المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ آداب العطاس والتثاؤب - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ٢

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌ الدعاء عند إدخال الميت القبر

- ‌ الدعاء بعد دفن الميت

- ‌ دعاء زيارة القبور

- ‌ دعاء الريح

- ‌ دعاء الرعد والصواعق

- ‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

- ‌ مَا يفعل إِذَا أصابه المطر

- ‌ الدعاء إِذَا رَأَى المطر

- ‌ الذكر بعد نزول المطر

- ‌ مِنْ أدعية الاستصحاء

- ‌ دعاء رؤية الهلال

- ‌ الدعاء عند إفطار الصائم

- ‌ الدعاء قبل الطعام

- ‌ الدعاء عند الفراغ مِنْ الطعام

- ‌ دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌ الدعاء لمن سقاه أَوْ إِذَا أراد ذلك

- ‌ الدعاء إِذَا فطر عند أهل بيت

- ‌ دعاء الصائم إِذَا حضر الطعام ولم يفطر

- ‌ مَا يقول الصائم إِذَا سابه أحد

- ‌ ومن آداب الطعام والشراب

- ‌ الدعاء عند رؤية باكورة الثمرة

- ‌ آداب العطاس والتثاؤب

- ‌ كم يشمت العاطس

- ‌ ما يقال للكافر إِذَا عطس فحمد لله

- ‌1 - 1 - خطبة الحاجة

- ‌2 - 2 - الدعاء للمتزوج

- ‌3 - 3 - دعاء المتزوج وشراء الدابة

- ‌4 - 4 - الدعاء قبل إتيان الزوجة

- ‌ دعاء الغضب

- ‌ دعاء من رأى مبتلى

- ‌ ما يقال في المجلس

- ‌ كفارة المجلس

- ‌ الدعاء من العالم أَوْ ممن يقوم مقامه إِذَا أراد القيام من مجلس الجماعة

- ‌ الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌ الدعاء لمن قال: غفر الله لك

- ‌ الدعاء لمن صنع إليك معروفًا

- ‌ ما يعصم الله به من الدجال

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: إني أحبك فِي الله

- ‌ الدعاء لمن عرض عليك ماله

- ‌ الدعاء لمن أقرض؛ عند القضاء

- ‌ دعاء الخوف مِن الشرك

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: بارك الله فيك

- ‌ دعاء كراهية الطيرة

- ‌ دعاء الركوب

- ‌ دعاء السفر

- ‌ دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌ دعاء دخول السوق

- ‌ الدعاء إِذَا تعس(1)المركوب

- ‌ دعاء المسافر للمقيم

- ‌ دعاء المقيم للمسافر

- ‌ التكبير والتسبيح فِي سير السفر

- ‌ دعاء المسافر إِذَا أسحر

- ‌ الدعاء إِذَا نزل منزلا فِي سفر أو غيره

- ‌ ذكر الرجوع مِن السفر

- ‌ ما يقول مِن أتاه أمر يسوه أو يكرهه

- ‌ فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ السلام وآدابه

- ‌ دعاء صياح الديك ونهيق الحمار

- ‌ دعاء نباح الكلاب بالليل

- ‌ الدعاء لمن سببته

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا مدح المسلم

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا زكي

- ‌ كيف يلبي المحرم في الحج أو العمرة

- ‌ التكبير إِذَا أتي الركن الأسود

- ‌ الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

- ‌ دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌ الدعاء يوم عرفة

- ‌ الذكر عند المشعر الحرام

- ‌ التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة

- ‌ دعاء التعجب والأمر السار

- ‌ ما يفعل من أتاه أمر يسره

- ‌ ما يقول من أحس وجعًا في جسده

- ‌ دعاء من خشي أن يصيب شيئا بعينه

- ‌ ما يقال عند الفزع

- ‌ ما يقول عند الذبح أو النحر

- ‌ ما يقول لرد كيد مردة الشياطين

- ‌ الاستغفار والتوبة

- ‌ من أنواع الخير والآداب الجامعة

الفصل: ‌ آداب العطاس والتثاؤب

=49 - ك الدعوات، 55 - ب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر، (3454)، وقال:«حسن صحيح» .

والنسائي في عمل اليوم واليلة (302). وابن ماجه في 29 - ك الأطعمة، 39 - ب إذا أتى بأول الثمرة، (3329). والدارمي (2/ 145/ 2072). وابن حبان (9/ 62/ 3747). والطبراني في الدعاء (2003). وابن السني (279).

* فائدة: قال النووي في شرح مسلم (9/ 145): «قوله: «ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان» فيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق وكما الشفقة والرحمة، وملاطفة الكبار والصغار، وخص بهذا الصغير لكونه أرغب فيه وأكثر تطلعا إليه وحرصا عليه».

(1)

أخرجه البخاري في الصحيح، 78 - ك الأدب، 126 - ب إذا عطس كيف يشمت؟، (6224). وفي الأدب المفرد (921) و (927) وقال بعد الموضع الأول «أثبت ما يروي في هذا الباب: هذا الحديث يوي عن أبي صالح السمان». وفي التاريخ الأوسط (2/ 212 - 312) وقال بأنه «الصحيح في ذا الباب» وأبو داود في 35 - ك الأدب، 99 - ب ما جاء في تشميت العاطس، (5033). والنسائي في عمل اليوم والليلة (232). وأحمد (2/ 303). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 303). والطبراني في الدعاء (1979). وابن السني (254). والبهقي في الشعب (7/ 27/ 9335) وقال:«وهذا أصح ما ورد في هذا الكتاب» [يعني: الباب]. وابن عبد البر في التمهيد (17/ 329) ووصفة بأنه: أحسن ما روي في كيفية تشميت العاطس. والخطيب في التاريخ (8/ 33). وغيرهم.

- من طريق عبد العزيز بن عبدالله بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

* تنبيه: جاء في رواية أبي داود عن موسى بن إسماعيل عن الماجشون به إلا أنه قال «الحمد الله على كل حال» فرد «على كل حال» وانفرد بها أبو داود، وقد رواه البخاري في الأدب المفرد (921) عن موسى بن إسماعيل فذكره بدون الزيادة، ورواه أيضا عن الماجشون: أبو غسان مالك ابن إسماعيل والليث بن سعد ويحيى بن حسان التنيسي وحجين بن المثنى ويحيى بن 'سحاق السيلحيني وعاصم بن علي: فلم يذكروا هذه الزيادة؛ فدل ذلك على شذوذها.=

ص: 604

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قال الحافظ في الفتح (1/ 623): «ولم أر هذه الزيادة من هذا الوجه في غير هذه الرواية» .

- وقال الألباني في الإرواء (3/ 244): «وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ولكن قوله: «على كل حال» شاذ في هذا الحديث». ثم قال: «بيد أن هذه الزيادة صحيحة لورودها في أحاديث أخرى من رواية ابن عمر وعلي بن أبي طالب أو أبي أيوب الأنصاري وسالم بن عبيد» .

