الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونحن نتناوله هنا لأنه موجود فعلا. فهو يستغل أي فرصة تستنح لتقديم أي قدر من الخدمات، حتى إذا لم تنفع كثيرا، فهي تنفع قليلا، ولا تضر، خاصة إذا قدمت الخدمة في اللحظة السيكلوجية المناسبة.
ويستخدم الإرشاد العرضي مع بعض الحالات التي لا يحتاج الأمر فيها إلا إلى إرشاد سريع ومختصر، كما في حالات سوء التوافق الوقتي أو اضطراب الشخصية العابر والانحراف العارض والمواقف الطارئة.
ويرى معظم المرشدين أن طريقة الإرشاد العرضي يجب ألا تستخدم إلا في أضيق الحدود، وحين لا تتوافر الإمكانات، أو حين لا تستدعي الحالة، وعندما يكون وقت المرشد محدودا، أو عندما يكون المرشد غير مقيم.
نقد الإرشاد العرضي:
يكاد نقد الإرشاد العرضي يأخذ شكل الهجوم على خط مستقيم، وفيما يلي بعض نقاط الهجوم.
- يشبهه البعض بأنه عملية هشة كالثوب المهلهل، هو ثوب شكلا ولكنه مهلهل.
- لا يقبل كثيرا، بمقارنته بطرق الإرشاد الأخرى مثل الإرشاد النفسي الديني أو الإرشاد غير المباشر أو الإرشاد السلوكي وغيرها من الطرق التي تتضمن جهدا كبيرا وتحدث أثرا ملموسا للتغيير الواضح في سلوك العميل.
- هو إرشاد ناقص أو غير متكامل، كثير المحذوفات والفجوات، ويتغاضى عن كثير من إجراءت عملية الإرشاد، ويقتصر في الأغلب والأعم على تناول مجال محدود من مجالات الحياة أو المشكلات، ويتجاهل باقي النواحي، ولذلك فهو ضعيف "لا يسمن ولا يغني من جوع".
- يعتبر طريقة "إرشاد على الماشي" أو "إرشاد على قدر ما قسم" ولذلك فهو غير مقبول علميا، لأنه لا يزيد عن كونه نوعا من "إرشاد المصاطب".
وعلى الرغم من هذا فإن الإرشاد العرضي له بعض القيمة، ولو بطريقة "رائحة البر ولا عدمه" إنه يقطع بعض الشوط في الطريق والاتجاه الصحيح، إلا أن مدى المضي ليس كافيا ولا يصل إلى الهدف المنشود. وإنه باختصار أحسن من لا شيء.
الإرشاد الذاتي
SELF- COUNSELLIGN:
تعريف:
من المصطلحات المستخدمة أيضا "إرشاد مساعدة الذات" Self- help Counselling الإرشاد الذاتي المبرمج Self- programmed Counselling.
والإرشاد الذاتي هو إرشاد الفرد لذاته، دون مرشد، وهو ممارسة ذاتية للإرشاد، وهو جهد شخصي يقوم به العميل بنفسه لتوجيه عملية الإرشاد دون الحاجة إلى الالتجاء المباشر أو المستمر إلى المرشد النفسي، إلا في حالات وأوقات قليلة، وعند الضرورة حيث يصبح "إرشاد ذاتي بتوجيه المرشد".
والإرشاد الذاتي في جوهره أسلوب للتوجيه الذاتي وللضبط الذاتي للسلوك Self control، يكون فيه الفرد إيجابيا وفعالا في ضبط مشاعره والتحكم في تصرفاته.
ويؤكد دونالد ماتسون Mattson؛ 1994" أهمية الإرشاد الذاتي وفعاليته.
ويعتمد الضبط الذاتي على قوة الإرادة "الذاتية" Will ونحن نعرف أن الإرادة هي استطاعة الفاعلية بحرية واختيار، والتحكم الشعوري في الدوافع، وتوجيه الذات والسلوك السوي المنضبط لتحقيق الأهداف وتنمية الذات. وتتطلب قوة الإرادة الذاتية مبادأة وجهدا ومجاهدة ومثابرة، لتقوية السلوك المرغوب وتعديل السلوك المرهوب "السيئ".
وتؤكد ديبوراه كينيت Kennett؛ "1994" أهمية المثابرة المتعلمة من خلال الاعتماد على الذات.
أسس الإرشاد الذاتي:
من أهم الأسس التي يقوم عليها الإرشاد الذاتي، ما يلي:
- الإنسان قادر على توجيه ذاته، وعلى ضبط سلوكه، ويؤكد ذلك علماء النفس الإنساني، ومنهم كارل روجرز Rogers، الذي يؤكد أن العميل هو الشخص الإيجابي، صاحب الدور الرئيسي والفعال في عملية الإرشاد النفسي.
