الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طرق إرشاد الأطفال هي الإرشاد الممركز حول العميل أكثر من الإرشاد الممركز حول المشكلة.
خدماته الإرشاد باللعب: تقدم معظم خدمات إرشاد الأطفال بطريقة الإرشاد باللعب كما سبق أن تناولناه "راجع الفصل السادس"، لأغراض التشخيص والتعليم والإرشاد، وهذه الطريقة -كما عرفنا- يكاد استعمالها يقتصر على مجال إرشاد الأطفال.
الإرشاد الجماعي للأطفال: من أنجح طرق الإرشاد مع الأطفال طريقة الإرشاد الجماعي، بشرط أن تعدل لتناسب الأطفال، ومن بين التعديلات الممكنة مثلا جعل المواقف الجماعية أكثر تحديدا، ومشاركة المرشد بدرجة أكبر، وتقصير مدة الجلسات الإرشادية، وإمكان ضم الأطفال من الجنسين في جماعة واحدة، ومن فوائد الإرشاد الجماعي مع الأطفال تفادي ظهور "سمعة" بين الرفاق عمن تلقى الإرشاد الفردي الذي يجب أن يقتصر على تناول الحالات الشديدة الاضطراب فقط.
الخدمات الاجتماعية: وتتضمن الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية، وتعليم السلوك الاجتماعي السوي، وتصحيح السلوك الخاطئ، أو المضطرب أو المضاد للمجتمع، في ضوء المعايير الاجتماعية والقيم السائدة في المجتمع، وتهيئة المناخ الاجتماعي المناسب، وتحسين العلاقات الاجتماعية، وتحسين وتعديل الاتجاهات الوالدية نحو الطفل، وعلاج ما قد يكون هناك من مشكلات تتعلق بمركز الطفل في الأسرة، والاهتمام بالنمو الأخلاقي والسلوك الديني.
إرشاد الشباب
YOUTH COUNSELLING:
مرحلة الشباب مرحلة نمو عادي، هي مرحلة "المراهقة"، وهي مرحلة انتقال بين الطفولة والرشد، لها خصائصها المتميزة عما قبلها وما بعدها.
ويصف البعض مرحلة الشباب بأنها فترة عواصف وتوتر وشدة، تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والضغوط الاجتماعية والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق، ويصفها البعض الآخر بأنها مرحلة نمو عادي، ولكن قد يتخللها اضطرابات ومشكلات، يسببها ما يتعرض له الشباب في الأسرة وفي المدرسة وفي المجتمع من ضغوط. ويقولون إن الشباب لا تظهر لديه مشكلات عديدة ما دام نموه يسير في اتجاهه الطبيعي. وهؤلاء يرون في مرحلة الشباب مرحلة تحقيق الذات ومرحلة الحب والمرح ومرحلة نمو الشخصية وصقلها. وعلى كل حال، فإن مرحلة الشباب مرحلة فيها الكثير من النمو، وفي نفس الوقت فيها الكثير من المشكلات.
ومرحلة الشباب تعتبر مرحلة الإرشاد التربوي والإرشاد المهني، ويمكن المستوى العقلي النامي للشباب من إنجاح عملية الإرشاد النفسي1 "حامد زهران، 1990".
ومن أهم خصائص النمو في مرحلة الشباب بصفة عامة، أنها مرحلة انتقال حرجة جدا بالبلوغ الجنسي الذي يصاحبه تغيرات جسمية وانفعالية واجتماعية، ويعني القدرة على التناسل والاتجاه نحو الجنس الآخر، والزواج والحياة الأسرية. وتتميز مرحلة الشباب كذلك بطفرة النمو الجسمي والنضج الهيكلي ونمو المهارات الحركية. وفي مرحلة الشباب ينمو الذكاء وتتمايز القدرات العقلية ويتجه الشاب نحو النضج العقلي والتقدم في التعليم والتحصيل، وفي مرحلة الشباب تنمو الانفعالات وتتميز بالسيولة والعنف والتذبذب والتناقض والقوة والحماس والحساسية، إلى أن تصل إلى الاستقلال والاستقرار والنضج الانفعالي، وخلال هذه المرحلة ينمو الشاب اجتماعيا ويستقل ويؤكد ذاته ويتصل برفاق سنه وأصدقائه يساير سلوكهم ويغايره، الشاب ويتآلف معهم ويتنافس ويمارس الزعامة، وتنموا اتجاهاته وقيمه الأخلاقية ومعاييره الدينية، ويتعلم تحمل المسئولية الاجتماعية وينمو ذكاؤه الاجتماعي، ويختار مهنة ويستعد لها، وتتحدد فلسفته في الحياة.
