الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حالات العجز عن العمل بما يكفل لهم حياة عزيزة كريمة. ويجب العمل على تنشيط النشاط الديني والندوات الدينية1 واستغلال اتجاه الشيوخ إلى الدين في هذه المرحلة.
مؤسسات رعاية الشيوخ: قد لا يتوفر لبعض الشيوخ الرعاية الأسرية اللازمة، وقد يرفض بعضهم العيش عالة على الأولاد والأحفاد، وقد يرغب بعضهم في العيش مع رفاق سنهم، وتهتم الدول بإنشاء مؤسسات متخصصة لرعاية مثل هؤلاء الشيوخ من كافة النواحي، حيث تقدم جميع أنواع الخدمات النفسية والاجتماعية والطبية المتخصصة، وبعض الدول تنشئ بيوتا خاصة للشيوخ، وفي دول أخرى تخصص أحياء خاصة للمسنين، وفي دول أخرى نجد مدنا كاملة للشيوخ، وفي مؤسسات الشيوخ تقدم جميع خدمات الإرشاد وخاصة الإرشاد الجماعي بأسلوب النادي الإرشادي وغيرها.
1 يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: "يابن آدام إن الشيب نور من نوري، وإني أستحي أن أعذب نوري بناري فاستحيي مني". يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله".
إرشاد الفئات الخاصة:
نقصد هنا إرشاد الفئات الخاصة بمعنى ذوي الحاجات الخاصة. وعلى الرغم من قولنا إن الإرشاد النفسي يوجه خدماته أساسا إلى العاديين فليس معنى هذا أنه يترك الفئات الخاصة، ولكنه يفرد مجالا خاصا لإرشادهم. ولا شك أن ذوي الحاجات الخاصة هم أحوج الناس إلى الإرشاد النفسي.
ويقصد بالفئات الخاصة هنا المعوقون وذوو الحاجات الخاصة وذوو العاهات الجسمية التي تعوقهم حسيا "مثل العميان والصم" أو حركيا "مثل المقعدين" والمعوقون عقليا "مثل ضعاف العقول" أو اجتماعيا" مثل الجانحين" ومتعددوا الإعاقة "مثل الصم والبكم والعميان والمشوهين"1. ويضيف البعض المتفوقين "باعتبارهم فئة خاصة". وهذه الفئات جميعا يحتاج العمل معهم إلى تعديل وسائل وطرق الإرشاد لتناسب حالاتهم.
1 من الشخصيات المعروفة عالميا "هيلين كيلر" Keller، وهي متعددة الإعاقة "عمياء صماء بكماء" ورغم هذا شقت طريقها في الحياة بنجاح.
وهناك فريق من الباحثين والدارسين والكتاب يرون عدم ضرورة تخصيص مجال من مجالات الإرشاد للفئات الخاصة على أساس أن الكثير من الدراسات والبحوث توضح أنه لا توجد فروق جوهرية بينهم وبين العاديين في جوهر الشخصية، في حالة تساوي الظروف والعوامل، فالعميان مثلا أفراد عاديون لكنهم لا يرون، والصم أفراد عاديون لكنهم لا يسمعون
…
وهكذا، والفروق التي توجد إنما هي نتيجة لعوامل بيئية أكثر مما تتعلق بالعاهة أو الإعاقة، مثل الاتجاهات الاجتماعية نحو ذوي الحاجات الخاصة من ذوي العاهات والمعاقين واعتبارهم متخلفين أو عجزة، كذلك فإن هذه الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات لدى أفراد هذه الفئات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية "انظر حامد زهران Zahran؛ 1964، 1965، سميرة أبو زيد 1991، مها زحلوق، 1994، عبد المطلب القريطي، 1996".
وعلى كل حال فمهما اختلفت الآراء فإن هناك فروعا من علم النفس تخصصت في "علم نفس الفئات الخاصة" و"سيكولوجية غير العاديين" وهناك فروع من التربية تخصصت في "التربية الخاصة" أو تربية الفئات الخاصة، ومن كل هذه التخصصات يفيد إرشاد الفئات الخاصة أخذا وعطاء "يوسف القريوتي، وعبد العزيز السرطاوي، 1995".
