الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
123 -
السلام وآدابه
336 -
1 - عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَو لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُم؟! أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»
(1)
.
(1)
أخرجه مسلم في 1 - ك الإيمان، 22 - ب بيان أنه لا يدجل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأن إفشاء السلام سبب لحصولها، (54)(1/ 74)، وأبو عوانة (1/ 38 - 39/ 83 و 84). وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1/ 141/ 190 و 191). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 142 - ب إفشاء السلام (5193). والترمذي في 43 - ك الاستئذان والآداب، 1 - ب ما جاء في إفشاء السلام، (2588). وقال:«حسن صحيح» . وابن ماجه في المقدمة، 9 - ب في الإيمان، (68). وفي 23 - ك الأدب، 11 - ب إفشاء السلام _3692). وابن حبان (1/ 471 - 472/ 236 - إحسان). وأحمد (2/ 391 و 442 و 447 و 495). وابن أبي شيبة (8/ 437). وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 448/ 462 و 463). وابن منده في الإيمان (1/ 462 و 463/ 328 - 332). وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 331). والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 232). وفي الشعب (6/ 423/ 8745). والخطيب في التاريخ (4/ 58). وغيرهم.
- من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.
- تابع الأعمش: عاصم بن أبي النجود. وهو صدوق.
- أخرج حديثه: إسحاق بم راهويه (1/ 459/ 534). وأحمد (2/ 512).وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (464).
- وله طرق أخرى منها:
- ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (980). وابن منده في الإيمان (333 و 334).
- وإسناده صحيح؛ على شرط مسلم.
- وله طرق أخرى معلومة:
- أخرجها: إسحاق بن راهوية (1/ 373/ 385). والطبراني في الكبير (10/ 183/ 10396). وأبو نعيم في الحلية (8/ 375). وفي أخبار أصبهان (2/ 297). والبهقي في الشعب (6/ 423/ 8746). والخطيب في الموضح (2/ 443). وغيرهم.=
337 -
2 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه؛ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنٌّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيْمَانَ: الإِنْصَافُ مِنَ نَفْسِكَ، وَبَدْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ»
(1)
.
=- وله شاهد من حديث الزبير بن العوام مرفوعًا بلفظ: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تجابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم» .
- وفي سنده اختلاف يطول ذكره، والراجح ما رواه علي بن المبارك وشيبان وحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن هشام أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم به. قال أبو زرعة:«الصحيح هذا» [علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 327)]. وعليه فالإسناد ضعيف لجهالة مولى آل الزبير [انظر: التقريب (1235)]
- أخرج طرق الحديث: الترمذي (2510). والضياء في المختارة (3/ 80 و 81/ 887 - 890). وأحمد (1/ 165 و 167). والطيالسي (193). وعبد الرزاق (10/ 385/ 19438) وعبد بن حميد (97). والبزار (6/ 192/ 2232 - البحر الزخار). وابن نصر في تعظيم قد الصلاة (465 و 466). وأبو يعلى (2/ 32/ 669). والهيثم بن كليب (1/ 114 و 115/ 54 و 55) وابن قانع في المعجم (1/ 223) والبيهقي في الكبرى (10/ 232). وفي الشعب (5/ 267) و (6/ 424).وابن عبد البر في التمهيد (6/ 120).
- وله شواهد أخرى لا تخلو من مقال: عن أبي موسى وأبي أمامة وغيرهما.
(1)
علقه البخاري في صحيحه، 2 - ك الإيمان، 20 - ب إفشاء السلام من الإسلام، هكذا موقوفا على عمار بصيغة الجزم، قال: وقال عمار: فذكره.
- ووصله: وكيع في الزهد (2/ 504/ 241) وابن أبي شيبة في المصنف (11/ 48) والإيمان ص (44/ 131).وابن الحبان في روضة العقلاء (ص 75).والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 75/ 49) و (6/ 436/ 8797). والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (121) وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 452). وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 36) وكذا الإمام أحمد في كتاب الإيمان [ذكره ابن ناصر الدين في أماليه «الإتحاف بحديث فضل الانصاف» (ص 14) وابن حجر في الفتح (1/ 104)، وفي تغليق التعليق (2/ 36)].
