المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الدراسي وفحصه طبيا وبحث حالته اجتماعيا، ويتم علاج ما قد - التوجيه والإرشاد النفسي

[الدكتور حامد عبد السلام زهران]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌تقديم الطبعة الأولى

- ‌تقديم الطبعة الثانية:

- ‌تقديم الطبعة الثالثة:

- ‌الفصل الأول: مقدمة

- ‌مفهوم التوجيه والإرشاد

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والاستشارة النفسية:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والتربية والتعليم:

- ‌الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌مناهج واستراتيجيا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي علم وفن:

- ‌التوجيه والإرشاد بين الماضي والحاضر والمستقبل:

- ‌الفصل الثاني: أسس التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌الأسس والمسلمات والمبادئ

- ‌الأسس العامة "المسلمات والمبادئ

- ‌الأسس الفلسفية:

- ‌الأسس النفسية والتربوية:

- ‌الأسس الاجتماعية:

- ‌الأسس العصبية والفسيولوجية:

- ‌الفصل الثالث: نظريات التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌أهمية نظريا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌نظرية الذات

- ‌النظرية السلوكية

- ‌نظرية المجال

- ‌ نظرية السمات والعوامل

- ‌نظرية التحليل النفسي

- ‌أوجه الشبه والاختلاف بين نظريات التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الرابع: المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي

- ‌أهمية المعلومات

- ‌عملية جمع المعلومات:

- ‌مصادر المعلومات:

- ‌البيانات العامة:

- ‌الشخصية

- ‌المعلومات الجسمية

- ‌المعلومات العقلية:

- ‌المعلومات الاجتماعية:

- ‌المعلومات عن الحالة الانفعالية:

- ‌المشكلة أو المرض:

- ‌معلومات عامة:

- ‌ملخص الحالة:

- ‌دليل فحص ودراسة الحالة في الإرشاد والعلاج النفسي:

- ‌الفصل الخامس: وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي

- ‌المعلومات ووسائل جمعها

- ‌المقابلة

- ‌الملاحظة

- ‌دراسة الحالة

- ‌مؤتمر الحالة

- ‌الاختبارات والمقاييس

- ‌الفحوص والبحوث:

- ‌السيرة الشخصية

- ‌مصادر المجتمع

- ‌السجل القصصي

- ‌السجل المجمع

- ‌الفصل السادس: عملية الإرشاد النفسي

- ‌معالم عملية الإرشاد النفسي

- ‌الإعداد للعملية

- ‌تحديد الأهداف:

- ‌تحديد العملية:

- ‌جمع المعلومات:

- ‌التشخيص وتحديد المشكلة

- ‌تحديد المآل

- ‌الجلسات الإرشادية

- ‌التداعي الحر

- ‌التفسير

- ‌التنفيس الانفعالي

- ‌الاستبصار

- ‌التعلم

- ‌ تعديل وتغيير السلوك

- ‌النمو وتغيير الشخصية:

- ‌اتخاذ القرارات

- ‌حل المشكلات

- ‌التشاور:

- ‌التقييم

- ‌الإنهاء

- ‌المتابعة

- ‌طوارئ عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مشكلات في عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مكان عملية الإرشاد:

- ‌الفصل السابع: طرق الإرشاد النفسي

- ‌تعدد طرق الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد الفردي

- ‌الإرشاد الجماعي

- ‌بين الإرشاد الفردي والجماعي:

- ‌الإرشاد الموجه

- ‌الإرشاد غير الموجه

- ‌بين الإرشاد الموجه وغير الموجه:

- ‌الإرشاد النفسي الديني:

- ‌الإرشاد السلوكي

- ‌الإرشاد خلال العملية التربوية:

- ‌الإرشاد بالقراءة

- ‌الإرشاد بالواقع

- ‌الإرشاد باللعب

- ‌الإرشاد وقت الفراغ

- ‌الإرشاد المختصر

- ‌الإرشاد العرضي

- ‌الإرشاد الذاتي

- ‌الإرشاد الخياري

- ‌ملاحظات في طرق الإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الثامن:‌‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد العلاجي

