الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خدمات الإرشاد وقت الفراغ: ويدور محورها حول شغل وقت الفراغ، بما يفيده، والاستفادة منه إرشاديا خلال الترفيه والاسترخاء والتسلية والنشاط الترويحي، والنشاط الحر. وهنا يجب تدعيم أنشطة الرحلات والمعسكرات ونوادي الشباب.
خدمات الإرشاد الزواجي والأسري: وتشمل الاختيار الزواجي والخطوبة والزواج والإمداد بالعلومات اللازمة عن الحياة الزواجية، والحياة الأسرية، والمساعدة في حل المشكلات الزواجية والأسرية.
التربية الاجتماعية: وتهدف إلى توفير الرعاية الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع، والاهتمام بعملية التنشئة الاجتماعية وتعلم المعايير الاجتماعية السليمة، وتنمية المسئولية الاجتماعية والذكاء الاجتماعي، مع الاهتمام بالقيم الخلقية والروحية. ويجب كذلك الاهتمام بتقديم الخدمات الاجتماعية للشباب، بما يساعد على حل المشكلات الاجتماعية وتحقيق النضج والتوافق الاجتماعي.
إرشاد الكبار:
إرشاد الكبار يقصد به "إرشاد الشيوخ" أو "إرشاد المسنين" في مرحلة الشيخوخة "مرحلة آخر العمر""وشباب المرء لا يعقبه غير المشيب".
وهناك الكثير من الكتابات حول الشيخوخة، ولكن الذي يهمنا أكثر هو "الشيخوخة النفسية".
وقد تزايد الاهتمام بالشيخوخة ودراستها النفسية لدرجة أنه أصبح هناك أقسام علمية متخصصة في علم الشيخوخة Gerontology مثل سيكولوجية الشيخوخة، وعلم الشيخوخة الاجتماعي، وطب المسنين
…
وهكذا "بروملي Bromley؛ 1966".
ومن خصائص مرحلة الشيخوخة، أن الشيخوخة نفسها هي مجموعة تغيرات جسمية ونفسية تحدث بعد مرحلة الرشد، ومرحلة الشيخوخة هي الحلقة الأخيرة من الحياة، وهي تتميز بخصائص عامة وخصائص خاصة بالنواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية "فؤاد البهي السيد، 1975". ومن الخصائص العامة ما تلخصه من تعميمات شائعة ترتبط بمرحلة الشيخوخة، وهي أن الشيخوخة هي مرحلة الضعف والتدهور تكوينيا ووظيفيا بالنسبة للمراحل السابقة، أي أن الذي يشاهد فيها هو زيادة معدل الفقدان على معدل الزيادة في جميع مظاهر النمو. وعلى الرغم من هذا فليس صحيحا أن الشيخوخة ترادف المرض، ومن الخصائص الجسمية: الضعف العام ونقص القوة العضلية وضعف الطاقة الجسمية، والجنسية بوجه عام وضعف الحواس "وخاصة السمع والبصر"1 وانحناء الظهر وترهل الجلد وجفافه واختلال
1 يقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} .
الأعصاب وارتعاش الأطراف وبطء الأداء الحركي. ويحدث مع بدايتها من القعود "سن اليأس" ضعف الطاقة الجنسية عن ذي قبل. ويلاحظ بصفة عامة ضعف مقاومة الجسم للمرض، ومن الخصائص العقلية: نجد أن الذاكرة تقل حدتها وتضعف خاصة الذاكرة الحديثة "التذاكر المباشر"، ويضعف الانتباه وتتطلب عملية الإدراك وقتا أطول. ويلاحظ الجمود العقلي والتشبث بالرأي، ويلاحظ انحدار عملية التعلم وصعوبة تعلم الجديد، ومن الخصائص الاجتماعية التمركز حول الذات، وضيق الميول والاهتمامات، وازدياد الاتجاهات النفسية الاجتماعية رسوخا، ويسود الاتجاه المحافظ على القديم والمناهض الجديد، وزيادة تعصب الشيوخ لآراءهم ولماضيهم الذي يمثل بالنسبة لهم ذكرى القوة والشباب والمكانة الاجتماعية وحيوية الكفاح وإيجابية العمل. وتظل علاقة الشيوخ بأولادهم على النمط الذي كان سائدا بينهم وهم في مرحلة الرشد، سوية كانت أو مضطربة، ويقل التصادم مع الأولاد، إلا أنه قد يزداد مع أزواج الأولاد، وتزداد علاقة الشيخ بالحفدة حيث يهرعون إليه في الأزمات والمشكلات ويقضي الصغار منهم أوقات طويلة معهم، وهكذا يلقى جيل الأجداد وجيل الحفدة، وترتبط مرحلة الشيخوخة بالتقاعد وكثرة وقت الفراغ، ومن الخصائص الانفعالية: الحساسية النفسية وشدة التأثر الانفعالي.