- من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر العبسي عن عمار بن ياسر، به موقوفا عليه.
- ورجاله ثقات غير أن أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط بآخره، وهو أيضًا مشهور بالتدليس وقد عنعنه. [التقريب (739). تعريف أهل التقديس (ص 101)] وسفيان الثوري ممن روى عنه=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=قبل الاختلاط، وهو أثبت الناس فيه. وهو من قدماء أصحابه. فزالت شبهة الاختلاط. وبقيت شبهة تدليسه.
- وأخرجه يعقوب بن شيبة في مسند [ذكره الحافظ في الفتح (1/ 104)] ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 451). وابن نقطة في التقييد (440). والذهبي في سير أعلام النبلاء (1/ 427). وابن ناصر الدين في «الإتحاف بحديث فضل الانصاف» (5) وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 37). وأخرجه أيضًا الطبري في تهذيب الآثار (1 - 118 - 119/ 194) وابن عساكر (43/ 452)]
- كلهم من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن عمار أنه قال: «ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان:
…
» فذكره.
- قال الحافظ في النكت (2/ 630) عن شعبة: كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه
…
ثم ذكر عنه ما جاء في المعرفة للبيهقي أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة. قال الحافظ: وهي قاعدة حسنة: تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها. أه. وبذلك زالت شبهو تدليسه، وصح الإسناد، والحمد لله.
- وقد تابع سفيان وشعبة.
- إسرائيل وفطر بن خليفة وهارون بن سعد وزير بن معاوية وحديج بن معاوية، وأبو بكر ابن عياش ويوسف بن أسباط، ومعمر بن راشد.
1 -
أما رواية إسرائيل فقد ذكرها ابن أبي حاتم في العلل (2/ 145) وإسرائيل قفة وهو من أثبت الناس في حده [التهذيب (1/ 277)]
2 -
وأما رواية فطر: فأخرجها الطبري في تهذيب الآثار- مسند عمر (1/ 119/ 196) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (213/ 2/ ق) وفطر صدوق، روى له البخاري مقرونًا حديثا واحدًا برقم (5991).
3 -
وأما رواية هارون بن سعد: فأخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 452) وابن ناصر الدين في الإتحاف من أماليه، (7) وقال: في إسناده نظر. أهـ وذلك لضعف عبد الرحيم بن هارون راويه عن هارون، كذبه الدارقطني [الميزان (2/ 607) التقريب (ص 607)] وذكرها ابن حجر في التغليق (2/ 37).
4 -
وأما رواية زهير بن معاوية: فأخرجها يعقوب بن شيبة في مسنده ومن طريقه ابن عساكر (43/ 451 - 452). وابن ناصر الدين في الإتحاف (6) وابن حجر في التغليق (2/ 37) وهي بالمعنى. وزهير: ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، كما قال أحمد وأبو حاتم وأبو زرعة [الجرح والتعديل (3/ 589)]
5 -
وأما رواية حديج بن معاوية: فأخرجها البيهقي في الشعب (7/ 532/ 11239). ومن=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 455). وذكرها ابن ناصر الدين في الإتحاف عقب الحديث السادس، وابن حجر في التغليق (2/ 37) من طريق: سعيد بن منصور ثنا حديج بن معاوية عن أبي إسحاق قال: سمعت صلة بن زفر ثنا عمار بن ياسر، وذكر قوله. أه. وحديج بن معاوية: صدوق يخطئ [التقريب (226)] وتصريح أبي إسحاق بالسماع موافق لما تقدم من رواية شعبة عنه.
6 -
وأما رواية أبي بكر بن عياش: فأخرجها الطبري في مسند عمر من تهذيب الآثار (1/ 119/ 195). وإسنادها جيد، وأبو بكر في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص.
