المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌تقديم الطبعة الأولى

- ‌تقديم الطبعة الثانية:

- ‌تقديم الطبعة الثالثة:

- ‌الفصل الأول: مقدمة

- ‌مفهوم التوجيه والإرشاد

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والاستشارة النفسية:

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي والتربية والتعليم:

- ‌الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌مناهج واستراتيجيا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌التوجيه والإرشاد النفسي علم وفن:

- ‌التوجيه والإرشاد بين الماضي والحاضر والمستقبل:

- ‌الفصل الثاني: أسس التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌الأسس والمسلمات والمبادئ

- ‌الأسس العامة "المسلمات والمبادئ

- ‌الأسس الفلسفية:

- ‌الأسس النفسية والتربوية:

- ‌الأسس الاجتماعية:

- ‌الأسس العصبية والفسيولوجية:

- ‌الفصل الثالث: نظريات التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌أهمية نظريا التوجيه والإرشاد النفسي

- ‌نظرية الذات

- ‌النظرية السلوكية

- ‌نظرية المجال

- ‌ نظرية السمات والعوامل

- ‌نظرية التحليل النفسي

- ‌أوجه الشبه والاختلاف بين نظريات التوجيه والإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الرابع: المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي

- ‌أهمية المعلومات

- ‌عملية جمع المعلومات:

- ‌مصادر المعلومات:

- ‌البيانات العامة:

- ‌الشخصية

- ‌المعلومات الجسمية

- ‌المعلومات العقلية:

- ‌المعلومات الاجتماعية:

- ‌المعلومات عن الحالة الانفعالية:

- ‌المشكلة أو المرض:

- ‌معلومات عامة:

- ‌ملخص الحالة:

- ‌دليل فحص ودراسة الحالة في الإرشاد والعلاج النفسي:

- ‌الفصل الخامس: وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي

- ‌المعلومات ووسائل جمعها

- ‌المقابلة

- ‌الملاحظة

- ‌دراسة الحالة

- ‌مؤتمر الحالة

- ‌الاختبارات والمقاييس

- ‌الفحوص والبحوث:

- ‌السيرة الشخصية

- ‌مصادر المجتمع

- ‌السجل القصصي

- ‌السجل المجمع

- ‌الفصل السادس: عملية الإرشاد النفسي

- ‌معالم عملية الإرشاد النفسي

- ‌الإعداد للعملية

- ‌تحديد الأهداف:

- ‌تحديد العملية:

- ‌جمع المعلومات:

- ‌التشخيص وتحديد المشكلة

- ‌تحديد المآل

- ‌الجلسات الإرشادية

- ‌التداعي الحر

- ‌التفسير

- ‌التنفيس الانفعالي

- ‌الاستبصار

- ‌التعلم

- ‌ تعديل وتغيير السلوك

- ‌النمو وتغيير الشخصية:

- ‌اتخاذ القرارات

- ‌حل المشكلات

- ‌التشاور:

- ‌التقييم

- ‌الإنهاء

- ‌المتابعة

- ‌طوارئ عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مشكلات في عملية الإرشاد النفسي:

- ‌مكان عملية الإرشاد:

- ‌الفصل السابع: طرق الإرشاد النفسي

- ‌تعدد طرق الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد الفردي

- ‌الإرشاد الجماعي

- ‌بين الإرشاد الفردي والجماعي:

- ‌الإرشاد الموجه

- ‌الإرشاد غير الموجه

- ‌بين الإرشاد الموجه وغير الموجه:

- ‌الإرشاد النفسي الديني:

- ‌الإرشاد السلوكي

- ‌الإرشاد خلال العملية التربوية:

- ‌الإرشاد بالقراءة

- ‌الإرشاد بالواقع

- ‌الإرشاد باللعب

- ‌الإرشاد وقت الفراغ

- ‌الإرشاد المختصر

- ‌الإرشاد العرضي

- ‌الإرشاد الذاتي

- ‌الإرشاد الخياري

- ‌ملاحظات في طرق الإرشاد النفسي:

- ‌الفصل الثامن:‌‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌ مجالات الإرشاد النفسي

- ‌الإرشاد العلاجي

- ‌الإرشاد التربوي

- ‌الإرشاد المهني

- ‌الإرشاد الزواجي

- ‌الإرشاد الأسري

- ‌إرشاد الأطفال

- ‌إرشاد الشباب

- ‌إرشاد الكبار:

- ‌إرشاد الفئات الخاصة:

- ‌إرشاد الصحة النفسية

- ‌الفصل التاسع: برنامج الإرشاد النفسي

- ‌برنامج الإرشاد النفسي في المدرسة

- ‌الحاجة إلى البرنامج:

- ‌الأسس التي يقوم عليها البرنامج:

- ‌تخطيط البرنامج:

- ‌تمويل البرنامج:

- ‌خدمات البرنامج:

- ‌تنفيذ البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج:

- ‌تقييم البرنامج

- ‌مثال لبرنامج الإرشاد النفسي "في المدرسة الثانوية

- ‌الفصل العاشر: المسئولون عن الإرشاد النفسي

- ‌المسئولون ومسئولياتهم

- ‌فريق الإرشاد

- ‌المدير

- ‌المرشد

- ‌المعلم المرشد

- ‌المعالج النفسي

- ‌الأخصائي النفسي

- ‌الطبيب:

- ‌الأخصائي الاجتماعي

- ‌الوالدان

- ‌العميل

- ‌مسئولون آخرون:

- ‌مراجع الكتاب:

- ‌المراجع العربية:

- ‌المراجع الأجنبية

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: ‌طوارئ عملية الإرشاد النفسي:

العميل أسباب جديدة وقوية للاضطراب، فربما تحدث نكسة ويعود العميل إلى ما كان عليه أو ربما إلى أسوأ في حالات نادرة.

- الاستفادة من المتابعة في تقييم عملية الإرشاد نفسها، ولهذا قيمته العلمية والعملية الواضحة.

وسائل المتابعة:

من وسائل المتابعة ما يلي:

- الاتصال شخصيا أو تليفونيا أو بالمراسلة للاستفسار والسؤال. وهذا من أسباب الاحتفاظ بعنوان ورقم تليفون العميل إن وجد.

- تحديد مواعيد معينة لحضور العميل إلى عيادة أو مركز الإرشاد لفترة محددة، تزداد الفترة بين كل مرة وأخرى إلى أن ينتهي الاتصال بعد التأكد من تمام الشفاء، كأن يتم الاتصال مرة كل شهر أو شهرين أو ثلاثة أو ستة أشهر حسب الحالة أو حسب الاتفاق أو حسب ما يرى المرشد وحسب ظروف العميل، فقد تكون الموصلات صعبة أو بعيدة

إلخ.

- قد يستخدم بعض الوسائل المستخدمة في تقييم عملية الإرشاد مثل التقارير الذاتية التي يكتبها العميل عن تطور حالته.

- قد يمتد الاتصال للمتابعة إلى الأسرة أو المدرسة أو مكان العمل في بعض الحالات حسب موافقة العميل.

فوائد المتابعة:

للمتابعة فوائد كثيرة منها: أنها تشعر العميل أن المرشد ما زال يهتم به، وأنه لم يتخل عنه، وأن بابه سيظل مفتوحا وصدره سيبقى رحبا، وأنه دائما على استعداد لتقديم أي مساعدات إذا تتطلب الأمر.

إلا أن الحال لا يكون كذلك لدى كل العملاء، فالبعض -وهم لحسن الحظ قلة- ينظرون إلى المتباعة على أنها نوع من المطاردة غير المرغوبة، تخرج عن حدود عملية الإرشاد، وهذا هو السبب في تأكيد أهمية لفت نظر العميل إلى عملية المتابعة في بداية عملية الإرشاد.