وإرشاد الكبار هو عملية المساعدة في رعاية وتوجيه الشيوخ نفسيا ومهنيا واجتماعيا، وحل مشكلات مرحلة آخر العمر، العام منها والمتعلق بالشيخوخة، والخاص منها والمتعلق بالظروف الخاصة للشيخ المسن.
ويهدف إرشاد الكبار إلى المساعدة في جعل مرحلة الشيخوخة خير سني العمر، وذلك عن طريق مساعدة الشيوخ في تحقيق أفضل مستوى من التوافق والصحة النفسية.
الحاجة إلى إرشاد الكبار:
الشيوخ لا يحبون الشيخوخة: وخاصة السيدات اللائي لا يطقن حتى سيرتها أو ذكرها، والكل يدأب على محاولات الاحتفاظ بالشباب وحتى ذكراه، والكل يخاف الضعف والتدهور والنهاية، وبعض الشيوخ لا يعترفون بالشيخوخة ويبذلون محاولات عديدة ومتكررة لاستعادة الشباب مظهرا وسلوكا، فيصبغون الشعر ويتزوجون الصغار، وقد يؤدي هذا إلى مشكلات تحتاج إلى خدمات الإرشاد1.
1 يقول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما
…
فأخبره بما فعل المشيب
ويقول آخر:
وما ماضي الشباب بمسترد
…
ولا يوم يمر بمستعاد
وهناك مطالب نمو في مرحلة الشيخوخة لا بد أن تتحقق، وأهمها التوافق بالنسبة للضعف الجسمي والتدهور الصحي والإحالة إلى التقاعد ونقص الدخل، والتغيرات الأسرية وموت الزوج والأصدقاء، ومنها أيضا ضرورة تحقيق ميول نشطه وتنويع الاهتمامات وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، وهناك أيضا حاجات أساسية في هذه المرحلة لا بد أن تشبع وكل هذا يؤكد الحاجة إلى خدمات إرشاد الكبار.
وتوجد في مرحلة الشيخوخة أفكار واتجاهات جامدة، وترتبط بها مشكلات عامة ومشكلات خاصة تجعل الحاجة ملحة إلى إرشاد الكبار.
ويزداد عدد الشيوخ المسنين "فوق سن الستين" بزيادة التقدم الحضاري الرعاية الصحية العامة وقائيا وعلاجيا، وقد زاد متوسط عمر الإنسان كثيرا عبر العصور، فبعد أن كان حوالي 20 سنة في العصر الحجري أصبح الآن حوالي 70 سنة، ويأمل العلماء أن يصبح حوالي 100 سنة في المستقبل القريب "أمين رويحة، 1972". ومعنى هذا الزيادة المطردة في أعداد الشيوخ كجيل قدم شبابه ورشده في خدمة المجتمع، وعلى المجتمع أن يرد الجميل، فييسر جميع الخدمات لجيل الشيوخ طبيا ونفسيا واجتماعيا.
مشكلات الشيخوخة:
تتخلل مرحلة الشيخوخة بعض المشكلات التي ترتبط بطبيعة المرحلة أو تطرأ على الشيخ، في الشيخوخة أيضا يتجمع تراكميا حصاد ما لم يحل من مشكلات الشباب والرشد وحتى الطفولة "إليزابيث هيرلوك Hurlock؛ 1986".
المشكلات الصحية: تصاحب الشيخوخة بعض المشكلات المرتبطة بالضعف الجسمي العام وضعف الحواس وتصلب الشرايين والضعف الجنسي، وقد تمثل سن القعود مشكلة نفسية جسمية إذ قد يصاحبها ترهل وسمنة أو إمساك وإجهاد وذبول وعصابية وصداع واكتئاب نفسي وأرق.