ونحن نجد أن تربية وإرشاد هذه الفئات تختلف الممارسة بخصوصها. فبعض الدول تدمجهم وتعلمهم في المدارس العادية، وبعضها تعلمهم في مدارس خاصة، والبعض تعلمهم في فصول خاصة في إطار المدارس العادية "جاكسون وجونيبر Jackson & Juniper؛ 1971".
وقد خصصت الأمم المتحدة عقدا كاملا للمعوقين "1983-1992" حيث قدرت هيئة الصحة العالمية عدد المعوقين في العالم بما يقرب من 10% من سكان العالم، بينهم 3% من المتخلفين عقليا، ونظرا للمعوقات التي تواجه محاولات حصر المعوقين من خلال التعداد العام للسكان، فإن التقريب هو القاعدة في تحديد حجم مشكلة المعوقين، حتى لنجد أن الأرقام التي تذكر عن النسبة العامة للإعاقات هي بين 5% إلى 15%. والسبب في ذلك هو محاولة ولي الأمر إغفال بيانات الإعاقة خجلا أو أملا في الشفاء، مع صعوبة تحديد بعض الإعاقات بسبب نقص البيانات الدقيقة عن درجة الإبصار أو حدة السمع أو نسبة الذكاء
…
إلخ. وفي ضوء هذا، فإن ما يتوافر هو مجرد تقديرات تقدمها دراسات استطلاعية يقدر بعضها عدد المعوقين في مصر بحوالي 5% من عدد السكان "يوسف هاشم إمام، 1998".
ومن الخصائص العامة لمعظم الفئات الخاصة اللجوء إلى السلوك الإنكاري، أي
إنكار وجود عاهة أو عائق، والسلوك الدفاعي كالتبرير والإسقاط. يشاهد كذلك اللجوء أحيانا إلى السلوك التعويضي، التوازني الذي قد يصاحبه سوء توافق الشخصية، ويلاحظ أيضا الميل بصفة عامة -بسبب الحالة غير العادية- إلى الانطواء والانسحاب اجتماعيا مما يؤثر على مستوى النضج الاجتماعي، وفي نفس الوقت نجد من بين ذوي الحاجات الخاصة أشخاصا في غاية التوافق ويتمتعون بمستوى عال من الصحة النفسية.
وإرشاد الفئات الخصة هو عملية المساعدة في رعاية وتوجيه نموهم نفسيا وتربويا ومهنيا وزواجيا وأسريا، وحل مشكلاتهم المرتبطة بحالات إعاقتهم أو تفوقهم، أو الناتجة عن الاتجاهات النفسية الاجتماعية تجاههم وتجاه حالتهم، بهدف تحقيق التوافق والصحة النفسية.
وهناك ثلاثة أهداف رئيسية في إرشاد الفئات الخاصة هي: التغلب على الآثار المباشرة للظروف غير العادية "كما يحدث في تربيتهم وتوجيههم مهنيا"، وإزالة الآثار النفسية المترتبة على الحالة غير العادية "مثل الانطواء أو السلوك الانعزالي" وتعديل ردود الفعل للحالة "كما في الاتجاهات نحو الإعاقة والمعوقين".
الحاجة إلى إرشاد الفئات الخاصة:
إذا قيل إن ذوي الحاجات الخاصة يتفقون مع العاديين في أساس الشخصية، فإنهم يحتاجون إلى خدمات الإرشاد النفسي مثل رفاقهم العاديين. وإذا قيل إن الفئات الخاصة لهم سيكولوجيتهم الخاصة ولهم حاجتهم الخاصة ولهم مشكلات نفسية وتربوية ومهنية وزواجية وأسرية خاصة، فإنهم بصفة خاصة يحتاجون بإلحاح إلى خدمات إرشادية خاصة علاجيا وتربويا ومهنيا وزواجيا وأسريا، في شكل برامج مرنة، حتى لا يحرموا من خدمات الإرشاد في خضم الاهتمام بالعاديين الذين يمثلون الغالبية "مارجريت بينيت Bennett؛ 1963".
وإذا كان الفرد المعوق يمثل ضغطا على أسرته، فإنه هو وأسرته يحتاجون إلى خدمات الإرشاد النفسي "شاكر قنديل، 1996، مصطفى حسن أحمد، 1996".
