المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ الدعاء عند إدخال الميت القبر

- ‌ الدعاء بعد دفن الميت

- ‌ دعاء زيارة القبور

- ‌ دعاء الريح

- ‌ دعاء الرعد والصواعق

- ‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

- ‌ مَا يفعل إِذَا أصابه المطر

- ‌ الدعاء إِذَا رَأَى المطر

- ‌ الذكر بعد نزول المطر

- ‌ مِنْ أدعية الاستصحاء

- ‌ دعاء رؤية الهلال

- ‌ الدعاء عند إفطار الصائم

- ‌ الدعاء قبل الطعام

- ‌ الدعاء عند الفراغ مِنْ الطعام

- ‌ دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌ الدعاء لمن سقاه أَوْ إِذَا أراد ذلك

- ‌ الدعاء إِذَا فطر عند أهل بيت

- ‌ دعاء الصائم إِذَا حضر الطعام ولم يفطر

- ‌ مَا يقول الصائم إِذَا سابه أحد

- ‌ ومن آداب الطعام والشراب

- ‌ الدعاء عند رؤية باكورة الثمرة

- ‌ آداب العطاس والتثاؤب

- ‌ كم يشمت العاطس

- ‌ ما يقال للكافر إِذَا عطس فحمد لله

- ‌1 - 1 - خطبة الحاجة

- ‌2 - 2 - الدعاء للمتزوج

- ‌3 - 3 - دعاء المتزوج وشراء الدابة

- ‌4 - 4 - الدعاء قبل إتيان الزوجة

- ‌ دعاء الغضب

- ‌ دعاء من رأى مبتلى

- ‌ ما يقال في المجلس

- ‌ كفارة المجلس

- ‌ الدعاء من العالم أَوْ ممن يقوم مقامه إِذَا أراد القيام من مجلس الجماعة

- ‌ الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌ الدعاء لمن قال: غفر الله لك

- ‌ الدعاء لمن صنع إليك معروفًا

- ‌ ما يعصم الله به من الدجال

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: إني أحبك فِي الله

- ‌ الدعاء لمن عرض عليك ماله

- ‌ الدعاء لمن أقرض؛ عند القضاء

- ‌ دعاء الخوف مِن الشرك

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: بارك الله فيك

- ‌ دعاء كراهية الطيرة

- ‌ دعاء الركوب

- ‌ دعاء السفر

- ‌ دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌ دعاء دخول السوق

- ‌ الدعاء إِذَا تعس(1)المركوب

- ‌ دعاء المسافر للمقيم

- ‌ دعاء المقيم للمسافر

- ‌ التكبير والتسبيح فِي سير السفر

- ‌ دعاء المسافر إِذَا أسحر

- ‌ الدعاء إِذَا نزل منزلا فِي سفر أو غيره

- ‌ ذكر الرجوع مِن السفر

- ‌ ما يقول مِن أتاه أمر يسوه أو يكرهه

- ‌ فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ السلام وآدابه

- ‌ دعاء صياح الديك ونهيق الحمار

- ‌ دعاء نباح الكلاب بالليل

- ‌ الدعاء لمن سببته

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا مدح المسلم

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا زكي

- ‌ كيف يلبي المحرم في الحج أو العمرة

- ‌ التكبير إِذَا أتي الركن الأسود

- ‌ الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

- ‌ دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌ الدعاء يوم عرفة

- ‌ الذكر عند المشعر الحرام

- ‌ التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة

- ‌ دعاء التعجب والأمر السار

- ‌ ما يفعل من أتاه أمر يسره

- ‌ ما يقول من أحس وجعًا في جسده

- ‌ دعاء من خشي أن يصيب شيئا بعينه

- ‌ ما يقال عند الفزع

- ‌ ما يقول عند الذبح أو النحر

- ‌ ما يقول لرد كيد مردة الشياطين

- ‌ الاستغفار والتوبة

- ‌ من أنواع الخير والآداب الجامعة

الفصل: ‌ كم يشمت العاطس

288 -

8 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ»

(1)

.

89 -

‌ كم يشمت العاطس

؟

289 -

1 - عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ اللهُ» ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الرَّجُلُ مَزْكُومٌ»

(2)

.