المشكلات العقلية: ويأتي على رأسها ضعف الذاكرة والنسيان، وحتى كبار العلماء نجد الذاكرة تخونهم وينسون الكثير من الحقائق العلمية مما قد يضعهم في مواقف حرجة، وقد يصل الحال في اتجاه التدهور إلى الوصول إلى ذهان الشيخوخة أو خبل الشيخوخة أو خرف الشيخوخة حيث يبدي الشيخ صورة كاريكاتيرية لشخصيته السابقة، فيصبح أقل استجابة، متمركزا حول ذاته، يكرر حكاياته وخبراته السابقة مرات ومرات مع ضعف ذاكرته لأحداث الحاضر، وتقل اهتماماته وطاقته الحيوية، وتقل المبادأة وينقص الحماس، وتقل الشهية للطعام،
ويزداد الانطواء والاكتئاب والتهيجية وسرعة الاستثارة والعناد والنكوص وإهمال النظافة والملبس والمظهر، وقد يشاهد الاستهتار الجنسي أحيانا.
المشكلات الاجتماعية: ومنها ضيق المجال الاجتماعي حتى ليكاد يقتصر على جماعة رفاق السن من أفراد الجيل من الشيوخ والذين يتناقصون يوما بعد يوم بالوفاة، وقد يصل الحال بالشيخ إلى حالة الانطواء والكسل الاجتماعي أو الركود الاجتماعي.
الوحدة: قد يعش الشيخ الذي لم يتزوج "العانس" أو الذي ليس له ذرية، أو الذي مات زوجه، أو الذي تفرق أولاده وأحفاده، وحيدا في عزلة قاسية وكأنه يعيش داخل زنزانة، ويخشى الموت دون أن يدري به أحد.
مشكلات العيش مع الأولاد: قد يضطر الشيخ إلى المعيشة مع الأولاد الذين يكونون قد تزوجوا وتشغلهم الحياة عن الوالدين، وهنا قد تبرز مشكلة الحماة والاحتكاك بأزواج الأولاد والأحفاد والخضوع والتبعية بعد السلطة والسيادة، وقد يصبح وضع الشيخ وضعا ضعيفا، وفي بعض الحالات قد يصبح الوضع -كما في حالة الجدات- مجرد مربية أطفال، وفي بعض الأحيان قد يصبح الأولاد من مراكز اجتماعية واقتصادية أعلى من الوالدين وقد يتعالون عليهم ويتنكرون لهم ويتهربون من اصطحابهم معهم في المناسبات الاجتماعية
…
وهكذا.
مشكلة التقاعد: بعد العمل والمركز الاجتماعي والقوة والسلطان، وبعد أن كان الفرد ملء السمع والبصر، يؤدي التقاعد المفاجئ إلى لا عمل ولا مركز مع زيادة وقت الفراغ والجلوس على المقاهي التي تخصص بعضها بحكم نوعية الزبائن "مقاهي الشيوخ أو مقاهي المتقاعدين" ويطلق البعض عليها "قهوة العواطلية". كذلك يصاحب التقاعد نقص الدخل إلى نصف عادة، ويشعر الشيخ، بعدم القيمة أحيانا وأنه أصبح "أكال بطال". وهكذا، فإن مشكلة التقاعد ليست فقط التقاعد عن العمل، ولكنها مشكلة تقاعد جسمي نفسي، يصاحبها التوتر والقلق والخوف وحتى الانهيار العصبي، وهكذا يبدو التقاعد، وكأنه "تقاعد عن الحياة"، وبمعنى آخر يبدو التقاعد "إلى المعاش" عند البعض في واقعة تقاعد "إلى الممات" وعلى العموم فإن التقاعد يعتبر أكبر مشكلة خلقها الإنسان بنفسه لنفسه، وإذا أدى التقاعد إلى البطالة فإن هذه مشكلة أخرة، وخاصة إذا كان الشيخ ما زال قادرا على العمل، وإذا أراد الشيخ العمل بعد التقاعد فإنه يواجه بعض المشكلات، ففرص العمل المناسبة والمتاحة أقل، والمؤسسات تود أن تكون قيادة العميل في أيدي الشباب الراشدين، ويعتقد أصحاب العمل أن الشيوخ أقل إنتاجية، وأكثر عرضة للحوادث مما يرفع معدل المخاطرة والخسارة في العمل،
كذلك فإن التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث يجعل من الشيوخ فريقا مختلفا فنيا وتكنولوجيا عن التقدم العلمي العصري.