مشكلات ذوي الحاجات الخاصة:
أولا: المشكلات العامة:
هناك مشكلات عامة تشاهد لدى معظم الفئات الخاصة، وفيما يلي أهم هذه المشكلات:
المشكلة الاجتماعية: تضيف اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعاقين وذوي العاهات وعاهاتهم مشكلات هي في الواقع أخطر من الإعاقات أو العاهات نفسها في كثير من الأحيان. وهناك تعمميات خاطئة "الحسد في حالة التفوق، والعجز في حالة الإعاقة". وأحيانا نلاحظ الشفقة الزائدة تجاه المعاقين وذوي العاهات، وأحيانا نجد القسوة على أساس الاعتقاد السائد بأن "كل ذي عاهة جبار". وكثيرا ما نسمع "إذا رأيت أعمى فاكسر عصاه، فلست أكرم ممن أعماه"، وهناك مشكلة الاعتماد على الغير، مما يجعل الآخرين ينظرون إلى المعاقين كعبء، وغالبا ما يصاحب ذلك مشكلة عدم الاطمئنان للغير.
المشكلات الأسرية: قد ينظر الوالدان إلى الطفل المعاق على أنه عقاب من الله لهم على خطايا سابقة، مع مشاعر إثم شديدة وشاذة، وقد يشعران بالحزن ويعتقدان أنهما سبب الحالة، وقد ينكران أن الطفل معاق، وقد يرفضان الطفل، وقد ينظر أفراد أسرة المعوق إليه على أنه يمثل مشكلة طول الحياة Life- long Problem، مما يحتاج إلى خدمات إرشاد دوري مدى الحياة Periodic Life- Long Counselling "ساكسون Saxon؛ 1972".
المشكلات التربوية: قد تنقص الإمكانات والمعدات التي يحتاج إليها تربية وتعليم وتأهيل ذوي الحاجات الخاصة من المتفوقين والمتأخرين والمعوقين، وقد لا تتوافر الأعداد الكافية من المعلمين والأخصائيين المؤهلين للعمل معهم حسب حالاتهم مثل المتخصصين في طريقة بريل والتعليم بطريقة الإشارة أو الطريقة الشفهية.
المشكلات المهنية: ومنها نقص فرص العمل أمام المعوق، إذا قورن بغير المعوق ويقول البعض إنه لولا تخصيص نسبة 5% من الوظائف الحكومية وفي القطاع العام للمعوقين لأصبحت المشكلة أكبر بكثير. وتوجد كذلك صعوبات إيجاد العمل بسبب إحجام أصحاب العمل في القطاع الخاص عن تشغيل المعاقين لاعتقادهم أنهم أقل إنتاجا وأكثر تعرضا للحوادث، وهناك مشكلة البطالة الكاملة أو الموسمية أو المقنعة، ويلاحظ الاشتغال بأعمال التسول المقنع وراء العجز أو العاهة.
المشكلات الانفعالية: ومنها الشعور بعدم الرضا والخوف والشعور بالإحباط، ومشاعر النقص والعجز "الحقيقي أو المتخيل" والأسى والحسرة والغيرة والعصبية، ومشاعر الاعتراض والبغض للبيئة التي تصف الفرد بالعجز مغلفا بمظاهر الشفقة، ويرتبط بهذا في كثير من الحالات لازمات انفعالية حركية، وعادة ما تؤدي هذه المشكلات إلى سوء التوافق الانفعالي.
مشكلات الزواج: ومنها رغبة البعض في الزواج مع وجود عوائق في سبيل تحقيق هذه الرغبة، وإقلاع البعض وعدم تفكيرهم في الزواج لكونهم معاقين، الزواج من شريك حياة له نفس الإعاقة، والزواج من شريك حياة غير معاق -وهي فرص نادرة- والخوف من تأثير عامل الوراثة على الأولاد، ومشكلات تربية الأولاد، ومشكلات الأعمال المنزلية، ويلاحظ أن مشكلات الزواج أكثر حدة في حالات الإناث المعاقات نسبيا عنها في حالات الذكور.
مفهوم الذات السالب: يتأثر مفهوم الذات لدى الفرد من الفئات الخاصة -ولا شك- بحالته، فقد يكون مفهوم الذات لدى المتفوق سالبا حين لا يدرك في ذاته هذا التفوق فيبخسها. ويتأثر مفهوم الذات لدى المعاق نتيجة لفقدانه حاسة أو طرفا أو قدرة، أو نتيجة لوجود تشويه في مفهوم الجسم، وهو بعد هام جدا من أبعاد مفهوم الذات، كذلك فإن تأثير الاتجاهات الاجتماعية التي تلونها الشفقة ووصف الحالة بالعجز على مفهوم الذات يكون غالبا تأثيرا سيئا أو مشوها.