(1)

أخرجه مسلم في 53 - ك الزهد، 9 - ب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، (2995) (4/ 2293) وفي رواية:«إذا تثاوب أحدمن في الصلاة فليظكم ما استطاع فغن الشيطان يدخل» . والبخاري في الأدب المفرد (949 و 951). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 97 - ب في التثاؤب، (5026) بنحوه، و (5027) بمثل الرواية الأخرى لمسلم. والدارمي (1/ 372/ 1382). وابن خزيمة (2/ 60/ 919) ويه «فليسد بيده فاه» . وابن حبان (6/ 124/ 2360). وابن الجارود في المنتقى (221) بنحو الرواية الأخرى لمسلم. وأحمد (3/ 31 و 37 و 93 و 96). وعبد الرازق (2/ 270/ 3325). وابن أبي شيبة (2/ 427). وعبد بن حميد (909). وأبو يعلى (2/ 390/ 1162). والبيهقي في السنن (2/ 289). وفي الشعب (7/ 34/ 9368). والبغوي في شرح السنة (12/ 315/ 3347). وغيرهم.

- عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، وعن ابن أبي سعيج عن أبي سعيد به مرفوعا.

- وانظر فيمن وهم في إسناده، أو أفحش في الخطأ: الكامل لابن عدي (4/ 143). علل الدارقطني (10/ 212/ 1981). تاريخ بغداد للخطيب (8/ 154).

(2)

أخرجه مسلم في 53 - ك الزهد، 9 - ب تشميت العاطس، (2993)(4/ 2292) واللفظ له. والبخاري في الأدب المفرد (935 و 938). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 100 - ب كم مرة يشمت العاطس، (5037). والترمذي في 44 - ك الأدب، 39 - ب ما جاءكم يشمت العاطس، (2743). والنسائي في عمل اليوم والليلة (223). والدارمي (2/ 369/ 2661). وابن حبان (2/ 366/ 6234). وفي الدعاء (2002). وابن السني (249). وابن عدي في الكامل (5/ 273).=

ص: 623

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في الشعب (7/ 32/ 9357). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 326). والبغوي في شرح السنة (12/ 313/ 3345).

- من طريق عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه به مرفوعا.

- وقد اختلف فيه على عكرمة- في متنه-.

1 -

فرواه عبد الملك بن المبارك ووكيع بن الجراح وأبو النصر هاشم بن القاسم وأبو الوليد الطيالسي هشان بن عبد الملك وسليم بن أخضر وبهز بن أسد ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وزيد بن الحباب وعاصم بن علي: تسعتهم [وهم ثقات أثبات متقنون عد زيد وعاصم فهما صدوقان وقد تكلم فيهما] عن عكرمة به هكذا. وفي رواية عبد الله بن المبارك وسليم بن أخضر وزيد بن الحباب: «ثم عطس الثانية» بدل «اخرى» .

* تنبيهان:

- الأول: شذ علي بن محمد- وأظنه: ابن أبي الخصيب؛ فإنه: صدوق ربما أخطأ. التقريب (704) - فوراه عن وكيع بن عكرمة عن إياس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يشمت العاطس ثلاثا، فما زاد فهو مزكوم» .

- أخرجه ابن ماجة (3714).

- فجعل- علي بن محمد شيخ ابن ماجه- لفظ الحديث كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ووهم في العدد أيضا فجعل ترك التشميت بعد الثالثة. والمحفوظ عن وكيع: هو ما رواه محمد بن عبد الله بن نمير- وهو ثقة ثبت الحافظ. التهذيب (7/ 265) - عند مسلم (2993)، فالحديث عنده من كلام سلمة والمرفوع منه قوله صلى الله عليه وسلم:«يرحمك الله» و"الرجل مزكوم». [وعلى كل حال فقد صحح حديث سلمة عند ابن ماجة بلفظه العلامة الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 303) برقم (3714)، وفي مشكاة المصابيح التحقيق الثاني برقم (4743)]«المؤلف» .

- ولا يقال بأن مسلما أحال لفظ وكيع- المروي عند ابن ماجه على أنه المحفوظ عنه- على لفظ أبي النضر هاشم بن القاسم [انظر: النكت الظراف (4/ 37)]؛ فإنه لولا أن لفظهما متقارب لما حول في الإسناد، ولأعاد حديث وكيع بإسناده ومتنه، أو بين الاختلاف الواقع في متن حديث وكيع؛ فإن منهج مسلم قائم على التنبيه على الاختلاف الواقع في الأسانيد والمتون وعدم إهمال ذلك، فحيث لم يقع منه ذلك التنبيه. دل ذلك على عدم وجود اختلاف بين حديث ركيع وحديث أبي النضر، وان لفظه عند ابن ماجه إنما هو وهم من راويه، وهذا هو ما رسمه مسلم لنفسه في مقدمة صحيحه، وهو ما سار عليه في الصحيح في جمعه وتفريقه بين الأسانيد والمتون [انظر: مقدمة مسلم (ص 4 و 5)].

