المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

استخدام طرق الإرشاد المناسبة: يجمع الإرشاد العلاجي بين طريقتي الإرشاد - التوجيه والإرشاد النفسي

[الدكتور حامد عبد السلام زهران]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌تقديم الطبعة الأولى

- ‌تقديم الطبعة الثانية:

- ‌تقديم الطبعة الثالثة:

- ‌الفصل الأول: مقدمة

- ‌مفهوم التوجيه والإرشاد

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والاستشارة النفسية:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والتربية والتعليم:

- ‌الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌مناهج واستراتيجيا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي علم وفن:

- ‌التوجيه والإرشاد بين الماضي والحاضر والمستقبل:

- ‌الفصل الثاني: أسس التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌الأسس والمسلمات والمبادئ

- ‌الأسس العامة "المسلمات والمبادئ

- ‌الأسس الفلسفية:

- ‌الأسس النفسية والتربوية:

- ‌الأسس الاجتماعية:

- ‌الأسس العصبية والفسيولوجية:

- ‌الفصل الثالث: نظريات التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌أهمية نظريا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌نظرية الذات

- ‌النظرية السلوكية

- ‌نظرية المجال

- ‌ نظرية السمات والعوامل

- ‌نظرية التحليل النفسي

- ‌أوجه الشبه والاختلاف بين نظريات التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الرابع: المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي

- ‌أهمية المعلومات

- ‌عملية جمع المعلومات:

- ‌مصادر المعلومات:

- ‌البيانات العامة:

- ‌الشخصية

- ‌المعلومات الجسمية

- ‌المعلومات العقلية:

- ‌المعلومات الاجتماعية:

- ‌المعلومات عن الحالة الانفعالية:

- ‌المشكلة أو المرض:

- ‌معلومات عامة:

- ‌ملخص الحالة:

- ‌دليل فحص ودراسة الحالة في الإرشاد والعلاج النفسي:

- ‌الفصل الخامس: وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي

- ‌المعلومات ووسائل جمعها

- ‌المقابلة

- ‌الملاحظة

- ‌دراسة الحالة

- ‌مؤتمر الحالة

- ‌الاختبارات والمقاييس

- ‌الفحوص والبحوث:

- ‌السيرة الشخصية

- ‌مصادر المجتمع

- ‌السجل القصصي

- ‌السجل المجمع

- ‌الفصل السادس: عملية الإرشاد النفسي

- ‌معالم عملية الإرشاد النفسي

- ‌الإعداد للعملية

- ‌تحديد الأهداف:

- ‌تحديد العملية:

- ‌جمع المعلومات:

- ‌التشخيص وتحديد المشكلة

- ‌تحديد المآل

- ‌الجلسات الإرشادية

- ‌التداعي الحر

- ‌التفسير

- ‌التنفيس الانفعالي

- ‌الاستبصار

- ‌التعلم

- ‌ تعديل وتغيير السلوك

- ‌النمو وتغيير الشخصية:

- ‌اتخاذ القرارات

- ‌حل المشكلات

- ‌التشاور:

- ‌التقييم

- ‌الإنهاء

- ‌المتابعة

- ‌طوارئ عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مشكلات في عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مكان عملية الإرشاد:

- ‌الفصل السابع: طرق الإرشاد النفسي

- ‌تعدد طرق الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد الفردي

- ‌الإرشاد الجماعي

- ‌بين الإرشاد الفردي والجماعي:

- ‌الإرشاد الموجه

- ‌الإرشاد غير الموجه

- ‌بين الإرشاد الموجه وغير الموجه:

- ‌الإرشاد النفسي الديني:

- ‌الإرشاد السلوكي

- ‌الإرشاد خلال العملية التربوية:

- ‌الإرشاد بالقراءة

- ‌الإرشاد بالواقع

- ‌الإرشاد باللعب

- ‌الإرشاد وقت الفراغ

- ‌الإرشاد المختصر

- ‌الإرشاد العرضي

- ‌الإرشاد الذاتي

- ‌الإرشاد الخياري

- ‌ملاحظات في طرق الإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الثامن:‌‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد العلاجي

- ‌الإرشاد التربوي

- ‌الإرشاد المهني

- ‌الإرشاد الزواجي

- ‌الإرشاد الأسري

- ‌إرشاد الأطفال

- ‌إرشاد الشباب

- ‌إرشاد الكبار:

- ‌إرشاد الفئات الخاصة:

- ‌إرشاد الصحة النفسية

- ‌الفصل التاسع: برنامج الإرشاد النفسي

- ‌برنامج الإرشاد النفسي في المدرسة

- ‌الحاجة إلى البرنامج:

- ‌الأسس التي يقوم عليها البرنامج:

- ‌تخطيط البرنامج:

- ‌تمويل البرنامج:

- ‌خدمات البرنامج:

- ‌تنفيذ البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج

- ‌مثال لبرنامج الإرشاد النفسي "في المدرسة الثانوية

- ‌الفصل العاشر: المسئولون عن الإرشاد النفسي

- ‌المسئولون ومسئولياتهم

- ‌فريق الإرشاد

- ‌المدير

- ‌المرشد

- ‌المعلم المرشد

- ‌المعالج النفسي

- ‌الأخصائي النفسي

- ‌الطبيب:

- ‌الأخصائي الاجتماعي

- ‌الوالدان

- ‌العميل

- ‌مسئولون آخرون:

- ‌مراجع الكتاب:

- ‌المراجع العربية:

- ‌المراجع الأجنبية

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: استخدام طرق الإرشاد المناسبة: يجمع الإرشاد العلاجي بين طريقتي الإرشاد

استخدام طرق الإرشاد المناسبة: يجمع الإرشاد العلاجي بين طريقتي الإرشاد الموجه وغير الموجه، ولقد كان الميل الأكثر في أول الأمر إلى الإرشاد الموجه حيث تقدم خدمات الإرشاد في خطوات علاجية مثل التحليل والتركيب والتشخيص وتحديد المآل والعلاج والمتابعة، وفيه يتم تقديم خدمات الإرشاد الفردي والجماعي حسب الحالة، ويستخدم طريقة الإرشاد النفسي والديني مع التركيز على التربية الدينية والتربية الخلقية والتربية الجنسية السليمة وتيسير خدمات الإرشاد السلوكي، ويستخدم الإرشاد باللعب، والإرشاد وقت الفراغ

وهكذا.

تقديم بعض خدمات المجالات الأخرى: يهتم الإرشاد العلاجي بحالة العميل والبيئة أو المجال النفسي الذي يعيش فيه، ولذلك تشمل خدماته بعض جوانب مجالاته الإرشاد الأخرى. فمثلا قد يحتاج تناول المشكلات الشخصية والانفعالية إلى تقديم بعض خدمات الإرشاد الزواجي، أو بعض خدمات الإرشاد الأسري، حين يلزم تحسين الجو الأسري وتعديل اتجاهات الوالدين وخاصة إذا كانا عصابيين بخصوص المعاملة السليمة للأولاد، وبما يحقق المحبة والعطف والهدوء والثبات والاتزان والحرية، والحث على ضرب المثل والقدوة الحسنة في السلوك الانفعالي بما يحقق السعادة المطلوبة. وهكذا بالنسبة للمشكلات الشخصية والانفعالية التي تستدعي تقديم بعض خدمات الإرشاد التربوي أو الإرشاد المهني.