7 -
وأما رواية يوسف بن أسباط: «ومن ضيعهن فقد يع الإيمان» ويوسف بن أسباط وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم لا يحتج به، وقال البخاري كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي [الميزان (4/ 462)] وقال ابن حبان في الثقات (7/ 638):«مستقيم الحديث، ربما أخطأ. وقال ابن معين في الكانل (7/ 159): «هو عندي من أهل الصدق إلا أنه لما عدم كتبه كان يحمل على حفظه فيغلظ ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب» . أه.
- قلت: لم يذكروا في شيوخه أبا إسحاق السبيعي، بل هو مشهور بالرواية عن سفيان الثوري، وقد وقعت روايته على الوجه عند السمعاني في أدب الإملاء (12) من طريق عبد الله ابن جابر الطرسوسي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن أبي إسحاق به. إلا أن عبد الله بن جابر هذا: قال أبو أحمد الحاكم: «ذاهب الحديث» وقال أيضًا: «منكر الحديث» [انظر: تاريخ دمشق (27/ 234)] وقد خالفه ابن جوصا [صدوق له غرائب. الميزان (1/ 125). اللسان (1/ 259)] فرواه عن عبد الله بن خبيق ثنا يوسف عن أبي إسجاق به فلم يذكر الثوري فيه [التغليق (2/ 37)] وذكره أشبه. والله أعلم.
8 -
وأما رواية معمر بن راشد: فأخرجها معمر في جامعه [ذكره الحافظ في الفتح (1/ 140)] وعنه عبد الرزاق في المصنف (10/ 386/ 19439) ومن طريقه: ابن ناصر في الإتحاف: الحديث الأول، وابن حجر في التغليق (2/ 38)، وقال: وهذا موقوف صحيح.
- وقد اختلف على عبد الرزاق: فروى هكذا عنه موقوفا، وروى عنه مرفوعا.
(أ) فرواه الحسن بن عبد الله الكوفي الواسطي [قال ابن حجر: «ضعيف» مختصر زوائد البزار (21)] عنه به مرفوهعا.
- أخرجه البزار (4/ 232/ 1396 - البحر الزخار) وقال: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي إسحاق عن صلة عن عمار موقوفًا، وأسنده هذا الشيخ عن عبد الرزاق» . وابن ابي حاتم في العلل (2/ 145). وابن عساكر (43/ 452 - 453). وابن ناصر الدين في الإتحاف (2). وابن حجر في التغليق (2/ 38).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- ولم يتفرد الحسن بن عبد الله الكوفي برفعه بل تابعه.
(ب) محمد بن الصباح الصنعاني [لم أقف على له على ترجمة]: أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (1/ 378/ 721) وذكره ابن ناصر الدين في الإتحاف (ص 13). وابن حجر في التغليق (2/ 39) ز
- قال ابن ناصر الدين: «رواية الموقوف أسبه، وبذلك علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم عن عمار، ولأن رواته عن أبي إسحاق السبيعي أحفظ وأكثر كما أشار إليه أبو محمد بن أبي حاتم» .
- وقال الحافظ في التغليق (2/ 39): «فالظاهر أن الوهم فيه من عبد الرزاق، لأن هذين ممن سمع منه بآخرة» وقال في الفتح (1/ 104): «وهو معلوم من حيث صناعة الإسناد، لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره. إلا أن مثله لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع» .
- وقد روى مرفوعا من وجهين آخرين من حديث عمار:
1 -
من طريق محمد بن سعيد بن سويد الكوفي حدثني أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبي أمامة عن عمار بنحوه مرفوعا.
- أخرجه الطبراني في الكبير [ذكره ابن حجر في الفتح (1/ 104) والهيثمي في المجتمع (1/ 57)] وعنه أبو نعيم في الحلية (1/ 141). ومن طريقه ابن ناصر الدين في الإتحاف (9). وابن حجر في التغليق (2/ 40)
- ومحمد بن سعيد بن سويد: قال في الجرح والتعديل (7/ 266): «روى عن أبيه سعيد ابن سويد صاحب عبد الملك بن عمير» ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
- وأبوه سعيد بن سويد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 477). وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 30) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقالا:«روى عنه محمد بن الصلت» وكذا روى عنه ابنه كما تقدم. وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 362).
