الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويجب كذلك تحديد الجهود العلاجية الذاتية والمحاولات الأخرى مثل اللجوء إلى غير المختصين أو الدجالين والمشعوذين
…
إلخ.
ويحدد أيضا ما إذا كانت عملية الإرشاد والعلاج ستبدأ من الصفر أم من حيث انتهى الآخرون.
التغيرات التي طرأت على الحالة:
يلزم تحديد اتجاه التغير ومداه، وتحديد ما إذا كان التغير إلى أحسن، أم كما هو أم إلى أسوأ.
ويحدد أيضا سبب التغير وما إذا كانت نتيجة للعلاج، أم أنه تلقائي مع مرور الوقت.
المشكلات والأمراض الأخرى:
يلزم تحديد المشكلات والأمراض الأخرى سواء أكانت نفسية أو طبية أو اجتماعية أو تربوية
…
إلخ.
ومن المهم معرفة ما إذا كان العميل يعاني من مشكلة واحدة أم أن مشكلاته متعددة ومتفرعة، أي أن لديه مصيبة وليس مجرد مشكلة واحدة.
طريقة حل المشكلات:
ويلزم تحديد طريقة العميل في حل المشكلات سابقا: هل يحلها بالمواجهة أم الهرب أم الانهيار أم اللجوء إلى الأخصائيين أم اللجوء إلى غير المختصين.
معلومات عامة:
هناك بعض المعلومات والبيانات العامة التي يلزم معرفتها عن العميل، وفيما يلي هذه المعلومات العامة:
النمو:
يلزم معرفة معدل نمو العميل: ومعروف أن معدل ومسار النمو تحدده وتؤثر فيه عوامل كثيرة منذ وجد الفرد حتى الوقت الحاضر، ويمكن في ضوء هذا المعدل التنبؤ بمسار النمو إن شاء الله. ويجب دراسة معدل نمو العميل في ضوء معايير النمو.
ويجب تحديد مدى تحقيق مطالب النمو في مراحله المتتابعة حتى الوقت الحاضر.
ويجب كذلك تحديد اضطرابات النمو التي تسبب المشكلات والأمراض النفسية مثل اضطرابات النمو أثناء الحمل كأن يكون غير طبيعي، والولادة إذا حدث أثناءها إصابة أو تشوه، والرضاعة والصناعية، والفطام العنيف، والطفولة ذات الخبرات الأليمة، والبلوغ الجنسي المبكر أو المتأخر، والخبرات الجنسية المؤلمة، والمراهقة كمرحلة انتقال، والإعداد غير الكافي لمرحلة الرشد،
والزواج وما قد يهدده من مشكلات أو العنوسة، وسن القعود والاكتئاب الذي قد يصاحبها، والشيخوخة والتدهور العام الذي يحدث معها.
ويجب أيضا تحديد مشكلات النمو في كل مرحلة من مراحل النمو وخاصة ما يتعلق بالضعف العقلي والتخلف الدراسي والمشكلات الانفعالية واضطرابات الغذاء اضطرابات الإخراج واضطرابات النوم وأمراض الكلام والانحرفات الجنسية وجناح الأحداث
…
إلخ.
الغرائز والدوافع والحاجات:
يلزم معرفة شيء عن غرائز العميل ودوافعه وحاجاته النفسية ومدى إشباعها فالعميل له غرائز تحركه للسلوك، وله دوافع تدفعه للسلوك، وله حاجات تشده للسلوك.
ونحن نعرف أن الغريزة Instinct هي استعداد فطري نفسي يحمل الكائن الحي على الانتباه إلى مثير معين يدركه حسيا وينفعل به وينزع إلى الاستجابة بسلوك معين تجاهه، ويصنف ويليام مكدوجال McDougall الغرائز إلى غرائز فردية مثل غريزة البحث عن الطعام وغريزة التملك وغريزة الهرب، وغرائز اجتماعية مثل الغريزة الجنسية وغريزة الوالدية وغريزة التجمع. وقد سبقت الإشارة إلى أن سيجموند فرويد Freud يقول بوجود غريزة الحياة وغريزة الموت وغرائز الأنا ويؤكد أن الغريزة الجنسية تلعب دورا هاما في الحياة.