حل المشكلات الشخصية والانفعالية: يتم تقديم المساعدة اللازمة لحل المشكلات الشخصية والانفعالية عن طريق المشاركة الانفعالية، وتأكيد الذات والعمل على إشباع الحاجات وتسهل عملية التنفيس والتفريغ والتطهير الانفعالي، ويتناول كذلك المشكلات الشخصية والاضطرابات الانفعالية والمصاحبة للعصاب، ويتعاون المرشد مع زملائه من الأخصائيين في بحث الأسباب واستثارة تعاون العميل وعلاج الأعراض، بحيث يتمكن العميل من حل مشكلاته بنفسه تحت إشرافهم وبتوجيههم.

ص: 418

‌الإرشاد التربوي

EDUCATIONAL COUNSELLING:

المدرسة هي المؤسسة التربوية الرسمية التي تقوم بعملية التربية، ونقل الثقافة المتطورة، وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا، والمدرسة مسئولة عن النمو النفسي السوي والتنشئة الاجتماعية السليمة وتدعيم الصحة النفسية لدى الدارسين، فهي مسئولة عن تقديم الرعاية النفسية لهم والانتقال بهم من الاعتماد على الغير إلى الاستقلال والاعتماد

ص: 418

على النفس والتوافق النفسي. والمدرسة هي أهم المؤسسات المسئولة عن الإرشاد التربوي للطلاب، وذلك لأن التربية نفسها تتضمن عملية توجيه وإرشاد، لدرجة أن الكثيرين يربطون في الإرشاد التربوي بين عملية التعلم التي تحدث في الفصل وعملية التعلم التي تحدث في مكتب الإرشاد، على أساس التشابه في الأهداف والعملية، يرون أن على المعلم أن يمارس عملية الإرشاد، وأن على المرشد أن يمارس عملية التدريس، وأن يلم كل من المعلم والمرشد بعملية التعلم وطبيعة المتعلم والموقف التعليمي، ولكن على الرغم من هذا فلا يمكن القول إن الإرشاد تربية وأن التربية إرشاد كما يقول البعض، لأن لكل من التربية والإرشاد طرقه ووسائله الخاصة. وعلى العموم، فإن أقرب مجالات الإرشاد النفسي إلى عمل المعلم هو الإرشاد التربوي لدرجة أن البعض يرون أن كل معلم لا بد أن يكون معلما مرشدا، وفي الواقع نجد أن الإرشاد التربوي يحتمل أكبر اهتمام في برنامج الإرشاد النفسي في المدارس1.

والإرشاد التربوي هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلائم مع قدراته وميوله وأهدافه، وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانات التربوية فيما بعد المستوى التعليمي الحاضر، ومساعدته في النجاح في برنامجه التربوي، والمساعدة في تشخيص وعلاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة.

وتتكامل أهداف الإرشاد التربوي مع أهداف الإرشاد النفسي بصفة عامة من جهة، وأهداف العملية التربوية من جهة أخرى، والهدف الرئيسي الخاص للإرشاد التربوي هو تحقيق النجاح تربويا، وذلك عن طريق معرفة التلاميذ وفهم سلوكهم ومساعدتهم في الاختيار السليم لنوع الدراسة ومناهجها، وتحقيق الاستمرار في الدراسة وتحقيق النجاح فيها، وحل ما قد يعترض ذلك من مشكلات، ومن أهدافه أيضا التطلع المستقبلي والتخطيط للمستقبل التربوي للطلاب، في ضوء دراسة الماضي والحاضر التربوي ورسم الخطة للمستقبل التربوي.

1 من توصيات المؤتمر القومي لتطوير التعليم المنعقد بجامعة القاهرة "يوليو 1987": ضرورة إعداد المتخصصين في التوجيه والإرشاد النفسي، وذلك للعمل في مدارس التعليم العام والتعرف على قدرات ومهارات واتجاهات التلاميذ وتوجيههم تربويا ونفسيا، ومن توصيات نفس المؤتمر: الاهتمام بالتوجيه التعليمي والإرشاد النفسي للطلاب لتمكينهم من حسن اختيار المواد التي تؤهلهم لنوع الدراسة والمهنة التي تتفق مع قدراتهم واستعداداتهم.