- وللحديث شةاهد كثيرة نورد بعضها لبيان حال هذه الزيادة:

1 -

روى زياد بن الربيع قال: حدثنا حضرمي مولى آل الجارود عن نافع أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر، فقال: الحمد لله، والسلام على رسول الله. فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول:«الحمد لله على كل حال» .

- أخرجه الترمذي (2738). والحاكم (4/ 265/ 266). والبيهقي في الشعب (7/ 24/ 9327). والحارث بن أبي أسامة (2/ 797/ 807 - بغية الباحث) والمزي في تهدذيب الكمال (6/ 552).

-[وحديث ابن عمر حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 94) برقم (2738)«المؤلف» .

- وحضرمي مولى آل الجارود: هكذا نسبه حميد بن مسعدة [صدوق. التقريب (276)] وقال عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري [ثقة ثبت. التقريب (643)] ثنا زياد بن الربيع اليحمدي حدثني الحضرمي، هكذا ولم ينسبه. وتابعه على ذلك: عثمان بن أبي شيبة [ثقة حافظ شهير وله أوهام. التقريب (668)].

- إلا أن محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي [صدوق التقريب (906)] وأبو الربيع الحارثي عبيد الله بن محمد بن يحيى [مستقيم الحديث. قاله ابن حبان في الثقات (8/ 407)] روياه عن زياد بن الربيع فقالا: ثنا الحضرمي بن لاحق، فوهما في هذه النسبة، لأمور منها: أن حميد بن مسعدة وعبيد الله القراريري وعثمان بن أبي شيبة لم ينسبوه هكذا: ابن لأحق، وهم أكثر وأوثق.

- ومنها: أن حضرمي بن لاحق غير معروف بالرواية عن نافع، ولا يروي عنه زياد بن الربيع، وإنما المعروف بذلك هو حضرمي بن عجلان.

- ومنها: أن ابن عدي فرق بينهما في الكامل (2/ 454) وقال: «وروى زياد بن الربيع عن رجل يقال له حضرمي فيقول مرة: ثنا حضرمي مولى آل جارود، ويقول مرة: ثنا حضرمي مولى بني خزيمة» وكذا فرق بينهما: البخاري وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم، وقالوا بأن حضرمي مولى الجارود هو ابن عجلان [وانظر: التاريخ الكبير (3/ 125). الجرح والتعديل (3/ 302). والثقات (6/ 249). وغيرها].

- وحضرمي بن عجلان مولى الجارود هذا: لم يرو عنه سوى ثلاثة، وذكر ابن حبان في الثقات [التهذيب (2/ 359)] ومثله لا يحتمل تفرده عن نافع؛ بل يعد ما تفرد به عن نافع دون بقية أصحاب الثقات على كثرتهم وجمعهم لحديثه، يعد تفرده هكذا منكرًا.=

ص: 605

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- لذا فقد قال الترمذي: «هذا حديث غريب لان نعرفه إلا من حديث بن الربيع» .

- وحكم البيهقي في الشعب على رواية زياد بن الربيع هذا بالخطأ

- وبذا تعرف ما في قول الحاكم: «صحيبح الإسناد، غريب في ترجمة شيوخ نافع» من الخطأ.

- وأما ما رواه الطبراني في الأوسط (6/ 29/ 5698). وفي مسند الشاميين (1/ 186/ 323) بإسناد صحيح إلى سليمان بن موسى حدثني نافع قال: رأيت عمر

فذكره.

- فإن سليمان بن موسى: وإن ذكره ابن المديني في الطبقة الثالثة من أصحاب نافع، إلا أن أبا حاتم قال:«وفي حديثه بعض الأضطراب» وقال البخاري: «عنده مناكير» ، [التهذيب (3/ 510). الميزان (2/ 225). الميزان (2/ 225)].

- وفي ثبوت هذا الطريق نظر؛ لاجل قول الترمذي «لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع» والله أعلم.

- وقد صحح الإسناد الأول: الألبلاني في الإرواء (3/ 245).

2 -

وروى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له من عنده: يرحمك الله، ويرد عليهم: ويهديكم الله ويصلح بالكم» وفي رواية: «ويرد عليهم: يغفر الله لنا ولكم» .

- أخرجه الترمذي (2741 م). والنسائي في عمل اليوم والليلة (212). وابن ماجه (3715). والحاكم في المستدرك (4/ 266). وفي المعرفة (98). والضياء في المختارة (2/ 236/ 64 و 641). وأحمد (1/ 122). وابنه في زيادات المسند (1/ 120). وابن أبي شيبة (8/ 501). وأبو يعلى الموصلي (1/ 260/ 360). والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 99). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 237). والطبراني في الدعاء (1977). وأبو نعيم في الحلية (8/ 390). وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد (2/ 549). والبيهقي في الشعب (7/ 28/ 9339).

- قال الدارقطني في العلل (3/ 276/ 304): «حدث به محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، واختلف عنه:

- فرواه عنه يحيى القطان بن مسهر وحفص بن غياث وحمزة الزيات، ومنصور ابن أبي الأسود وأبو عوانة: عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن أبيه عن على.

- وخالفهم: شعبة بن الحجاج وعدي بن عبد الرحمن أبو الهيثم: فروياه عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري».

- قلت: حديث أبي أيوب أخرجه: الترمذي (2741). والنسائي في عمل اليوم والليلة (213). والدارمي (2/ 368/ 2659). والحاكم (4/ 266). وأحمد (5/ 419 و 422). والطيالسي (591). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (678). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 302). والطبراني في الكبير (4/ 161/ 4009). وفي الدعاء (1978). وابن السني (255).=

ص: 606

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وابن عدي في الكامل (6/ 187). وأبو نعيم في الحلية (7/ 163). والبيهقي في الشعب (7/ 27 - 28/ 9336 - 9338).

- وقال الترمذي: «هكذا روى شعبة هذا الحديث عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النب صلى الله عليه وسلم، وكان ابن أبي ليلى يضرب في هذا الحديث، يقول أحيانا: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول أحيانًا: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم» .

- وقال النسائي: «محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوى في الحديث، سيء الحفظ، وهو أحد الفقهاء» .

- وقال الحاكم في رواية شعبة: «هذا من أوهام محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه الأنصاري القاضي- رحمه الله تعالى- فلولا ما ظهر من هذه الأوهام لما نسبه أئمة الحديث إلى سوء الحفظ» .

- وقال ابن عدي: «وهذا كله يؤتي عن ابي ليلى من سوء حفظه، كما قال شعبة: ما رأيت أسوأ حفظا من ابن أبي ليل» .

- وقال الدارقطني: «والأضطراب فيه من ابن أبي ليلى لأنه سيء الحفظ» .

-[وحديث أبي أيوب صححة العلامة الألباني في صحيح الترمذي (3/ 95)، وصحيح ابن ماجه (4715)]«المؤلف» .

