الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحسن إليه، وشرّفه وأمّره بالديار المصرية. ثم فوض إليه الوزارة، وتدبير الدولة، بالديار المصرية والممالك الشامية «1» .
وكان جلوسه فى دست الوزارة، فى السادس والعشرين، من شهر رجب.
وعزل الصاحب فخر الدين بن الخليلى، وسلّم إليه، ليستخرج منه «2» مالا. واستمر فى الوزارة إلى يوم السبت ثالث عشرين ذى الحجة، فقبض عليه لأمور أنكرها السلطان، وظهرت له منه.
ذكر القبض على الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى نائب السلطنة، وتفويض نيابة السلطنة للأمير سيف الدين منكوتمر
.
وفى هذه السنة، فى يوم الثلاثاء منتصف ذى القعدة، قبض السلطان على نائبه وخوشداشه، الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى واعتقله. وأمر بإيقاع الحوطة على موجوده وحواصله، بالديار المصرية والبلاد الشامية. وفوّض السلطان، بعد القبض عليه، نيابة السلطنة بمقر ملكه، لمملوكه الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامى «3» .
وفى هذه السنة، بعد القبض على الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى، ركب السلطان الملك المنصور إلى الميدان، للعب بالكرة، فتقنطر به فرسه، فسقط إلى الأرض، وانكسر أحد جانبى يديه وبعض أضلاعه. ووجد شدّة
عظيمة لذلك. واحتاج الجبرون إلى كسر عظم الجانب الآخر من يده، لأجل صحة الجبر، فإنه لا «1» يجبر أحد الجانبين، وإن انجبر قصر عن الجانب الآخر، فنعذّر «2» الانتفاع باليد، واضطرّ إلى ذلك، وتوقف عن الإجابة إليه. فدخل عليه الأمير شمس الدين سنقر الأعسر- وكان ذلك قبل القبض عليه- وقال له:
أنا حصل لى مثل هذا، فلما احتجت إلى كسر النصف الآخر، ضربته بدقماق حديد «3» ، فانكسر ثم جبر. وكلّمه فى ذلك بكلام فيه غلظ واستخفاف. ولم يسلك ما جرت العادة به من الآداب الملوكية. فكان هذا من أسباب القبض عليه كما تقدم.
واستمر السلطان على الانقطاع لهذه الحادثة، إلى أن كملت صحته، وصح ما جبر من يده وجسده. ثم ركب فى حادى عشر صفر، سنة سبع وتسعين وستمائة فاستبشر الناس بذلك، ودقّت له البشائر بمصر والشام.
وفى سنة ست وتسعين وستمائة، فى الحادى والعشرين من شهر ربيع الأول كانت وفاة الشيخ الإمام، السيد الشريف ضياء الدين مفتى المسلمين، أبى الفضل جعفر ابن الشيخ العارف القطب اتفاقا، عبد الرحيم بن أحمد بن مجنون الحسينى الشافعى، رحمه الله. وكان قد ولى وكالة بيت المال، فى أول الدولة المنصورية، مدة لطيفة، ثم عزل نفسه.
وفيها، فى ليلة الثلاثاء، سادس عشرين ربيع الأول، توفى الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ محمد بن عبد الله الظاهرى، وولده محمد، عتيق السلطان الملك الظاهر غازى. ودفن بتربته بمقبرة باب النصر، ظاهر القاهرة، رحمه الله تعالى.
وفيها، فى يوم الاثنين ثامن عشر شعبان، توفى الصدر سيف الدين أحمد ابن محمد بن جعفر الساوى بدمشق، ودفن بداره، جوار المدرسة الكروسية، داخل دمشق. وكان كبير المحل فى النفوس، مشهور المكانة عند الخليفة المستعصم بالله وغيره. وقد تقدم ذكره فى الدولة المنصورية. وكان حسن الشعر إلا أنه كان كثير الهجاء. وأهاجيه مشهورة، منها الأرجوزة التى عملها فى مباشرى «1» الدولة المنصورية الناصرية بدمشق، وهى مشهورة.
وفيها، فى ليلة الخميس الثالث والعشرين من ذى القعدة، كانت وفاة الأمير عز الدين أزدمر العلائى، أحد الأمراء بدمشق. وهو أخو الحاج علاء الدين طيبرس الوزيرى، رحمهما الله تعالى.
وفيها، كانت وفاة الصاحب محيى الدين أبى عبد الله محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس الأسدى. وكانت وفاته ببستانه بالمزة، فى سلخ ذى الحجة ودفن فى مستهل المحرم. ولى الوزارة بالشام مرارا. ولما توفى، كان مدرسا بالمدرسة الريحانية والظاهرية وناظر الخزانة، رحمه الله تعالى.