- ‌الإرشاد التربوي

- ‌الإرشاد المهني

- ‌الإرشاد الزواجي

- ‌الإرشاد الأسري

- ‌إرشاد الأطفال

- ‌إرشاد الشباب

- ‌إرشاد الكبار:

- ‌إرشاد الفئات الخاصة:

- ‌إرشاد الصحة النفسية

- ‌الفصل التاسع: برنامج الإرشاد النفسي

- ‌برنامج الإرشاد النفسي في المدرسة

- ‌الحاجة إلى البرنامج:

- ‌الأسس التي يقوم عليها البرنامج:

- ‌تخطيط البرنامج:

- ‌تمويل البرنامج:

- ‌خدمات البرنامج:

- ‌تنفيذ البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج

- ‌مثال لبرنامج الإرشاد النفسي "في المدرسة الثانوية

- ‌الفصل العاشر: المسئولون عن الإرشاد النفسي

- ‌المسئولون ومسئولياتهم

- ‌فريق الإرشاد

- ‌المدير

- ‌المرشد

- ‌المعلم المرشد

- ‌المعالج النفسي

- ‌الأخصائي النفسي

- ‌الطبيب:

- ‌الأخصائي الاجتماعي

- ‌الوالدان

- ‌العميل

- ‌مسئولون آخرون:

- ‌مراجع الكتاب:

- ‌المراجع العربية:

- ‌المراجع الأجنبية

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: الدراسي وفحصه طبيا وبحث حالته اجتماعيا، ويتم علاج ما قد

الدراسي وفحصه طبيا وبحث حالته اجتماعيا، ويتم علاج ما قد يكون لدى الطفل من قلق أو عنوان أو سلوك جانح، ويتم تعديل البيئة وظروفها بما يكفل تحقيق أفضل درجة من التوافق، ويتم تقديم خدمات التوجيه والإرشاد للوالدين لتقبل حقيقة أن طفلهما ضعيف العقل، ومساعدتهما نفسيا في تحمل المشكلة والقيام بمسئولياتهما تجاهها تنمويا ووقائيا وعلاجيا، وتعديل اتجاهاتهما نحو الطفل ونحو ضعفه العقلي. وتشمل الجهود الإرشادية كذلك رعاية النمو الاجتماعي إلى أقصى درجة ممكنة بحيث يتم التدريب الكافي على السلوك الاجتماعي السوي وتتضمن الجهود الإرشادية أيضا تطويع العملية التربوية بما يناسب حالات التلاميذ لاستثمار القدر المتاح من القدرة العقلية العامة بأفضل أسلوب وإلى أقصى حد ممكن.

الخدمات الإرشادية للمتخلفين دراسيا: ومنها خدمات التشخيص والوقاية والعلاج. ومن المهم جدا التعرف المبكر على حالات التخلف الدراسي وبطء التعلم، وتلافي حدوث أسبابه، والعمل على علاج الحالة، واستخدام طرق التدريس المناسبة بهدف تحسين مستوى التحصيل الدراسي والتقدم الدراسي. ويتضمن العمل أيضا وضع بعض الحالات في فصول خاصة للتقوية والرعاية الخاصة. وتتضمن الخدمات كذلك إرشاد الوالدين بخصوص تجنب أسباب التخلف الدراسي لأولادهم وحثهم على التعاون مع المدرسة لعلاج الحالة "مكولوم McCollum؛ 1971".

خدمات إرشادية أخرى: وتشمل التعرف المبكر على حالات سوء التوافق المدرسي وبصفة خاصة على الطلاب الذين يحتمل تسربهم، وذلك بالاستعانة بدراسة مستوى تحصيلهم ونشاطهم المدرسي والانتظام، والتوافق المدرسي العام، ويبذل مع هؤلاء الجهود الوقائية بالتعاون مع الأسرة وتقدم لهم خدمات الإرشاد العلاجي اللازم حسب الحالة.

ص: 425

‌الإرشاد المهني

VOCATIONAL COUNSELLING:

الإرشاد المهني من أقدم مجالات الإرشاد النفسي، فقد بدأ حين ظهرت الحاجة إلى ضرورة المزاوجة بين الفرد والمهنة التي يعمل فيها1.

1 من المجالات العلمية الدورية الخاصة بالتوجيه والإرشاد المهني.