3 -

روى جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد، فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم. فقال سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال بعد: لعلك وجدت مما قلت لك؟ قال: لوددت أنك لم تذكر أمي بخير ولا بشر. قال: إنما قلت لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك وعلى أمك» ثم قال: «إذا عطس أحدكم فليحمد الله- قال: فذكر بعض المحامد- وليقل له من عنده: يرحمك الله. وليرد- يعني: عليهم- يغفر الله لنا ولكم» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الاوسط (2/ 212). والكبير (4/ 106). وأبو داود (5031). والنسائي في عمل اليوم والليلة (225). والحاكم (4/ 267). والبيهقي في الشعب (7/ 29/ 9342). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 330).

- وبالرغم من أن جريرا من أثبت أصحاب منصور إلا أنه وهم في هذا الإساند:

- قال على بن المديني: «لم أجد على جرير في حديث منصور إلا في هذا» .

- وقال الحاكم: «الوهم في رواية جرير هذه ظاهرة؛ فإن هلال بن يساف لم يدرك سالم ابن عبيد ولم يره، وبينهما رجل مجهول"

* تابع جريرا عليه:

- إسرائيل بن أبي إسحاق فرواه عن منصور به، إلا أنه قال: «فليقل: الحمد لله على كل حال.

- أوقات: الحمد لله رب العالمين-».=

ص: 607

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه النسائي (226). وابن حبان (1948 - موارد).

* وخالفهما:

(أ) ورقاء بن عمر اليشكري [صدوق، في حديثه عن منصور لين. التقريب (1036)] فرواه عن منصور عن هلال بن يساف عن خالد بن عرفجة قال: كنا مع سالم بن عبيد فعطس رجل من القوم

فذكره بنحوه وفيه: «فليقل: الحمد لله رب العالمين- أو: على كل حال-»

- أخرجه البخاري في الاتريخ الأوسط (2/ 212). والكبير (4/ 107). وأبو داود (5032). والنسائي (231). والطيالسي (1203). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 15/ 1300). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 301). وأبو بكر الشافعي في الفوائد (305). والبيهقي في الشعب (9343). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 331). والمزي في تهذيب الكمال (8/ 132).

- وخالد بن عرفجة: هو خالد بن عرفطة إلا واحدا الذي له صحبة» [الججرح والتعديل (3/ 340). علل الحديث (1/ 448). والتهذيب (2/ 252) فهو مجهول. [وانظر: تحفة الأحوذي (8/ 12)].

(ب) أبو عوانه، واختلف عليه:

- فرواه محمد عيسى الطباع [ثقة فقيه. التقريب (886) عن أبي عوانة عن منصور عن هلال عن سالم به مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 58/ 6368).

- وخالفه: عبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت حافظ، عارف بالرجال والحديث. التقريب (601)]

- ويحيى بن إسحاق السيلحيني [صدوق. التقريب (1048)] وحبان بن هلال [ثقة ثبت. التقريب (216)] ويحيى بن عبد الحميد الحماني [حافظ إلا أنهم أتهموه بسرقة الحديث. التقريب (106)] رواه أربعتهم: عن أبي عوانة عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل من آل عرفطة عن سالم به مرفوعا. قاله ابن مهدي.

- أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (2/ 212). والكبير (4/ 107). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 301). والطبراني في الكبير (7/ 58/ 6369). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 331).

- وهذا هو المحفوظ عن أبي عوانة؛ ما رواه الجماعة لا سيما وفيهم الإمام عبد الرحمن بن مهدي.

- وقد تابع أبا عوانة [على الوجه المحفوظ عنه]:

- زائدة بن قدامة [ثقة ثبت. التقريب (333)] وقيس بن الربيع [صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به. التقريب (804)] فروباه عن منصور عن هلال- قال زائد: عن رجل من النخع، وقال قيس: عن شيخ من أشجع، قال: كنا مع سالم فذكر القصة وفيها الحديث.

- أخرجه الحاكم (4/ 267). والطحاوي (4/ 301).

(ج) سيفان الثوري، واختلف عليه:=

ص: 608

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- فرواه أبو أحمد الزبيري [ثقة ثبت؛ إلا أنه قد يخطيء في حديث الثوري. التقرب (861)] وإبراهيم بن خالد الصنعاني [الثقة. التقريب (107)] كلاهما عن سفيان عن منصور عن هلاك عن سالم به.

- أخرجه الترمذي (2740). والنسائي (277). وابن السني (261).

- ورواه قاسم بن يزيد الجرمي (ثقة. التقريب (796)] ثنا سيفان عن منصور عن هلال عن رجل عن سالم به.

- أخرج النسائي (228).

- ورواه معاوية بن هشام [صدوق له أوهام، وهو في الثوري: قريب من قبيصة والفريابي. التهذيب (8/ 252) شرح علل الترمذي (299)] عن سيفان عن منصور عن هلال عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم به.

- أخرجه النسائي (230).

- ورواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة متقن حافظ إمام قدوة. التقريب (1055) وهو أثبت أصحاب الثوري. شرح علل الترمذي (299). سؤالات ابن بكبر (32)] ومحمد بن جعشم الصنعاني [لم أفق على ترجمته] روياه عن سيفان عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر قال: كنت مع سالم بن عبيد في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليكم. فقال: عليكم وعلى أمك. ثم سار فقال: لعللك وجدت في نفسك؟ قال: ما أردت أن تذكر أمي. قال: لم أستطيع إلا أن أقولها، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليكم. فقال: «عليك وعلى أمك» ثم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال،- أو: الحمد لله رب العالمين- وليقل له: يرحمكم الله- أو: يرحمك الله-[شك يحيى] وليقل: يغفر الله لي ولكم» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (2/ 212). وفي الكبير (4/ 107). والنسائي (299). والحاكم (4/ 267). وأحمد (6/ 7 - 8) واللفظ له.

- قال النسائي: «وهذا الصواب عندنا، والأول خطأ، والله أعلم» .

- وهو كما قال؛ فإن يحيى بن سعيد القطان هو أثبت أصحاب الثوري وأعلم الناس بحديثه، وسيفان الثوري هو أثبت أصحاب منصور بن المعمر. والله أعلم.

- وعليه فالإسناد ضعيف، لإبهام هذين الرجلين، فإن كان أحدهما هو خالد بن عرفطة فهو مجهول أيضا.

- وقد صحح إسناد حديث جرير: الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 4) وقد أعله الأئمة كما ترى، وقال الألباني في الإرواء (3/ 247):«فالإسناد ضعيف؛ لانقطاعه أو لجهالة الواسطة بينهما» .

4 -

روى عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، ويقال له: يرحمكم الله. وإذا قيل له: يرحمكم.=

ص: 609

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الله؛ فليقل: يغفر الله لكم».

