الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل العاشر: المسئولون عن الإرشاد النفسي
المسئولون ومسئولياتهم
…
الفصل العاشر: المسئولون عن الإرشاد النفسي:
المسئولون ومسئولياتهم:
يتناول هذا الفصل المسئولين عن الإرشاد النفسي ومسئولياتهم، ويجب أساسا عن السؤال: من يعمل ماذا؟ Who Does Waht.
إن برنامج الإرشاد النفسي مسئولية كبيرة لا بد أن يضطلع بها "فريق الإرشاد" الذي يضم كل المختصين والعاملين في ميدان الإرشاد النفسي.
ويجب في حالة العمل كفريق تحديد مسئوليات كل مسئول حتى يعرف كل منهم مهامه وواجباته ودوره الإرشادي.
وحين يتوافر العدد المناسب من المسئولين متنوعي التخصص في فريق الإرشاد، فإن الاتجاه في هذه الحالة يكون نحو التخصص، حيث يقسم المسئولون إلى الأخصائيين والمساعدين والإداريين وغيرهم، أما في حالة نقص العدد أو صغر المدرسة مثلا، فإن المرشد النفسي يقوم عادة بدور "الممارس العام" The Generalist، حيث يقوم بمعظم الأدوار الإرشادية أو كلها.
وكل المسئولين عن برنامج الإرشاد النفسي يجب أن يكونوا على أعلى درجة من الإعداد والخبرة، وأن يراعوا أخلاقيات الإرشاد النفسي في الممارسة، وأن يكونوا على أكبر درجة من التعاون والحماسة.
ومن المسئولين عن الإرشاد النفسي في المدرسة، نجد المدير والمرشد والمعلم المرشد والمعالج النفسي والأخصائي النفسي الطبيب والأخصائي الاجتماعي، ويساعدهم الإداريون، وأمناء المكتبة، والممرضون، ويتعاون معهم الوالدان، وكلهم يركزون عملهم حول العميل "الطالب" الذي يعتبر بدوره من المسئولين" "انظر شكل 98".
المسئوليات "الأدوار الإرشادية":
نتناول هنا أهم المسئوليات المشتركة بين جميع المسئولين عن الإرشاد النفسي كفريق، نذكرها مجتمعة لأنها تنطبق عليهم جميعا، وحتى نتجنب تكرارها عند الكلام عن الدور الإرشادي لكل أخصائي على حدة حيث تحدد مسئولية كل مسئول حين يقوم بدوره الإرشادي "إدوارد شوبين Shoben؛ 1965".
وأهم المسئوليات العامة: لجميع أعضاء فريق الإرشاد النفسي ما يلي:
- مراعاة أخلاقيات الإرشاد النفسي، والقيم الأخلاقية العامة.
- القدوة الحسنة سلوكيا حتى يتوحد معهم العملاء.
- القيام بدور الوالدية النفسية Psychological Parenthood، حيث تقدم المساعدة والمساندة والتربية والتعليم وحل المشكلات وعلاج الاضطرابات في مناخ نفسي مناسب.
- الاشتراك في تخطيط برنامج الإرشاد النفسي.
- الاشتراك في إجراء البحوث والدراسات المسحية وإعداد وسائل الإرشاد اللازمة.
- الاشتراك في جمع المعلومات عن العملاء وتنظيمها وتحليلها.
- فهم الشخصية والبيئة باستخدام كافة الوسائل الممكنة.
- تقديم الخدمات والمساعدات الإرشادية التنموية والوقائية والعلاجية، كل حسب تخصصه.
- العمل في تعاون وتناسق مع كل من يستطيع الإسهام في مساعدة العملاء ومع من لهم صلة في الهيئات والمؤسسات المختلفة.
- معرفة مصادر وجهات الإحالة والتعامل معها.
- الاشتراك في تقييم برنامج الإرشاد النفسي.