- Vocational Guidance Quarterly.

- Journal of Employment Counseling.

وهناك دائرة معارف خاصة بالتوجيه والإرشاد المهني هي:

-Eyncyclopedia of Vocational Guidance.

ص: 425

ومن أشهر الرواد الأول في مجال الإرشاد المهني فرانك بارسونز Parsons الذي أطلق عليه "أبو الإرشاد المهني" والذي كتب في سنة 1909 كتابه "اختيار مهنة" Choosing a Vocation الذي يعتبر من أمهات الكتب في الإرشاد المهني ومن أبرز من أسهموا في مجال الإرشاد المهني تطبيقا دونالد سوبر Super وهو معروف بدراساته الكثيرة في سيكولوجية المهن The Psychology of Careers.

والإرشاد المهني هو عملية مساعدة الفرد في اختيار مهنته، بم يتلائم مع استعداداته وقدراته وميوله ومطامحه وظروفه الاجتماعية وجنسه، والإعداد والتأهيل لها، والدخول في العمل، والتقدم والترقي فيه، وتحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق المهني، ويلاحظ على هذا التعريف أنه يؤكد أن الإرشاد المهني يعمل على مساعدة الفرد في أن يقرر مصيره المهني بنفسه "ولا يقرره أو يحدده له أحد"، ويشير إلى أن عملية الإرشاد تتضمن عدة إجراءات للاختيار والإعداد والدخول والتقدم في المهنة، وهي بذلك عملية نمو طويلة وليست مجرد إجراء محدد سريع "جورج هيل وإليانور لكي Hill & Luckey؛ 1969".

ويهدف الإرشاد المهني أساسا إلى وضع العامل المناسب في العمل المناسب، أو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بما يحقق التوافق المهني ويعود على الفرد والمجتمع بالخير. وبمعنى آخر يهدف الإرشاد المهني إلى مساعدة الفرد في معرفة استعداداته وقدراته وميوله واختيار مهنة حياته بطريقة منتظمة مخططة وإعداد نفسه لأخذ مكانه الصحيح في عالم المهنة تعليميا وتدريبيا، ومتابعته أثناء العمل ضمانا للنجاح والاستقرار، ولقد أصبح من بين أهداف الإرشاد المهني العمل على إكساب الفرد المرونة الكافية والخبرات اللازمة التي تجعله قادرا على مواجهة التطورات والتغيرات المحتملة في حياته المهنية، نظرا للنمو العلمي والتكنولوجي السريع الذي يحدث في العصر الحاضر والذي سيحدث في المستقبل "هيمان بيترز وبورس شيرترز Peters & Shertzer؛ 1969" وهكذا نجد أن للإرشاد المهني هدفا مزدوجا، فهو يهدف إلى فائدة الفرد وفائدة المجتمع في نفس الوقت حين يصبح أفراده عاملين متقنين وراضين مهنيا ومنتجين سعداء.

الحاجة إلى الإرشاد المهني:

نحن نعرف أن أهم قرارين في حياة الإنسان هما قرار اختيار المهنة وقرار اختيار الزوج، ومما لا شك فيه أن كل مواطن يجب أن يتخذ هذين القرارين بحكمة.

ص: 426

ولقد عبر فرانك بارسونز Parsons؛ "1919" عن الحاجة الملحة إلى الإرشاد المهني، حتى لا يلقي بالمواطنين في خضم الحياة في عالم المهنة المعقد ليغوصوا أو ليطفوا حسب الحالة، في فترة الانتقال الحرجة بين التعليم والعمل.

ويقول ساملر Samler؛ "1966": إن المستقبل يحمل بين طياته الكثير في عالم المهنة، ومن ذلك أن مهن الغد ستكون أكثر عددا وأكثر اختلافا عن مهن اليوم، وأن الفرد سوف يضطر إلى تغيير مهنته عدة مرات خلال حياته العملية، إننا نعد أولادنا لمهن ربما لا يجدونها عندما يتخرجون بل يجدون منها أخرى جديدة.

