الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- تساعد العميل على فهم نفسه بصورة أوضح، وترضيه حين يلمس أن حالته تدرس دراسة مفصلة.
- تفيد في التنبؤ، وذلك عندما يتاح فهم الحاضر في ضوء الماضي، ومن ثم يمكن إلقاء نظرة تنبؤية على المستقبل.
- لها فائدة كلينيكية خاصة لأنه يحدث خلالها نوع من التفتيش والتطهير الانفعالي، وإعادة تنظيم الخبرات والأفكار والمشاعر، وتكوين استبصار جديد بالمشكلة.
- تسخدم لأغراض البحث العلمي والأغراض التعليمية في إعداد وتدريب المرشدين النفسيين.
عيوب دراسة الحالة:
يؤخذ على دراسة الحالة بعض المآخذ أهمها ما يلي:
- تستغرق وقتا طويلا مما قد يؤخر تقديم المساعدة في موعدها المناسب، وخاصة في الحالات التي يكون فيها عنصر الوقت عاملا فعالا.
- إذا لم يحدث تجميع وتنظيم وتلخيص ماهر للمعلومات، فإنها تصبح عبارة عن حشد من المعلومات غامض عديم المعنى يضلل أكثر مما يهدي.
مؤتمر الحالة
CASE CONFERENCE:
يشعر المرشدون في عيادات توجيه الأطفال وفي مراكز الإرشاد النفسي أن مساعدة بعض الحالات تكون أفضل لو تيسر مناقشتها مع الآخرين. ولا شك أن رأي الجماعة أبلغ قيمة من رأي فرد واحد. ولا شك أيضا أن جهد الجماعة التعاوني في جمع المعلومات أبلغ أثرا من الجهد الفردي. وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك تكون عن طريق "مؤتمر الحالة" وهو إن كان يسمى مؤتمرا إلا أنه ليس مؤتمرا بالمعنى الحرفي للكلمة. ولذلك يفضل البعض تسميته "مناقشة الحالة".
ما هو مؤتمر الحالة:
هو اجتماع مناقشة خاصة يضم فريق الإرشاد كله أو بعضه، ويضم كل أو بعض من يهمهم أمر العميل، وكل أو بعض من لديه معلومات خاصة به، ومستعد للتطوع والحضور شخصيا للإدلاء بها والمشاركة في تفسيرها وفي إبداء بعض التوصيات بموافقة العميل.
ويضم مؤتمر الحالة عادة الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي والمعلم المرشد، ومن أعضائه البارزين الوالدن، ويضم في بعض الحالات محيل الحالة والمدير وغيرهم، وعادة يتولى إدارته المرشد حتى لا يتحول إلى مجرد جلسة عامة.
أنواع مؤتمر الحالة:
هناك عدة أنواع من مؤتمرات الحالة منها:
مؤتمر الحالة الواحدة: وهو الذي يكون خاصا بحالة عميل واحد.
مؤتمر الحالات: وهو الذي يكون خاصا بدراسة حالة مجموعة من العملاء، كما في حالات المتفوقين أو المتسربين أو ذوي المشكلات العامة الشائعة أو المعوقين وغيرهم.
مؤتمر الأخصائيين: ويضم الأخصائيين في الإرشاد فقط لتبادل الآراء والتعاون في إعطاء الرأس والاستماع إلى التقارير واقتراح التوصيات، وهو بهذا يعتبر بمثابة اجتماع لهيئة الإرشاد بخصوص حالة عميل معين. ويمكن أن يتضمن جدول أعماله دراسة أكثر من حالة واحدة.
مؤتمر الأخصائيين وغير الأخصائيين: ويضم إلى جانب الأخصائيين كل من يهمهم أمر العميل من غير الأخصائيين، وهذا يكون خاصا بحالة واحدة فقط.
مؤتمر المرشد والعميل والوالد: ويضم المرشد والعميل وأحد الوالدين أو كليهما، وهو بهذا يكون مؤتمرا محدودا، ويمكن أن ينضم إليه -بناء على طلبهم وبموافقتهم- أي من أعضاء هيئة الإرشاد أو الآخرين. ويلاحظ أن هذا النوع يؤتي ثمارا في المرحلة الابتدائية أكثر منه في
المرحلة الثانوية والعالية، لأن المراهقين والشباب يفضلون الاستقلال عن الوالدين وبصفة خاصة في حالات التي يكون فيها سوء فهم بين العميل والوالدين، ويفيد كذلك في الرابطة بين الأسرة والمدرسة، ويعتبر نموذجا جديا للاتصال بينهما.