ثانيا: المشكلات الخاصة:
هناك مشكلات خاصة بكل فئة من الفئات الخاصة وفيما يلي أهم هذه المشكلات:
مشكلات المتفوقين ومشكلات ضعاف العقول: سبق أن تنوالنا مشكلات المتفوقين ومشكلات ضعاف العقول كمشكلات تربوية عند الكلام عن الإرشاد التربوي، فهما مشكلتان مشتركتان بين مجالي الإرشاد التربوي وإرشاد الفئات الخاصة.
مشكلات العميان وضعاف البصر: حيث يعتبر البعض أن فقدان البصر والحرمان من النظر هو أسوأ شيء يمكن حصوله للإنسان.
مشكلات الصم وضعاف السمع: أهمها نقص الاتصال بالعالم الخارجي سمعيا، مع وجود الاتصال البصري، مما يؤدي إلى الشكوك في سلوك الآخرين.
مشكلات المعوقين جسميا: تشمل هذه الفئة المعوقين مثل المصابين بالكساح وشلل الأطفال وحالات البتر، وتشمل المشوهين، ولا شك أن تقييد الحركة من أخطر مشكلات المعوقين جسميا، وما يترتب على ذلك من سوء التوافق.
مشكلات الجانحين: معظم الجانحين لهم شخصية مريضة اجتماعيا "سيكوباتية" غير متوافقة اجتماعيا ومهنيا، سلوكهم مضاد للمجتمع أو إجرامي منحرف.
خدمات إرشاد الفئات الخاصة:
يجب أن تقدم خدمات الإرشاد في إطار الفهم العام والتخصص لمجال الفئات الخاصة. ويجب تأكيد جوانب الشبه والتساوي مع العاديين أكثر من جوانب الاختلاف والنقص. ويجب تأكيد جوانب القوة أكثر من جوانب الضعف، ويجب تأكيد الإمكانات الموجبة أكثر من تأكيد ضروب العجز. ويجب الاهتمام بالحالات الفردية، وعدم تعميم ما هو معروف من خصائص أو مشكلات عامة على الحالات الفردية، ويجب التمييز بين حالات الإعاقة الولادية وحالات الإعاقة التي تطرأ نتيجة الحوادث مثلا. ويجب أن نعرف أن حالات الإعاقة الخطيرة تختلف عن حالات الإعاقة المتوسطة والطفيفة، وأن حالات الإعاقة الكاملة تختلف عن حالات الإعاقة الجزئية، وأن حالات الإعاق المنفردة تختلف عن حالات الإعاقة المزدوجة أو المتعددة1.
ويلخص شاكر قنديل "1996" المبادئ الأساسية في إرشاد المعوقين فيما يلي:
- المعوق له جميع مطالب واحتياجات الفرد العادي، بالإضافة إلى ما تفرضه الإعاقة من متطلبات خاصة.
- المعوق يحتاج إلى التدريب على المهارات الأساسية للتوافق مع الآخرين.
- المعوق يحتاج إلى التشجيع المستمر للاعتماد على ذاته وتحقيق الاستقلالية، مع تنمية روح التحدي للإعاقة.
- المعوق يحتاج إلى التركيز على مواطن القوة لديه، ومكافأة كل تحسن في أدائه.
- المعوق يحتاج إلى تقديم المساعدة له عندما يكون في حاجة إليها فقط.
1 الأعور في بلد العميان ملك.
ويلخص نفس المؤلف المبادئ الأساسية في إرشاد أسرة المعوق فيما يلي:
- مشكلة المعوق هي مشكلة الأسرة كلها.
- الوالدان والإخوة يفهمون الطفل المعوق، ويجب الاستفادة من هذا الفهم، وتشجيع تعاونهم.
- الوالدان لديهما مشاعر سلبية، ويعانيان من أزمة نفسية يجب مساعدتهما في التخلص منها، من خلال تبني أنماط تفكير عقلاني واقعي، ودعم الصلابة النفسية مما يخفف من وقع الأحداث الضاغطة.
- الوالدان وباقي أفراد أسرة المعوق يحتاجون إلى فهم معنى الإعاقة، ودرجتها لدى طفلهم، وتقدير تأثيرها على حياة الأسرة، وضرورة التوافق معها، والتعاون في جميع الجهود التربوية والخدمات الإرشادية اللازمة.