وفي غيبة خدمات الإرشاد المهني، يجد الكثير ممن هم في عالم المهنة أشخاصا غير مناسبين في مهن لا تناسبهم Square pege in round holes.1 وهؤلاء لو أتيح لهم فرصة إعادة الاختيار المهني لاختاروا مهنا غير مهنهم، وهذه مأساة حقا حيث يقضي الفرد حياته في مهنة لا تناسبه ولا يرضى عنها، وهذا يؤثر في الإنتاج، ويؤدي إلى الخسارة الشخصية والاجتماعية.

إن الحاجة الماسة للإرشاد المهني تقوم على أساس تنوع الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والميول والتقدم العملي والتقني الذي يشهده عصرنا الحاضر مما زاد عدد المهن وأنواع التخصصات وفرص العمل بشكل كبير جدا.

والإرشاد المهني ضروري لرفع إنتاجية الإنسان وتحقيق الجودة. "حامد زهران، 1984".

وتلاحظ أهمية الإرشاد المهني في نمو الشخص وتوافقه وصحته النفسية، إن المهنة لها علاقة وثيقة بالذات والشخصية، فاختيار مهنة بالذات يرتبط بمفهوم الذات. والمهنة هي العمل الذي سيقضي فيه الفرد حياته كلها. والعمل هو الذي يجعل للحياة معنى ويجعل للإنسان نفسه قيمة اجتماعية، حيث يمثل أهم أدواره الاجتماعية في الحياة.

ويحتاج إلى الإرشاد المهني بعض الفئات التي تضعها الصدفة في مهن لا تحبها، ومن أمثلة ذلك بعض النساء اللائي وضعن في مهن لا يرغبنها، وعلى الرغم من ذلك اجتهدن في هذه المهن، وهؤلاء تستخدم معهن فنيات تدخل إرشادي واستراتيجيات توافق مهني خاصة. "كاترين فيفولكيرسون Fee- Fulkerson؛ 1988".

1 يقول المثل العامي: "أعمى وعامل منجم".

ص: 427

وتهتم جميع الدول بالإرشاد المهني وبصفة خاصة إدارات ووزارت القوى العاملة، ووزارات العمل، حيث يجب الاهتمام بتوفير كل خدمات الإرشاد المهني عمليا وعلميا، وما أحوج مصر إلى هذا الاهتمام. "حامد زهران، 1986".

المشكلات المهنية:

تتعدد المشكلات المهنية التي تتعلق بالاختيار والإعداد والتوزيع والاستقرار والتوافق المهني. وفيما يلي أبرز المشكلات المهنية.

مشكلات الاختيار المهني: المطلوب هو اختيار العامل المناسب ولوضعه في العمل المناسب، وهناك عدة عوامل يجب وضعها في الحساب عند الاختيار المهني مثل شخصية الفرد وإمكاناته وميوله، ومتطلبات المهنة وظروف العمل واحتمالات الحاجة إلى العاملين به، وكثيرا ما يحدث اختيار المهنة بطريقة الصدفة أو عن جهل الشخص بإمكاناته ومتطلبات المهنة ومتطلبات سوق العمل. وقد يحدث الاختيار في ضوء بريق ومغريات المهنة أو سمعتها أو مكانتها الاجتماعية أو عائدها الاقتصادي بصرف النظر عن الاستعداد لها "انظر جونز Jones؛ 1972". وقد يحدث الاختيار المتسرع المغامر. وقد يكون الاختيار "إجباريا" كما يحدث في توزيع القوى العاملة للخريجين في بعض الأحيان، أو في تحديد الأسرة لمهنة الولد وإجباره على الدخول في مهنة الأسرة كما لدى النجارين والحدادين، أو إجباره على الدخول في مهنة الأمل التي كان الوالد يأمل أن تكون مهنته ولكنه فشل في ذلك فيدفع ولده إليها دفعا، وقد يكون ضيق الأفق المهني ونقص المعلومات المهنية المتعلقة بالأعمال المختلفة التي يمكن للفرد أن يلتحق بها والمؤهلات المطلوبة هي العامل المسئول عن مشكلة الاختيار غير الموفق، وقد يكون الاختيار من باب مسايرة الرفاق والأصدقاء في اختياراتهم، وقد يكون الاختيار مترددا غير قاطع وغير نهائي، وقد يكون الاختيار غير موفق بالمرة، وقد لا يحدث اختيار بسبب كثرة الاختيارات والحيرة بينها وعدم القدرة على التقرير. ولقد بذلت جهود ومحاولات لجعل الاختيار المهني علميا أكثر فاستخدم الحاسب الآلي، وحتى في حالات الاختيار العملي الآلي، حيث تقاس الشخصية والقدرات والاستعدادات والميول من جهة ومتطلبات العمل من جهة أخرى، ثم يقوم الحاسب الآلي بإصدار قرار بالمهنة المناسبة، فإن الأمر أعقد من ذلك بكثير، والمتغيرات أكثر. وقد قام ميلهوس Melhus؛ "1971" بمقارنة آثار الإرشاد المهني عن طريق المرشد وعن طريق الحاسب الآلي، ووجد أنه في