ص: 301

‌طوارئ عملية الإرشاد النفسي:

في أغلب الحالات: تمر عملية الإرشاد النفسي في سلام، وتحقق أهدافها، وتنتهي على

ص: 301

وفي بعض الأحيان: قد تتعرض عملية الإرشاد لبعض الطوارئ التي تعوقها أو تهددها أو توقفها أو تسبب فشلها فعلا، ومن هذه الطوارئ: المقاومة، والتحويل، والإحالة.

وقبل الكلام عن هذه الطوارئ المحتملة نلفت النظر إلى أهمية الوقاية ضد حدوثها.

المقاومة Resistance:

المقاومة قوة لا شعورية مضادة للعملية الإرشادية من جانب العميل. وتعرقل سير عملية الإرشاد. وهي تعتبر إحدى حيل الدفاع النفسي لدى العميل ضد كشف المكبوتات غير المرغوب في كشفها. أي أنها نوع من التغليف الدفاعي للذات Encystment of the Self.

وتهدف المقاومة إلى الحيلولة دون ظهور المواد المكبوتة في اللاشعور إلى حيز الشعور. وتهدف كذلك إلى مقاومة التغير الذي يحث نتيجة لعملية الإرشاد "ميرل أولسين Ohlsen؛ 1970".

وتظهر المقاومة بصفة خاصة عند العميل غير المقبل على عملية الإرشاد وغير المتعاون أو ما يطلق عليه "العميل المقاوم".

ومن أسباب ظهور المقاومة ما يلي:

- كراهية بعض العملاء لأن يكونوا "عملاء" أو "مرضى" نفسيين.

- وجود مكبوتات بغيضة أو مخيفة أو محرمة أو مخجلة، أو إذا كان ظهورها في حيز الشعور لا يقبله العميل مثل الخبرات الجنسية والعدوان ضد الوالدين أو غيرهما.

- وجود مكاسب ثانوية يجنيها العميل من وراء اضطرابه، ويخشى خسران هذه المكاسب لو حلت مشكلاته وزال اضطرابه وشفي.

- وجود رغبة مرضية في المعاناة والبقاء في حالة الاضطراب رغبة من العميل في تحطيم ذاته لا شعوريا.

- حدوث التحويل الانفعالي السلبي العدواني وفقدان الاهتمام بالعملية الإرشادية وسيرها.

وتتعدد مظاهر المقاومة: فقد تكون سلبية أو نشطة، سافرة أو مستترة، ومن أهم مظاهرها وعلامات حدوثها ما يلي:

- الامتناع عن الإفضاء بأي أفكار للمرشد أو الإفضاء بأفكار ظاهرية.

- الانصراف عن المرشد وعدم الرغبة في الإصغاء إليه، وعدم الرغبة أو عدم القدرة على التعاون مع المرشد لتحقيق هدف عملية الإرشاد.

ص: 302

- الكلام بصوت غير مسموع أو الصمت الطويل.

- البطء أو التوقف أثناء التداعي الحر أو الترابط الطليق.

- توجيه أسئلة غير مناسبة للموضوع لتحويل مسار التداعي الحر.

- الاسترسال في موضوع واحد دون غيره واللف والدوران حوله، التهرب من الكلام عما سواه من الموضوعات.

- الاكتفاء بالكلام عن الحقائق فقط والاحتفاظ بما عدا ذلك.

- إعداد ما يراد قوله في شكل مذكرات حرصا على عدم ظهور أو تسرب أي شيء غير مرغوب التحدث عنه.

- اللجلجة وفلتات اللسان وتصحيح ما يقوله.

- الملل والضيق وظهور علامات القلق مثل اللعب في الملابس وإجراء الجسم والرسم الكتابة العفوية والروتينية الرتيبة، والميل إلى النوم.

- النسيان، والإنكار، والتبرير، والغموض.

- معارضة المرشد وعدم الموافقة على تفسيراته والنضال ضدها، ومحاولة إثبات أن المرشد مخطيء.

- منافسة المرشد في ميدان عمله وادعاء المعرفة.

- الموافقة المفرطة على كل ما يقوله المرشد دون نقاش.

