الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالإضافة إلى هذه الأسس التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد، يقوم البرنامج على أسس أخرى منها:
اتفاق أهدافه مع الأهداف التربوية العامة: ومن ثم وجوب تكامله مع البرنامج التربوي والعملية التربوية في المدرسة، حتى لا يكون كجسم غريب أو مدسوس سرعان ما يطرد. ونحن نعلم أن التعليم -كما سبق أن ذكرنا- لا ينفصل عن الإرشاد. فالمعلم يعلم ويرشد في نفس الوقت، لأن هناك علاقة متبادلة بين عمليتي التعليم والإرشاد، وكل من العمليتين تؤثر في الأخرى، وكلتاهما تؤديان إلى التعليم والنمو وتساعدان في حل المشكلات.
أهمية النواحي الإدارية اللازمة للبرنامج: فعلى المدرسة أو المؤسسة التي ينفذ فيها البرنامج أن تهيئ الإمكانات الإدارية لتخطيط وتمويل وتنفيذ وتقييم البرنامج. والبرنامج يحتاج إلى تحديد مسئوليات ومسئولين، وتحديد زمان ومكان، وهذا يحتاج إلى إدارة وإشراف ومتابعة لتنسيق الجهود، وتشجيع التعاون وتنظيم الحوافز للمسئولين عن البرنامج.
تخطيط البرنامج:
أول صفة لبرنامج الإرشاد النفسي هو التخطيط، ومن ثم يجب أن يولي تخطيط البرنامج عناية فائقة، ويقوم به لجنة الإرشاد وليس فردا واحدا.
ويجب أن يكون تخطيط وتنظيم البرنامج دقيقا، ويقوم على الأسس النفسية والتربوية والإدارية، وأن ينمو ويتطور وفقا لحاجات الأفراد الذين يخطط من أجلهم.
ويجب أن يكون تخطيط البرنامج واقعيا، وفي حدود الإمكانات المتاحة والممكنة التحقيق، بمعنى أنه في عملية التخطيط، يجب البدء من الميسور والموجود والقريب وممارسة الممكن بدلا من فلسفة المستحيل والمثالي.
وتتلخص خطوات تخطيط البرنامج فيما يلي:
تحديد أهداف البرنامج: بما يتفق مع الفلسفة العامة والخطة العامة للمكان الذي ينفذ فيه. وعلى العموم، ففي المدرسة مثلا يخطط البرنامج بحيث تتفق أهدافه مع الأهداف التربوية مثل التعليم، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية والثقافية والمهنية
…
إلخ، وتيسير الإمكانات لتحقيق هذه الأهداف، ويلاحظ أن برنامج الإرشاد النفسي في المدرسة تختلف أهدافه نسبيا عن
أهداف برنامج في مؤسسة أحداث، وحتى برنامج في مدرسة ابتدائية يختلف عن برنامج في مدرسة ثانوية أو كلية جامعية، أو في مدرسة للعميان
…
وهكذا.
تحديد الوسائل والطرق لتحقيق الأهداف: وذلك في ضوء الإمكانات المتاحة، وإمكانات أعضاء فريق الإرشاد المتوافرين وإمكانات الاستعانة بمراكز الإرشاد النفسي والعيادات النفسية ومراكز إرشاد الصحة النفسية في البيئة المحلية، ومن ذلك تحديد وإعداد وسائل مثل السجلات والاختبارات والمقاييس
…
إلخ.
تحديد الإمكانات: الموجودة والمطلوبة، أي الإمكانات المتوافرة، والإمكانات الناقصة التي يجب العمل على توفيرها.
- تحديد ميزانية البرنامج: اللازمة لتنفيذه في ضوء الوسائل والإمكانات الموجودة المطلوبة، وما يلزم من مختبرات وأجهزة، ويجب تحديد نسبة ميزانية البرنامج من الميزانية العامة للمدرسة، وتحديد مصادر التمويل.
تحديد الخدمات: التي يقدمها البرنامج، بحيث تكون مستمرة لا تتوقف وشاملة لكل الأفراد، ولكل الفرد، ومتكاملة بعضها مع البعض.
تحديد الخطوات العريضة لتنفيذ البرنامج: ويتضمن ذلك الخطوات الأساسية والأولويات، وتحديد البدايات والنهايات، والمدى الزمني للتنفيذ، وهذا ضروري لتجنب الانزلاق إلى خطوط فرعية قد لا تؤدي إلى الهدف، ويجب التنسيق بين خطوات التنفيذ وإجراءاته بحيث لا تتعارض.
تحديد إجراءات تقييم البرنامج بهدف التقويم ويتضمن ذلك إعداد العدة اللازمة للتقييم والمتابعة، لإظهار مدى فعالية الوسائل والطرق المتبعة، ومدى نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه.
اتخاذ الاحتياطات لمقابلة المشكلات التي قد تطرأ: واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للتغلب على أي عقبات قد تعترض تنفيذ البرنامج.
تحديد الهيكل الإداري: لتنظيم البرنامج والإشراف عليه، وإعداد وإشراك أكبر عدد من المتخصصين المسئولين المتحمسين لتحديد الأهداف ولتنفيذ البرنامج تحقيقا للأهداف. ويجب تحديد إمكانات إشراك مسئولين من الخارج مثل الوالدين وأصحاب العمل والمعالجين النفسيين والأطباء