الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخدمات الاجتماعية: الإرشاد الأسري بصفة خاصة يحتاج إلى جهود الأخصائي الاجتماعي، وذلك لتعدد العلاقات الاجتماعية الأسرية، وضرورة الاتصال المستمر بالأسرة والزيارات المنزلية والاشتراك في مؤتمرات الآباء والأمهات أو الآباء والمعلمين.
الإرشاد الجماعي للأسرة: وفيه يجمع بين الأطراف المعنية في الأسرة وفريق الإرشاد الذي يضم على الأقل المرشد والأخصائي الاجتماعي والطبيب، ليتناول كل منهم المشكلة الأسرية من زاوية اختصاصه، وقد تضم جلسات الإرشاد الجماعي أكثر من أسرة. ويلاحظ هنا أن هناك أسرارا وموضوعات خاصة يجب ألا تثار في حضور كل أعضاء الأسرة مجتمعين ومن ذلك المشكلات الجنسية مثلا، وفي الإرشاد الجماعي للأسرة يجب إشراك من يستطيع من أفرادها الإسهام الإيجابي في عملية الإرشاد، فيشترك الزوج في حالات اضطراب الزوجة، والزوجة في حالات اضطراب الزوج، والوالدان يشتركان في حالات اضطراب الأولاد، وبعض الأولاد يشتركون في بعض حالات الوالدين أو الإخوة والأخوات
…
وهكذا. وهذا الاشتراك يجب ألا يكون على شكل "إرشاد بيتي" Home Counselling يقتصر على الوعظ والرجاء والتهديد بالانفصال أو الطلاق، ولكن المقصود بالاشتراك هو الاشتراك مع المرشد في تناول الحالة بالطرق العلمية.
وفي الإرشاد الأسري يكون للوالدين دور مزدوج في وقت واحد. فهما في الأغلب والأعم يتلقيان خدمات الإرشاد، ويقدمان في نفس الوقت خدمات إرشادية. والواقع أنه دون مساعدتهما وتعاونهما لا يمكن أن تتم عملية الإرشاد الأسري كما ينبغي.
وتصف لوان كوستا وباربارا ستيلتنر Costa & Stiltner؛ "1994" إجراءات إرشاد أسري جماعي داخل المدرسة "الثانوية" لأسر الطلاب الذين لديهم مشكلات أسرية نتيجة لتعدد زيجات الوالدين مما يؤثر سلبا على تحصيلهما الدراسي1.
1 من توصيات المؤتمر الدولي الأول لمركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس "ديسمبر 1994": توجيه اهتمام خاص إلى خدمات الإرشاد الزواجي والأسري من خلال تقديم برامج إرشاد تعد لهذا الغرض، تنمية ووقاية للأسرة ولوحدتها ولفاعليتها
…
وذلك من خلال استراتيجية للخدمات الإرشادية يتولاها خبراء في الإرشاد النفسي.
إرشاد الأطفال
CHILD COUNSELLING:
يتخصص هذا المجال في إرشاد الأطفال -كفئة عمرية- تمر بمرحلة نمو تتميز بخصائص عامة تختلف عن خصائص ما يليها من مراحل وخاصة مرحلة الشباب "المراهقة" ومرحلة الرشد ومرحلة الشيخوخة1.
1 من المجلات العلمية الدورية في إرشاد الأطفال: Elenentary School Guidance & Counseling.
وتولي الأمم المتحدة اهتمامها البالغ للطفل كما ظهر في إصدار وثيقة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، 1989، وأظهرت جمهورية مصر العربية اهتمامها بتحديد عقد حماية الطفل المصري "1989-1999" وإصدار قانون الطفل سنة 1996، حيث يتم الاهتمام بتحقيق مطالب نمو الطفل، وإشباع حاجاته، ورعايته.
