الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- متعدد الأساليب لتناسب تعدد المشكلات والاضطرابات.
- يركز على المشكلة أو العرض وهذا يوفر وجود محك لتقييم نتائجه.
- عملي أكثر منه كلامي، ويستعين بالأجهزة العلمية.
- نسبة الشفاء -أو على الأقل التحسن- باستخدامه عالية قد تصل إلى 90% من الحالات "في مقابل 50-75% في معظم الطرق الأخرى".
- أهدافه واضحة ومحددة.
- يوفر الوقت والجهد والمال لأنه يستغرق وقتا قصيرا نسبيا لتحقيق أهدافه.
- يمكن أن يتعاون فيه كل من الوالدين والأزواج والممرضات بعد التدريب اللازم.
وتتلخص أهم عيوب الإرشاد السلوكي فيما يلي:
- السلوك البشري معقد لدرجة يصعب معها في كثير من الأحيان عزل وتحديد أنماط بسيطة من العلاقات بين المثير والاستجابة حتى يسهل تعديلها واحدا واحدا "قطاعي" وعن طريق استخدام أجهزة، ومحاولة "ميكنة الإنسان".
- الاضطرابات السلوكية يصعب تفسيرها جميعا في شكل نموذج سلوكي مبني على أساس الإشراط.
- أحيانا يكون الشفاء وقتيا وعابرا.
- يهتم بالسلوك المضطرب فقط ويركز على التخلص من الأعراض الظاهرة دون المصدر الحقيقي العميق للاضطرابات، ومنفصلة عن الاضطراب الكبير الذي هو علامة من علاماته، ودون تناول الشخصية ككل، وهذا قد يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى. فالاضطراب السلوكي الظاهر ما هو إلا دليل خارجي لاضطراب داخلي عميق يكمن وراء هذا السلوك الظاهر الذي يمثل قمة جبل الثلج الظاهر فقط، ويشبه البعض عملية العلاج "السطحي" لعرض واحد دون الاضطراب كله بدهان البقع الحمراء في الجسم، واعتبار ذلك علاجا للحصبة "نوردبيرج Nordberg؛ 1970".
الإرشاد خلال العملية التربوية:
تقدم خدمات الإرشاد النفسي لجميع المواطنين، وفي كل المؤسسات الاجتماعية. لكن المؤسسات التربوية تحظى بالنصيب الأوفر، لأنها هي المؤسسات التي يوكلها المجتمع لتربية
المواطنين الصالحين الأصحاء جسميا ونفسيا. ولذلك نجد من طريق الإرشاد طريقة اتخذت لنفسها اسما من هذا الواقع، وهي طريقة الإرشاد خلال العملية التربوية، التي تعتبر أكثر الطرق فائدة وعملية بالنسبة للمربين.
ولقد اهتم الكثيرون من الكتاب بطريقة الإرشاد خلال العملية التربوية، فنجد الكثير من الكتب بهذا العنوان، تركز على الإرشاد في المدرسة، ونجد الكثير من المدارس تتخصص في التربية الإرشادية أو التربية العلاجية1 كذلك اهتم الكثيرون من الدارسين والباحثين بهذه الطريقة "تيلور Taylor؛ 1971".
ولا تقصد هذه الطريقة أن تتحول العملية التربوية إلى عملية إرشاد نفسي، ولكنها تقصد إلى إدماج خدمات الإرشاد النفسي ضمن العملية التربوية.
والإرشاد خلال العملية التربوية هو تقديم الخدمات الإرشادية مندمجة في ومن خلال العملية التربوية ككل في إطار برنامج محدد، بحيث تتفق أهداف العملية الإرشادية مع أهداف العملية التربوية ككل.