ص: 419

الحاجة إلى الإرشاد التربوي:

يحتاج كل طالب إلى خدمات الإرشاد التربوي، ويهتم به ويشارك فيه كل العاملين في ميدان التربية والتعليم ولذلك يحظى الإرشاد التربوي باهتمام خاص من معظم كتب الإرشاد النفسي التي تركز على الإرشاد في المدرسة والإرشاد في المجال التربوي والإرشاد خلال العملية التربوية.

ومما هو جدير بالذكر أن بعض المؤسسات التربوية تقدم خدمات متخصصة تخدم الإرشاد التربوي. ومن أشهر هذه المؤسسات المعروفة عالميا، المؤسسة القومية للبحوث التربوية في انجلترا وويلز National Foundation for Educational Research in England and wales "NFER"، فهي تنشئ وتنشر اختبارات مقننة للاستخدام في مجال الإرشاد التربوي في المدارس، وتشرف على إجراء البحوث في هذا المجال وخاصة عن الذكاء والقدرات والتحصيل.

وتشير البحوث إلى ضرورة الاستفادة من نظم التوجيه التعليمي والإرشاد التربوي في العالم من حولنا "يسري رزق مرقص، 1985"، وإلى ضرورة الاهتمام بالإرشاد التربوي في الوطن العربي بصفة عامة، وفي مصر بصفة خاصة "حامد زهران، 1987".

وتشير الدراسات إلى أن الإرشاد التربوي للطلاب الذين يعانون من مشكلات دراسية، يتطلب الاهتمام به وتطويره واستخدام أحدث فنياته وتنمية استرتيجيات تعلم فعالة حتى يتمكن الطلاب من التغلب على المشكلات ودعم الثقة في أنفسهم "مويرا بيلو Peelo، 1994".

المشكلات التربوية:

هناك الكثير من المشكلات التربوية التي يتناولها الإرشاد التربوي، وفيما يلي تحديدها:

مشكلات المتفوقين: هؤلاء فئة من المتفوقين عقليا ودراسيا وأصحاب المواهب الخاصة. وهم يتميزون بارتفاع نسبة الذكاء والابتكار وارتفاع مستوى التحصيل، ويحتاجون إلى رعاية خاصة وخدمات إرشادية خاصة بحكم تفوقهم، وهؤلاء قد يهملون فتضيع مواهبهم، وقد يشعر المتفوق بالوحدة والانعزال في الفصل العادي ويشعر بالقلق وقد يظهر من بينهم حالات الجناح.

ص: 420

وقد يلاحظ الصراع بين المتفوق ومدرسيه ووالديه "الذين يفوقهم قدرة". وعلى الرغم من تفوق الطفل عقليا، فقد ينقصه النضج في مظاهر النمو الأخرى نتيجة لدفعه في اتجاه النمو العقلي والتركيز على هذا الجانب على حساب مظاهر النمو الأخرى جسميا واجتماعيا، مما يسبب ضررا أكثر من النفع الذي يجلبه.

الضعف العقلي: تظهر مشكلة الضعف العقلي بصفة خاصة في المدارس الابتدائية حيث يوجد نسبة من التلاميذ تقل نسبة ذكائهم عن 70 ويكون تحصيلهم ضعيفا ويكونون غير موافقين اجتماعيا، وانفعاليا، ويضمون المأفونين والبلهاء والمعتوهين، وكثيرا ما يشاهد المعلم أو المرشد حالات الضعف العقلي التي يمكن تمييزها كلينيكيا مثل حالات المنغولية والقماءة أو القصاع واستسقاء الدماغ وصغر الجمجمة وكبر الدماغ وغيرها "حامد زهران، 1997".