عوامل نجاح مؤتمر الحالة:
يساعد على نجاح مؤتمر الحالة ضمان توافر شروط منها:
عقده في حالات الضرورة فقط: يجب أن يقتصر عقد مؤتمر الحالة على حالات الضرورة التي تحتاج إلى عقده، أي أن هذه الوسيلة ليست عامة بالنسبة لجميع حالات الإرشاد النفسي، فهناك حالات لا تستدعي عقد مؤتمر بشأنها، وهناك حالات يرفض العملاء إعلان حالتهم في مؤتمر. أي أن هناك حالات يمكن اعتبارها "حالة مؤتمر" وحالات أخرى لا تصلح كحالة مؤتمر، ولذلك يجب تحديد الحالات التي تعرض على المؤتمر للمناقشة.
موافقة العميل: يجب الحصول على موافقة العميل على عقد مؤتمر الحالة، فبعض العملاء يأتون للاسترشاد بشروط خاصة منها ألا يعرف أهلهم أو ذووهم أو أقاربهم أو معارفهم أو رؤساؤهم أو أزواجهم، وهؤلاء جميعا لا يجوز عقد مؤتمر حالة بخصوصهم.
مراعاة المعايير الأخلاقية: يجب مراعاة أخلاقيات الإرشاد النفسي الخاصة بأسرار العميل. أي أن المؤتمر يجب أن يقتصر على ما لا يعتبر سرا بالعميل نفسه، فضلا عن تأكيد السرية التامة لكل ما يدور في المؤتمر.
الحضور الاختياري: يجب أن يكون حضور المؤتمرين برضا واختيار ودون إجبار، حتى لا يكون حضورهم مجرد حضور روتيني عديم الجدوى، وهذا يجعل حضور المؤتمر متاحا ومفتوحا أمام المهتمين والمتحمسين لحضوره فقط.
اهتمام الحاضرين: يجب أن يكون الحاضرون مهتمين بحالة العميل. ويجب أن يكونوا فاهمين لطبيعة المؤتمر وهدفه والمطلوب من كل منهم. ويجب التزامهم بالجدية والموضوعية في أحكامهم وتفسيراتهم، والنظر إلى الأمور بفهم وسعة أفق.
الجو غير الرسمي: يجب أن يسود المؤتمر جو غير رسمي، ولكن يجب في نفس الوقت أن يتوافر قدر من المسئولية، إذ يجب أن يكون المؤتمرون لديهم معلومات مهمة وحديثة ولازمة فعلا، ويدلون بها في مسئولية.
مراعاة التخصصات: يجب مراعاة التخصصات المختلفة والخلفيات المتنوعة لأعضاء
المؤتمر، وعدم سيطرة بعضهم على الجلسة، وعدم الاستخفاف بما يدلي به بعض الأعضاء من معلومات أو آراء أو تعليقات أو توصيات.
عقد مؤتمر الحالة:
يتطلب عقد المؤتمر اتخاذ خطوات مهمة هي:
الإعداد: قبل عقد المؤتمر يحتاج الأمر إلى إعداد خاص، فيجب على المرشد تحديد خطة عمل أو جدول أعمال المؤتمر جزئيا، وأن يترك مجالا حرا في نفس الوقت. كذلك يجب أن يتزود المرشد بكافة المعلومات التي تم الحصول عليها بالوسائل الأخرى لاستخدامها عند الحاجة إليها. ويجب أن يتصل بالأعضاء المشتركين لإعلامهم مسبقا بطبيعة المؤتمر وهدفه، ويحدد الزمان والمكان والوقت الذي سيستغرقه المؤتمر. وبالنسبة لأعضاء هيئة الإرشاد، يحسن أن يكون للمؤتمرات يوم دوري محدد لعقدها، بحيث يكون الجميع غير مشغولين في أعمال أخرى، كيوم الخميس مثلا أو بعد وقت العمل الرسمي، حتى تتاح فرصة الحضور للجميع. ويمكن أن يسمى اليوم الذي يحدد "يوم المؤتمر".