ويهدف إرشاد الشباب إلى مساعدتهم لتحقيق نمو سليم متكامل، وتوفق سوي شامل، وتحقيق أفضل مستوى ممكن من الصحة النفسية.
الحاجة إلى إرشاد الشباب:
عالم الشباب يحتاج إلى فهم. ولكي نفهم عالم الشباب لا بد أن نفهمه من وجهة نظر الشباب ومن واقع إطاره المرجعي.
ومرحلة الشباب، كمرحلة نمو فطري ومرحلة انتقال حرجة، مفصل فاصل واصل بين مرحلة اللانضج في الطفولة والنضج في الرشد، وهنا نقطة ضعف وثغرة، ويحتاج الشاب إلى مساعدة للأخذ بيده وهو يعبرها حتى يصل إلى مرحلة الرشد والنضج بسلام.
ويلاحظ أن من الحاجات الأساسية للشباب، الحاجة إلى التوجيه والإرشاد.
1 يقول الشاعر:
إن الشباب غدا فليهدهم لغد
…
وللمسالك فيه الناصح الورع
ويقول الشاعر إليا أبو ماضي:
إذا أنا أكبرته شأن الشباب
…
فإن الشباب أبو المعجزات
ويقول الشاعر أحمد شوقي:
قل للبنين مقال صدق واقتصد
…
ذرع الشباب يضيق بالنصاح
مشكلات الشباب:
قليلا ما تمر مرحلة الشباب دون تعرض الشاب لبعض المشكلات، وبعض مشكلات الشباب تتعلق بالشباب أنفسهم، وبعضها ترتبط بالوالدين والأسرة، وبعضها يتصل بمشكلات المجتمع، وفيما يلي أهم مشكلات الشباب1:"انظر حامد زهران وآخرون، 1998".
المشكلات الجنسية: ومنها مشكلات البلوغ الجنسي، مثل البكور الجنسي وما قد يصاحبه من مشكلات مثل الخجل والميل إلى الاستعراض، والانعزال عن جماعة الرفاق وسوء التوافق الاجتماعي، والنشاط الجنسي المبكر، وصعوبة السلوك في مستوى النضج حسب توقعات الكبار. وكذلك الحال بالنسبة للتأخر الجنسي وما قد يصاحبه من مشكلات مثل الانعزال والخجل والقلق بسبب تأخر البلوغ والشعور بالنقص وعدم الكفاية وسوء التوافق الاجتماعي والانفعالي. ومن المشكلات أيضا نقص المعلومات الجنسية الصحية ونقص التربية الجنسية، والبطالة الجنسية، والإفراط في ممارسة العادة الجنسية والتورط في خبرات والشعور بالذنب، يضاف إلى هذا ظاهرة البطالة الجنسية حيث يكون لشاب مؤهلا جنسيا وغير مسموح له أن يمارس الجنس إلا في الحلال شرعا وبعد أن يستطيع الباءة، وهذا لا يتأتى إلا بعد فترة قد تطول ويتساءل الشباب: متى وكيف نتزوج، وإذا لم نستطيع فماذا نفعل؟
المشكلات الصحية: ومنها نقص الرعاية الصحية، ووجود بعض مظاهر النمو المنحرف عن معايير النمو بالزيادة أو النقصان كما في حالات السمنة المفرطة "وخاصة عن البنات" وظهور بثور الشباب "حب الشباب"
…
إلخ.
المشكلات الانفعالية: ومنها الحساسية والتهيجية وسهولة الاستثارة، حيث لا يستطيع الشاب غالبا التحكم في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية، ومنها ثنائية المشاعر والتناقض الانفعالي ومشاعر الغضب والثورة والتمرد، وحالات الاكتئاب واليأس والقنوط، والخجل والانطواء والقلق والخوف والتوتر
…
إلخ.