- وعبد الرحمن بن إسحاق هو: ابن الحارث الواسطي، ويقال: كوفي، ضعيف [الميزان (2/ 548). التقريب (570)] والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة قال في التقريب (792):«صدوق يغرب كثيرًا» فالإسناد ضعيف.
- قال ابن ناصر الدين: «إسناده ضعيف» وقال الحافظ: «وهذا الإسناد ضعيف أيضًا» [التغليق=
338 -
3 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ أنَّ رجُلًا سأَل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»
(1)
.
=- (2/ 40). وقال في الفتح (1/ 104): «وفي إسناده ضعف» .
- وقال الهيثمي في المجمع (1/ 57): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف» وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2533).
2 -
من طريق سكين بن أبي سراج قال: سمعت الحسن يحدث عن عمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستكمل عبد الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال:
…
» وذكره.
- أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (160 و 284 - المنتقي).
- وسكين بن أبي سراج: قال عنه البخاري والخطيب البغدادي وأبو علي الحافظ: «منكر الحديث» وقال ابن حبان: «شيخ يروي الموضوعات عن الأثبات، والملزقات عن الثقات» [انظر: المجروحين (1/ 360).الكامل (7/ 168). ضعفاء الأصبهاني (92):. ضعفاء ابن الجوزي (1454) الميزان (2/ 174).ا للسان (3/ 56)]
- والحسن البصري كان يرسل كثيرًا ويدلس [التقريب (236)]
- قال الحافظ في التغليق (2/ 40): «وفي إسناده انقطاع ومقال» قلت: هو منكر بهذا الإسناد.
- فالصحيح الموقوف، ورفعه خطأ، والقول فيه قول أبي حاتم وأبي زرعة وابن ناصر الدين وابن حجر، وكذا الألباني فقد قال في مختصر صحيح البخاري (1/ 12):«وصله ابن أبي شيبة بسند صحيح» يعني الموقوف- وحديثا الحسن وأبي أمامة الضعيفان لا يقويان طريق معمر المرفوع، فإن معمرًا قد خالف فيه الثقات، فهو موقوف من حيث صناعة الإسناد وله حكم الرفع كما قال الحافظ في الفتح (1/ 104):«وهذا التقرير [يعني شرح الحديث] يقوي أن يكون الحديث مرفوعًا، لأنه يشبه أن يكون كلام من أوتي جوامع الكلم .. والله أعلم» .
(1)
متفق على صحته: أخرجه البخاري في 2 - ك الإيمان، 6 - ب إطعام الطعام من الإسلام. (12) و 20 ب السلام من الإسلام، (28) و 79 - ك الاستئذان، 9 - باب السلام للمعرفة وغير المعرفة، (6236). وفي الأدب المفرد (1013 و 1050) ومسلم في 1 - ك الإيمان، 14 - ب بيان تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل، (39 - 1/ 65). وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1/ 130/ 155). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 142 دب إفشاء السلام، (5194) والنسائي في 47 - ك الإيمان، 12 - ب أي الإسلام خير، (5015)(8/ 107). وابن ماجه في 29 - ك الأطعمة، 1 - ب إطعام الطعام، (3253). وابن حبان (2/ 258/ 505). وأحمد (2/ 169). والبيهقي في الشعب (3/ 215/ 3359) و (6/ 425/ 8751) وغيرهم.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- ولعبد الله بن عمرو حديث آخر بمعناه: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (981). والترمذي (1855). والدارمي (2/ 148/ 2081). وابن ماجه (3694). وابن حيان (1360 - موارد). وأحمد (2/ 170 و 196). وابن أبي شيبة (8/ 436/ 5790). وعبد بن حميد (355). والبزار (6/ 383/ 2402). وأبو نعيم في الحلية (1/ 287).
- من طرقٍ عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنان» وعند الترمذي: «تدخلوا الجنة بسلام» . وقال «حديث حسن صحيح» .