أولا: الخدمات العامة:
كما أن هناك مشكلات عامة تشاهد لدى معظم الفئات الخاصة، فإن هناك خدمات إرشادية عامة لكل الفئات الخاصة، فيما يلي أهمها:
خدمات الإرشاد العلاجي: تهتم بدراسة شخصية الفرد المعوق جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا، مع التركيز على تأثير حالته الخاصة "الإعاقة" في شخصيته، ودراسة وتعديلات مفهوم الذات لدى الشخص المعوق وللتخلص من تأثير حالة الإعاقة على مفهوم الذات وخاصة مفهوم الجسم، والعمل على تقبل الحالة والاعتراف بها وتحقيق التوافق معها1.
ويجب دراسة وعلاج المشكلات النفسية المرتبطة بالإعاقة والتي تعوق التوافق النفسي بصفة عامة ويجب الإعداد الانفعالي الذي يكفل التعود على المواقف والأحداث الجديدة، واحتمالات الصعوبات التي قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط والتغلب عليها.
خدمات الإرشاد التربوي: يجب التوسع في تربية وتعليم الفئات الخاصة في المدارس العادية، بحيث تكون المناهج مرنة وطرق التدريس تتيح فرصة الإسراع للمتفوقين والمتقدمين والسرعة المناسبة للضعفاء والمتخلفين، ويجب تربية الأقلية المتطرفة فقط تربية خاصة على أيدي مربين معدين إعدادا خاصا، يعملون على تنمية القدرات إلى أقصى حد ممكن، وتنمية الاستفادة من الحواس الباقية، وتنمية الاعتماد على النفس بقدر الإمكان كما يحدث في مدارس المتفوقين "للمتفوقين" ومدارس التربية الفكرية "لضعاف العقول" ومعاهد النور والأمل "للعميان" ومؤسسات رعاية الجانحين "للجانحين""يوسف الشيخ وعبد السلام عبد الغفار، 1966".
1 من شعر حسان بن ثابت:
إن يأخذ الله من عيني نورهما
…
ففي لساني وقلبي منهما نور
خدمات الإرشاد المهني: وتهتم بالتعليم والاختيار والتدريب والتأهيل المهني والتشغيل حسب الحالة، على أساس أن المجتمع يجب أن يكون به مكان لكل فرد أيا كانت درجة إعاقته في المصالح الحكومية والمؤسسات والمصانع والورش المحمية. ويجب اتخاذ الحلول اللازمة للتغلب على مشكلة بطالة المعوقين والقضاء على كلمة "العجز" التي يدمغ بها المعوقون. والقدرة على الإنتاج والعمل وكسب العيش، ويجب الاهتمام بقواعد الأمن في العمل.
خدمات الإرشاد الأسري: تبدأ خدمات الإرشاد الأسري منذ مجيء الطفل المعوق، بحيث يحدث تقبل الحالة وتعديل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدين، بما يحقق للفرد المعوق أقصى إمكانات النمو العادي، على أساس نظام الإرشاد الدوري مدى الحياة. ويجب أن يتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسليم بالواقع. ويجب أن يعمل الأهل والأصدقاء على تجنب خطأ الحماية الزائدة والشفقة الزائدة والخوف غير العادي على الحالة، ويجب العمل على تخليص الوالدين من مشاعر الذنب ومشاعر الأسى بخصوص الحالة.
خدمات الإرشاد الزواجي: وتهدف إلى تيسير الاختيار الزواجي وتدعيم الاستقرار الأسري، وخاصة في حالات الزواج بين المعوقين من الطرفين، وحالات زواج المعوقين بغير المعوقين، وحالات الجناح المعروفة التي تحول دون القبول الزواجي.
خدمات الإرشاد الديني: وتتركز في تدعيم الإيمان بالله والقبول والرضا بالواقع والقضاء والقدر.
الخدمات الصحية: وتهتم بالعلاج والتصحيح الطبي إلى أحسن درجة ممكنة، وتهتم كذلك بتوفير المساعدات السمعية والبصرية لضعاف السمع والبصر، والأجهزة للمشلولين، والأطراف الصناعية للمبتورين، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة كما في حالات المشوهين، ويجب العناية بعمل كل ما ييسر النشاط الحركي وتنمية مهارات يجيدها المعوق حتى لا يضاف إلى الإعاقة الجسمية اضطرابات نفسية واجتماعية.