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 60). والنسائي في عمل اليوم والليلة (224). والحاكم (4/ 266). والهيثم بن كليب في مسنده (2/ 184/ 751). والطبراني في الكبير (10/ 162/ 10326). وفي الدعاء (1983). وفي الأوسط (6/ 25/ 5685). وابن السني (259). والبيهقي في الشعب (7/ 30/ 9347 و 9348).وابن عبد البر في التمهيد (17/ 331).

- واختلف فيه على عطاء بن السائب:

(أ) فرواه جعفر بن سليمان الضبعي [صدوق: التقريب (199)] وأ بيض بن أبان] قال أبو حاتم: «ليس عندنا بالتقوى، يكتب حديثه وهو شيخ «وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (2/ 312). الثقات (6/ 85). اللسان (1/ 132)] كلاهما عن عطاء به هكذا مرفوعًا.

- قال النسائي: «وهذا حديث منكر، ولا أري جعفر بن سليمان إلا سمعه من عطاء بن السائب بعد الاختلاط» .

- وقال الحاكم: «هذا حديث لم يرفعه عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود غير عطاء بن السائب، تفرد بروايته عنه: جعفر بن سليمان الضبعي وأبيض بن أبان القرشي، والصحيح فيه رواية الإمام الحافظ المتقن سفيان بن سعيد الثوري عن عطاء بن السائب» .

- وانظر كلام الطبراني في الدعاء (3/ 1688/ 1983).

(ب) وأما سفيان الثوري فرواه عن عطاء بن موقوفًا.

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (934). والحاكم (4/ 266 - 267). والبيهقي في الشعب (7/ 30/ 9346).

- وقال الحاكم: «هذا المحفوظ، من كلام عبد الله؛ إذ لم يسنده من يعتمد روايته» .

- وقال البيهقي: «والصحيح رواية الثوري» وقال قبلها: «هذا موقوف، وهو الصحيح» .

- وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث أبيض بن أبان المرفوع فقال أبو حاتم: «هذا خطأ؛ وعطاء بن السائب اختلط بآخره» ] العلل (2/ 243)]. وانظر كلام الطبراني في الدعاء (3/ 1688 (.

- وقال الدارقطني في العلل (5/ 334/ 927): «يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه: فرفعه أبيض بن أبان وجعفر بن سليمان عن عطاء، ووقفه جرير وعلي بن عاصم، والموقوف أشهر» .

5 -

روي الطبراني في الكبير (3/ 292/ 3441) وفي مسند الشاميين (2/ 442/ 1664) عن هاشم بن مرثد محمد بن أسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل من حوله: يرحمك الله. وليقل هو لمن حوله: يهديكم الله ويصلح بالكم» .

- وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين شريح وأبي مالك، وقد تكلم في محمد بن إسماعيل ابن عياش =

ص: 610

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي روايته ته عن أبيه. وتقدم الكلام عن هذا الإسناد عند الحديث رقم (61).

6 -

روي أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن عن عبد الله بن يحي بن عبد الرحمن عن عمته عمرة بنت عبدا لرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: عطس رجل عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ما أقول؟ فقال: «قل: الحمد لله» فقال القوم فما نقول؟ قال: «قولوا: يرحمك الله» قال: فما أقول لهم يارسول الله؟ قال: «قل: يهديكم الله ويصلح بالكم» .

- أخرجه إسحاق بن راهوية (2/ 430/ 994). وأحمد (6/ 79). وأبو يعلي في المسند (8/ 359/ 4946) وفي المعجم (50). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 301). والطبراني في الدعاء (1981). وابن السني (258). والبيهقي في الشعب (7/ 28/ 9341). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 329).

- وإسناده ضعيف؛ لضعف أبي معشر، وشيخه: عبد الله بن يحي بن عبد الرحمن ابن أخي عمرة: لم أقف له على ترجمة، سوى أنه ذكر في شيوخ أبي معشر من تهذيب الكمال.

* وروي نحوه من حديث أم سلمة، وفي إسناده عبد الوهاب بن مجاهد: وهو متروك. أخرجه الطبراني في الدعاء (1982).

7 -

روي ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: سمعت عبيد بن أم كلاب يحدث عن- وفي رواية: سمعت- عبد الله بن جعفر ذي الجناحين: «أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا عطس حمد الله، فقال له: يرحمك الله» . فيقول: «يهديكم الله ويصلح بالكم» .

- أخرجه أحمد (1/ 204). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 301). والطبراني في الدعاء (1980). والبيهقي في الشعب (7/ 28/ 9340).

- وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، وأما عبيد بن أم كلاب: فقال في الإصابة (3/ 101): «له إدراك، ورواية عن عمر» ، وقال ابن سعد في الطبقات (5/ 88):«سمع من عمر بن الخطاب وهو عبيد بن سلمة الليثي» وذكر له قصة مع عائشة رضي الله عنها.] وانظر: الإكمال للحسيني (583). تعجيل المنفعة (710) [.

- وفي الجملة؛ فإن حاصل ما تقدم: أن قول العاطس: الحمد لله على كل حال، أو: الحمد لله رب العالمين، وقوله لمن يشمته: يغفر الله لنا ولكم. لم يرد بإسناد صحيح ثابت مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم، وإن كان الضعف في أسانيدها يسيرا- عدا حديث ابن عمر الأول- بحيث يتقوي بعضها ببعض، إلا أن الأولي استعمال ماورد بإسناد صحيح ثابت نظيف وهو حديث أبي هريرة، فيقتصر العاطس على قول: الحمد لله، بلا زيادة، ويقول لمن يشمته: يهديكم الله ويصلح بالكم. وهذا ما صرح به إمام أئمة هذا الفن: الإمام البخاري- لله دره من إمام- إذ يقول: «أثبت ما يروي في هذا الباب: هذا الحديث الذي يروى عن أبي صالح السمان» . وقد سأل أبو داوود الإمام أحمد: إذا عطس الرجل مايقول؟ قال الإمام يحمد الله، ويقال له: يرحمك الله، ويقول: يهديكم الله=

ص: 611

282 -

2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يَشَمَّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الَّذِي لَمْ يُشَمِّتْهُ: عَطَسَ فُلَانٌ فَشَمَّتَّهُ، وَعَطَسْتُ أَنَا فَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟ قَالَ:«إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَإِنَّكَ لَمْ تَحْمَدِ اللهَ»

(1)

.

= ويصلح بالكم»] مسائل الإمام أحمد لأبي داود (1811)] فلو كانت الصيغ الأخرى ثابتة عنده لما أهملها. والله أعلم.

-[وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على زاد المعاد (2/ 436) عام 1414 ه: «المشروع للمسلم أن يحمد الله تعالي، وأقل ذلك أن يقول: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه [و [أذكر أن ابن حجر جمع الروايات في ذلك كما ذكرت» انتهي كلام شيخنا رحمه الله. قال: صدق فقد ذكر ابن حجر هذه الأنواع الثلاثة في فتح الباري (10/ 600 - 601) وذكر أن الإمام النووي قال: ولو قال: الحمد لله رب العالمين لكان أحسن، فلو قال: الحمد لله على كل حال كان أفضل، قال ابن حجر عن كلام النووي: كذا قال. قال: الحمد لله على كل حال كان أفضل، قال ابن حجر عن كلام النووي: كذا قال. قال: والأخبارصحته: كرتها تقتضي التخيير ثم الأولوية» انظر فتح الباري (10/ 600 - 601)]«المؤلف» .