- وهو كما قال: فقد رواه عن عطاء جماعة منهم: زائدة بن قدمة وهو ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، وزائدة: ثقة ثبت [انظر: التهذيب (5/ 570)].
- وصححه الألباني في الصحيحة (571) وصحيح الجامع (1041) وغيرهما.
- وله شواهد منها:
1 -
حديث عبد الله بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثا. فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أو شيء سمعته تكلم به أن قال:«يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» .
- أخرجه الترمذي (2485). وابن ماجه (1334 و 3251). والحاكم (3/ 13). و (4/ 160). والضياء في المختارة (9/ 431 - 433/ 399 - 404). وأحمد (5/ 451). والدارمي (1/ 405/ 1460) و (2/ 357/ 2632). وابن أبي شيبة (8/ 348/ 5441) و (8/ 436/ 5791). وابن السني (215). والقضاعي في مسند الشهاب (719). والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 502). وفي الشعب (3/ 216) و (6/ 424).
- من طرقٍ عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام به.
- قال الترمذي: «حديث صحيح» وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» .
- قلت: وهو كما قال الترمذي، ورجاله ثقات رجال الشيخين.
- وصححه الألباني في الصحيحة (569). والإرواء (3/ 239). وصحيح الجامع (7865).
2 -
حديث أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، أنبئني عن كل شيء، قال:«كل شيء خلق من ماء» . فقلت: أخبرني بشئ إذا عملته دخلت الجنة. قال: «أطعم الطعام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام؛ تدخل الجنة بسلام» .
- أخرجه ابن حبان (642 - موارد). والحاكم (4/ 129). وأحمد (2/ 295 و 323 - 324 و 493). من طريق همام بن يحيي عن قتادة عن أبي ميمون عن أبي هريرة به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجه، ولم يتعقبه الذهبي؛ لكن قال في الميزان (4/ 579): «أبو ميمونة عن أبي هريرة عنه قتادة، قال الدارقطني: مجهول، يترك» وكذا قال الحافظ في التهذيب (10/ 283). وفرقوا بينه وبين أبي ميمونة الفارسي الذي وثقه النسائي والعجلى وقال فيه ابن معين: «صالح» . وعلى هذا فالإسناد ضعيف لجهالة أبي ميمونة. وانظر: الضعيفة (3/ 492). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1085).
* ورواه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام؛ تورثوا الجنان» .
- أخرجه الترمذي (1854). والمزي في تهذيب الكمال (19/ 432).
- قال الترمذي: «حسن صحيح غريب من حديث ابن زياد عن أبي هريرة.
- قلت: علته عثمان بن عبد الرحمن: ليس بالقوي، يحدث عن محمد بن زياد بأحاديث لا يتابع عليها. [التهذيب (5/ 498). الميزان (3/ 47)].
3 -
حديث أبي مالك الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن في الجن غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام» .
- أخرجه ابن حبان (641 - موارد). وأحمد (5/ 343). والطبراني في الكبير (3/ 301/ 3466). والبيهقي في السنن (4/ 300). وفي الشعب (3/ 404).
- من طريق عبد الرازق أخبرنا معمر عن يحيي بن أبي كثير عن ابن معانق عن أبي مالك به مرفوعا. وهو في مصنف عبد الرازق برقم (20883)(11/ 418).
- ويحيى بن أبي كثير: ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل [التقريب (1065)].
- وهو هنا لم يصرح بالسماع، لكنه ممن احتمل الأئمة تدليسه، فقد ذكر ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين [تعريف أهل التقديس (ص 76)].
- وتابعه: أبو سلام ممطور- وهو يقة- حدثني أبي معانق
…
به. أخرجه الطبراني في الكبير (3467). والخطيب في التاريخ (8/ 202).
- لكن علة الحديث في ابن معانق وهو عبد الله بن معانق الأشعري، أبو معانق الدمشقي: وثقه العجلي، وذكره ابن حيان في الثقات، وقال الدارقطني:«لا شيء مجهول» . والقول قوله: [انظر: التهذيب (4/ 497). والميزان (2/ 506)].
- فالإسناد ضعيف لجهالة ابن معانق.