خدمات نفسية عامة: ومنها القيام بالبحوث النفسية حول المشكلات الخاصة بكل فئة من الفئات الخاصة1. ومنها أيضا تعديل الاختبارات النفسية بما يناسب حالات الفئات الخاصة، كما في تعديل اختبارات الذكاء لتناسب العميان وضعاف البصر2 والصم وضعاف السمع.
1 اشترك المؤلف في الإشراف على بحوث من هذا القبيل، قام بها أعضاء البعثات الداخلية بالمركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بالزيتون بالقاهرة "برج النور"، مثل: بحث "مشاكل العمالة للمكفوفين""1973" بالاشتراك مع سيد مرسي، وبحث "الزواج بين المكفوفين""1974" بالاشتراك مع عبد المقصود إمام.
2 حامد زهران وفتحي عبد الرحيم: اختبار ذكاء المكفوفين ضعاف البصر، القاهرة: المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بالزيتون "برج النور".
إلخ، ويجب العمل على رفع الروح المعنوية وإبعاد شبح اليأس، والتشاؤم والاكتئاب، والتخلص من الإحساس بسوء الحظ والإحباط، والتخلص من السلوك الانسحابي أو السلوك العدواني، ومن المهم إبراز القدرات الإيجابية لدى الفرد.
خدمات اجتماعية عامة: وتهدف أساسا إلى تقليل ظهور الحالة غير العادية في المواقف الاجتماعية بقدر الإمكان، وتعديل الاتجاهات الاجتماعية السالبة والأفكار الخاطئة الشائعة لدى بعض المواطنين في المجتمع الكبير تجاه المعوقين، وعن عجز المعوقين، وأن الإعاقة تسبب بالضرورة سوء التوافق. ويجب تشجيع الاهتمامات والميول والهوايات المناسبة لدى الفئات الخاصة ويجب العمل على تعديل الظروف الاجتماعية بما يؤدي إلى التوافق الاجتماعي، ويجب تهيئة البيئة الاجتماعية المناسبة للتنشئة الاجتماعية السليمة.
ومما يجدر الإشارة إليه، خدمات رعاية ذوي الحاجات الخاصة، التي تقدمها الجامعة المصرية، ومن خلال برامج وأنشطة مراكز خدمة المجتمع وتنمية البيئة، على سبيل المثال لا الحصر، "مركز التعليم الخاص للإعاقة العقلية والجسمية""تحت مظلة جامعة أسيوط" حيث تقدم خدمات التأهيل متضمنة رعاية الذات "إعداد الوجبات، والعادات الصحية السليمة، والعلاج الطبيعي"، والتنمية "في مجال الموسيقى، والنشاط الرياضي، والأشغال الفنية، والتدريب للعاملين وأولياء الأمور"، والتأهيل المهني على مهن تتناسب مع القدرات المتبقية لدى المعوق "مثل تجميع الدرجات والتصوير الفوتوغرافي وتركيب النجف وتجميع المراوح والتعبئة والتغليف". "علية الحسيني، 1998".
ثانيا: الخدمات الخاصة:
وكما أن هناك مشكلات خاصة بكل فئة من الفئات الخاصة، فإن هناك خدمات إرشادية خاصة لكل فئة من هذه الفئات فيما يلي أهم معالمها:
خدمات إرشادية للمتفوقين وضعاف العقول: سبق أن تناولنا الخدمات الإرشادية الخاصة بالمتفوقين وضعاف العقول عند الكلام عن الإرشاد التربوي "راجع".
خدمات إرشادية للعميان وضعاف البصر: العميان وضعاف البصر يلقون
رعاية إرشادية وتربوية أكثر من غيرهم من الفئات نسبيا، فنجد مدارس
النور وفصول المحافظة على البصر، ومراكز رعاية وتأهيل العميان وضعاف البصر، ويجب توجيه العناية إلى تقديم المناهج التربوية والأنشطة المناسبة، واستخدام الوسائل الملائمة، مثل طريقة برايل وغيرها من الأساليب المعدلة لتناسب العميان.
خدمات إرشادية للصم وضعاف السمع: ومنها توفير الخدمات الصحية والإجراءات الصحية مثل توفير السماعات لضعاف السمع
…
إلخ.