المشكلات الانفعالية: في الشيخوخة قد يشاهد التشاؤم "وحمل الهم" والتوتر والشعور بقرب النهاية والخوف منها والقلق على ما تبقى من العمر والخوف من المرض ومن الوحدة والعزلة وقد يشاهد الاكتئاب وتوهم المرض وتركيز الاهتمام على الصحة، وقد تشاهد بعض المشكلات العاطفية المتعلقة بضعف الطاقة الجنسية أو التشبث بها والجري وراء المقويات الجنسية، فقد يتزوج الشيوخ بمن هم في سن أولادهم، ويحاولون التصابي وعادة ما يشكون في سلوك الزوج الأصغر سنا.
العزوبة الإجبارية: الزوجات المسنات لا يموتان في يوم واحد إلا في حادثة مثلا. فقد تموت الزوجة ويظل الزوج أرملا، أو قد يموت الزوج وتظل الزوجة أرملة، ولا يستطيع أي منهما -في الأغلب والأعم- الزواج من جديد، إما لنقص في القوى اللازمة جسميا وفسيولوجيا ونفسيا وإما لعدم إقبال طرف آخر على زواج قصير العمر غالبا، وهنا تكون العزوبة إجبارية، وقد تقصر أو تطول إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. وقد يصدر من الشيوخ أنماط سلوكية يستنكرها المجتمع1.
المشكلات الجنسية: في حالة بقاء الزوجين معا في مرحلة الشيخوخة قد يكون هناك عنة أو نقص في القدرة الجنسية أو نقص الاهتمام الجنسي. وقد يكون هناك فروق في السن والحاجات الجنسية بين الزوجين اللذين يكون أحدهما في الشيخوخة والآخر ما زال في مرحلة الرشد أو الشباب. وفي حالة الترمل أو الطلاق وكذلك في حالة العنوسة، قد يكون هناك كبت وحرمان وجوع جنسي، وقد يكون هناك استمرار في اللجوء إلى بدائل الإشباع الجنسي مثل العادة السرية أو اللجوء إليها من جديد، وفي الزواج من جديد قد يشاهد إصرار الشيوخ على الزواج من أزواج أصغر سنا، وهذا بسبب مشكلات عدم التوافق الجنسي إن عاجلا أو آجلا.
مشكلات أخرى: قد توجد مشكلات أخرى منها الأفكار الخاطئة عن الشيخوخة مثل أن الشيخ يجب أن يمشي متثاقلا يتأوه ما دام قد وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، وأنه لا
1 يقول المثل العامي: "شابت لحاهم والعقل لسه ما جاهم".
ويقول آخر: "شايب وعايب".
يصح أن يأخذ أيامه وأيام غيره، وأنه ما عاد في العمر قدر ما مضى، ومن المشكلات الأخرى أيضا ظاهرة البخل والتقتير والحرص على جمع المال.
خدمات إرشاد الكبار:
يعتبر إرشاد الكبار واجبا إنسانيا وقوميا. ويجب أن تقدم خدمات إرشاد الكبار على أساس المنهج الوقائي والمنهج العلاجي معا، فيجب الإعداد الوقائي لمرحلة الشيخوخة قبل حلولها ويجب كذلك العمل على تقديم الخدمات الإرشادية العلاجية اللازمة في حينها. ويلاحظ أن بعض الشيوخ يتعاونون مع المرشدين في مساعدتهم وخاصة في حالات اليأس والاكتئاب الشديد، وهذا يتطلب من المرشدين صبرا أكثر ومثابرة مستمرة.
الرعاية الصحية: وتشمل رعاية الصحة الجسمية بالفحص الطبي الدوري والكشف عن المشكلات الصحية في بدايتها وعلاجها في الوقت المناسب، مع الاهتمام بالوقاية من الحوادث والتعرض للعدوى والمرض. ويجب علاج الأمراض الطبية المرتبطة بالضعف العام واضطرابات الهضم، وينصح بالإقلاع عن التدخين وخاصة في هذه المرحلة.
خدمات الإرشاد العلاجي: يقول الكثيرون إن الحياة تبدأ بعد الستين. والكتب كثيرة تدور حول "كيف يعيش مائة عام" حياة بطولها وعرضها ليس مجرد سنين1. ويجب تهيئة المناخ النفسي والاجتماعي الصحي المناسب للحياة في مرحلة الشيخوخة بما يتيح فرصة إشباع الحاجات والنشاط النفسي وتحقيق الأمن النفسي والشعور بالكرامة وعزة النفس. وتتضمن خدمات الإرشاد العلاجي مساعدة الشيوخ في التوافق النفسي والاجتماعي السليم مع التقاليد والعادات السائدة المتجددة والخاصة بالأجيال المختلفة حتى يحقق الشيخ التوافق الضروري للحياة السعيدة. ومن المهم جدا العمل على حل مشكلات الشيوخ أولا بأول.