والدافع Motive هو حالة جسمية أو نفسية داخلية تؤدي إلى توجيه الكائن الحي تجاه مثير معين يدركه وينفعل به ويختار إحدى عدة استجابات محتملة يمكن أن تقابل المثير. وتنقسم الدوافع إلى دوافع فسيولوجية تنشأ عن حاجات جسمية أساسية، ودوافع اجتماعية يثيرها ويشبعها أشخاص آخرون، وإلى دوافع أولية أو فطرية يولد الفرد مزودا بها ويلزم إشباعها لحفظ بقائه مثل الدافع الجنسي، وإلى دوافع ثانوية أو مكتسبة وهي متعلمة ومعظمها دوافع اجتماعية.
والحاجة Need افتقار إلى شيء إذا وجد حقق الإشباع والرضا والارتياح للكائن الحي. والحاجة شيء ضروري إما لاستقرار الحياة نفسها"حاجة فسيولوجية" أو للحياة بأسلوب أفضل "حاجة نفسية"، والحاجات توجه السلوك سعيا لإشباعها1 ومن أمثلة الحاجات الفسيولوجية للفرد الحاجة إلى الهواء والغذاء والماء. ومن أمثلة الحاجات الأساسية الحاجة إلى الحب
1 يقول المثل العايم: "لولا الحاجة ما مشت الرجلين".
ويقول الشاعر:
نروح ونغدو لحاجاتنا
…
وحاجات من عاش لا تنقضي
ومن المهم معرفة هل دوافع العميل وحاجاته مشبعة أم غير مشبعة، ومدى إشباعها وكيفية وطرق إشباعها، هل عن طريق الحلال أم الحرام، أو عن طريق مقبول اجتماعيا أم مستهجن اجتماعيا
…
وهكذا.
وكما سبق أن عرفنا فإن المبادئ الأساسية في الإرشاد النفسي ضرورة إشباع الدوافع والحاجات النفسية لأن إشباعها ضروري للنمو السوي للشخصية ولتحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية "مارجريت بينيت Bennett؛ 1963".
وكما سنرى -في الفصل التاسع- فإن برنامج التوجيه والإرشاد النفسي يتحدد في ضوء دوافع وحاجات الأفراد العاديين وتحقيق مطالب نموهم التي من ضمنها إشباع الدوافع والحاجات، هذا ويرى هيرمان بيترز وبروس شيرتزر Peters & Shertzer "1969" أنه يجب النظر إلى الحاجات ليس على أنه نقص، ولكن على أنها مطالب نمو، وإشباعها يؤدي إلى التوافق والصحة النفسية.
هدف الحياة Life Gaol:
من المهم معرفة هدف حياة العميل فالعمل له ماض منذ أن وجد أي منذ كان جنينا في بطن أمه، وله حاضر يعيشه، وله مستقبل سيعيشه، وله أهداف أهمها وأشملها هو "هدف الحياة"، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى الفرد لتحقيقه في الحياة. وقد يشتمل ذلك على هدف رئيسي أساسي وعلى أهداف فرعية أو ثانوية، وهدف الحياة ينظم حياة الفرد وسلوكه ويتحدد في ضوئه أسلوب الحياة الذي يتبعه لتحقيق هدف الحياة، ويلاحظ أن العميل قد يتخذ هدفا وهميا لا يستطيع تحقيقه.
أسلوب الحياة Life Style:
يلزم معرفة أسلوب حياة العميل لتحقيق أهداف حياته.
وفي سبيل تحقيق هدف الحياة يسلك العميل بطريقة خاصة وأسلوب حياة خاص هو عبارة عن طريقته في سعيه لتحقيق أهدافه.
وتعدد أساليب الحياة، فقد يكون أسلوب الحياة الذي يتبعه العميل أسلوب علم أو أسلوب نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو رياضي أو فني أو أسلوب مناورة. وأسلوب العلم يؤدي إلى أن يصبح الفرد عالما وأسلوب النشاط الفني يؤدي إلى أن يصبح فنانا
…
وهكذا.
وقد تختلف أساليب الحياة التي تؤدي إلى تحقيق هدف واحد. فمثلا قد يكون هدف الحياة عند فردين واحدا وهو جمع المال وأحدهما يتبع أسلوب حياة شريف والآخر يتبع أسلوب حياة غير شريف لتحقيق هذا الهدف.
حيل الدفاع النفسي Defense Mechanisms:
العميل كإنسان يتعامل مع العالم المحيط به ومعه سلاح نفسي اسمه "حيل الدفاع النفسي"، وعبارة عن أساليب لا شعورية غير مباشرة تحاول الإبقاء على التوازن النفسي وتحقيق التوافق النفسي ولو بتشويه الحقيقة ومسخها، وهي عبارة عن خط دفاع نفسي به نقط دفاع قوية ضد أي مهددات نفسية مثل مسببات القلق والتوتر الناتجة عن الإحباطات والصراعات.
