الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسنقر الكردى وغيرهم. وكان أيتمش والهارونى، قد عادا إلى الخدمة من جهة سنقر الأشقر بعد المصاف، كما تقدم ذكر ذلك «1» .
وفيها، رسم السلطان بإبطال زكاة الدولبة «2» ، والزكاوات المقررة بالديار المصرية. وكان الناس يجدون مشقة كبيرة لذلك، لأن المال كان ينفد والزكاة باقية، وإذا مات رجل طولب ورثته بالزكاة المقررة عليه.
ذكر وفاة قاضى القضاة تقى الدين رزين، وولاية القاضى وجيه الدين، واستعفائه من قضاء القاهرة، وولاية القاضى شهاب الدين الخويى
«3» .
وفى هذه السنة، فى ليلة الأحد ثالث شهر رجب، كانت وفاة قاضى القضاة، تقى الدين أبى عبد الله محمد بن الحسين بن رزين بن موسى بن عيسى، ابن موسى بن نصر الله بن هبة الله العامرى الشافعى، ودفن بالقرافة.
ومولده فى يوم الثلاثاء، ثالث شعبان سنة ثلاث وستمائة بحماه، رحمه الله تعالى.
وفضائله وعلومه مشهورة، وسماعاته عالية. ولما مات، فوّض السلطان قضاء
القضاة بالديار المصرية، للقاضى وجيه الدين عبد الوهاب بن حسين البهنسى المهلبى، فى سلخ شعبان، فولى ذلك إلى آخر جمادى الآخرة، سنة إحدى وثمانين [وستمائة «1» ] . ثم استعفى من قضاء القاهرة والوجه البحرى، وذكر أنه يضعف عن الجمع بين قضاء المدينتين والوجهين. فأعفى من قضاء القاهرة والوجه البحرى، وفوض السلطان ذلك إلى القاضى شهاب الدين الخويى «2» ، وكان يلى قضاء الغربية. فنقل إلى قضاء «3» القضاة بالقاهرة والوجه البحرى. واستمر إلى أن نقل إلى الشام، على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وفيها، توفى قاضى القضاة، نفيس الدين أبو البركات محمد، ابن القاضى المخلص، ضياء الدين هبة الله ابن القاضى كمال الدين أبى السعادات أحمد بن شكر المالكى، قاضى قضاة المالكية بالديار المصرية، فى يوم الجمعة مستهل ذى الحجة، ومولده فى سنة خمس وستمائة. وولّى القضاء من بعده للقاضى تقى الدين أبى على الحسين، فى سنة تسع وستين وستمائة. ولما مات، فوّض السلطان القضاء بعده، للقاضى تقى الدين أبى علّى الحسين ابن الفقيه شرف الدين أبى الفضائل عبد الرحيم ابن الفقيه الإمام مفتى «4» الفرق جلال الدين أبى محمد عبد الله ابن شاس الجذامى السعدى المالكى.
وفيها، توفى قاضى القضاة نجم الدين أبو بكر محمد ابن قاضى القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد ابن قاضى القضاة شمس الدين أبى البركات «1» يحيى ابن هبة الله، المعروف بابن سنى الدولة. وكانت وفاته بدمشق، فى ثامن المحرم، ودفن بتربة جده، بقاسيون، رحمه الله تعالى.
وفيها، فى ثالث عشر شهر ربيع الآخر تو، فى الشيخ الصالح مجد الدين عبد العزيز ابن الحسين بن إبراهيم الخليلى الدارى بدمشق، ودفن بقاسيون «2» . وهو والد الصاحب الوزير فخر الدين عمر الخليلى.
وفيها، فى سحر يوم الجمعة، ثامن ذى الحجة، توفى الشيخ الإمام، بقية العلماء، علم الدين أبو الحسن محمد ابن الإمام أبى على الحسين بن عتيق بن عبد الله بن رشيق الربعى المالكى الفقيه، شيخ مشايخنا. ودفن بالقرافة، وكانت جنازته مشهودة. ومولده فى يوم الأحد، العشرين من شهر رجب، سنة «3» خمس وتسعين وخمسمائة بمصر، رحمه الله تعالى.
وفيها، توفى الأمير بهاء الدين ابن الأمير حسام الدين بيجار «4» ، وكان من أعيان الأمراء وأكابرهم. وكانت وفاته بغزة، وهو منصرف إلى الديار المصرية،
فى رابع عشر شعبان، وهو فى عشر السبعين تقريبا، ووالده الأمير حسام الدين البايبرتى «1» باق، وقد كف بصره.
وفيها، توفى الأمير شمس الدين سنقر الألفى. وهو الذى ولى نيابة السلطنة بالديار المصرية، بعد الأمير شمس الدين أقسنقر الفارقانى كما تقدم. وكانت وفاته فى معتقله بثغر الإسكندرية، رحمه الله تعالى.
وفيها، توفى الأمير نور الدين أحمد، ويدعى رباله، ابن الملك الظاهر على ابن الملك العزيز محمد، ابن الملك الظاهر غياث الدين غازى ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب. وأمه زوجة الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى المعروفة، بوجه القمر. وكانت وفاته بالقاهرة، فى شوال، و [كان «2» ] عمره يؤمئذ ستا وعشرين سنة. وكان بديع الحسن، تام الخلقة، عنده شجاعة وكرم وسكون، رحمه الله تعالى.
وفيها، توفى موفق الدين خضر بن محاسن الرحبى، النائب بالرحبة. وكان يعد من رجال الدهر شجاعة وإقداما وحزما، وتدبيرا ومكرا، وحيلا ومداراة وسياسة. وكان فى بدايته جماسا «3» بالرحبة، لإنسان من أهلها، فمات، فتزوج بامرأته، وحاز موجوده، فصلحت حاله. وخدم من جملة قراغلامية «4» الرحبة لما كانت الرحبة للملك الأشرف، صاحب حمص. وخدم النواب بالرحبة،
وتنقلت به الأحوال، وترقى إلى أن ولى نيابة السلطنة بالرحبة. وكانوا بعد ذلك يسمونه الموفق صاحب الرحبة. فلما كان فى هذه السنة، حضر إلى دمشق، يتقاضى مواعيد كانت سبقت له من السلطان بالإمرة، فمات بدمشق، ودفن بمقابر باب الصغير، وعمره نحو سبعين سنة، رحمه الله.