الشخصية الإرشادية:
يقصد بالشخصية الإرشادية شخصية المسئول "بصفة عامة" في الإرشاد النفسي، والتي يجب وضعها في الحساب في اختيار وإعداد وتدريب وإشراك المسئولين عن الإرشاد النفسي "بوفورد ستيفلر وآخرون. Stefflre et al؛ 1962، موري أبيل Appell؛ 1963، هايز Hays؛ 1972، بيرسي Percy؛ 1972".
وأهم سمات وملامح الشخصية الإرشادية التي يجب توافرها لدى المسئولين والعاملين في الإرشاد النفسي بصفة عامة ما يلي:
- المظهر العام اللائق.
- الذكاء العام وسرعة البديهة والقدرة الابتكارية والتفكير المنطقي والتفكير الحر والحكمة والحكم السليم.
- سعة الاطلاع والثقافة العامة وحب الاستطلاع والرغبة في التعلم والنمو العلمي والمهني.
- تنوع الخبرات.
- القدرة على قراءة وفهم وتفسير ما بين السطور بحرص دون إسقاط أو شطط.
- القدرة على فهم الآخرين من واقع إطارهم المرجعي.
- الذكاء الاجتماعي والقدرة على التصرف في المواقف المختلفة.
- التسامح والمرونة العقلية المعرفية.
- الاهتمام بالآخرين وحسب مساعدتهم وخدمتهم.
- حسن الإصغاء والمودة والصداقة واحترام الآخرين.
- النضج الاجتماعي والفلسفة السليمة في الحياة والتحرر من التعصب الاجتماعي والديني والسياسي.
- القدرة على التعاون مع الآخرين.
- روح المرح.
- النضج الانفعالي والقدرة على المشاركة الانفعالية والتعاطف في إطار مهني فني.
- الاتجاه المهني السليم حيث يعرف المسئول ماذا يعمل ولماذا وكيف.
- الاهتمام بالتوجيه والإرشاد والعلوم والميادين المتصلة به.
- الثقة في النفس واعتبار الذات وفهم الذات.
- القدرة على تحمل المسئولية والقيادة والتعاون.
- الاهتمام بمشكلة العميل.
- الإخلاص في العمل والجدية وبذل أقصى جهد.
- الصبر والمثابرة والأمل والتفاؤل.
- التوافق النفسي والصحة النفسية "لأن فاقد الشيء لا يعطيه".
استعداد وإعداد المسئولين:
ما دمنا بصدد الكلام عن المسئولين ومسئولياتهم، فلا بد من تناول محور هام هنا وهو محور الاستعداد والإعداد بالنسبة لجميع المسئولين عن الإرشاد النفسي بصفة عامة، والاستعداد شرط أساسي، والإعداد شرط مكمل له، أي أن الاستعداد وحده لا يكفي والإعداد وحده لا يكفي، وذلك لأن عملية الإرشاد مسئولية خطيرة. ونتناول هنا الاستعداد والإعدام العام بالنسبة لجميع أعضاء فريق الإرشاد من المختصين، وذلك تجنبا لتكراره عند الكلام عن كل أخصائي على حدة، ويلاحظ أن الكلام عن الاستعداد العام لكل المسئولين فيه فروقه -حسب التخصص- في التركيز والتفصيل والخبرة.
أما عن الاستعداد فإنه يتضمن الاستعداد جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا، ويتضمن هذا وجود أساس الذي يتيح النمو العملي والمهني في التوجيه والإرشاد، ومن أهم جوانب الاستعداد توافر سمات الشخصية الإرشادية.
وأما الإعداد العام لجميع المسئولين عن الإرشاد النفسي فإنه ينقسم إلى إعداد علمي يتعلق بالدراسة الأكاديمية، وإعداد عملي يتعلق بالخبرة والممارسة.