ومن أهم خصائص النمو في مرحلة الطفولة بصفة عامة، سرعة النمو في كافة مظاهره جسميا وفسيولوجيا وحركيا وعقليا ولغويا وانفعاليا واجتماعيا وجنسيا، ومع وجود فروق فردية وفروق بين الجنسين. فالطفل ينمو وتنطلق قواه الكامنة، وتتم إنجازات كبيرة، فيتعلم المشي والمهارات الجسمية اللازمة للنشاط العادي المتنوع واللعب ويتعلم قواعد الأمن والسلامة، وتنمو الحواس وينمو الإدراك، وينمو الجهاز العصبي، وينمو الذكاء، وتنمو المفاهيم والخبرات. ويتعلم الطفل المهارات العقلية المعرفية اللازمة للحياة اليومية. ويدخل الطفل المدرسة ويتعلم المهارات والمعارف الأساسية وينمو الكلام واللغة لديه. ويمر الطفل بعملية التنشئة الاجتماعية، ويتعامل مع العالم الخارجي، ويتعلم المعايير الاجتماعية، ويتوحد مع الوالدين والمربين، ويتعلم دوره الجنسي والفروق بين الجنسين. وتنمو الانفعالات المتنوعة، ويرتبط الطفل انفعاليا بالوالدين والأخوة والآخرين، ويتعلم ضبط الجسم، ويتجه الطفل نحو المراهقة "حامد زهران، 1990".
وإرشاد الأطفال هو عملية المساعدة في رعاية نمو الأطفال نفسيا وتربيتهم اجتماعيا، وحل مشكلاتهم اليومية.
ويهدف إرشاد الأطفال إلى مساعدة الطفل لتحقيق نمو سليم متكامل وتوافق سوي.
الحاجة إلى إرشاد الأطفال.
رأينا أن للطفل سيكلوجيته الخاصة. وخصائص النمو التي تميز مرحلة الطفولة أهمها سرعة النمو والتطور والتقدم من عام لآخر. كذلك ففي الطفولة مطالب نمو قد تتحقق كليا أو جزئيا ولا يتحقق بعضها، مما يسبب بعض المشكلات.
وهناك حاجات الأطفال النفسية التي لا بد أن تشبع حتى ينمو الطفل سويا، ولكنها قد لا تشبع بالدرجة الكافية أو يكون هناك حرمان.
وهناك مؤثرات تؤثر في النمو بعضها داخل الفرد وبعضها مؤثرات خارجية بيئية، وقد تكون حسنة الأثر، وقد يكون تأثيرها سيئا.
ويتخلل مرحلة الطفولة بعض مشكلات النمو العادي، وبعض المشكلات والاضطرابات المتطرفة. وهذا كله يؤكد الحاجة الماسة إلى إرشاد الأطفال.
وهكذا نلاحظ أن مرحلة الطفولة أساسية في نمو الشخصية، وفيها قد تتعرض الشخصية -سريعة النمو- لاضطرابات هي أساس الخطورة فيما بعد. وما دامت الشخصية في مرحلة نموه، فإن عملية التعديل والتغيير والتعليم تكون أسهل في مرحلة الطفولة عنها في المراحل التالية.
مشكلات الأطفال:
يحدث في مرحلة الطفولة مشكلات خاصة، تختلف عن مشكلات الشباب والراشدين والشيوخ، وتحتاج إلى تخصص في دراستها والمساعدة في حلها. ومن هذه المشكلات ما يلي:
اضطرابات الغذاء: ومنها تقاليع الأكل ورفضه وقلته وفقده الشهيدة والتقيؤ العصبي والشراهة وإجبار الأطفال على الأكل
…
إلخ.
اضطرابات الإخراج: مثل مشكلات التدريب المبكر على الإخراج قبل أوانه أو التدريب الإجباري مع العقاب، والتبول اللاإرادي أثناء النوم أو أثناء اليقظة وعدم القدرة على التحكم في التبرز، والإمساك أو الإسهال العصبي، وما يصاحب ذلك من الشعور بالنقص والخجل والانطواء واضطراب الكلام واضطراب النوم.
اضطرابات الكلام: مثل عيوب طلاقة اللسان كالتهتهة واللجلجة والثأثأة والحبسة، وعيوب النطق وتأخر الكلام، وما يصاحب ذلك من أعراض نفسيه مثل القلق وعدم القلق والثقة في النفس والخجل والانطواء والعصابية وسوء التوافق الأسري والمدرسي.
اضطرابات النوم: مثل الأحلام المزعجة والمخاوف الليلية والكابوس والكلام أثناء النوم والأرق وقلة النوم وكثرة النوم.
الاضطرابات الانفعالية: مثل الخوف والخجل والعصبية ونوبات الغضب والبكاء المستمر، وما قد يصاحب الفطام المفاجئ من مشكلات انفعالية، وما قد يصاحب ميلاد طفل جديد من مشكلات كالغيرة والعدوان
…
إلخ.
مشكلات النظام: وتظهر في الإهمال واللامبالاة والعصيان والإلحاح في طلب الأشياء "والشقاوة" والتخريب والسلوك العدواني.