المشكلات الأسرية: مثل الخلافات والانفصال والطلاق بين الوالدين، وزواج أحد الوالدين أو كليهما من جديد، وموت أحد الوالدين أو كليهما، والوالدان العصابيان المتسلطان اللذان يعتبر سلوكهما قدوة سيئة للشاب، ونقص الخصوصية في الأسرة
…
إلخ.
المشكلات الدينية والأخلاقية: وتتمثل في ازدواج الشعور الديني، ووجود اتجاهات دينية مثل الشك والإلحاد والضلال، وعدم أداء الشعائر الدينية، وما يصاحب ذلك عادة من صراع وقلق
1 توجد استفتاءات كثيرة خاصة بمشكلات الشباب ونذكر منها:
استفتاء مشاكل الشباب: إعداد أحمد زكي صالح، وقائمة مشكلات الشباب الجامعي: إعداد علي خضر، وحدد مشكلتك بنفسك: وضع روس موني وإعداد مصطفى فهمي وصموئيل مغاريوس، ومقياس المشكلات الاجتماعية للشباب: إعداد حامد زهران وآخرون.
ومشاعر الذنب وتأنيب الضمير، ويرتبط عادة بالمشكلات الدينية مشكلات أخلاقية مثل عدم الالتزام بالقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع.
المشكلات الاجتماعية: وعلى رأسها "الاغتراب" Alienation ومن مظاهره: اللامعيارية، واللاهدف، واللامعنى، والعجز والتشويه، والاغتراب عن الذات، واحتقار الذات واحتقار الجماعة وكراهية الذات وكراهية الجماعة، والتفكك، والتشاؤم والعزلة، ومن أخطر المشكلات الاجتماعية زيادة وقت الفراغ وعدم شغله بما يفيد، ومصاحبة أقران السوء والانحراف.
المشكلات المدرسية: مثل السرحان وعدم القدرة على الاستذكار، وقلق التحصيل وعدم المثابرة والتخلف الدراسي، ونقص الضبط والربط في المدرسة وعدم الانضباط في الفصل ومناوأة المعلمين، وعدم ملائمة المقررات الدراسية والشك في قيمتها، وقلق الامتحان والفشل والرسوب والتسرب.
المشكلات المهنية: ومنها نقص التعليم والتدريب والتأهيل المهني، وعدم معرفة الفرص المهنية المتاحة وكيفية الدخول فيها وعدم توافرها، مما يؤدي إلى سوء التوافق المهني، يضاف إلى هذا ظاهرة البطالة الاقتصادية والاعتماد على الآخرين.
خدمات إرشاد الشباب:
تقوم الكثير من العيادات النفسية ومراكز الإرشاد النفسي ومراكز رعاية الشباب بواجبها في إرشاد الشباب، حتى يتحقق لشبابنا أفضل مستوى من النمو النفسي والصحة النفسية.
ومن أهم شروط تقديم خدمات إرشاد الشباب، أن على من يقدمها أن يكون عالما بعالم المراهقة قادرا على فهم المراهق من وجهة نظره ومن واقع إطاره المرجعي.
ولنا بعض الملاحظات حول خدمات إرشاد الشباب منها أنه يجب أن يكون الاهتمام موجها إلى الخدمات الإرشادية التنموية والوقائية، وتهيئة البيئة الصالحة التي ينمو فيها الشباب وإتاحة المناخ النفسي الملائم لنمو الشخصية السوية، وضرب المثل الصالح والقدوة الحسنة أمام الشباب ومساعدتهم على فهم النفس وتقبل الذات وتقبل تغيرات النمو التي تطرأ في مرحلة المراهقة، ويجب مراعاة الفروق الفردية بين الجنسين والفروق بين شباب الريف وشباب الحضر، والفروق بين الأجيال، ويجب الابتعاد عن أسلوب الأمر والوعظ والنصح المباشر، ويجب على الوالدين والمربين والمرشدين النفسيين أن يقدروا دورهم الهام في نمو مفهوم الذات وتنمية مفهوم الذات الموجب المرن السوي عند الشباب.
