الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعنى هذا أن المرشد يعمل على توفير مواقف تعلم تتوافر فيها شروط التعلم الجيد مثل المناخ النفسي المناسب والعلاقة السليمة وإثارة الدافعية الكافية، واختيار المادة المتعلمة وتنظيمها وتدريجها ومناسبتها بما يتفق مع استعداد العميل، وشرحها وتفسيرها واستخدام الثواب والتعزيز
…
إلخ، مع تقييم نتائج عملية التعلم.
وهنا يقرب موقف المرشد من موقف المعلم حين يستخدم كل ما يعرفه من نظريات التعلم وطرق التربية والتعليم، وقد تأخذ عملية التعلم هنا شكل المحاولة والخطأ والتعلم الشرطي
…
إلخ.
فائدة التعلم في عملية الإرشاد:
إن ما يتعلمه العميل من أساليب سلوكية خلال عملية الإرشاد مكسب كبير والمرشد عادة يضع في حسابه أثناء عملية الإرشاد أن يهيئ الخبرات المناسبة التي تتيح للعميل أن يتعلم مهارات توافقية كثيرة، وأن يتعلم حل مشكلات بنفسه مستقبلا. وهذا خير ألف مرة من أن يحل المرشد له مشكلته التي جاء بها فحسب1.
تعديل وتغيير السلوك
1 يقول المثل الصيني: "إذا جاءك طفل جائع، فلا تعطه سمكة، ولكن علمه كيف يصيد السمك، فإنك إذا أعطيته سمكة، فقد أطعمته يوما، ولكن إذا علمته الصيد، فقد أطعمته طول العمر".
BEHAVIOUR MODIFICATION AND CHANGE:
تعتبر الاضطرابات النفسية تجمعات لعادات سلوكية خاطئة أو غير متوافقة، متعلمة ومكتسبة، نتيجة للتعرض المتكرر للخبرات التي تؤدي إليها، وهذه الاضطرابات السلوكية المتعلمة يمكن علاجها عن طريق تعديلها وتغييرها الواحد تلو الآخر، تعديلا وتغييرا من السيئ إلى الأحسن، ومن الغريب إلى المألوف، ومن الشاذ إلى العادي، ومن اللامتوافق إلى المتوافق، بحيث يصبح السلوك أكثر فعالية وكفاية وواقعية وفائدة "دوجلاس براون Brown؛ 1971".
ولقد تطورت طرق الإرشاد السلوكي مستندة إلى رصيد كبير من نتائج بحوث علم النفس التجريبي كان هدفها
تعديل وتغيير السلوك
، وأدت إلى تيسير ضبط وتعديل وتغيير السلوك عن طريق محو تعلم السلوك الشاذ أو غير التوافقي المطلوب التخلص منه، وإعادة التعلم من جديد. وأصبح المرشد يستطيع استخدام طرق التعلم ومحو التعلم وإجراءاتها المعروفة مثل التعزيز والانطفاء والإشراط
…
إلخ.
عملية التعديل وتغيير السلوك:
عملية تعديل وتغيير السلوك في جوهرها تعتبر عملية محو تعلم Unlearning وإعادة تعلم Relearining
وتتضمن العملية محو تعلم السلوك الخاطئ غير السوي أو غير المتوافق أو غير المرغوب والذي يظهر في الأعراض، وذلك بالعمل على إطفائه بالتخلص منه، ومن الطرق المستخدمة في تلك الإشراط التجني، واستخدام الخبرات المنفردة، وتدريب الأطفال، والممارسة السالبة "انظر حامد زهران، 1997".
وتتمضن العملية إعادة التعليم، وإعادة التنظيم الإدراكي للعميل، وإعادة تنظيم سلوكه، والتعلم من جديد لأنماط سلوكية تحل محل الأنماط السلوكية التي محيت، بحيث ينتقل أثر هذا التعلم والتدريب الجديد من الموقف الإرشادي إلى مواقف الحياة اليومية العلمية خارج عيادة أو مركز الإرشاد، ويتم ذلك عن طريق عملية التعلم حيث يعمم العميل مثلا الاتجاهات التي كونها نحو المرشد والخبرات التي اكتسبها إلى سائر الناس والمواقف في البيئة الخارجية التي يعيش فيها.
