الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتمر عملية اتخاذ قرار بخطوات هي: تحديد الهدف وفهمه، وتجميع المعلومات اللازمة للاستكشاف والاختيار، وتحليل ومناقشة وتفسير المعلومات وتحديد البدائل والاحتمالات، وتقييم البدائل والاحتمالات في ضوء التنبؤ بالنتائج والآثار المحتملة بالنسبة لتحقيق الهدف، واختيار أنسب الاحتمالات أي اتخاذ القرار "جاكسون، وجونيبر Jackson & Juniper؛ 1971".
العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرارات:
تتأثر عملية اتخاذ القرارات بعدة عوامل منها: شخصية الفرد، والبيئة المادية التي يعيش فيها، والعوامل الاجتماعية والثقافية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الدوافع والقيم والميول والمعايير الاجتماعية تؤثر في اتخاذ الفرد قرارا بخصوص الزواج أو قرارا بخصوص المهنة أو قرارا بخصوص التعليم.
كذلك فإن عملية اتخاذ القرارات تتضمن مواقف تضم نوعين من المتغيرات: أولهما يتعلق بالفروق بين الأفراد، وثانيهما يتعلق بالفروق بين الاختيارات المحتملة.
حل المشكلات
PROBLEM SOLVING:
ذكرنا أن من أهم أهداف عملية الإرشاد حل مشكلات العميل، وذلك بأن يساعده المرشد على إيجاد الحلول واقتراحها بنفسه ويتحدث بعض الكتاب عن "الإرشاد كعملية حل المشكلات".
ويتصور بعض العملاء أن مشكلاتهم حلها عسير، ويجب أن يعمل المرشد على تشجيعهم ومساعدتهم لبذل الجهود لحلها1.
ومن المهم أن نعرف أن عملية الإرشاد لا تهدف إلى حل مشكلات العميل التي جاء بها فحسب، ولكنها تهدف إلى تعليمه كيف يحل ما قد يطرأ عليه من مشكلات مستقلا مستقبلا، وهكذا نجد أن عملية الإرشاد تتطلع إلى المستقبل إلى جانب اهتمامها بالحاضر.
1 يقول الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} .
ويقول الشاعر:
عقدة حلها عسير ولكن
…
رب عسر أحاله يسرا
ويقول المثل: "كل عقدة ولها حلال".
أسلوب حل المشكلات:
يمكن اعتبار حل المشكلات التي جاء بها العميل كنموذج أو عينة أو تدريب له لكي يستطيع حل مشكلاته بنفسه مستقلا مستقبلا، مستفيدا بخبرة عملية الإرشاد، وقد ذكرنا أن المرشد لا يحل للعميل مشكلته ولا يقدم له حلولا جاهزة، ولكنه يساعده في حل المشكلة بنفسه، ويتبع لتحقيق ذلك ما يلي:
- بعد التشخيص وتحديد المشكلة، يبدأ العمل في حصرها والسيطرة عليها وحلها.
- تدرس المشكلة طولا وعرضا وعقما من كل أبعادها وتفهم جيدا، وتقتلع أسبابها من جذورها، وتزال أعرضها، لأننا إذا أزلنا الأعراض تركنا الأسباب والجذور فسوف تنمو مشكلات جديدة.
- يتم استعراض المحاولات السابقة لحل المشكلة وأسباب إخفاقها ومدى النجاح الذي تحقق.
- يوجه المرشد العميل إلى اقتراح عدد من الحلول الرئيسية والحلول البديلة الاحتياطية، بحيث تكون هذه الحلول ممكنة ومقبولة اجتماعيا ومشبعة للعميل.
- تحديد الحلول المرتضاة وترتب حسب الأولية، وتوضع الخطط لتنفيذها.
- يحرص كل من المرشد والعميل على التأني وعلى تجنب الحل المبكر غير الناضج للمشكلة.
- يقوم المرشد بالمساعدة فقط، ويحرص على توجيه كل شيء نحو الوصول إلى حل المشكلة مع الاحتياط خشية تورط العميل في اقتراح حلول واضح أنها غير موفقة أو خاطئة أو ضارة به أو بالآخرين، ويحاول المرشد تشجيع العميل على المحاولة حين يظن أنه لا يقدر، وعلى التعلم حين يقول أنه لا يعرف، وعلى التجريب إذا تعلل بأن الحل مستحيل. ومثل المرشد هنا مثل المعلم الذي يعلم شخصا قيادة سيارة، إنه يجلس بجواره فقط، والذي يقود السيارة فعلا هو الشخص الذي يتعلم القيادة، وقد يخطئ أخطاء طفيفة يلفت المعلم نظره إليها، ولكنه إذا أقبل على خطأ جسيم فهنا يتدخل معلمه فورا لتفادي حدوث الخطر.
- يقوم العميل بتنفيذ الخطة الموضوعة لحل المشكلة، وهو مسئول عن هذا1.
وجدير بالذكر أن بعض العملاء قد يضعون شروطا لحل المشكلة تكون بمثابة العقدة في المنشار وتعوق العملية، ويجب أن يذكرهم المرشد أنه "لا شروط" في عملية الإرشاد.
1 يجب الاستفادة من تجارب الحكماء: "لكي تحل مشكلاتك كما يحلها العظماء. فعليك أن تحدد مشكلتك، واقصرها على المهم، وتخلص من التفاهات، وقرر خطة لحلها، ثم لا تدع شيئا يمنعك من تنفيذها".