أسس الإرشاد خلال العملية التربوية:
نحن نعلم أن التربية عملية حياة يتعلم فيها الفرد الحياة عن طريق نشاطه وبتوجيه وإرشاد من المربي، والفرد -وهو يعيش حياته- يحتاج إلى إشراف على نموه ويحتاج إلى العلم والتربية، وهو أيضا -وهو يعيش حياته- يحتاج إلى تعلم مهارات اجتماعية، ومن مسئوليات المدرسة كما نعلم تقديم جرعة تربوية شاملة تؤدي إلى النمو العام، في تعاون مع الأسرة ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التربوية.
والتربية عملية هامة توجه لتحقيق التوافق النفسي بصفة عامة كهدف هام ضمن أهدافها. ويجب تعليم الفرد كيف يحقق التوازن بينه وبين البيئة والمجال الذي يعيش فيه حتى يشعر بالسعادة شخصيا واجتماعيا كإنسان صالح. ويعرف هذا الاتجاه التربوي باسم "التربية من أجل التوافق".
والتربية عملية تهتم بإعداد الإنسان الصالح القادر على مواجهة وحل المشكلات العامة والاجتماعية والشخصية في الحياة.
كذلك فإن هناك تشابها "وليس تطابقا" بين العملية التربوية وعملية الإرشاد النفسي هدفا ووظيفة واستراتيجية ومنهجا، فكلتاهما تسعيان إلى تحقيق التوافق والسعادة في
1 من الأمثلة على ذلك: The Marianne Frostig School of Education Therapy، Los Angles. التي تهتم بصفة خاصة بتربية وإرشاد وعلاج من لديهم صعوبات في التعلم والمعوقين.
الحياة بطريقة أفضل في إطار فلسفة المجتمع ككل، وكل من العملية التربوية وعملية الإرشاد تتضمن عملية التعلم التي يكون فيها المتعلم نشطا يعمل الكثير لنفسه بتوجيه وإرشاد المربي أو المرشد الذي أصبح اسمه "المعلم المرشد".
وهناك الحاجة الملحة إلى إدخال برامج الإرشاد النفسي التنموي والوقائي إلى جميع المدارس ولجميع التلاميذ، وخاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
وفي جميع المدارس هناك أمور هامة تحتاج إلى خدمات الإرشاد مثل اتخاذ القرارات بخصوص الخطط التربوية وسلم التعليم والمراحل التالية وترك المدرسة والذهاب إلى العمل
…
إلخ.
وبالإضافة إلى ذلك، فلا توجد مدرسة ليس فيها مشكلات تحتاج إلى عملية الإرشاد على المستوى العلاجي مثل مشكلات التعلم وبعض المشكلات المدرسية والانفعالية.
أساليب الإرشاد خلال العملية التربوية:
تتبع كافة الأساليب لدمج خدمات الإرشاد النفسي في العملية التربوية بكافة أنشطتها من خلال المناهج المدرسية داخل الفصول وخارجها، وفيما يلي أهم أساليب الإرشاد خلال العملية التربوية.
الإرشاد خلال المناهج:
يهتم المنهج المدرسي في المدرسة التقدمية الحديثة بحاجات التلاميذ وحاجات المجتمع، باعتباره مجموع الخبرات التي يمد بها التلاميذ لإشباع حاجاتهم الفردية والاجتماعية، ويهتم المنهج بمشكلات النمو العادي العامة التي توجد لدى معظم التلاميذ.
ويرى بعض واضعي المناهج الذين يشتركون في تخطيط برنامج الإرشاد النفسي أن المنهج المحوري يمكن أن يدور حول حاجات ومشكلات التلاميذ، إلى جانب الحياة التعاونية اللازمة للحياة في المجتمع، وبذلك يجمع بين التربية والإرشاد، ويحبذون إعداد وحدات دارسية تدور حول حاجات التلاميذ النفسية والاجتماعية مندمجة مع برامج الدراسة العادية، وتكون هذه الوحدات إما مضافة للمواد الدراسية أو محورا تدور حوله المادة المستقاة من عدة مواد دراسية، ومن أمثلة هذه الوحدات:"الصحة" وتتناول الصحة النفسية والجسمية، ودراسة الأسرة والعلاقات الإنسانية، ومشكلات النمو والزواج، والمسئولية الاجتماعية، ومشكلات أوقات الفراغ "سعد جلال، 1976".