ص: 428

حالة استخدام الفرد لتقديم كافة المعلومات المطلوبة بصدق وأمانة ومسئولية فإن الطريقتين تتساويان في آثارهما الإرشادية، وهنا لا مانع من الاستفادة من استخدام إمكانات التقدم العلمي والتكنولوجي المتوافرة في الحاسب الآلي في عملية الإرشاد.

مشكلات الإعداد المهني: تتعلق بإعداد الأشخاص للمهن نفسيا وتربويا وتدريبيا. وأحيانا يهمل جانب الإعداد النفسي للمهنة ويتركز الاهتمام فقط على الإعداد التربوي، وقد يكون التدريب المهني غير كاف كما أو كيفا. وفي بعض الأحيان يهمل الإعداد المهني لبعض الفئات الخاصة، ولا تعد لهم برامج إرشاد خاصة. "جامي ساتشر Satcher؛ 1995".

مشكلات التوزيع: نحن نسمع في كثير من الأحيان عن مشكلات تترواح بين سوء توزيع القوى العاملة على المهن المختلفة إلى خطأ في التوزيع، فأحيانا نسمع عن مهندس يعمل معلما، ومسيحي يعين مؤذنا، ويرجع هذا كله إلى التعلل بالحاجة الماسة إلى قوى عاملة في ميادين مختلفة وإلى نقص أو غياب وسائل الإرشاد المهني، وهذا عذر أقبح من الذنب، لأن وسائل الإرشاد الموجودة في هذه الحالات تقتصر على مقابلة الدقائق أو ما يسمى الاختبار الشخصي، حيث يكون أهم ما في الأمر هو المظهر العام والمعلومات العامة والطلاقة اللفظية والحالة الانفعالية للفرد. وقد يقتصر الأمر على السجلات التي تحتوي عادة على الاسم والعمر والتخصص والتقدير والعنوان، وهذه معلومات لا يمكن الاكتفاء بها بأي حال من الأحوال.

مشكلات الالتحاق بالعمل: تتعلق بطرق التقدم إلى العمل، وكيفية ملء طلبات الالتحاق، ومقابلة أصحاب العمل

إلخ.

مشكلة التعيين تحت الاختبار: هذا تعيين غير مستقر يحدث في بعض المؤسسات. ويكون الفرد فيه قابلا للتثبيت إذا أثبت الكفاءة، والخلع إذا كان العكس، وفي هذا اتهام للجهات المسئولة عن الإعداد والتدريب المهني بأنها تخرج الأفراد قبل استكمال تأهيلهم وتدريبهم بما يكفي لتعيينهم الدائم في المهن المناسبة لهم. وكثيرا ما يستغل التعيين تحت الاختبار كستار لاستغلال العاملين ثم التخلص منهم قبل انتهاء فترة الاختبار بحجة عدم الصلاحية المهنية، للتهرب من القوانين التي تحفظ للعاملين حقوقهم.

سوء التوافق المهني: حيث يشاهد عدم التوافيق وعدم التكيف مع ظروف العمل أو مع

ص: 429

رفاق العمل، أو عدم الرضا المهني بصفة عامة وعدم الرضا عن الدخل من العمل، أو التأثير السيئ لنوع العمل على الصحة العامة "محمد زهران، 1995" وينتج عن ذلك عدم الاستقرار المهني وترك العمل أو تغييره أو هجره والتحول إلى أعمال أخرى، ونتيجة لعدم الاستقرار المهني يحاول الفرد الدخول في مهنة أو مهن أخرى وتعدد مهنه.