- التشكيك في قيمة عملية الإرشاد وإبراز نواحي القصور فيها، وإنكار الحاجة إليها.

- الحضور متأخرا إلى جلسات الإرشاد أو تناسي مواعيدها، أو الاعتذار عنها.

- التظاهر بالشفاء أو "الهروب إلى الصحة".

ويجب على المرشد مقاومة المقاومة بمرجد ظهورها. إن المواد والخبرات المؤلمة والأفكار والرغبات والصدمات الانفعالية التي تعترض المقاومة ظهورها لها دلالة خاصة في حياة العميل وارتباط وثيق بمشكلاته الأساسية، ومن ثم فلها أهمية خاصة عند المرشد. والمقاومة تمنع العميل من فهم مشكلاته، ومن هنا تأتي ضرورة وأهمية مقاومة المقاومة أو ما يسمى تحليل المقاومة Resistance Analysis وذلك بالعمل على كسر حدتها وإضعافها والقضاء عليها ولفت نظر

ص: 303

العميل إليها وإلى أسبابها ومظاهرها، وتوضيح وشرح أضرارها وكيف أنها تحول دون الوصول إلى أسباب مشكلاته ومواجهة خبراته العنيفة وجها لوجه، ويعتبر التفسير والشرح -في مناخ نفسي دافئ فاهم متقبل- هو الأداة الرئيسية لمقاومة المقاومة تدريجيا. ويفيد التدرج في إظهار الخبرات الأليمة والصادمة والخاصة وعدم البدء بها في مراحل عملية الإرشاد المبكرة. ويساعد على مقاومة المقاومة كذلك المشاركة الانفعالية للعميل ومساندته في الانتقال من جانب المقاومة عبر مرحلة تكافؤ إلى جانب مسايرة التغير، ويمكن استغلال التحويل الانفعالي من جانب المقاومة عبر مرحلة تكافؤ إلى جانب مسايرة التغير. ويمكن استغلال التحويل الانفعالي الموجب أي ميل العميل وحبه للمرشد في تحليل المقاومة والتغلب عليها، هكذا يبذل المرشد كل المحاولات ويطرق كل السبل إلى أن تتحول المقاومة إلى تعاون يؤدي إلى الاستبصار وفهم النفس ومتابعة عملية الإرشاد، مع ضرورة إفهام العميل أنه ما زال -رغم ظهور المقاومة- مقبولا وأن المرشد يفهم هذه الأمور وأنها لم ولن تؤثر عليه ولا على عملية الإرشاد.

ومرة أخرى يلاحظ أنه في بعض الأحيان قد يبذل العميل جهودا لا شعورية في مقاومة تحليل المقاومة، وهذه حلقة جديدة من المقاومة، فالعميل قد يعتبر جهود المرشد لمقاومة مقاومته وتحليلها بمثابة هجوم شخصي عليه يزيد قلقه، وهذا يدعو إلى مزيد من المقاومة، وهنا مرة أخرى يجب أن يصر المرشد على الاستمرار في تحليل المقاومة والتغلب عليها حتى تستمر عملية الإرشاد نحو تحقيق أهدافها.

هذا وقد يعتقد البعض أن ظهور المقاومة قد يضايق المرشد ويشعره بالإحباط، ولكن المرشد الخبير يعرف أنها طارئ محتمل الحدوث، وقد يستفيد من ظهورها في فهم بعض جوانب شخصية العميل المقاوم. ولكنه حين يعمل على تحليلها ومقاومتها فإن آثارها تزول وتستمر عملية الإرشاد. "انظر شيلدون إيزينبيرج ودانيل ديلاني، 1995".

التحويل Transference:

يقصد به التحويل الانفعالي، أي تحويل الانفعال من موضوع إلى موضوع آخر. والتحويل كطارئ من طوارئ عملية الإرشاد هو تحويل العميل لانفعالاته الخاصة بالآخرين وتركيزها وبلورتها عن المرشد.

ويكشف التحويل عن أعمق تجارب العميل الانفعالية. ولكن بالنسبة لطبيعة الموقف الإرشادي فإن الانفعالات تكون أقل شدة من الانفعالات الأصلية.