- التنبيه الثاني: وقع في المطبوع من جامع الترمذي في رواية ابن المبارك للحديث (2743): «ثم عطس الثانية والثالثة» والذي أراه- والله أعلم- أن لفظة «والثالثة» زائدة وأن رواية ابن المبارك=

ص: 624

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= موافقة لرواية الثمانية الآخرين في ترك التشميت بعد الأولى وأنه صلى الله عليه وسلم قال للرجل في الثانية «الرجل مزكوم» .

- يدل على ذلك أمور؛ منها:

1 -

أن الترمذي الحديث بعد ذلك من رواية يحيي بن سعيد القطان وشعبة وعبد الرحمن ابن مهدي: ثلاثتهم عن عكرمة به نحو رواية ابن المبارك إلا أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم"ن وقد ساق الترمذي هذه الروايات الثلاث لبيان مخالفتها لرواية ابن المبارك في هذا الموضع، وهو كم مرة يشمت العاطس؟ ومتى يترك التشميت؟ فدل ذلك على أن رواية ابن المبارك فيها أنه صلى الله عليه وسلم قال له ذلك في الثانية لا في الثالثة، وإلا لم يكن هناك اختلاف بين روايته وروايتهم.

2 -

أن النسخة التي اعتمدها المباركفوري في شرحه لجامع الترمذي فيها: ثم عطس الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا رجل مزكوم» [تحفة الأحوذي (8/ 13)].

3 -

نقل الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 620) وابن علان في الفتوحات الربانية (6/ 22) عن الترمذي أن رواية ابن المبارك عنده «ثم عطس الثانية» ليس فيها «الثالثة» .

4 -

قول الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (4/ 37): «ولفظ عبد الله بن المبارك عنده [يعني: عند الترمذي] مثل أبي النضر عند مسلم» .

- ثم وجدت بعد مصداق ذلك البحث في النسخة المطبوعة من الجامع التي حققها الدكتور بشار عواد (4/ 459/ 2743) ليس فيها «والثالثة» .

2 -

ورواه شعبة وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان- واختلف عليه- ثلاثتهم عن عكرمة به نحوه إلا أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم» .

- أخرجه الترمذي (2743 م). وابن عدي في الكامل (5/ 276). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 326). [وصححه الأباني في صحيح الترمذي (3/ 96)]«المؤلف» .

- هكذا رواه محمد بن بشار- الملقب بندار- عن يحيي بن سعيد به هكذا.

- ورواه الإمام أحمد عن يحيي به نحوه إلا أنه قال: «ثم عطس الثانية أو الثالثة» على الشك.

- أخرجه أحمد (4/ 50).

- وقال الروياني في مسنده (1145): نا محمد بن بشار وعمرو بن علي قالا: نا يحيى ابن سعيد نا عكرمة بن عمار نا إياس بن سلمة عن أبيه قال: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فقال:«إنك مزكوم» .

- ولا يبعد أن يكون هذا التكرار إلا من وهم النساخ وانتقال بصرهم والله اعلم. إذ الاختلاف بين الرواة دائر بين الثانية والثالثة فقط.

- وقد رجح الغمام مسلم رواية الجماعة وفيها ترك التشميت في الثانية.

- وأما الإمام الترمذي فقد رجح رواية الأئمة الثلاثة: القطان وشعبة وابن مهدي.=

ص: 625

=وإليهم المنتهى في الإتقان والضبط والتثبت- فقد قال بعد حديث ابن المبارك- وفيه ترك التشميت في الثانية-: «هذا حديث حسن صحيح» ثم أسند حديث القطان وفيه: «إلا أنه قال له في الثالثة: «أنت مزكوم» وقال: هذا أصح من حديث ابن المبارك» ثم أسند متابعة شعبة وابن مهدي للقطان في ترك التشميت بعد الثانية- أعني: في الثالثة-.

- ولعل الوهم فيه من عكرمة بن عمار فإنه ربما وهم في حديثه، وكان حديثه عن إياس ابن سلمة صالحا، والله أعلم [التهذيب (5/ 628)].

- وانظر: فتح الباري (10/ 620 و 621).

(1)

أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (251). وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 275).

- من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا أبس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بي هريرة به مرفوعا.