وحيل الدفاع النفسي عادة يلجأ إليها كل الناس، السوي وغير السوي والعادي، والشاذ والصحيح والمريض، ولكن الفرق بينهما في كل حالة هو نجاح الأول وإخفاق الثاني، ووجودها بصورة معتدلة عند الأول وبصورة مفرطة عند الثاني.
وتتعدد حيل الدفاع النفسي فنجد منها:
حيل دفاع انسحابية "أو هروبية": مثل الانسحاب والنكوص والتفكيك والتخيل والتبرير والإنكار والإلغاء والسلبية.
حيل دفاع عدوانية "أو هجومية: مثل العدوان والإسقاط والاحتواء.
حيل دفاع إبدالية: مثل الإبدال والإزاحة والتحويل والإعلاء والتعويض والتقمص وتكوين رد الفعل والتعميم والرمزية والتقدير المثالي.
ويجب تحديد حيل الدفاع التي يلجأ إليها العميل: هل هي حيل دفاع سوية غير عنيفة تساعد على حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي مثل الإعلاء والتعويض والتقمص والإبدال، أم هي حيل دفاع غير سوية عنيفة يلجأ إليها عندما تخفق حيله الدفاعية السوية فيظهر سلوكه مرضيا مثل الإسقاط والنكوص والعدوان والتحويل والتفكيك والسلبية "للتفصيل انظر حامد زهران، 1997".
مفهوم الذات Self- Concept:
للعميل ذات هي جوهر الشخصية، وله مفهوم عن ذاته هو حجر الزاوية في الشخصية ومقرر السلوك، وله مستويات لمفهوم الذات: عام وخاص وواقعي ومثالي واجتماعي، وقد يكون مفهوم الذات موجبا حين يتطابق مفهوم الذات الواقعي والمثالي أو سالبا حين لا يتطابقان، فإذا كان موجبا فمعنى ذلك التوافق، وإذا كان سالبا فمعنى ذلك سوء التوافق "راجع نظرية الذات في الفصل الثالث".
ومطلوب معرفة هل مفهوم الذات لدى العميل موجب أم سالب، وهل هناك نقص في تقدير الذات، ومطلوب معرفة محتوى مفهوم الذات الخاص أهميته الخاصة في الإرشاد العلاجي وخاصة المحتويات ذات الوزن الكلينيكي والمشكلة الرئيسية للعميل ومشكلاته الخاصة ودرجة تغليف الذات والمقاومة "انظر حامد زهران، 1977".
مستوى التوافق Adjustment:
يلزم لعملية الإرشاد معلومات عن مستوى التوافق وعن أبعاد التوافق وسوء التوافق ودرجته.
والتوافق هو عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة "الطبيعية والاجتماعية" بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد مقابلة متطلبات البيئة، والعميل له مستوى من التوافق يتوقف على مدى ما تعرض له من مؤثرات في ماضيه وحاضره.
ومن أبعاد التوافق المطلوب معلومات عنها:
التوافق الشخصي: ويتضمن السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الدوافع والحاجات، ويعبر عن السلم الداخلي حيث يقل الصراع الداخلي، ويتضمن كذلك تحقيق مطالب النمو، ويلزم معلومات عن أسباب سوء التوافق الشخصي.
التوافق الاجتماعي: ويتضمن السعادة مع الآخرين ومسايرة المعايير والقيم الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي السليم والسعادة الأسرية والتوافق الزواجي والتوافق المدرسي، ويلزم معلومات عن المشكلات الاجتماعية الرئيسية التي يعاني منها العميل في المجتمع، والسمات الاجتماعية السالبة للعميل وعن أسباب سوء التوافق في المجتمع.
التوافق المهني: ويتضمن الاختيار المناسب للمهنة والاستعداد علما وتدريبا لها والدخول فيها والإنجاز والكفاءة والإنتاج والشعور بالرضا والنجاح، ويلزم معلومات عن أسباب الاضطراب في المهنة إن وجدت.
مستوى الصحة النفسية Mental Health:
من الضروري تحديد مستوى الصحة النفسية للعميل. ونحن نعرف أن الفرد له مستوى من الصحة النفسية يتدرج بين السوية أو العادية وبين اللاسوية والشذوذ، ومعلوم أن الفرق بين الصحة النفسية والمرض النفسي، وبين السوي واللاسوي أو بين العادي والشاذ فرق في الدرجة، أي أن الأفراد يمكن تدريبهم على متصل مستمر بين الصحة النفسية والمرض النفسي.