ويمكن تشبيه المرشد بأنه يكون أثناء عملية الإرشاد بمثابة "شاشة بيضاء" يسقط عليها العميل أي انفعالات يشاء.

ص: 304

ويحدث التحويل أثناء عملية الإرشاد في بعض الحالات التي يتعرض فيها العميل لمشاعر مختلفة تجاه المرشد. ومع تقدم عملية الإرشاد قد تتذبذب انفعالات العميل تجاه المرشد، فهو تارة يحبه وتارة يكرهه، وحيث أن العميل لم تكن له صلة سابقة بالمرشد، والأصل في انفعالاته تجاه المرشد أنها محايدة، فليس هناك ما ييبرر هذا السلوك، ولا بد إذن أن يكون المقصود بهذا السلوك شخصا آخر، وما المرشد إلا "شخص متاح" يرمز إليه، ومن ثم تتحول تجاهه الانفعالات التي يكنها العميل في واقع الحياة لهؤلاء الأشخاص الآخرين، ويسقطها عليه العميل ويضعه في أدوارهم.

ومن أنواع التحويل ما يلي:

- التحويل الموجب: وهو التحويل الذي يتسم بالحب والإعجاب من جانب العميل تجاه المرشد. وقد يأخذ شكل تحويل العلاقة الإرشادية إلى علاقة حب، وقد يبرر العميل ظهور التحويل الموجب بأنه نوع التعبير عن الامتنان وعن الجميل الذي يحمله للمرشد الذي يساعده.

- التحويل السالب: وهو التحويل الذي يتسم بالكراهية والنفور من جانب العميل تجاه المرشد. وقد يأخذ شكل العدوان والمقاومة والتشهير وعدم التعاون وفقدان الاهتمام بعملية الإرشاد وإنهائها. ومن مظاهر التحويل السالب أيضا ظهور ما يسمى "عصاب التحويل" Transference Neurosis وهو تكوين عصابي جديد بدلا من التكوين العصابي الأصلي الذي جاء به العميل، يوجه نحو المرشد ونحو عملية الإرشاد.

- التحويل المختلط: وهو التحويل الذي يجمع بين الموجب والسالب أو الحب والكراهية من حانب العميل تجاه المرشد1.

ولتقريب أنوع التحويل نضرب المثل الآتي: لنفرض أن شخصا خيرا أراد توزيع زكاة الفطر، فأخذ المال وقصد مجموعة يعرفها من الفقراء ليوزعه عليهم، ولكنه لم يجدهم ووجد فقيرا واحد لم يكن يقصده، ولكنه هو "الشخص المتاح" فأعطاه كل المال. إن هذا الفقير الذي أخذ كل المال ونال كل الخير ليس مقصودا شخصيا، لكنه أخذ كل المال ونال كل الخير بدلا من الذين قصدوا أصلا وليسوا موجودين وهو فقط الشخص المتاح، ومن ناحية أخرى لنفرض أن

1 يجب التحذير من احتمال حدوث التحويل المضاد Counter- transferenc فالمرشد يشارك العميل انفعاليا ويتجاوب معه مع ملاحظة وضبط انفعالاته، إلا أن المرشد كإنسان قد يفلت منه زمام الأمر ويستجيب انفعاليا لخبرة التحويل، وهذا قد يحدث في حالات نادرة، ويمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للمرشد، ولذلك يجب الحيلولة دون حدوثه.

ص: 305

شخصيا ثائرا على سلطة الشرطة لخبرات سيئة مع عدد معين من أفرادها، فخرج إلى الشارع للاشتباك معهم ولكنه لم يجدهم فقد أنهوا دوريتهم، ووجد شرطيا واحدا فاشتبك معه لأنه الشرطي المتاح وصب عليه جام غضبه، إن هذا الشرطي الذي تلقى كل الغضب ليس مقصودا شخصيا ولكنه يمثل أفراد الشرطة الآخرين الذين قصدوا أصلا، ولكنهم ليسوا متاحين، وهو فقط الشخص المتاح.