خدمات الإرشاد المهني: معظم الشيوخ يريدون أن يعملوا ويستمروا في العمل ما لم يعقهم ضعف الصحة، لأنهم يحتاجون إلى مال وإلى شغل وقت الفراغ وإلى شعورهم بفائدتهم ومكانتهم مما يؤدي إلى سعادتهم. وحتى السيدات اللاتي لم يكن يعملن في مرحلة الرشد حين كن مشغولات بالأسرة وتربية الأولاد، يجدن في العمل أو العودة إلى العمل في
1 مما يؤثر عن ابن سينا أنه كان يدعو الله قائلا: "اللهم إني أسألك عمرا عريضا وإن لم يكن طويلا".
ويقول أبو فراس:
ما العمر ما طالت به الدهور
…
العمر ما تم به السرور
الشيخوخة قضاء أجدى وأفضل لوقت فراغهن. ويمكن مساعدة الشيوخ في هذا الصدد بتقديم خدمات الإرشاد المهني المناسبة لوضعهم في مهن تناسب سنهم وحالتهم سواء مهن استشارية دائمة أو مهن لبعض الوقت أو حتى العمل الموسمي، وهكذا يجب العمل على أن يصبح التقاعد تقاعدا إلى مهنة جديدة أو عمل جديد يناسب الشيخوخة، وليس تقاعدا على العمل نهائيا.
خدمات الإرشاد الزواجي: وهذه تقدم في الشيخوخة في حالة بقاء الزوجين معا، أو في حالة الترمل، أو في حالة العنوسة والعزوبة، ويتضمن ذلك تصحيح الأفكار وتقييم السلوك وتحقيق التوافق الجنسي.
خدمات الإرشاد الأسري: وتقدم لتحقيق التوافق مع الظروف الجديدة، وإحداث التغيرات اللازمة في نظام حياة الشيخ، كما يحدث في حلات البقاء معظم الوقت في المنزل مع الزوج أو في حالات وفاة الزوج والعزوبة الإجبارية وتناقص حجم الأسرة ونقص الدخل والتغلب على مشكلات العلاقة مع الأولاد والحفدة بحيث تكون العلاقات ودية وطيبة بما يرضي كل الأطراف.
خدمات الإرشاد وقت الفراغ: وتعمل على تدريب الشيوخ على هوايات وأنشطة جديدة ملائمة لهم، تشغل أوقات فراغهم المتزايد، بما يعود عليهم بالفائدة جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا وبالمتعة والخير ويدخل إلى الشيوخ الرضا والسعادة.
الخدمات الاجتماعية: يجب أن يختلف سن التقاعد حسب المهن المختلفة، بحيث يصبح فارقا مرنا لا حادا جامدا، ويجب التمهيد للتقاعد عن طريق جعله تدريجيا يبدأ في منتصف العمر بين 50-60 سنة، بإنقاص ساعات العمل تدريجيا وزيادة الإجازات الأسبوعية والسنوية، وتحديد وقته على أساس العمر الوظيفي وليس العمر الزمني. فكثيرا ما نجد موظفا في الخمسين يستحق التقاعد لعجزه الوظيفي، بينما نجد شيخا في السبعين ما زال يتمتع بكفاءة عالية من الناحية الوظيفية. وخير للمجتمع أن يجد عملا جديدا للمتقاعدين -ولو بعض الوقت- كمستشارين مثلا. وقد رفعت بعض الدول سن الإحالة للتقاعد للاستفادة من خبرات الشيوخ والخبراء في الإدارة والتنظيم كل حسب طاقاته1. ويجب العمل على تحقيق التوافق الاجتماعي عن طريق تحسين العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة الصداقات مع الاهتمام بتنمية الميول والهوايات الرياضية ولو رياضة المشي والتنزه مع الاهتمام بالمظهر والملبس. ويجب العمل على رعاية الشيوخ اجتماعيا واقتصاديا عن طريق تقديم خدمات الضمان الاجتماعي في
1 في مصر لا يخرج أساتذة الجامعة من الخدمة عند وصولهم سن القانونية "60 عاما، بل يستمرون في الخدمة كأساتذة متفرغين إلى آخر العمر، ما داموا قادرين.