الجناح: ويشمل السلوك الاجتماعي والمنحرف كالكذب والسرقة والتشرد والهروب والتمرد والتخريب والسلوك الجنسي المنحرف
…
وغير ذلك من مظاهر الانحراف.
1 شارك المؤلف في ندوة "أطفال الشوارع" ضمن أعمال المؤتمر السنوي لجمعية أحباء الطفولة: "أطفال في ظروف صعبة"، القاهرة إبريل "1998".
الاضطرابات النفسية الجسمية: قد تشاهد بعض الاضطرابات النفسية الجسمية، حيث توجد صلة كبيرة بين الاضطرابات الانفعالية والاضطرابات الجسمية وخاصية في مرحلة الطفولة. ومن أمثلة ذلك بعض حالات الربو وفقد الشهية العصبي والشراهة واضطرابات الجلد وغيرها.
مشكلات أخرى: بالإضافة إلى ما ذكرنا، توجد مشكلات أخرى، سبق تناولها في الإرشاد التربوي والإرشاد الأسري، مثل الضعف العقلي والتخلف الدراسي وسوء التوافق المدرسي واضطراب العلاقات مع الوالدين والإخوة والمركز الحرج للطفل في الأسرة وسوء التوافق الأسري، يضاف إلى هذا كله مشكلات مثل إساءة معاملة الأطفال Child Abuse "انظر عبد السلام عبد الغفار وآخرون، 1997"، وأطفال الطلاق Children of Divorce "انظر سلوى عبد الباقي، 1996"، وظاهرة "أطفال الشوارع Street Kids"1، وهؤلاء جميعا أطفال في خطر Children at Risk تراهم مشردين "خارج دور الإيواء" لقطاء "خارج الملاجئ" متسولين "محترفين" يعيشون في المقابر "أحياء بين الأموات".
خدمات إرشاد الأطفال:
تقدم خدمات إرشاد الأطفال في مراكز وعيادات توجيه الأطفال Child Guidance Clinics ويوضح شكل "88" عيادات إرشاد الأطفال، والحالات التي تحتاج إلى إرشاد، وهيئة الإرشاد، ونوع العمل الذي يتم مع الحالات.
وقد كتب الكثيرون، ومن أوائلهم سوزان أيزاكس Isaacs et al. وآخرون عن خدمات إرشاد الأطفال التي تهدف إلى حل مشكلاتهم ويحدد دون دينكمير Dinkmeyer؛ "1996" أهم الأسس التي يجب وضعها في الحسبان في إرشاد الأطفال، ومنها أن الأطفال لا يقبلون من تلقاء أنفسهم على عملية الإرشاد، ولذلك فإن برنامج الإرشاد في مدارس الأطفال يجب أن يكون أساسا برنامجا ذا استراتيجية تنموية، ويجب أن يهتم بالدراسات المسحية للتعرف على الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدات إرشادية وعلاجية وتربوية.
ويجب أن تقدم خدمات إرشادات الأطفال في ضوء معرفة كاملة بخصائص ومعايير ومطالب وقوانين النمو في مرحلة الطفولة، العوامل المؤثرة فيه، وتطبيقاته التربوية، مع عمل حساب الفروق الفردية والفروق بين الجنسين.
ويحتاج التعامل مع الأطفال في عملية الإرشاد إلى مهاراة خاصة في فهمهم من داخل إطارهم المرجعي وفهم سلوكهم الطفولي، ويفضل أن يقوم بإرشاد الأطفال مرشدات يكن أقرب إلى الأمهات يعملن على التفاهم مع الأطفال بلغة بسيطة، وتشجيعهم والعمل على إنجاح العلاقة الإرشادية الخاصة مع الطفل، وكثيرا ما نجد الطفل يذهب بمشكلاته إلى المرشدة قبل أن يذهب إلى والديه. ومثل هذه العلاقة الناجحة تمكن من تقديم المساعدة الإرشادية مبكرا وفي وقتها، ومن ثم تمنع تفاقم المشكلات "ميرل أوليسن Ohlsen؛ 1970".
ومما يسهل إرشاد الأطفال أنهم يثقون في المرشد أسرع مما يحدث في مرحلة الشباب والرشد. وفي نفس الوقت، فإن إرشاد الأطفال أحيانا يكون أصعب بسبب وجود صعوبة الاتصال مع بعض الحالات لصعوبة إبانتهم ونقص مفرداتهم وقصور تعبيرهم عن مشاعرهم إذا قورنوا بالشباب الراشدين ومن ثم فإن هذا يحتاج إلى حساسية أدق من جانب المرشد في فهم اللغة غير اللفظية وتعبيرات الوجه
…
إلخ.