البطالة: البطالة الصريحة أو المقدمة كارثة في عالم المهنة والاقتصاد بصفة عامة، ويرتبط بالبطالة الكثير من مظاهر سوء التوافق الشخصي والاجتماعي، ويرتبط بالبطالة أيضا الكثير من مظاهر اضطراب الصحة الجسمية والنفسية فقد وجدت آن هامارستروم وآخرون. Hammarstorm et al؛ "1988" أن البطالة تؤدي إلى زيادة أعراض الأمراض الجسمية وإلى ظهور الأمراض النفسية الجسمية والأعراض النفسية والإدمان.

خدمات الإرشاد المهني:

أهم خدمات الإرشاد المهني هي المزاوجة بين العامل والعمل أي بين الشخص والمهنة وذلك لتحديد ما يسمى الصلاحية المهنية Vcoational Fitness وفيما يلي أهم خدمات الإرشاد المهني.

التربية المهنية: تتضمن التربية المهنية برنامجا تعليميا مهنيا يدور حول محور رئيسي وهو تيسير المعلومات المهنية فيما يتعلق بمتطلبات الشخصية بصفة عامة، ومتطلبات المهن بأنواعها المختلفة جسميا وعقليا وبيئة العمل جغرافيا وبشريا، والأجور، ونظام الترقي والعمل مستقبلا، واحتمالات سوق العمل والقوى العاملة والعرض والطلب، في ضوء الدراسات المسحية والإحصائية، ليستطيع العميل أن يتخذ في ضوء ذلك قرارا مهنيا نافعا. وتستند التربية المهنية إلى حقائق خاصة بالنمو المهني للفرد، منها أن من مطالب النمو ما يتعلق بالتربية المهنية والاختيار والتأهيل المهني، وأن الاهتمام بعالم المهنة يبدأ منذ مرحلة الطفولة، وأن هناك تأثيرا متبادلا بين نمو الذات وبين النمو المهني، وأن هناك ضرورة لتنمية قدرة الفرد على المرونة لتغيير مهنته التي أعد لها أو تدرب عليها حين يطرأ ما يتطلب هذا مع النمو العقلي والتكنولوجي في المستقبل. وهناك وسائل ومصادر كثيرة للمعلومات، منها النشرات والمجلات والكتيبات والكتب التي تصدرها المؤسسات والاتحادات المهنية ومراكز التدريب والمؤسسات الصناعية والتجارية والفنية ومصالح القوى العاملة ووزارت العمل ونقابات المهن المختلفة

إلخ، ومن المفيد أن يخصص

ص: 430

جزء من المكتبة لهذه المصادر يسمى "مكتبة المعلومات المهنية" ومن المصادر الحية للمعلومات المهنية، الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي يقدمها المرشدون المهنيون والعاملون والخبراء في المهن المختلفة، ويستعان فيها بالمعلقات والتسجيلات والأفلام الخاصة بالإرشاد المهني كالتي تعرض صورا حية للعمل في المهن المختلفة، ويستفاد كذلك بكل مصادر "الإعلام المهني" وتفيد أيضا الزيارات الميدانية لمواقع العمل، والعمل المؤقت في المهنة أثناء العطلات، ويقترح البعض إدخال مواد وخبرات في مناهج الدراسة عن المهن لمساعدة الطلاب "في جميع مراحل التعليم" في الحصول على المعلومات المهنية اللازمة لنموهم المهني ولاختيارهم المهني الذي يحدث في مستقبلهم القريب، ويتعاون المرشدون والمعلمون في تنفيذ هذا البرنامج، وقد تشمل الموضوعات المنفصلة أو المندمجة في المواد الدراسية الأخرى مثل المواد الاجتماعية أنواع المهن في البيئة المحلية، وفرص العمل، وقصص حياة المشاهير في عالم المهنة

وهكذا. وقد يقوم الطلاب بدراسة المهن المختلفة ويقدم كل منهم تقريرا عن مهنة واحدة وعن فرص العمل فيها وطبيعة العمل والمؤهلات المطلوبة والتأهيل وكيفية دخولها والتقدم فيها وعدد المشتغلين بها ومزاياها وعيوبها، ويقوم الطلاب كذلك بتعلم وتمثيل الأدوار المهنية المختلفة وممارسة أدوار مثل دور رجل النظام أو المعلم أو الصحفي