وتسير عملية تعديل السلوك وتغيير السلوك على النحو التالي:
- تحديد السلوك المطلوب تعديله أو تغييره: ويقصد بذلك تحديد دقيق للسلوك المضطرب الظاهر الذي يمكن ملاحظته وتقييمه موضوعيا.
- تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب: ويقصد بذلك تحديد كل الظروف والخبرات التي يحدث فيها السلوك المضطرب وكل ما يرتبط به وما يسبقه من أحداث وما يتلوه من عواقب. فمثلا إذا كان العميل يشكو من خواف، فإن الانتباه يوجه إلى المناسبات التي تسبق الشعور بالخوف، والمناسبات التي يشعر العميل فيها بالخوف، والأحداث التي تتلو حدوث الخوف.
- تحديد العوامل المسئولة عن استمرار السلوك المضطرب: ويتم ذلك بتقدير ما إذا كان السلوك المضطرب يحدث نتيجة لعوامل بسيطة ونتيجة لارتباط شرطي، أم أن وراء استمراره عوامل أساسية أخرى، أم أنه يستمر بسبب النتائج التي يؤدي إليها.
- اختيار الظروف التي يمكن تعديلها أو تغييرها: ويتم ذلك بالتعاون بين كل من المرشد والعميل.
- إعداد جدول لإعادة التعلم والتدريب: ويتم ذلك بإعداد خبرات ومواقف متدرجة يتم فيها إعادة التعلم والتدريب من خلال ممارسة السلوك الجديد في إطار الخبرة المعدلة
بحيث يتم إنجاز البسيط والقريب قبل المعقد والبعيد. وهنا يلزم ترتيب الإمكانات في شكل سهل وممكن ومستحيل، ويستحث المرشد العميل على أن يبذل ما في وسعه وأن يحاول وأن يتعلم وأن يجرب1.
- تعديل الظروف السابقة للسلوك المضطرب: ويقصد بذلك تعديل العلاقات بين الاستجابات وبين المواقف التي تحدث فيها، كما في حالات نقص القدرة على التفاعل الاجتماعي السليم.
- تعديل الظروف البيئية، ويتضمن ذلك تعديل العلاقات المتبادلة بين الاستجابات ونتائجها التي تؤدي إليه، بما يؤدي إلى حدوث السلوك المرغوب في الظروف التي لم يكن يحدث فيها.
- وتنتهي العملية عند الوصول إلى السلوك المعدل المنشود.
هذا ويقول البعض إن هناك عادات سلوكية تقاوم التعديل والتغيير، ويمكن في مثل هذه الحالات الاكتفاء بتقليل تكرار مثل هذا السلوك. والرد الموجز عليهم أنه ليس هناك مستحيل أمام سلطان الإرادة وقوة العزيمة2.
فوائد عملية تعديل وتغيير السلوك في عملية الإرشاد:
تفيد عملية تعديل وتغيير السلوك في نواح كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- تعديل مفهوم الذات لدى العميل.
- تعديل وتغيير الانفعالات غير السوية.
- تعديل وتغيير نواحي النشاط العقلي المعرفي مثل بعض أفكار العميل ومعتقداته عن سلوكه وعن الآخرين
…
إلخ.
1 يقول الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه".
2 من دعاء الحكماء: "اللهم هبني القوة لتغيير ما أستطيع تغييره من الأمور، والصبر على ما لا أستطيع تغييره من الأمور، والحكمة للتمييز بين هذه وتلك".
ويقول الشاعر:
كل صعب من الأمور إذا ما
…
صادف العزم صار بالعزم سهلا
ويقول الشاعر:
إذا أغلقت يوما عن المرء حاجته
…
فإن مفاتيح الأمور العزائم
ويقول الشاعر:
ولم يبعد على قوم مرام
…
إذا ركبت له الهمم البعادا
ولم أر بعد قدرته تعالى
…
كمقدرة ابن آدم إن أراد