(1)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في الصحيح، 78 - ك الأدب، 123 - ب الحمد للعاطس، (6221). و 127 - ب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله، (6225). وفي الأدب المفرد (931). ومسلم في 53 - ك الزهد، 9 - ب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، (2991)(4/ 2292). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 102 - ب فيمن يعطس ولا يحمد الله، (5039). والترمذي في 44 - ك الأدب، 38 - ب ماجاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس، (2724) وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (222). وابن ماجه في 33 - ك الأدب، 20 - ب تشميت العاطس، (3713). والدا رمي (2/ 368/ 2660). وابن حبان (2/ 3 الحلية (3/ 34) 601). وأحمد (3/ 100 و 117 و 176). والطيالسي (2065). وعبد الرازق (19678). وابن أبي شيبة (8/ 495). والطبراني في الدعاء (1989 - 1994). وابن السني (248). وأبو نعيم في الحلية (3/ 34) وقال:«صحيح ثابت» . و (8/ 172) وقال: «صحيح متفق عليه» . والبيهقي في الشعب (7/ 25/ 9329). وفوسلم. اب (348). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 333).

- من طرقٍ كثيرة عن سليمان التيمي عن أنس به.

- وله شاهد يرويه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله العامري المدني عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: جلس رجلان عند النبي صلي الله عليه وسلم أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف منهما، فلم =

ص: 612

283 -

3 - وعن أبي بردة قال: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَهُوَ فِي بَيْتِ بِنْتِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ، فَعَطَسْتُ فَلَمْ يُشَمِّتْني، وَعطَسَتْ فَشَمَّتَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا جَاءَهَا قَالَتْ: عَطَسَ عِنْدَكَ ابْنِي فَلَمْ تُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا!؟ فَقَالَ: َ إِنَّ ابْنَكِ عَطَسَ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ؛ فَلَمْ أُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ فَحَمِدَتِ اللهَ فَشَمَّتُّهَا؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ، فَإِنَّ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ فَلَا تُشَمِّتُوهُ

(1)

«.

284 -

4 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه؛ قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ

= يحمد الله، ولم يشمته، وعطس الآخر فحمد الله، فشمته النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الشريف: عطست عندك فلم تشمتني، وعطس هذا الأخر فشمته! قال:«إن هذا ذكر الله فذكرته، وأنت نسيت الله فنسيتك» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (932). وابن حبان (2/ 64/ 602 - إحسان). والحاكم (4/ 265). وأحمد (2/ 382). والحارث بن أبي أسامة (2/ 798/ 808 - بغية الباحث). وأبو يعلي (11/ 472 و 505/ 6592 و 6628). والطبراني في الأوسط (1402). وفي الدعاء (1995 و 1996). والبالحاكم: الشعب (7/ 26/ 93332).

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- قلت: بل إسناده حسن، فإن عبد الرحمن بن إسحاق المدني حسن الحديث إذا لم يخالف وهو ممن يحتمل تفرده في مثل هذا، والله أعلم.] التهذيب (5/ 50). الميزان (2/ 547)].

- وحسنه الألباني في صحيح الأدب (713) وغيره.

* وروي الطبراني في الأوسط (7/ 308/ 7580) من طريق: النضر بن عبد الله الأزدي عن شيبان عن يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه.

- وهو منكر بهذا الإسناد، لتفرد النضر بن عبد الله الأزدي به، وهو مجهول بهذا الإسناد، لتفرد النضر بن عبد الله الأزدي به، وهو مجهول] التقريب (1002)].

(1)

أخرجه مسلم في 53 - ك الزهد، 9 - ب تشميت العاطس، (2992). والبخاري في الأدب المفرد (941). والحاكم (4/ 265) وقال:«صحيح الإسناد ولم يخرجاه» فوهم في استدراكه. وأحمد (4/ 412). وابن أبي شيبة (8/ 495). والطبراني في الدعاء (1997). والبيهالعاطس: شعب (7/ 26/ 9330 و 9331). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 334).

ص: 613

الْجَنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ

(1)

، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ- أَوِ: الْمُقْسِم

(2)

-، وَنَصْرِ الْمَظْلُوم، وَإِجَابَة الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَام، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمَ- أَوْ: عَنْ تَخَتُّمٍ- بِالذَّهَبِ، وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّة، ِ وَعَنِ الْمَيَاثِرِ

(3)

، وَعَنِ الْقَسِّىِّ

(4)

، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ»

(5)

.

285 -

5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَريضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَازَة، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةَ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ» .

(6)

(1)

تشميت العاطس: قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 438): « .... وكل داعٍ بخير فهو مشمت ومسمت، وقيل: بالمهملة: دعاء له بحسن السمت وبعوده إلي حالته من السكون والدعة

وبالمعجمة: دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يشمت به أعداءه، فشمته: إذا أزال عنه الشماته .... وقيل: هو دعاء له بثباته على قوائمه في طاعة الله؛ مأخوذ من الشوامت وهي القوائم. وقيل هالمقسم: له بالشيطان؛ لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس، وما حصل له به من محاب الله

»

وانظر: فتح الباري (10/ 617). وغيره.

(2)

إبرار المقسم: أي بفعل ما أراده الحالف ليصير بذلك بارًا. فتح الباري (11/ 551).

(3)

هي وطاء كانت النساء يضعنه لأزواجهن على السروج، وكان من مراكب العجم، ويكون من الحرير، ويكون من الصوف وغيره. القسي: غشية للسروج تتخذ من الحرير، وقيل: هي سروج من الديباج، وقيل: هي شئ من الفراش الصغير تتخذ من حرير تحشي بقطن أو صوف يجعلها الراكب على البعير تحته فوق الرحل. شرح مسلم للنووي (14/ 32). وانظر: فتح الباري (10/ 320).

(4)

القسي: هي ثياب مضلعة بالحرير، تعمل بالقس- بفتح القاف- وهو موضع من بلاد مصر

وقيل: هي ثياب كتان مخلوط بحرير، وقيل: هي ثياب من القز، وأصله: القزي بالزاي منسوب إلي القز: وهو ردئ الحرير، فأبدل من الزاي سينًا. شرح مسلم للنووي (14/ 33). وانظر: فتح الباري (10/ 305). والنهاية (4/ 59).

(5)

متفق على صحته. وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (255) برقم (5).