وفيما يلي أهم خدمات إرشاد الشباب:
رعاية النمو: يجب الاهتمام برعاية نمو الشباب في كافة مظاهره بما يحقق مطالبه ويصل بالشباب إلى النضج في كافة المظاهر في توزان وتواز، ويجب تدعيم الجهات المسئولة عن رعاية الشباب الأخصائيين والمرشدين النفسيين والتوسع في إنشاء أجهزة ومراكز رعاية الشباب.
التربية الجنسية للشباب: تقدم التربية الجنسية للشباب حسب أصولها العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية والدينية. ويجب العمل على إعطاء المعلومات الصحية الصحيحة عن تغيرات البلوغ وأصول العلاقات السليمة بين الجنسين، وتنمية ضبط النفس وتنمية الاتجاهات السليمة نحو الجنس، والتحذير من السلوك الجنسي التجريبي غير المسئول وغير المشروع، ورقابة الأفلام والكتب الجنسية غير العملية، حتى تمر مرحلة الشباب بسلام "محمد علم الدين، 1970، أحمد شوقي الفنجري 1986".
خدمات الإرشاد الصحي: وتشمل الاهتمام بالتربية الصحية للشباب، والقضاء على الأمية الصحية، والعناية بالطب الوقائي، وتوفير الرعاية الصحية، وتقديم الخدمات الصحية المناسبة في حينها، ويجب توجيه الشباب إلى الابتعاد عن كل ما يبدد صحته مثل الإفراد في السهر والتدخين وحفلات اللهو
…
إلخ.
خدمات الإرشاد العلاجي: وتتضمن تهيئة المناخ النفسي المشبع بالحب والفهم والرعاية والدفء النفسي الذي يؤدي إلى الفطام النفسي بسلام دون حدوث اضطرابات انفعالية، والاهتمام بإشباع الحاجات النفسية للشباب إلى الأمن والحب والقبول والمكانة والاعتراف وتحقيق الذات، ويجب مساعدة الشباب في التغلب على المصاعب وحل المشكلات التي قد تطرأ خاصة في الحالة الانفعالية التي تتصف عموما بالتذبذب والتناقص والسيولة والعنف والاستغراق في أحلام اليقظة، والعمل على التحكم في الانفعالات وضبطها. ويجب العمل كذلك على المساعدة في حل المشكلات الشخصية والاجتماعية، وتنمية الصفات الاجتماعية المرغوب فيها. وهكذا نجد أن من أهم خدمات الإرشاد العلاجي، التربية الانفعالية للشباب، وذلك بدراسة الانفعالات بهدف ترويضها من أجل تحقيق التوافق الانفعالي السوي، وذلك عن طريق تنمية الثقة في النفس والتغلب على المخاوف وتحقيق مرونة الاستجابات الانفعالية والتخلص من الحساسية الانفعالية
…
وهكذا، حتى يصل الشباب بسلام إلى النضج الانفعالي.
خدمات الإرشاد التربوي: وتهتم بتحديد سلم التعليم المناسب والتخطيط التربوي الذكي للمستقبل واختيار المناهج وتنمية القدرات والمهارات، وتشجيع الرغبة في التحصيل والتعلم في كافة المصادر وخفض قلق التحصيل وقلق الامتحان، وتحقيق التوافق الدراسي.
خدمات الإرشاد المهني: وتتضمن التربية المهنية وتوفير المعلومات المهنية والمساعدة في اتخاذ القرارات الخاصة بالاختيار المهني والإعداد والتأهيل المهني، ومع مراعاة الفروق بين الجنسين في هذا الصدد.
خدمات الإرشاد النفسي الديني: وتهتم بنشر الثقافة الدينية بين الشباب والاهتمام بتعاليم الدين والسلوك الديني والسلوك الأخلاقي ونمو الضمير، مع الاستعانة بعلماء الدين، ودعم مناهج التربية الدينية وتطويرها، مع الاهتمام بالقدوة الحسنة، ويجب توجيه الشباب إلى أهمية اللجوء إلى الله كعون لهم في اجتياز مرحلة الشباب.