الإعداد العملي: ويتضمن دراسة الصحة النفسية وعلم النفس العلاجي والعلاج النفسي وسيكولوجية التوافق والتوجيه والإرشاد، وعلم النفس العام وعلم النفس التربوي وعلم نفس النمو وعلم النفس الفارق وعلم النفس الفسيولوجي علم النفس الاجتماعي، والعلاقات الإنسانية وسيكولوجية الشخصية، وعلم نفس الشواذ وعلم النفس الإداري، وعلم الاجتماع وخدمة الفرد والجماعة، وعلم الإنسان، والتربية والمناهج والإدارة، ومناهج البحث والإحصاء والقياس التربوي والنفسي، والفلسفة، وهناك علوم أخرى هامة يجب الإلمام بها مثل الاقتصاد والقانون والفقه والطب، ويجب الإلمام بعادات وتقاليد وقيم المجتمع والثقافة العامة، وهذا بالإضافة إلى المعلومات العامة السليمة والثقافة الواسعة.
الإعداد العملي: ويتطلب الإعداد العملي لاكتساب المهارات العامة المطلوبة للعاملين في ميدان الإرشاد النفسي، مثل المهاراة في استخدام وسائل الإرشاد على اختلاف أنواعها، وفي إقامة العلاقة الإرشادية، وفي دراسة الحالة وفي استخدام كافة مصادر البيئة في الإرشاد، وفي استخدام وسائل تقييم برنامج الإرشاد، والمهارة في النواحي الإدارية، كذلك يجب أن تتنوع الخبرات بالنسبة للمسئولين عن الإرشاد النفسي، ويوضح هذا مطالبة المرشد بخبرات في التدريس، ومطالبة المعلم بخبرات في الإرشاد، ومطالبة الجميع بخبرات عن عالم المهنة مثلا. هذا بالإضافة إلى تنوع الخبرات في الحياة اليومية والعمل مع العاديين، ويجب أن يولي التدريب العملي الميداني تحت الإشراف أهمية كبرى، ويشمل ذلك التدريب على وسائل الإرشاد وطرقه في مجالاته المتنوعة.
مسئولية إعداد المسئولين:
مسئولية إعداد المسئولين عن الإرشاد النفسي لها أهمية خاصة. وهي تقع على عاتق أقسام علم النفس والصحة النفسية والإرشاد النفسي وغيرها من الأقسام المتخصصة بالجامعات، وهذه تهتم باختيارهم وإعدادهم وتدريبهم مهنيا ومتابعة تدريبهم ونموهم أثناء الخدمة وإمدادهم بالجديد في ميدان التوجيه والإرشاد النفسي، ويجب الاهتمام بالتدريب العملي أثناء فترة الإعداد العلمي والمهني تحت الإشراف، وتقوم وسائل الإعلام بدور هام في إعداد المسئولين من غير المتخصصين مثل الوالدين والعملاء.
وقد عنيت البحوث والدراسات العملية بعملية إعداد المسئولين عن التوجيه والإرشاد النفسي، ونذكر عددا منها للاسترشاد بها، فقد أكدت نانسي شلوسبيرج "Scholossberg؛ "1963" على مفهوم التمهين Professionalization. وحدد كيبيرس "Keppers؛ "1963" برامج مجربة لتدريس المواد الأساسية في الإعداد المهني للمرشدين عن طريق التليفزيون. واستخدم ويب وهاريس harris & wepp؛ "1963" اختبار تمايز معاني المفاهيم في قياس أثر وفعالية المبرمج. ويرى بيتي Petty "1971" أن عاما دراسيا من التدريب المتخصص على الأقل هو الحد الأدنى لضمان النجاح في القيام بالمسئوليات في الإرشاد النفسي. ويوصي سبيفاك "Spivack؛ "1971" بالاهتمام بمطالب النمو المهني اللازمة لنمو الشخصية الإرشادية كما سبق تحديد سماتها. وترى سينثا ويست "West؛ "1972" ضرورة إعداد المسئولين للقيام بدور فعال في نواح عادة يحجم عنها الوالدان والمربون مثل التربية الجنسية. ووصف جيفريس Jeffress