(6)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في 23 - ك الجنائز، 2 - ب الأمر بإتباع الجنائز، (1240).ومسلم في 39 - ك السلام، 3 - ب من حق المسلم على المسلم رد السلام، (2126/ 4) (4/ 170). وفي رواية:«خمس تجب للمسلم علي أخيه» . وأبو داوود في 35 - ك الأدب، 98 - ب في =

ص: 614

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=العطاس، (5030). والنسائي في عمل اليوم والليلة (221). وابن حبان (1/ 476/ 241). وأحمد (2/ 540). والطيالسي (2299). والدارقطني في العلل (7/ 203). والبهقي في السنن (3/ 22 و 386). وفي الشعب (7/ 3/ 9234). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 336).

- وله طرق عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- وله طرق أخري، منها ماوراه:

1 -

العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حق المسلم علم المسلم ست» قيل: ماهن؟ يارسول الله! قال: «إذا 2162/ 5).م عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله قسمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فأتبعه» .

- أخرجه مسلم (2162/ 5). والبخاري في الأدب 390/ 6504).5 و 991). وابن حبان (1/ 477/ 242). وأحمد (2/ 372 و 412). وأبو يعلي (11/ 390/ 6504). وتمام في الفوائد (860). والبيهقي في السنن (5/ 347) و (10/ 108). وفي الشعب (6/ 529/ 9176). وفي الآداب (241).

2 -

قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسي المخزومي المدني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «للمؤمن على المؤمن ست خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيته، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد» .

- أخرجه الترمذي (2737). والنسائي (4/ 53/ 1937).

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، ومحمد بن موسي المخزومي المدني: ثقة، روي عنه عبد العزيز بن محمد وابن أبي فديك» .] وصححه العلامة الألباني في صحيح الترمذي (3/ 93)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (832) [«المؤلف» .

3 -

محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله» .

- أخرجه ابن ماجه (1435). وأحمد (2/ 332). وابن أبي شيبة (3/ 236) و (8/ 496). وهناد بن السري في الزهد (2/ 497/ 1023) وأبو يعلي (10/ 340/ 5934).

- قال في الزوائد: «إسناده صحيح، ورجاله ثقات» .

- وقد تابعه: عمر بن أبي سلمة فرواه عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «ثلاث كلهن حق علي كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله عز وجل» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (519). وأحمد (2/ 356 و 357 و 388). والطيالسي (2342).

والحارث بن أبي أسامة (2/ 855/ 909 - بغية الباحث). وابن عدي في الكامل (5/ 40) ضمن أحاديث رواها عنه جماعة ثم قال: «كل هذه الأحاديث لا بأس بها، وعمر بن أبي سلمة متماسك=

ص: 615

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الحديث، لابأس به».

- قلت: إلا أنه لم يضبط حفظه فاختصره، ورواية محمد بن عمرو أولي من روايته، وكان يحي ابن سعيد القطان يختار محمد بن عمرو عليه.

4 -

أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «حق المؤمن علي المؤمن ست خصال: أن يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له» .

- أخرجه إسحاق بن رهواية (1/ 337/ 328). وأحمد (2/ 321). والطبراني في الأوسط (9/ 136/ 9341). والبيهقي في الشعب (6/ 425/ 8753).

- وهذا إسناد مصري، لا بأس به في المتابعات والشواهد، إلا أن البرقاني قال للدار قطني:«عبد الله ابن الوليد عن ابن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة؟ فقال: ابن الوليد هو مصري، لا يعتبر به، ليسقال: الذي حدث عنه أحمد بن حنبل، وابن حجيرة هو عبد الرحمن ابن حجيرة: مصري معروف، ولا يثبت هذا الحديث» [سؤالات البرقاني (270)] فلا أدري، أيعني هذا الحديث أم غيره.

* وللحديث شواهد منها:

1 -

حديث أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع للمسلم على المسلم: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (923). وابن ماجه (1434). وابن حبان (2064 - موارد). والحاكم (1/ 349) و (4/ 264). وأحمد (5/ 273). والطبراني في الكبير (17/ 267/ 734). والمزي في تهذيب الكمال (7/ 161).

- من طالحاكم: بن سعيد القطان ثنا عبد الحميد بن جعفر ثني أبي عن حكيم بن أفلح عن أبي مسعود به مرفوعًا.

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» .

- وقال البوصيري في الزوائد: «إسناد حديث أبي مسعود صحيح» .

- وليس كما قالا، فإن حكيم ب (1/ 583):لم يخرج له سوزي البخاري في الأدب المفرد، وابن ماجه] أعني من أصحاب الكتب الستة في مصنفاتهم [. وقد قال الذهبي في الميزان (1/ 583):«تفرد عنه بهذا [يعني: بهذا الحديث] وبالرواية أيضًا: والد عبد الحميد ابن جعفر» فهو في عداد المجهولين كما قال الألباني في الصحيحة (5/ 187).

- وعليه فا لإسناد ضعيف، إلا أنه يصلح في الشواهد.

2 -

حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمسلم على المسلم ست بالمعروف: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب=

ص: 616

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= له ما يحب لنفسه».

- أخرجه الترمذي (2736). وابن ماجه (1433). والدارمي (2/ 357/ 2633). وأحمد (1/ 89). وهناد بن السري في الزهد (2/ 497/ 1022). والبزار (3/ 82/ 850 - البحر الزخار). وأبو يعلي (1/ 342/ 435). والخطيب في التاريخ (7/ 48).

- من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي به مرفوعًا.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكلم بعضهم في الحارث ا لأعور» .

- والحارث: ضعيف، وأبو إسحاق لم يسمع منه سوى أربعة أحاديث وسائر ذلك كتاب أخذه] التهذيب (2/ 115). الميزان (1/ 435)]

- وله طريق آخر: يرويه إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحي بن نصر بن حاجب ثنا هلال بن خباب عن زادان عن علي به مرفوعًا وقال: «وينصح له بالغيب» بدل: «ويحب له مايحب لنفسه» .

- أخرجه بحشل في تاريخ واسط (135). وأبو يعلي (1/ 392/ 509). وابن عدي في الكامل (7/ 246).

- وقال: «وهذا الحديث بهذا الإسناد يعرف بيحي بن نصر هذا» .

- قلت: وهو منكر؛ فإن يحي بن نصر هذا، قال فيه أحمد:«كان جهميًا يقول قول أبي جهم» وقال أبو زرعة: «ليس بشئ» وقال أبو حاتم: «عندي بليته قدم رجاله» وقال أيضًا: «تكلم الناس فيه» وقال العقيلي: «منكر الحديث» ولم يرفع من حاله سوى ابن حبان حيث ذكره في الثقات، وابن عدي حيث قال:«و أرجو أنه لا بأس به» ] الجرح والتعديل (9/ 193). سؤالات البرذعي (2/ 536). الثقات (9/ 254). الضعفاء الكبير (4/ 433). الكامل (7/ 433). الكامل (7/ 246). الميزان (4/ 411). اللسان (6/ 340)].

3 -

حديث أبي أيوب بنحو حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة.

- أخرجه الحارث بن أبي أسامة (2/ 856/ 910 - بغية الباحث).

- من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني أبي عن أبي أيوب بقصة طويلة.

- وإسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم] التقريب (578)].

4 -

حديث ابن عمر بنحو الذي قبله.

- أخرجه أحمد (2/ 68).

- من طريق ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا جمع فيه بين أربعة أحاديث هذا أحدها.

- وحال ابن لهيعة لا يخفي لما فيه من ضعف، وهو مدلس وقد عنعنه.

ص: 617

(1)

أخرجه البخاري في الصحيح، 59 - ك بدء الخلق، 11 - ب صفة إبليس وجنوده، (3289) بنحوه مختصرًا. وفي 78 - ك الأدب، 125 - ب ما يستحب من العطاس ومايكره من التثاؤب، (6223). وفيه: « .... فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته

) و «

فإذا قال: هاء، ضحك منه الشيطان». و 128 - ب إذا تثاءب فليضع يده على فيه، (6226) وهذا لفظه. وفي الأدب المفرد (919 و 928). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 97 - ب في التثاؤب، (5082) وفيه:«ولا يقل هاه هاه، فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه» . والترمذي في 44 - ك الأدب، 41 - ب ماجاء: إن الله يحب العاطس ويكره التثاؤب، (2747). والنسائي في عمل اليوم والليلة (214 و 215). والحاكم (4/ 264) مستدركًا به عليهما فوهم. وأحمد (2/ 428). والطيالسي (2315). والبيهقي في السنن (2/ 289). وفي الشعب (7/ 23 و 34/ 9322 و 9366). وفي الآداب (343). والبغوي في شرح السنة (12/ 306 - 307/ 3340).

- من طرقٍ عن بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- واختلف فيه علي ابن أبي ذئب:

(أ) فرواه آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي وأبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي ويحي ابن سعيد القطان وحجاج محمد الأعور ويزيد بن هارون- واختلف عليه- سبعتهم [وهم ثقات [عن ابن أبي ذئب به هكذا.

(ب) وخالفهم: القاسم بن يزيد الجرمي وعيسي بن يونس ويزيد بن هارون- وفي الرواية الأخري عنه- فرواه ثلاثتهم] وهم ثقات [عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعًا، فلم يذكروا أبا سعيد المقبري في الإسناد.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (216). وابن حبان (2/ 360/ 598 - إحسان). وأبو القاسم البغوي في الجعديات (2840).

- ورواية الجماعة هي الصواب، لا سيما وفيهم: يحي بن سعيد القطان: الإمام الثقة المتقن الحجة، كان إليه المنتهي في التثبت.

- وهي الرواية التي رجحها الإمام البخاري فلم يذكر غيرها.=

ص: 618

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقد خالف محمد بن عجلان وعبد الرحمن بن إسحاق المدني: خالفا ابن أبي ذئب في إسناده، فروياه عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فلا يقل: هاه هاه، فإن الشيطان يضحك في جوفه» لفظ ابن عجلان، وفي حديث عبد الرحمن: «

فإن الشيطان يضحك منه- أو قال: يلعب به-».

- أخرجه الترمذي (2746). والنسائي (217). وابن خزيمة (2/ 61/ 921 و 922). وابن حبان (6/ 122/ 2358). والحاكم (4/ 263 - 264). وأحمد (2/ 265 و 517). وعبد الرزاق (2/ 270/ 3322). وأبو يعلي (11/ 505 / 6627). وابن السني (266). والدارقطني في العلل (10/ 369).

- وابن أبي ذئب أثبت منهما في سعيد المقبري، وروايته أولي بالصواب:

- قال الترمذي في حديث ابن عجلان: «هذا حديث حسن صحيح» ثم قال في حديث ابن أبي ذئب: «هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث ابن عجلان. وابن أبي ذئب أحفظ لحديث سعيد المقبري وأثبت من محمد بن عجلان. قال: سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي ابن المديني عن يحي بن سعيد قال: قال محمد بن عجلان: أحاديث سعيد المقبري: روي بعضها سعيد عن أبي هريرة، وروي بعضها عن سعيد عن رجل عن أبي هريرة، واختلط على فجعلتها عن سعيد عن أبي هريرة» .

- وقال الدارقطني في العلل (10/ 369): «ويشبه أن يكون ابن أبي ذئب قد حفظه» .

- وقال الحافظ في الفتح (10/ 622): «ورجح الترمذي راوية من قال: «عن أبيه» وهو المعتمد».

- وحديث أبي هريرة حسنه العلامة الألباني في صحيح الترمذي برقم (2746، 2747)، وإرواء الغليل برقم (776، 779) [«المؤلف» .

- وقد أفحش عبد الله بن سعيد في الغلط وجاء بلفظ منكر [وهو متروك. التقريب (511)] فرواه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، ولا يعوى، فإن الشيطان يضحك منه» .

- أخرجه ابن ماجه (968).

- وهو منكر؛ فقد خالف فيه أصحاب أبيه.

- ولحديث أبي هريرة طريق آخر: يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» .

- أخرجه مسلم (2994)(4/ 293). والبخاري في الأدب المفرد (942). والترمذي (370) وفيه: «التثاؤب في الصلاة من الشيطان

» وقال: «حسن صحيح» . وابن خزيمة (2/ 61/ 920).وابن حبان (6/ 121/ 2357). وأحمد (2/ 397). والحميدي (1139). والبيهقي في السنن (2/ 289). وفي الشعب (7/ 34/ 9367).

ص: 619

(1)

أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 98 - ب في العطاس، (5029)، واللفظ له. والترمذي في 44 - ك الأدب، 40 - ب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس، (2745). والحاكم (4/ 293). وأحمد (2/ 439). والجميدي (1157). وأبو يعلى (12/ 17/ 6663). وبحشل في تاريخ واسط (214). وأبو بكر الشافعي في الفوائد (334). والطبراني في الأوسط (2/ 237/ 1870). وفي الصغير (1/ 83/ 109). وابن السني (265). وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (256). وأبو نعيم في الحلية (8/ 389). والبيهقي في السنن (2/ 290). وفي الشعب (7/ 32/ 9354). وفي الآداب (350). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 335).

- من طرقٍ عن محمد بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا، من فعله صلى الله عليه وسلم.

- قال الترمذى: «حسن صحيح» .

- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- إلا أن البخاري أعله في الكنى (9) بما رواه سفيان [يحتمل أن يكون هو الثوري، ويحتمل أن يكون ابن عيينة، والأول أظهر عندي] عن سمي عن أبي بكر بن عبد الرحمن: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عطس خمر وجهه» مرسلا. وقال بأنه: «أشبه» يعني: بالصواب. وذلك لأن سفيان [أيا كان: الثوري أو ابن عيينة] أحفظ وأتقن وأضبط من محمد بن عجلان.

- وللحديث طرق أخرى منها ما رواه:

1 -

عبد الله بن عياش القتباني المصري عن عبد الرحمن بن هرمز المدني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه، وليخفض صوته» .