- الإنسان قادر على التعلم الذاتي وعلى توظيف وتنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته.
- الإنسان يستطيع التعديل الذاتي لمعظم أفعاله، وتغيير معظم العوامل البيئية المؤثرة، ووضع نفسه في ظروف بيئية تيسر إحداث التغيرات المطلوبة.
- محددات الضبط الذاتي جزء من محددات الضبط السلوكي بشكل عام.
- الإنسان لديه دافع نحو الارتقاء وتحقيق الذات.
- الإنسان لديه القدرة على تنمية ذاته وتوجيهها، وعلى الاختيار وحل المشكلات.
أساليب الإرشاد الذاتي:
تشير الدراسات والبحوث منذ الستينات إلى أهمية استخدام الإرشاد المبرمج Programmed Counselling كوسيلة للإرشاد الذاتي، وكبديل أو مصاحب للإرشاد وجها
لوجه Face to face Counselling "توماس أوينج، ويليام جيلبيرت Ewing & Gilbert؛ 1968".
وتناول روبرت مكوي McCoy؛ "1972" مدى فاعلية الإرشاد الذاتي الأكاديمي.
ويشير روبرت جولد Gould؛ "1993" إلى أن الفرد، في الإرشاد الذتي يستطيع أن يستخدم فنيات معينة مثل المواد المقروءة "الإرشاد بالقراءة"، والمواد المسموعة "شرائط الكاسيت"، والمواد المسموعة والمرئية "شرائط الفيديو وأسطوانات الكمبيوتر".
ومن أساليب الضبط الذاتي، المستخدمة في الإرشاد الذاتي، ما يلي:
تأكيد الذات Self- Assertion:
تأكيد الذات، أو التوكيدية Assertiveness سلوك يعتمد على تأكيد الذات، مع النفس ومع المخالطين، في الأسرة والعمل والمجتمع بصفة عامة.
ومن مظاهر تأكيد الذات: الإصرار على تحقيق الأهداف، والدفاع عن الذات والمعارضة، والاحتجاج على الظلم، وتقدير قيمة الذات، وإكبار الذات.
الاسترخاء Relaxation:
ويقصد به الاسترخاء المنظم، للتخلص من التوتر والانفعال والقلق، والاسترخاء يغير من طريقة إدراك البيئة، حيث يحولها إلى عنصر أقل تهديدا.
ومن مظاهر الاسترخاء في المنزل أن يجلس الشخص مسترخيا على أريكة أو مستلقيا على سرير، في جو هادئ، ويمكن أن يفعل الشخص ذلك أيضا في العمل حيث يجلس، في فترات راحة، مسترخيا على مكتبه.
ويلاحظ أن مع التكرار والتعود، تتكون رابطة بين إرادة الاسترخاء واستجابة الاسترخاء واختفاء التوتر.
التحصين التدريجي الآلي:
يستخدم التحصين التدريجي الآلي -كما ذكرنا في العلاج السلوكي- وهنا تعد بعض شرائط الكاسيت أو الفيديو أو أسطوانات الكمبيوتر، وتباع للأشخاص الذين يرغبون في التخلص من أعراض الخوف أو القلق، ويستخدمها الفرد بنفسه، وهو في وضع الاسترخاء، وبالتدريج، إلى أن يتم تحديد مصادر الخوف مثلا وتجريده من شحنته الانفعالية الشديدة، وطبعا هذه الشرائط والاسطوانات الجاهزة تكون عامة، والفائدة الأفضل تكون إذا أعد الشريط أن الأسطوانة خصيصا حسب حالة الشخص الذي سيستخدمه.
ملاحظة الذات:
الهدف هنا هو الوعي بالذات، والاستبصار بالمشكلات، وفهم الفرد لذاته، وإدراكه السليم لها، وتقبله لذاته، وتحتاج ملاحظة الذات إلى دافع قوي ورغبة أكيدة في تغيير السلوك.
وتتضمن ملاحظة الذات، استكشاف الذات وجمع المعلومات المرتبطة بالمشكلة أو الاضطراب السلوكي الذي يرغب الفرد في تعديله، ويتم دراستها، وهذا عمل إيجابي، حيث يضع الفرد يده مباشرة على العوامل والظروف المطلوب ضبطها وتعديلها لتحقيق التغيير المنشود، وتنمي ملاحظة الذات وعي الفرد واستبصاره بحالته وتؤدي إلى تخطيط عاجل وآجل للتغيير المطلوب.