إلخ "سعد جلال، 1967". ويجب الاهتمام باستكشاف استعدادات الطلاب وميولهم المهنية المبكرة وتقديم الخبرات التي تنميها. وكثيرا ما نسمع عن أعلام في عالم المهنة بدأت استعداداتهم وميولهم لها في الظهور في مرحلة الطفولة، وكان الفضل في نجاحهم مهنيا إلى رعاية استعداداتهم وتريبة ميولهم المهنية خلال نموهم.

تحليل العامل: يقال له أيضا "تحليل الشخصية" ويهدف لفهم شخصية العامل "الذي سيدخل العمل"واستعداداته وقدراته وإمكاناته وميوله واتجاهاته ومطامحه وخبراته ونواحي قوته ونواحي قصوره، ويستفاد في هذا الصدد بخلاصة ما وصل إليه علم النفس في دراسة وتحليل الشخصية واستخدام كل الوسائل العلمية والفنية المتاحة، وعلى سبيل المثال. نجد الكثير من الاختبارات والمقاييس لتحديد أبعاد الشخصية ومكوناتها ودراسة الميول المهنية واللامهنية لكل من الذكور والإناث1 حيث يلاحظ وجود فروق في الميول والإمكانات المهنية بين الجنسين "دالي Daly؛ 1971".

1 من أشهر هذه الاختبارات في الوطن العربي: اختبار الميول المهنية، إعداد أحمد زكي صالح، واختبار الميول المهنية واللامهنية، إعداد عبد السلام عبد الغفار.

ص: 431

تحليل العمل Job Analysis: يتم ذلك لتحديد متطلبات العمل من المهارات الجسمية والعقلية، وميادينه وطبيعته وظروفه، وعوامل النجاح والتقدم فيه، ومستقبله، وتخصصاته الفرعية المتعددة والمتطورة مع التطور العملي والتكنولوجي السريع، ويشمل تحليل العمل كذلك بيان الأجهزة والآلات والمعدات واحتمالات الخطر والنواحي الصحية، ويلخص البعض ما يسمونه " معادلة تحليل العمل" في: ماذا يفعل العامل "جسميا وعقليا" وكيف يقوم بالعمل "الوسائل المستخدمة" ولماذا يقوم به "الهدف منه"، والمهارات والمعارف والمسئوليات وهناك الكثير من البحوث والدراسات عن تحليل العمل في كل مهنة، ومما هو جدير بالذكر أن هناك هيئات متخصصة تطور وسائل الإرشاد المهني، ومن أمثلتها "الجمعية القومية للتوجيه المهني""في أمريكا" National Vocational Guidance Association هارولد بيرنارد ودانيل فولمر Bernard & Fullmer؛ 1970" ولقد أعد "قاموس أسماء المهن" Dictionary of Occupational Titles وهذا القاموس يبين أنه على مدى بعض عقود من الزمن، ومع اطراد النمو العلمي والتكنولوجي، نما عدد المهن من بضع مئات إلى بضعة آلاف. والقاموس يحوي في أربعة مجلدات أكبر تصنيف عالمي للمهن "220000 مهنة وأكثر من 40000 اسم مهني"والمجلد الأول من القاموس يتناول وصف المهن، والمجلد الثاني يتناول التصنيف المهني، والمجلد الثالث ملحق للمجلدين الأول والثاني، أما المجلد الرابع فبعنوان "مدخل التصنيف المهني" حيث يصنف المهن في مجموعات حسب متطلبات العمل والصفات اللازم توافرها في العامل، ولذلك فهو هام جدا في عملية الإرشاد المهني.