وهناك الكثير من المواد الدراسية التي ترتبط ارتباطا مباشرا بمجالات الإرشاد النفسي مثل العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، فمثلا في المواد الاجتماعية بصفة عامة
والجعرافيا بصفة خاصة يمكن تناول اقتصاديات الدولة وعالم المهنة وأنواع العمل الموجود والمطلوب والتدريب المهني
…
إلخ، وهذا يفيد في مجال الإرشاد المهني، وهكذا بالنسبة لمجالات الإرشاد الأخرى وحتى في دروس اللغات يمكن الاستفادة منها في كتابة التقارير الذاتية للتلاميذ وتناول موضوعات مثل "مستقبلي".
وهناك الدور الهام الذي تلعبه المكتبة وما فيها من مصادر للمعرفة بالنسبة للكثير مما يحتاجه الطلاب في عملية الإرشاد، ويمكن الاستفادة من ساعات المكتبة والقراءات الحرة وما يقوم به الطلاب من إعداد مجلات المدرسة ومجلات الأسر والفصول والحائط في الإرشاد بالقراءة.
كذلك تفيد جمعيات ونوادي المواد المختلفة مثل جمعية المواد الاجتماعية ونوادي العلوم حين توجه أنشطتها لتخدم أهداف الإرشاد النفسي.
الإرشاد خلال النشاط المدرسي:
يتنوع برنامج النشاط المدرسي "الممركز حول التلميذ" فيشمل الجمعيات المختلفة التي تضم إليها الطلبة، بما في ذلك الرحلات العلمية والترفيهية، والحفلات
…
إلخ، ويمكن تنظيم جميعات خاصة مثل جمعيات الندوات حيث يدعى متحدثون لتناول الموضوعات التي تهم الطلاب شخصيا وتربويا ومهنيا، وجمعيات الأفلام حيث تعرض أفلاما هادفة تتعلق بمجالات الإرشاد المتنوعة بالنمو بصفة عامة
…
وهكذا، وهذه الأنشطة يمكن تنظيمها بحيث تتيح فرصة ممارس خبرات واكتساب مهارات وتنمية مواهب وهوايات وتشجيع النشاط الابتكاري بالإضافة إلى نمو التفاعل الاجتماعي السليم مع الرفاق والمعلمين وغيرهم.
وتتبنى بعض المدارس "نظام الأسر" كنظام تربوي للنشاط المدرسي، حيث تتكون عدد من الأسر المدرسية لكل منها رائد من هيئة المدرسة وأمين سر وأمين صندوق من الطلاب، وينضم لكل منها عدد من الطلاب حيث تستوعب جميع طلبة المدرسة ويمثل كل منها جميع الفصول والصفوف وينتظمون في لجان فرعية مثل اللجنة الثقافية واللجنة الرياضية ولجنة الرحلات ولجنة الحفلات
…
إلخ، وتكون كل لجنة فرقا عملية ورياضية واجتماعية وفنية، ويكون لكل أسرة وكيل منتخب يمثلها في كل فصل وفي الأسرة المدرسية يتجلى نشاط الطلاب وفاعليتهم في مجتمع صغير متماسك يقوم على التعاون البناء والتنافس الهادف والنظام واتخاذ القرارات وتحمل المسئوليات، ويلاحظ أنه في العادة يكون لكل أسرة زيها ونشيدها، وتقوم بدورها في الحكم الذاتي للمدرسة، وفي تنشيط أوجه النشاط المدرسي، وواضح أن هذا كله له ميزته الكثيرة التي تعود بالفائدة تربويا وإرشاديا.