التخلف الدراسي: يتضمن ضعف التحصيل وانخفاض نسبة التحصيل دون المستوى العادي، وقد يكون تخلفا دراسيا عاما في كل المواد أو خاصا في مواد معينة، ويلاحظ أن بعض المتخلفين دراسيا يكونون من بين المتفوقين عقليا، ويرتبط بالتخلف الدراسي أعراض معروفة مثل: نقص الذكاء أو الضعف العقلي وصعوبة التعلم وتشتت الانتباه ونقص القدرة على التركيز وضعف الذاكرة واضطراب الفهم والإجهاد والتوتر والقلق والخمول والبلادة والشعور بالنقص والغيرة والخجل والاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن وخواف المدرسة وقلة الاهتمام بالدراسة والغياب المتكرر أو الهروب من المدرسة "هدى برادة وحامد زهران، 1974".

مشكلات النمو العادية لدى الطلاب: يقصد بها المشكلات التي يمر بها الطلاب في كل المدارس عادة ولا تخلو منها أي مدرسة.

مشكلات اختيار نوع الدراسة والتخصص: الطلاب ما زالوا جميعا يصبون في قالب واحد ويدرسون مناهج ومقررات موضوعة للجميع، وقد لا يتناسب مع القدرات والاستعدادات والميول المتفاوتة، وهناك بعض الطلاب لا يعرفون لماذا يدرسون. وهناك من تنقصهم المعلومات الخاصة بأنواع الدراسة المختلفة التي يمكن الالتحاق بها، وهناك تخصصات تحتاج إلى قدرات واستعدادات وميول خاصة ترتبط بها، وعند اختيار تخصص من التخصصات قد تملي ظروف البيئة أو الظروف الاقتصادية أو غيرها اختيار تخصص متطلباته في واد وقدرات الطالب في واد آخر، وهناك أيضا مشكلة عدم التوازن بين التخصصات، ويكفي للدلالة على ذلك عقد مقارنات بين أعداد الطلاب في الأقسام الأدبية والعلمية، والكليات النظرية والعملية، ونحن نعلم أن الاتجاهات الاجتماعية والمكانة الاجتماعية لبعض المهن تلعب دورا هاما في اختيار التخصصات التي تؤهل لهذه المهن، وفي كثير من الأحيان يكون اختيار التخصص جزافيا وعلى غير أساس من الاستعداد والقدرة.

ص: 421

مشكلات نقص المعلومات عن الدراسة المستقبلية: هذه المشكلة تتمثل في عدم قدرة الطالب على اختيار نوع الدراسة المستقبلية لأنه لا يعرف ماذا بعد الآن.

مشكلات النظام: قد تصدر مشكلات النظام من المتأخرين دراسيا، ومن المتفوقين على حد سواء، وقد تكثر فتصبح شائعة كما هو حادث بالنسبة للغش في الامتحانات كمشكلة يعاني منها المربون، ويعاني منها الفرد، حيث يؤدي مفهومه عن ذاته، وقد يترتب عليه فصله وحرمانه من التعليم أو قد يؤدي إلى الانحراف "حامد زهران وآخرون، 1975".

سوء التوافق التربوي: يشاهد مظاهر كثيرة له مثل سوء العلاقة بين الطالب وبين زملائه وأساتذته، وتكرار الرسوب، وكثرة الغياب والهروب والفشل.

التسرب: قد يترك الطالب التعليم قبل إكمال المرحلة لظروف اجتماعية طارئة أو اضطرارية كما في حالة وفاة الوالد واضطرار الطالب إلى رعاية وإعالة الأسرة، أو في حالة زواج بعض الطالبات وعادة ما يمهد للتسرب التخلف الدراسي وعدم التمكن من متابعة التعليم. ولا شك أن التسرب يعتبر خسارة قومية.