- وهذا حديث منكر بهذا الإسناد؛ إذ كيف ينفرد سليمان بن أبي داود: وهو الحراني الملقب ببومة، وهو: منكر الحديث [انظر: الميزان (2/ 206). اللسان (3/ 107)] كيف ينفرد مثله عن الزهري بحديث لا يتابعه عليه أحد من أصحاب الزهري على كثرتهم وجمعهم لحديثه، ثم يعتبر بما تفرد به!!

- وقد رواه علي بن عاصم ثنا ابن جريج عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعا.

- ذكره الدارقطني في العلل (10/ 365). وعزاه الألباني للديلمي في مسند الفردوس (1/ 1/ 67)[الصحيحة (3/ 318)].

- وعلي بن عاصم: كثير الغلط والوهم، وفي انفراد مثله عن ابن جريج مقال. وقد سبق الكلام عليه تحت الحديث (287) عند الفقرة رقم (3).

- ورواه أيضا: محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة بنحوه مرفوعا.

- واختلف فيه على ابن عجلان:

1 -

فرواه الليث بن سعد [ثقة ثبت فقيه إمام مشهور. التقريب (817)] وموسى بن قيس [صدوق التقريب (984)] ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر [متروك. الميزان (3/ 621). اللسان (5/ 277) ثلاثتهم: عن ابن عجلان به هكذا مرفوعا إلا أن الليث بن سعد شك في رفعه فقال: «لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم» .

- أخرجه أبو داود (5035). والطبراني في الدعاء (1998 - 2000). وابن السني (250). وابن عدي في الكامل (6/ 190). والبيهقي في الشعب (7/ 33/ 9353). وابن عبد البر في التمهيد (17/ =

ص: 626

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=327).

- وخالفهم في رفعه: يحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة وحماد بن مسعدة وعبد العزيز بن محمد الدراوردي أربعتهم: [وهم ثقات لا سيما وفيهم: القطان وابن عيينة الإمامان الجليلان وهما من هما في الضبط والإتقان] عن ابن عجلان قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: «شمت أخاك ثلاثا، فما زاد فهو زكام» موقوف، واللفظ ليحيى.

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (939). وأبو داود (5034). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 291). تعليقا. والطبراني في الدعاء (2001). والبيهقي في الشعب (7/ 33/ 9358). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 327).

- قال الدراقطني في العلل (10/ 365): «والموقوف أشبه» وهو كما قال فالذين أوقفوه أكثر وأحفظ، والليث لم يجزم برفعه.

-[قال الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (5034، 3/ 236): «حسن موقوف ومرفوع»]«المؤلف» .

* وقد روى هذا الحديث أيضا:

1 -

عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تشمت العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فشمته، وإن شئت فكف» .

- أخرجه أبو داود (5036). وابن السني (252). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 328). وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 533).

- واختلف فيه علي عبد السلام بن حرب:

(أ) فرواه مالك بن إسماعيل [ثقة متقن. التقريب (913)] وأبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت التقريب (782)] كلاهما عن عبد السلام به هكذا.

(ب) وخالفهما: إسحاق بن منصور السلولي [صدوق. التقريب (132) فرواه عن عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكره بنحوه. فجعل عمر بدل يحيى.

- أخرجه الترمذي (2744). وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (651). والمزي في تهذيب الكمال (21/ 272).

- قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وإسناده مجهول» .

- قلت: وما قاله يصدق على رواية السلولي؛ فإن عمر بن إسحاق: مجهول لم يرو عنه سوى أبس خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن [التهذيب (6/ 32). الميزان (3/ 182). التقريب (714)] إلا أن رواية السلولي هذه شاذة والمحفوظ هو ما رواه أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي وأبو نعيم=

ص: 627

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الفضل بن دكين- وناهيك بهما- فقالا: يحيى بن إسحاق لا عمر، ويحيى هذا ثقة. قال ابن حجر في الفتح (10/ 621): «الصواب يحيى بن إسحاق لا عمر

».

- قلت: والحديث مع هذا: ضعيف، لا يصح؛ فإن عبيد بن رفاعة تابعي قال أبو حاتم:«ليست له صحبة» [الجرح والتعديل (5/ 406). التهذيب (5/ 424)] وعليه: فهو مرسل. وحميدة بنته: لم يرو عنها سوى زوجها إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابنها يحيى وذكرها ابن حبان في الثقات [التهذيب (10/ 466)] وأبو خالد الدالاني: متكلم فيه وهو ليس بالحافظ الذي يعارض بحديثه هذا حديث سلمة بن الأكوع الصحيح الثابت الذي رواه مسلم والترمذي وصححاه في ترك التشميت بعد الأولى أو الثانية، ويقال للعاطس:«أنت مزكوم» .