- أخرجه الحاكم (4/ 264). والبيهقي في الشعب (7/ 31/ 9353). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 335).

- وعبد الله بن عياش: ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم:«ليس بالمتين/ صدوق يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة» وذكرع ابن حبان في الثقات. قال الذهبي: «صالح الحديث» وقال ابن حجر: «صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد» [الجرح والتعديل (5/ 126). الثقات (7/ 51). التهذيب (4/ 328). الميزان (2/ 469). المغني (1/ 557). التقريب (533)] وهو معروف بالرواية عن الأعرج، فهو جيد في الشواهد؛ إلا أنه وهم في روايته من قوله صلى الله عليه وسلم، والناس يروونه من فعله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

2 -

محمد بن يونس بن موسى الكديمي نا حميد بن أبي الصائغ نا شعبة عن عمارة بن أبي=

ص: 620

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=حفصة عن عكرمة عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس غطى وجهه بثوبه، ووضع كفيه على حاجبيه» .

- أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (442). وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (257). وتمام في الفوائد (886). وأبو نعيم في الحلية (3/ 346). وفي أخبار أصبهان (2/ 148).

- وهذا باطل؛ الكديمي متهم بوضع الحديث [التهذيب (7/ 506). الميزان (4/ 74)] وحميد بن أبي زياد: شيخ بصري ليس بالمشهور، تفرد به عن شعبة على كثرة من روى عن شعبة من الثقات المشاهير، وشعبة كثير الأصحاب، فإذا تفرد عنه دونهم مثل هذا، فيعد تفرده منكرا. [انظر ترجمة حميد بن أبي زياد في: الجرح والتعديل (3/ 223). الثقات (8/ 196). علل الدارقطني (6/ 246)].

- قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة، ما كتبته عاليا من حديث شعبة إلا من حديث حميد بن أبي زياد» .

3 -

أبو جزي نصر بن طريق الباهلي عن ابن جريج عن المقبري عن أبي هريرة قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عطس خفض من صوته، وتلقاها بثوبه، وخمر وجهه» .

- أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند علي بن الجعد (3297). ومن طريق علي: ابن عدي في الكامل (7/ 35). وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (256).

- وهذا منكر جدا؛ أبو جزي نصر بن طريف: ذاهب، متروك الحديث، قال فيه ابن معين:«من المعروفين بوضع الحديث» [الميزان (4/ 251). اللسان (6/ 183) وقال: «ولم يتخلف أحد عن ذكره في الضعفاء، ولا أعلم فيه توثيقا»].

- ثم رواه أبو الشيخ (257) بإسناد آخر فقال: «حدثنا أبو بكر ابن معدان أبو عامر موسى ابن عامر نا علي بن عاصم نا ابن جريج عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة بنحوه مرفوعا.

- وهذا إسناد أصبهاني ثم دمشقي ثم واسطي ثم مكي ثم مدني.

- وهو غريب جدا، فلم يعرف في بلد دخلها إلا من طريق الغرباء، فهو إسناد تناقله الغرباء، فلم يروه عن المقبري المدنيون، ولا عن ابن جريج المكبون، ولا عن علي الواسطيون، ولا عن أبي عامر الشاميون، وابن جريج: مدلس وقد عنعنه، وعلي بن عاصم: صدوق في نفسه؛ إلا أنه كثير الغلط وكان إذا روجع في غلطه ثبت عليه وأصر، ولا يعتبر بما يتفرد به مثله عن مثل ابن جريج في سعة روايته وكثرة أصحابه، ولعله أتي من قبل الوراقين الذين كانوا ينسخون له الكتب فلا يعتنى بعد بتصحيحها والله أعلم [انظر: التهذيب (5/ 705). الميزان (3/ 135)].

- وموسى بن عامر ليس من أهل بلده ولا من المعروفين بالحفظ والإتقان؛ حتى يقبل ما تفرد به عن علي بن عاصم، وأبو بكر ابن معدان: هو محمد بن أحمد بن راشد بن معدان؛ له ترجمة في: طبقات المحدثين (3/ 494) وتاريخ أصبهان (2/ 243) وتاريخ بغداد (1/ 302) وسير أعلام=

ص: 621

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النبلاء (14/ 404) ونعته أبو الشيخ بأنه «كان محدثا وابن محدث» ونعته الذهبي بقوله: «الإمام الحافظ المصنف» .

* وخالف علي بن عاصم في إسناده: مندل بن علي العنزي الكوفي فرواه عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 262/ 7452).

- وفي تفرد مندل به عن ابن جريج بهذا الإسناد: نكارة ظاهرة، فإن مندل بن علي هذا ضعيف، والراوي عنه: إسماعيل بن عمرو، ولعله: ابن نجيح البجلي الكوفي ثم الأصبهاني، وعامة أحاديثه لا يتابع عليها [الميزان (1/ 239). اللسان (1/ 474)].

- وعليه فإن الحديث ليس من حديث ابن جريج، ولا يصلح في المتابعات والشواهد.

4 -

أبو عتبة أحمد بن الفرج نا بقية نا الوضين عن يزيد بن مرثد أدرك ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تجشأ أحدكم أو عطس فلا يرفعن بهما الصوت، فإن الشيطان يحب أن يرفع بهما الصوت» .

- أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 32/ 9355).

- وهذا من مناكير احمد بن الفرج الكندي الحمصي، فإنه وإن قال فيه اب أبي حاتم:«كتبنا عنه، ومحله الصدق» إلا أن أهل بلده: محمد بن عوف وابن جوصا ضعفاه، وهم أعلم به من غيرهم من الغرباء، وقد رماه ابن عوف بالكذب وسوء الحال، ومما قال فيه:«وليس له في حديث بقية أصل؛ هو فيها أكذب الخلق، وإنما هي أحاديث وقعت له في ظهر قرطاس في أولها: يزيد بن عبد ربه ثنا بقية» [التهذيب (1/ 93). الميزان (1/ 128)]، وقد سبق ذكره تحت الحديث رقم (277).

- وقد خالفه: هشان بن خالد أبو مروان الدمشقي- وهو ثقة. التهذيب (9/ 46) - فقال: حدثنا بقية ثنا الوضين بن عطاء حدثني يزيد بن مرثد المدعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكره بنحوه هكذا مرسلًا.

- أخرجه أبو داود في المراسيل (524).

- وهذا هو المعروف.

- وهو مرسل بإسناد دمشقي لا بأس به.

- وباستثناء المناكير؛ فإن الحديث حسن بموضوع طرقه: مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن، ومسند عبد الله بن عياش، ومرسل يزيد بن مرثد؛ والله أعلم.

- والحديث جوَّد إسناده الحافظ في الفتح (10/ 618). وصححه الألباني في صحيح الجامع (4755). [وقال الألباني أيضا في صحيح الترمذي برقم (2745): «حسن صحيح»، وقال في صحيح سنن أبي داود رقم (5029): «حسن صحيح»]«المؤلف» .

ص: 622