مشكلات تربوية أخرى: هناك مشكلات تربوية أخرى تدخل تحت بعض مجالات الإرشاد الأخرى مثل مشكلات صعوبات وأمراض الكلام، ومشكلات عادات الدراسة والاستذكار وتنظيم الوقت ومشكلة قلق التحصيل، ومشكلة قلق الامتحان

إلخ، وهناك مشكلات تربوية عامة مثل مشكلة ما يسمى مكاتب التنسيق والتي من المفروض أن تكون مكاتب نموذجية للإرشاد التربوي، ولكنها قاصرة ومقتصرة على الاعتماد على مجموع درجات التحصيل كأساس للإرشاد التربوي كما هو حادث في مكتب تنسيق القبول في الجامعات.

خدمات الإرشاد التربوي:

يجب أن تقدم خدمات الإرشاد التربوي مندمجة في البرنامج التربوي والعملية التربوية ومتكاملة معها، وبصفة عامة عن طريق المناهج التي تعمل حساب التوافق والصحة النفسية للطلاب والمربين أيضا. فيجب أن تكون المناهج مناسبة تراعي الحاجات والقدرات والخصائص النفسية للطلاب، وأن تكون مرتبطة بالحياة العملية، ويلاحظ أن من أهم خدمات الإرشاد التربوي مساعدة المشتغلين بالتربية والتعليم في اقتراح تعديلات في المناهج وإدارة المدرسة أو الكلية بما يقابل حاجات الطلاب بطريقة أفضل ويحقق بصفة عامة أهداف الإرشاد.

ويقوم الطالب والمرشد والمدرسة بدور متكامل في عملية الإرشاد التربوي، وذلك على النحو التالي:

ص: 422

الطالب: يستفيد الطالب من الخدمات والتسهيلات والفرص المتاحة من المدرسة وفي المجتمع، ويستشير المرشدين والمربين والوالدين في زيادة فهم نفسه وقدرته، وفي رسم خططه التربوية وفي اتخاذ قراراته بالنسبة لحاضره ومستقبله التربوي، ويستطيع الطالب توظيف كل ما يتيسر من خدمات الإرشاد النفسي لرفع كفاءته النفسية مما يحسن تحصيله الدراسي. "حامد زهران، 1996".

المرشد: يدرس المرشد استعدادات وقدرات وإمكانات وميول وحاجات كل طالب ويعرفه بالإمكانات التربوية المتاحة، ويهيئ الفرص المناسبة لأحسن قدر من الإفادة بالخبرات التربوية، وييسر استفادة الطلاب من كل الأخصائيين ومن كل الخدمات والتسهيلات في المدرسة والمجتمع، ويلاحظ ويدرس تقدم الطالب ونموه الماضي والحاضر، ويساعده في التخطيط لمستقبله التربوي، ويساعد على حل المشكلات التربوية، ويعمل مع الطالب على تحقيق توافقه المدرسي1.

المدرسة: تيسر المدرسة التسهيلات لدراسة شخصيات الطلاب وقدراتهم وتحصيلهم

إلخ، وتقدم المناهج والأنشطة الخارجة عن المنهج، وتجعل خدمات المجتمع كلها في متناول الطلاب، وتمكن كل طالب من ممارسة الاختيار والتقرير لنفسه، وتساعده في الدخول عمليا في الخبرات التي يختارها، وتعد برنامجا مخططا لتحقيق ذلك. وتحرص المدرسة على سلامة العلاقات الاجتماعية بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب بعضهم وبعض بحيث تقوم على أساس ديمقراطي فتؤدي إلى النمو التربوي والنمو النفسي السليم، بما يحقق التوافق المدرسي والصحة النفسية، وتتعاون المدرسة والأسرة لتحقيق الاتصال الدائم وخاصة عن طريق مجالس الآباء والمعلمين، وحتى يتحقق التكامل بينهما في تقديم المساعدات الإرشادية المطلوبة للطلاب.

المعلم المرشد: يقدم المعلم المرشد خدمات هامة حين يكون نموذجا سلوكيا متوافقا ومعلما لمهارات التوافق، يعلم العلم، ويوجه النمو، ويسهم في عملية الإرشاد بقدر ما يستطيع، ويحيل ما لا يستطيع إلى الأخصائيين. "حامد زهران، 1994أ".