ويلاحظ أن معظم خدمات إرشاد الأطفال تكون في المجال العلاجي والمجال التربوي والمجال الأسري، وتتضمن كذلك خدمات الإرشاد الصحي، ومن أكثر الطرق فائدة مع الأطفال الإرشاد باللعب والإرشاد الجماعي، وتركز خدمات إرشاد الأطفال على رعاية النمو نفسيا واجتماعيا. وفيما يلي بعض خدمات إرشاد الأطفال:
خدمات الإرشاد العلاجي: وتتركز أساسا حول توفير جو نفسي آمن مناسب للنمو السوي انفعاليا ولعلاج مشكلات الأطفال اليومية التي ذكرناها آنفا، والمشكلات التي قد تحدث في المراحل الحرجة مثل الفطام والانتقال من المنزل إلى المدرسة لأول مرة والاستعداد لمرحلة المراهقة، مع توجيه اهتمام خاص لنمو الذات ومفهوم الذات الموجب لدى الطفل وتقبله لذاته.
خدمات الإرشاد التربوي: ويكون ذلك بالتعاون مع المربين حيث يجب العمل على رعاية النمو العقلي، أو تكون المناهج التربوية ملائمة لعمر التلميذ وقدراته وحاجاته، والاهتمام بتقييم التلميذ عقليا وتحصيليا، والتعاون بين الأسرة والمدرسة في هذا الصدد، والتعرف المبكر على حالات الضعف العقلي والتخلف الدراسي والعمل على علاجها والحرص على تحقيق التوافق المدرسي.
خدمات الإرشاد الأسري: يلاحظ أن خدمات إرشاد الأطفال لا تقدم للأطفال فحسب، بل تقدم للوالدين والأخوة أيضا. فالأطفال بحكم عدم وصولهم بعد إلى النضج، قد لا يستطيعون اتخاذ قرارات، وقد لا يستطيعون عمل الكثير بالنسبة لتعديل بيئتهم تحقيقا للتوافق. وفي الواقع لا يخلوا إرشاد الأطفال من الاستشارة مع الوالدين "وخاصة الأم" على الأقل، لتحقيق فهم أفضل للطفل عن طريق معرفة قوانين ومطالب وخصائص النمو والعوامل التي تؤثر فيهن ولمساعدة الوالدين أنفسهم. ويلاحظ أن الاستشارة تكون من الجانبين، ويمكن أن يتم الاتصال بالوالدين فرادى وجماعات أو في مؤتمرات. وقد يلاحظ في بعض الحالات أن تدخل الوالدين والإخوة أحيانا يكون في إحباط للطفل. ويلاحظ كذلك في بعض الحالات أن الوالدين قد يمنعان عن المشاركة في عملية الإرشاد باعتبار أن الطفل واجهة لحالة الأسرة بكاملها.
خدمات الإرشاد الصحي: وتشمل رعاية الجنين، ورعاية الأم الحامل، وتقديم المعلومات اللازمة لها وإرشادها وتوجيهها بخصوص حالتها النفسية حتى تستقبل الطفل هي ووالده، وقد استعدا للرعاية نفسيا، وتشمل خدمات الإرشاد الصحي كذلك الرعاية الدقيقة للوليد والرضيع والحضين جسميا، مع الاهتمام بالتغذية والتحصين ضد الأمراض، وعلاج ما قد يصاب به من أمراض، وتعليم الطفل العادات الصحية الصحيحة.
رعاية النمو: من أهم خدمات إرشاد الأطفال رعاية النمو ككل في كافة مظاهره بعلم وفي هدوء وصبر ومحبة وتعاطف، في مناخ أسري ومدرسي مناسب نفسيا، وإتاحة الفرص أمام الطفل لينمو ويستكشف ويجرب. ويجب العمل على تحقيق مطالب النمو في هذه المرحلة وإشباع الحاجات النفسية للأطفال، دون تفريط أو إفراط ودون تعجيل أو تأجيل، في ضوء معايير النمو، ويجب كذلك العمل على حل مشكلات النمو العادي بالتعاون مع الأسرة والمدرسة. ويلاحظ أن الكثير من مشكلات الأطفال اليومية هي مشكلات نمو عادية، ولذلك فإن من أنسب