هذا ويعزى التحويل إلى أسباب منها ما يلي:

- يفتقر العميل في حياته إلى دور خاص ويعتبر خلو حياته من هذا الدور جزءا من مشكلته، ولا تكاد تتقدم العلاقة الإرشادية حتى يضع المرشد في هذا الدور بكل الانفعالات التي ترتبط به. ومن أمثلة هذه الأدوار دور الوالد أو دور الحبيب

إلخ.

- يفسر أصحاب مدرسة التحليل النفسي التحويل بأن العميل يحيي انفعالاته الماضية بإزاء الأشخاص المحيطين به ويحياها مع المرشد. أي أنه من خلال عملية التحويل، يعيد العميل، تمثيل هذه الانفعالات التي حدثت في الطفولة، ويرى بعض هؤلاء أن عملية التحويل تشير إلى الخبرات الانفعالية المحبطة مع الوالدين والإخوة أو الزوج أو المحبوب أو الرؤساء أو المدرسين أو الأصدقاء أو الزملاء

إلخ.

وعلى الرغم من أن التحويل طارئ مهدد لعملية الإرشاد، إلا أنه يمكن للمرشد استغلاله في عملية الإرشاد مؤقتا على النحو التالي:

- تحليل سلوك العميل في موقف التحويل، وفهم الكثير عن حياته الانفعالية، وذلك بدراسة السلوك المتكرر خلال عملية التحويل كعينة سلوكية حية، وخاصة أن عملية التحويل تكون تحت الضبط.

- المساعدة في عملية التنفيس والتطهير الانفعالي لانفعالات مكبوتة عند العميل.

- التغلب على مقاومة العميل، وفي استدراج انفعالاته المكبوتة، ما يتيح فهما أوضح لديناميات الشخصية والاضطراب.

- القضاء على العصاب، وذلك لأنه يتيح للانفعالات الموجبة أو السالبة أو المختلطة فرصة الظهور والتحقق، وبذلك يمكن السيطرة عليها وضبطها وتوجيهها التوجيه السليم.

ويجب على المرشد تحليل التحويل Transference Analysis أي تحرير العميل من التحويل الانفعالي، ويتم ذلك بتفسير التحويل وبيان سببه للعميل وإيضاح أن انفعالاته هذه ليس

ص: 306

مصدرها الوقت الراهن ولا صلة لها بشخص المرشد، ولكنها ترجع إلى فترة سابقة، وتتعلق أصلا بأشخاص آخرين، وأنها أسقطت على شخص المرشد خلال عملية التحويل أنه فقط هو "الشخص المتاح" حاليا وليس الشخص الأصلي، ويلاحظ أن تحليل التحويل السالب أسهل نسبيا من تحليل التحويل الموجب. ويلجأ بعض المرشدين إلى الإرشاد الجماعي للمساعدة في فطام العميل انفعاليا من علاقة التحويل، ففي جلسات الإرشاد الجماعي تتوزع الانفعالات على عدد من الأشخاص المتاحين" فتصبح أقل حدة وتركيزا ويصبح تحليلها أسهل.

الإحالة Referral:

هي إحالة العميل إلى أخصائي آخر أو جهة اختصاص أخرى، لسبب أو لآخر مثل الفحص أو تقديم خدمات نفسية متخصصة غير متوافرة لدى المرشد، أو في عيادة أو مركز الإرشاد الذي يعمل به، وذلك بعد موافقة العميل.

والإحالة تعتبر أحد طوارئ عملية الإرشاد، إذا لزمت بعد أن يكون العميل قد قطع شوطا في عملية الإرشاد، حتى لو كان ذلك الشوط مجرد إعداد العميل وتجميع المعلومات والتشخيص وتحديد المشكلات فقط، ولاحظ أن قرار الإحالة قرار مهني هام ومسئولية خطيرة.

