الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستبصار
INSIGHT:
الاستبصار هو فهم النفس ومعرفة الذات والقدرات والاستعدادات، وفهم الانفعالات ومعرفة دوافع السلوك والعوامل المؤثرة فيه، ومعرفة مصادر الاضطراب والمشكلات وإمكانات حلها، ومعرفة الإيجابيات والسلبيات ونواحي القوة ونواحي الضعف.
عملية الاستبصار:
الاستبصار أمر يعمل المرشد على نموه عند العميل من خلال عدة جلسات إرشادية، ويجب أن تكون عملية الاستبصار عن طريق نشاط العميل الذاتي الذي يوجهه المرشد.
ويتضمن الاستبصار ما يلي:
- تقبل الذات وفهمها وإعادة تنظيمها، وإعادة تنظيم مفهوم الذات بمستوياته المختلفة، وحل مشكلة عدم التطابق بين مستوياته.
- فهم الواقع وتقبله والتوافق معه، ليس على طريقة المغلوب على أمره، ولكن بطريقة الفاهم للحياة المتبصر بالأمور، أي أن تقبل الواقع يكون في حدود العقل والمنطق، فإذا لم يستطع العميل تقبل ذاته وتقبل واقعه وإصلاح ذاته فليس له أن يطمع في إصلاح العالم من حوله.
- نمو الإرادة التي يقهر بها العميل كل مشكلاته ويسيطر هو عليها بدلا من أن يتركها تسيطر عليه.
- تحويل خبرات العميل من خبرات مؤلمة إلى خبرات معلمة1، والاستفادة من الماضي والحاضر في التخطيط المستنير للمستقبل.
- تحويل نقاط الضعف والسلبية إلى مصادر قوة إيجابية، حيث يستفيد العميل من أخطائه عندما يدركها على حقيقتها.
- نقص واختفاء حيل الدفاع النفسي غير التوافقية مثل الإسقاط وغيرها.
ولكي يقوم المرشد بدوره جيدا في عملية الاستبصار، فعليه أن يكون مثله كمثل المرآة ليرى العميل نفسه بطريقة أوضح وبدرجة أفضل، فالفرد لا يستطيع أن يرى وجهه إلا بمرآة2.
1 يقول المثل العربي: "ما ضاع من مالك ما علمك"
ويقول المثل العامي: "الخسارة اللي تعلم مكسب".
2 يقول الشاعر:
والعين تنظر منها ما دنا ونأى
…
ولا ترى ما بها إلا بمرآة
ويقول آخر:
ومن جهلت نفسه قدره
…
رأى غيره منه ما لا يرى
وعلى المرشد أن يكون مستقبلا لخبرات العميل، ويعكس ما يعرض عليه من دوافع واتجاهات ومشاعر العميل، وذلك عن طريق التعبيرات اللفظية وغيرها، وهكذا يستطيع العميل مناقشة مشكلاته التي لم يكن يستطيع مناقشتها من قبل، والتي ربما لم يكن يعترف بها كمشكلات خاصة به، ويصبح أكثر أمانة مع نفسه، ويتخلص من الواجهة المزيفة التي كان يطل بها على العالم، ويعدل مفهومه عن ذاته، ويتقبل ذاته، ويحدث التغير المطلوب في سلوكه بما يؤدي إلى توافقه النفسي.
فوائد الاستبصار في عملية الإرشاد:
يفيد الاستبصار في فهم الذات مما يعتبر أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للإرشاد الناجح وتحقيق واحد من أهم أهدافه، ويفيد في إدراك العميل بوضوح أكثر لسلوكه المضطرب وقدرته على التحكم في هذا السلوك، ويؤدي الاستبصار إلى تحقيق تعلم جديد يتغير على أساسه السلوك.
ويتبع نمو وزيادة الاستبصار تفسيرات من جانب المرشد تمهد للمزيد من الجهد الإيجابي من جانب العميل.
ومن المأثورات في فوائد الاستبصار ما ورد في إحدى رسائل أخوان الصفا1: "اعلم يا أخي أيدك الله وإيانا بروح منه
…
أن لب العلوم الشريفة، معرفة الإنسان نفسه، لأنه قبيح بكل عالم
1 إخوان الصفا هم جماعة من العلماء والأدباء، ألفوا رابطة بينهم في مدينة البصرة في القرن الرابع الهجري وألفوا نحو خمسين رسالة شبيهة بدائرة المعارف.