2 -

مالك عند عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن عطس فشمته، ثم عن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك» قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة؟

- أخرجه مالك في الموطأ (2/ 735/ 4). ومن طريقه: البيهقي في الشعب (7/ 33/ 9364).

- قال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 325): «لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث» .

- وخالفه معمر: فرواه عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: تشمته ثلاثا، فما كان ذلك فهو زكام. لم يرفعه.

- أخرجه البيهقي في الشعب (7/ 33/ 9363).

3 -

محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس الرابعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنك مضنوك فامتخطه» .

- أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 498).

- وهو حديث ضعيف، لإرساله، وعنعنه ابن إسحاق فهو مشهور بالتدليس.

- وحاصل ما تقدم: أن حديث أبي هريرة إنما يصح موقوفا عليه قوله، وما بعده مراسيل، ولا يعارض بمثل هذا حديث سلمة بن الأكوع الصحيح الثابت الذي رواه مسلم والترمذي وصححاه، في ترك التشميت بعد الأولى أو الثانية، ويقال للعاطس: أنت مزكوم؛ اعتذارا له عن ترك التشميت، وتنبيها على الدعاء له بالعافية، والله أعلم.

- وحديث أبي هريرة حسنه ابن القيم في زاد المعاد (2/ 441). والألباني في الصحيحة (1330).

-[وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله أثناء تقريره على زاد المعاد لابن القيم (2/ 440) عام 1414 هـ يقول: «الأحاديث الصحيحة تدل على التشميت مطلقا كلما حمد الله، سواء كان مزكوما أو غير ذلك، أما زيادة: «وإن زاد على ثلاث فهو مزكوم» فإن ثبت سنده فمتنه شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم، فلا تترك الأحاديث الصحيحة إلا لنص واضح وصحيح لا شبهة فيه»]«المؤلف» .=

ص: 628

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=* فوائد: قال ابن القيم في الزاد (2/ 441): «وأما سنة العطاس الذي يحبه الله، وهو نعمة، ويدل على خفة البدن وخروج الأبخرة المحتقنة، فإنما يكون إلى تمام الثلاث، وما زاد عليها يدعى لصاحبه بالعافية [قلت: تقدم بيان الحق في هذه المسئلة] وقوله في هذا الحديث: «الرجل مزكوم» تنبيه على الدعاء له بالعافية، لأن الزكمة علة، وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث، وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولا يهملها؛ فيصعب أمرها، فكلامه صلى الله عليه وسلم كله حكمة ورحمة وعلم وهدى. وقد اختلف الناس في مسألتين:

- إحداهما: أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض؛ هل يسن لم لم يسمعه تشميته؟ فيه قولان؛ والأظهر: أنه يشمته إذا تحقق أنه حمد الله، وليس المقصود سماع المشمت للحمد، وإنما المقصود نفس حمده، فمتى تحقق ترتب عليه التشميت، كما لو كان المشمت أخرس، ورأى حركة شفتيه بالحمد، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:«فإن حمد لله؛ فشمتوه» هذا هو الصواب.

- الثانية: إذا ترك الحمد، فهل يستحب لمن حضره أن يذكر الحمد؟ قال ابن العربي: لا يذكره، قال: وهذا جهل من فاعله. وقال النووي: أخطأ من زعم ذلك، بل يذكره، وهو مروي عن إبراهيم النخعي. قال: وهو من باب النصيحة، والأمر بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى. وظاهر تعزيز له، وحرمان لبركة العربي لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي عطس، ولم يحمد الله، ولم يذكره، وهذا تعزيز له، وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد، فنسى الله؛ فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له، ولو كان تذكيره سنة، لكان النبي صلى الله عليه وسلم اولى بفعلها وتعليمها والإعانة عليها» انتهى كلامه.

- ونص كلام ابن العربي في العارضة (10/ 205): «ولا تقل له: الحمد لله، مذكرا بالحمد لأنك توجه به على نفسك حقا لم يكن. وأشد من هذا: أن يقول السامع: الحمد لله، يرحمك الله. ففيه جهالتان؛ إحداهما: أنه ينبهه نفسه كما قلنا ما ليس يلزمها. الثاني: أن يشمته قبل أن يحمد وهذا جهل عظيم» .