الاختيار المهني: يهتم الإرشاد المهني بمساعدة الشخص في اتخاذ القرارات الخاصة بالاختيار المهني واللازمة للتخطيط للمستقبل المهني. ويجب أن يقوم الشخص نفسه باتخاذ القرارات بعد إيقاظ اهتمامه نحو اختيار مهنته في المستقبل، ويكون ذلك بعد دراسة دقيقة ووافية لشخصيته من ناحية، والعمل من ناحية أخرى ليرى مدى الملائمة بينهما ومناسبتهما بعضهما لبعض، وهذا يتطلب حصوله على معلومات وافية عن نفسه وعن عالم المهنة1، ولا شك أن

1 تخصصت بعض المؤسسات في هذا المجال فتصدر كتبا خاصة بالاختيار المهني واتخاذ القرارات المهنية، وكتيبات خاصة بالمهن التي يؤدي إليها كل مؤهل، ونشرات بتعيين الخريجين، وأدلة خاصة بطريقة الحصول على العمل والدخول فيه

إلخ.

ص: 433

الاختيار الموفق للمهنة له فوائده المعروفة وهي الرضا والارتياح في العمل وزيادة الإنتاج وزيادة الدخل. وهناك إلى جانب ذلك قرارات خاصة بالدخول في عالم المهنة أو عدمه في حالة الإناث. فعلى الفتاة أن تتخذ قرار بخصوص الزواج والمهنة، فهل ستتزوج وتقتصر على أن تكون أسرة، أم هل تعمل حتى تتزوج، أم تجمع بين الزواج والعمل. ومعروف أن هناك متغيرات كثيرة يجب أن توضع في الحساب في هذه الحالات مثل نوع المهنة وفرص الزواج والاستقرار الزواجي وساعات العمل ومطالب المهنة مثل السفر والمبيت خارج المنزل

إلخ.

التأهيل المهني: يسمى أيضا "الإعداد المهني" وهو عملية تستغرق وقتا طويلا في التأهيل المتخصص. ومعروف أن التخصص اكتساب وليس فطرة، والتأهيل المهني يهدف -كما عرفنا- إلى إكساب المهارات الخاصة الضرورية للنجاح في مهنة معينة بالذات، وهذا ما تقوم به المدارس والمعاهد والكليات لتحقيق هذا الهدف، مثل كليات التربية وكليات الطب وكليات الهندسة. وحتى في هذه المهن نجد تخصصات فرعية ومستويات متعددة.

التدريب المهني: هذا أمر ضروري لاكتساب المهارة المطلوبة للقيام بالعمل والوصول إلى الكفاءة اللازمة للنجاح فيه، وهذا ما يدعو الدول إلى إنشاء إدارات التدريب في الوزارات المختلفة، لتنظم برامج ودورات تدريب، وتنشئ مراكز التدريب المهني. ويحتاج التدريب المهني إلى الواقعية، ومن أفضل صورها تقديم نماذج من الحياة العملية في شكل عمل ميداني، حيث يرى المتدربون ويسمعون ويمارسون الخبرة العملية بدرجة كافية كما وكيفا.

التشغيل: ويبدأ بعملية المساعدة في البحث عن العمل، ثم بعملية المساعدة في الدخول فيه. وهنا تتم مساعدة الفرد في البحث الموفق، والدخول الناجح، في تدرج مناسب، ويخصص لهذا ما يسمى أحيانا "مكتب العمل"، وهناك جدل حول ما إذا كان هذا من مسئوليات المرشد المدرسي أو المرشد في المؤسسات الخارجية أو في القوى العاملة. وهنا نقول إن المهم أنها مسئولية إرشادية يقوم بها المرشد في أي من هذه الجهات أو في كل منها.

الاستقرار في العمل: يتم هذا حين يتوافر لدى العامل متطلبات العمل، وحين تكون ظروف العمل مناسبة، ويقوم العامل بالعمل على أفضل وجه ممكن، ولأطول مدة ممكنة.

الترقي: يجب العمل على إتاحة جميع فرص التقدم والترقي الرأسي في العمل إلى أعلى الدرجات، وهذا من أهم عوامل الرضا والتوافق المهني.

التوافق المهني: إذا ما دخل الفرد العمل وتقبله ورضي عنه واستقر فيه ونجح وأجاد وترقى وتوافق اجتماعيا مع زملائه ورضي بالدخل الذي يدره العمل، فإن هذا يشعره بالسعادة، وإذا ما صادفته مشكلات، عمل على حلها في حينها، فإن هذا يؤدي إلى أن يتزايد ارتباطه بالعمل، ويتحقق التوافق المهني.

ص: 434