالث عشر صفر، ووصل إليها فى يوم الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأول. وأما القاضى برهان الدين، فإنه جلس للحكم بالقاهرة بالمدرسة المنصورية. وتقدم فى الجلوس بدار العدل، على قاضى القضاة تقى الدين ابن بنت الأعز، فتألم لذلك، وندم على سعيه فى نقلة القاضى شهاب الدين الخويى إلى الشام، وسعى أن يتوفر من حضور دار العدل.
فبينما هو فى ذلك، توفى قاضى القضاة برهان الدين السنجارى. وكانت وفاته فى تاسع صفر من السنة، بالمدرسة المعزّية بمصر، ودفن بتربة أخيه بدر الدين بالقرافة. فكانت مدة ولايته أربعة وعشرين يوما، ومولده فى سنة ست عشرة وستمائة. ولما مات، فوض السلطان قضاء القاهرة والوجه البحرى لقاضى القضاة، تقى الدين عبد الرحمن ابن قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز.
وخلع عليه، وجمع له القضاء بالمدينتين والعملين. وبلغنى أنه صلى على القاضى برهان الدين، وعليه خلعة القضاء «2» .