ومن أنواع الإحالة ما يلي:

- الإحالة الجزئية "أو المؤقتة": وهذه تكون لفترة محدودة من الزمن أو بقصد إجراء فحص أو بحث محدد أو الحصول على خدمة، ثم يعود العميل بعد ذلك إلى المرشد مرة أخرى.

- الإحالة الكلية: "أو الكاملة": وفيها يحال العميل كلية أو نهائيا إلى مرشد آخر أو جهة أخرى.

ومن أسباب الإحالة ما يلي:

- قد تحيل بعض المدارس أو المؤسسات حالات للإرشاد، ويتم ذلك أحيانا على أساس تشخيص قد يكون خاطئا ولا يدخل في حدود اختصاص المرشد أو عملية الإرشاد.

- قد يكون هناك نقص في بعض الخدمات في العيادة أو مركز الإرشاد.

- قد يتحتم إحالة العميل إلى أخصائي آخر بحكم القانون، حين تكون حالته تخرج عن اختصاص المرشد ونطاق عمله المصرح به قانونا، كما في الحالات التي تحتاج إلى علاج طبي مثلا.

- قد يبدأ العميل عملية الإرشاد، ثم في منتصف الطريق يجد أنه يفضل لو لم يستمر مع هذا

ص: 307

المرشد بسبب معلومات معينة لا يزيد أن يقولها، أو لأي سبب آخر لا يرتبط بالمرشد ولا بالعميل، وقد يلمس المرشد ذلك أو يلمح به العميل أو يذكره صراحة.

وهناك حالات تتحتم فيها الإحالة مثل:

- حالات المرض العضوي، وهذه تحال إلى الطبيب المختص.

- حالات الذهان، وهذه تحال إلى مستشفى الأمراض النفسية للعلاج الطبي النفسي.

ولقرار الإحالة شروط منها:

- يجب في أول الأمر -كما سبق أن ذكرنا- عند تقديم عملية الإرشاد النفسي لفت نظر العميل إلى أنه قد يستدعي الأمر إحالته إلى مرشد أو أخصائي آخر أو جهة اختصاص أخرى، وأن ذلك ليس تخليا عنه، ولكن الإحالة في صالحه.

- يجب أن تكون الإحالة في حالة الضرورة القصوى فقط.

- يجب إقناع العميل بضرورتها والحصول على موافقته عليها ومناقشة المعلومات التي ترسل مع خطاب الإحالة أو تنقل إلى جهة الإحالة وموافقته عليها.

- يجب متابعة الحالة بعد الإحالة للتأكد من أن العميل يذهب إلى الأخصائي الآخر أو الجهة الأخرى فعلا، وحتى لا يشعر العميل أن المرشد تخلى عنه أو نسيه.

وتتم الإحالة حين يرى المرشد ضرورتها، أو حين يطلب العميل ذلك، أو حين تحتمها الظروف كما في حالات اضطرار المرشد إلى سفر أو انتقاله من بلد إلى آخر

إلخ.

ومن خطوات ووسائل عملية الإحالة ما يلي:

- تحديد الأشخاص أو جهة الإحالة التي يمكن إحالة العميل إليها بادئا بالبيئة المحلية مثل المعالجين النفسيين، والأطباء وبعض العيادات المتخصصة أو المستشفيات، وعيادات توجيه الأطفال، أو مؤسسات الأحداث، أو مؤسسات رعاية الشيوخ المسنين، ويجب التأكد من كفاءة الشخص المحال إليه أو الجهة المحال إليها قبل الإحالة حتى لا يحدث إحالة أخرى، وفي هذا ما فيه من ضرر بالنسبة للعميل، فقد يفسر ذلك على أنه غير مرغوب فيه، أو أن حالته ميئوس منها.

- الاتصال الشخصي أو عن طريق اتصال تليفوني أو عن طريق خطاب إحالة، مع ذكر أسباب الإحالة والتوصيات اللازمة، حتى تتخذ الإجراءات اللازمة لاستقبال الحالة المحالة.

- تعريف العميل بعنوان المحال إليه ورقم التليفون وموعد المقابلة

إلخ.

ص: 308