الافتتاح: ويفتتح المرشد المؤتمر بشرح هدفه، وتقديم ملخص عام عن الحالة بحرص، بحيث لا يؤثر على أفكار وآراء واتجاهات الآخرين، ويحدد بدقة زمن انعقاد المؤتمر وعلى وجه التقريب الزمن الذي يستغرقه، وهذا مهم جدا حتى لا يطول وتتشعب الموضوعات ويضيع الوقت ويخرج الحاضرون عن الموضوع.
جلسة المؤتمر: وتكون رئاسة جلسة المؤتمر عامة للمرشد، ويرى البعض أن الرئاسة يجب أن تكون بالتناوب بين أعضاء فرق الإرشاد النفسي الذين يشتركون فيه، ويجب أن يعمل المرشد على إشعار كل فرد من أعضاء المؤتمر بأهمية وجوده وضرورته، ويجب ألا يسيطر هو ولا غيره على الأخصائيين على جلسة المؤتمر، ثم يطلب من كل من الحاضرين تقديم معلومات عن العميل ومشكلته وبيئته وتقييم حالته العامة، ويتضمن ذلك ما يتيسر من معلومات شخصية عن العميل وظروفه الأسرية وتطور نموه الشخصي والاجتماعي وتوافقه الشخصي والاجتماعي والانفعالي والمهني
…
إلخ، مع تقديم التحليل والتفسير اللازم والتوصيات التي يراها.
الختام: وفي ختام المؤتمر يلخص المرشد كل ما قيل، ويحدد نقاط الاتفاق والاختلاف، ويجمع التوصيات الخاصة بالحالة واللازمة للعمل مع العميل، وفي بعض الحالات قد يحتاج الأمر إلى استيفاء بعض المعلومات من وسائل أخرى مثل الاختبارات والمقاييس، وفي هذه الحالة يعهد إلى الأخصائيين باستيفاء هذه النواحي.
مزايا مؤتمر الحالة:
يمتاز مؤتمر الحالة بما يلي:
- يزود المرشد بمعلومات عن العميل وشخصيته وخاصة المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها من الوسائل الأخرى التي تفيد في مناقشة الفروض المختلفة التي توضع عن الحالة وفي التشخيص وفي عملية الإرشاد نفسها.
- يفيد في تجميع أكبر قدر من المعلومات من مصادر متعددة ومن وجهات نظر مختلفة في وقت قصير، وبذلك يعتبر بمثابة استشارة وتبادل آراء تفيد في الحكم على التقديرات الذاتية لكل من المرشد والعميل.
- يفيد بصفة خاصة في حالة العميل الجديد في المدرسة أو المؤسسة والذي تكون المعلومات الخاصة عنه قليلة.
- يمكن التعرف من خلاله على من يستطيع أن يسهم في عملية إرشاد الحالة من غير أعضاء هيئة الإرشاد.
- يشعر أعضاء المؤتمر أنفسهم بفائدتهم وإسهامهم المشترك التعاوني في مساعدة العملاء، ويؤدي إلى نموهم شخصيا من ناحية الممارسة وتنوع دراسة الحالات والاستفادة بآراء الزملاء والمشاركين، ويتيح فرصة اطلاع كل عضو من أعضاء فريق الإرشاد على أهمية الدور الذي يقوم به كل من زملائه، وبذلك يعتبر نموذجا عمليا لنشاط فريق الإرشاد.
- يساعد في تبني طريقة الإرشاد الخياري، حيث يطلع أعضاء فريق الإرشاد على وجهات نظر مختلفة لكل منها وجاهتها، ويدركون عمليا أنه باختلاف الحالات والمشكلات يجب أن تتنوع طرق الإرشاد.
- يعتبر الوسيلة النموذجية للاتصال بالأسرة وغيرها من مصادر المجتمع الأخرى في الإرشاد النفسي.
عيوب مؤتمر الحالة:
لمؤتمر الحالة بعض العيوب أوضحها ما يلي:
- قد يستغرق وقتا طويلا ويعطي معلومات قليلة.
- قد تأتي المعلومات التي يسفر عنها المؤتمر شتاتا غير منسق وغير متكامل.
- قد لا يتوفر الوقت لدى الكثيرين لحضور المؤتمر مما يهدده بالفشل.
- قد تعوق نظرة بعض العملاء إلى المؤتمر على أنه تدخل الآخرين فيما لا يعنيهم من خصوصيات العميل، وقد يعبرون عن ذلك بأنه "مؤتمر فضائح".