الخدمات التنموية والوقائية: وهي من أهم خدمات الإرشاد التربوي في المدرسة، ويجب أن تظهر في البرامج التربوية، وهنا يقترح زكريا Zaccaria؛ "1965" ضرورة الاهتمام بتدريس العلوم السلوكية والاهتمام بالتربية السلوكية كأساس لخدمات الإرشاد التربوي في المدارس.

1 من المجلات العلمية الدورية المتخصصة في الإرشاد التربوي:

- Journal of College Student Personnel.

- School Counselor.

- Techniques: A Journal for Remedial Education & Counseling.

ص: 423

الخدمات الفردية: تقدم الخدمات الفردية الخاصة بكل طالب من المتخلفين دراسيا أو المتفوقين أو ضعفاء العقول أو غير المتفوقين دراسيا أو الذين يقررون ترك المدرسة والتسرب إلى العمل أو الزواج، وفي هذه الحالات تقدم خدمات الإرشاد فرديا للطلاب للكشف عن قدراته واستعداداته ونواحي قوته ونواحي ضعفه وفي وضع خططه واتخاذ قراراته وتيسير الوسائل التي تساعد على تحقيق التوافق.

الخدمات الاجتماعية: وتقدم على المستوى التنموي والوقائي، وبصفة خاصة للطلاب في الفترات الانتقالية مثل طلاب الشهادة الإعدادية الذين سيتوجهون إلى المرحلة الثانوية، وطلاب الصف الأول الثانوي الذين سيتشعبون إلى القسمين الأدبي والعلمي، وطلاب الثانوية العامة الذين سيتجهون إلى مختلف التخصصات الجامعية، وفي هذه الحالات يستغل أوجه النشاط الطلابي ويتبع طرق الإرشاد الجماعي وخاصة المحاضرات والمناقشات الجماعية بما ييسر المعلومات الإرشادية للطلاب، وتعد النشرات والكتيبات والموديولات والأفلام وغيرها التي توضح السلم التعليمي والمراحل التعليمية التالية ومناهجها والمستقبل التربوي1. ويقترح البعض أن تخصص مؤتمرات جماعية وأيام كاملة للإرشاد التربوي الجماعي، وحبذا لو نظمت رحلات إلى المدارس الأعلى أو الكليات الجامعية.

خدمات شئون الطلبة: يمكن أن تقدم خدمات شئون الطلبة الكثير من خدمات الإرشاد التربوي حين تيسر لكل الطلاب إمكانات التوجيه والإرشاد من جانب هيئة التدريس والمرشدين. وعادة ما يتعود الطلاب على خدمات شئون الطلبة عندما يتم منذ اليوم الأول في المدرسة توجيه الطلاب الجدد.

خدمات التصنيف: تتضمن تصنيف الطلاب حسب القدرات والأعمار بناء على القياس والتقييم.

الخدمات الإرشادية للمتفوقين: وتشمل تحديد القدرات والمواهب الخاصة، وتيسير الفرص الكافية، وتنويع الخبرات، وإتاحة الابتكار، وفتح المجال أمام نمو القدرات والمواهب إلى أقصى درجة ممكنة، ويقترح فوريست Forrest؛ "1961" إعداد برامج خاصة للمتفوقين والموهوبين تتناسب مع نواحي التفوق والموهبة يشارك فيها المتفوقون أنفسهم.

الخدمات الإرشادية لضعاف العقول: تقدم هذه الخدمات تشخيصيا وتصحيحيا للتلاميذ، وإرشاديا للوالدين. وتهتم بالفحص النفسي للطفل وتقييم تحصيله الأكاديمي وتقدمه

1 تتخصص بعض المؤسسات في هذا المجال فتصدر قواميس وكتبا ونشرات عن سلم التعليم، وأدلة مناهج التعليم، والدراسات العليا، وحياة الطالب

إلخ.

ص: 424