ويؤكد سنايدر وآخرون Snider et al؛ "1984" أن تسجيل الذات على شريط فيديو وملاحظتها، يؤدي إلى تحسين الوعي بالذات.
وتتطلب ملاحظة الذات تسجيل ما تسفر عنه في كراسة ملاحظة، ويلاحظ أن تسجيل مرات حدوث السلوك المطلوب تغيير يكون عائقا لظهوره، ومثل هذا التغيير يعتبر تدعيما ذاتيا لتعديلات تالية، فالنجاح يؤدي إلى النجاح.
وقد وجد أن ملاحظة الذات وتسجيل السلوك، يؤديان إلى تعديل كثير من الاضطرابات، وذلك بدعم السلوك المرغوب ومحو السلوك غير المرغوب.
ملاحظة النماذج والتعلم بالقدوة:
في هذا الأسلوب، يلاحظ العميل ويشاهد نماذج للسلوك المرغوب، يقوم بها آخرون، ليقتدي بها ويحاكيها في سلوكه.
وتعد النماذج الصحية والفعالة من السلوك "مسجلة على شرائط فيديو" مثل المهارات الاجتماعية لتكون نماذج للتعلم الاجتماعي. ويؤكد جود مايرل Maierle؛ "1981" انتشار الإرشاد الذاتي بشرائط الفيديو المعدة مسبقا كدليل على فائدته، ويشير إلى حاجة المجتمع إلى هذا الأسلوب الإرشادي بدليل شيوع استخدام شرائط فيديو الإرشاد الذاتي، ووجدت كارولين ويبستر - ستراتون وآخرون Webster - Stratton et al. أن "الإرشاد بالنموذج" المسجل على شريط فيديو، يؤثر تأثيرا فعالا في إرشاد الأسر التي لديها أطفال سلوكهم مشكل، ويقلل من السلوك غير المرغوب، ويؤدي إلى زيادة السلوك الاجتماعي المرغوب.
هذا، ويمكن أن يلاحظ الفرد في بيئته الاجتماعية نماذج سلوكية يعتبرها ناجحة، ويستطيع أن يختار منها ما يتخذه قدوة، ويلاحظه ويحاكيه عمدا ويتعلمه.
إثابة الذات "والتدعيم":
عند قيام الفرد بسلوك سوي ومرغوب، فإنه بإثابة نفسه فورا "باستخدام الطعام أو الشراب أو التنزه مثلا".
ويلاحظ أن إثابة الذات أو التدعيم الذاتي لا يقل أهمية وأثرا عن الإثابة الخارجية والتدعيم الخارجي من حيث إيجابية التأثير على ظهور السلوك التوافقي المرغوب.
وفي الواقع، فإن الإثابة الذاتية والتدعيم الذاتي -على المدى الطويل- يفوق الإثابة الخارجية والتدعيم الخارجي، الذي يكون موقوتا أو يرتبط بمواقف محددة، ولا شك أن أفضل إثابة ذاتية هي شعور الفرد بالسعادة والراحة عند القيام بالسلوك المرغوب وعند تحقيق النجاح.
تعديل الأفكار:
يتم تعديل الأفكار، كما يحدث في إطار الإرشاد العقلاني الانفعالي، وفي صوره المتطورة، حيث يذكر ألبيرت إليس Ellis؛ "1977" أن الإرشاد العقلاني الانفعالي يمكن أن يكون إرشادا ذاتيا دون إشراف Unsupervised do is -it- yourself Counselling ويؤكد أنه -كإرشاد معرفي سلوكي- يكون أنجح بالنسبة لبعض العملاء، خاصة المتعلمين والمثقفين، حيث يتناول أفكارا عقلانية منطقية وإيجابية، ويوقف عمدا الأفكار غير المرغوبة، "جورج روجرز Rogers؛ 1981".
وقد وجدت آثار إيجابية للإرشاد العقلاني الذاتي على مركز الضبط Lucus of Control لدى العملاء "هارولد هوسا Husa؛ 1982"، ووجد كذلك أنه يفيد حتى طلاب المرحلة المتوسطة "الإعدادية""ماكسي مولتسبي Maultsby؛ 1986".
وقد أثبتت البحوث فعالية الإرشاد بالقراءة بمساعدة الذت في تعديل الأفكار "لورا كوهين Cohen؛ 1994".
نقد الإرشاد الذاتي:
تلخص أهم مزايا الإرشاد الذاتي فيما يلي:
- طريقة سريعة وفعالة.
- ينمي القوى الذاتية للفرد.
- يجعل العميل شخصا إيجابيا وفعالا.
- يدعم الثقة بفاعلية الذات وزيادة الثقة فيها، ويؤدي إلى مزيد من النجاح.