- والذي قال النووي بأنه مروي عن إبراهيم النخعي نسبه في الأذكار (394) للخطابي في معالم السنن والذي في معالم السنن (4/ 131) حكاية ذلك عن الأوزاعي، وهو محكي أيضا عن ابن المبارك، رواه أبو نعيم في الحلية (8/ 170). [وانظر: فتح الباري لابن حجر (10/ 611)].

* وقد تعقب ابن علان ابن القيم في الفتوحات الربانية (6/ 27) بقوله: «وما استدل به من أنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر من يحمد، يقال في جوابه: ذلك الرجل كان كافرا كما سبق فلم يكن أهلا لتذكير ما يستدعي دعاءه له صلى الله عليه وسلم ودعاء غيره من المؤمنين بالرحمة. أما المؤمنون فكالبنيان يشد بعضه بعضا فلا بأس بالتذكير

».

- والحديث الذي يشير إليه ابن علان هو ما رواه الروياني (1084). والطبراني في الكبير (6/ =

ص: 629

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=125/ 5724) من طريق عبد المهيمن بن عباس عن أبيه عن جده أن عامر بن الطفيل قدم على النبى صلى الله عليه وسلم المدينه

وساق الحديث بطوله وفيه» فعطس ابن أخ عامر، فحمد الله، فشمته النبى صلى الله عليه وسلم، ثم عطس عامر فلم يحمد الله، فلم يشتمه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال عامر: شمت هذا الصبى وتركتنى؟ قال: «إن هذا حمد الله «فقال: فمحلوفه لأملأنها عليك خيلا ورجالا .... الحديث بطوله وفيه انه مات كافرا؛ أهلكه الله تعالى بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم. ساقه بتمامه الطبرانى، وأما الرويانى فأورده مختصرا مقتصرا على موضع الشاهد.

- وهو حديث منكر، وقد تفرد عبد المهيمن بن عباس ـ وهو منكر الحديث [التهذيب (5/ 330)، الميزان (2/ 671)]ـ بهذا السياق في ذكر قصة مقدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصة بئر معونة.

- وقد جاءت هذه القصة بأسانيد كثيرة بغير هذا السياق وليس فيها موضع الشاهد.

- من هذه الأسانيد ما رواه همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خاله ـ أخا أم مسلم ـ في سبعين راكبضا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال

» الحديث.

- أخرجه البخارى (4091). وأحمد (3/ 326). والبيهقى (9/ 225). وغيرهم.

- ونظر بقية الأسانيد في: التاريخ الكبير للبخارى (8/ 236). المستدرك للحاكم (5/ 82 - 83). المنصف لعبد الرازق (19884). طبقات ابن سعد (2/ 52 - 54). معجم شيوخ أبى يعلى (89). المعجم الأوسط للطبرانى (9/ 11/ 9127). المعجم الكبير (10/ 312/ 10760) و (19/ 71 و 81/ 139 و 162). وغيرها.

- وبذلك يظهر أن ما تعقب به ابن علان على ابن القيم مردود إذ لا يثبت من طريق صحيح كون العاطس الذى لم يشمته الرسول صلى الله عليه وسلم كان كافرا.

ويؤيد قول ابن العربى وابن القيم: فهم أبى موسى الأشعرى للحديث فلو كان تذكير الناس مستحبا لفعله أبو موسى مع ابنه، لاسيما مع بذل الوالد خالص نصحه لولده وكونه لا يألو جهدا في إرشاده للخير ودلالته عليه، فلما لم يفعل ذلك أبو موسى ولم يذكر ابنه الحمد علمنا أن هذا هو الفهم الصحيح لحديث النبي صلى الله عليه وسلم» فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه»] تقدم برقم (283)] فإذا انضم ذلك إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس (282) وحديث أبى هريرة] تحت حديث رقم (282)] قويت الحجة، والله أعلم.

[وسئل شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز أثناء تقريره على ذاد المعاد (2/ 436) عام 1414 هـ، وأنا أسمع إذا عطس أحد ولم يحمد الله فهل يذكر؟ فقال:» نعم يذكر، لقول النبى صلى الله عليه وسلم:«الدال على الخير كفاعله» وهكذا من الأمر بالمعروف؛ ولأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض؛ أما عدم تذكير النبي للرجل فلعله أراد أن يسأل حتى يستفيد الناس» وذكر ابن حجر أن النووي استحسن=

ص: 630