- والحديث حسنه الألباني في صحيح الترغيب (939 و 614). وصحيح الجامع (2123). وانظر: مشكاة المصابيح (1/ 388).
- ولحديث أبي مالك شاهدان من حديث عبد الله بن عمرو وعلي.
(أ) أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه أحمد (2/ 173) من طريق ابن لهيعة حدثني حيي بن=
339 -
4 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ تَعَالَى مَنْ بَدَأَهُم بِالسَّلَامِ»
(1)
.
=عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» ، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن ألان الكلام، واطعم الطعام، وبات لله قائما والناس نيام» .
- وابن لهيعة: ضعيف؛ لكن تابعه ابن وهب- وهو ثقة حافظ- عند الحاكم (1/ 80 و 321). والطبراني في الكبير [103 - من الجزء المفقود (13)]. والبيهقي في الشعب (3/ 128/ 3090).
- فحسن الحديث بهذه المتابعة، فإن رجاله ثقات مصريون، رجال مسلم غير حي بن عبد الله: قال أحمد: «أحاديثه مناكير» وقال البخاري: «فيه نظر» وقال النسائي: «ليس بالقوي» وقال ابن معين: «ليس به بأس» وقال ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة» وذكره ابن حبان في الثقات قال في مشاهير علماء الأمصار: «من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخا جليلا فاضلا» ، فهو حسن الحديث إذا لم ينفرد. [انظر: التهذيب (2/ 490). الميزان (1/ 623). مشاهير علماء الأمصار (1501)].
(ب) وأما حديث علي: فأخرجه الترمذي (1984 و 2527). وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 156). وزاوئد الزهد لأبيه (100). والبزار (2/ 181/ 702 - البحر الزخار). والسهمي في تاريخ جرجان (303). وابن عدي في الكامل (4/ 305).
- من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفا
…
» فذكر مثله إلا أن السائل أعرابي، وزاد في الجواب:«وأدام الصيام» .
- وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به علي بن أبس طالب رضي الله عنه» .
- قال أحمد: «النعمان بن سعد الذي يحدث عن علي: مقارب الحديث، لا بأس به، ولكن الشأن في عبد الرحمن بن إسحاق: له أحاديث مناكير» [سؤالات أبي داود (332)] وقال أحمد في عبد الرحمن بن إسحاق أيضًا. «ليس بذاك، وهو الذي يحدث عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير» [انظر: التهذيب (5/ 49) و (8/ 520). الميزان (2/ 548) و (4/ 265)].
(1)
أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 144 - ب في فضل من بدأ بالسلام، (5197). والبيهقي في الشعب (6/ 433/ 8787). وابن عبد البر في التمهيد (10/ 146).
- من طريق أبي عاصم عن أبي خالد وهب عن أبي سفيان الحمصي عن أبي أمامة به مرفوعا.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- وأبو سفيان الحمصي: هو محمد بن زياد الألهاني: ثقة سمع أبا أمامة [التاريخ الكبير (1/ 83). التقريب (845)].
- وأبو خالد: هو وهب بن خالد الحمصي: قال أبو داود: «حمصي ثقة، روى عنه أبو عاصم لقيه بمكة، [سؤالات الآحري (5/ ق 23). موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 178)].
- وأبو عاصم: هو النبيل: الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت مكي تتحول إلى البصرة.
- فالإسناد صحيح.
- قال الحافظ ابن حجر [الفتوحات الربانية (5/ 327)]: «حديث حسن» .
- وصحيح إسناده الألباني في المشكاة (3/ 1318). [وصحيح أبي داود (3/ 275)، والكلم الطيب (198)، وغيرها]«المؤلف» .
- وله طرق أخرى عن أبي أمامة:
1 -
قران بن تمام الأسدي عن أبي فروة يزيد بن سنان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله! الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: «أؤلاهما بالله» .
- أخرجه الترمذي (2694).
- وقال: «حديث حسن، قال محمد: أبو فروة الرهاوي: مقارب الحديث؛ إلا أن ابنه محمد بن يزيد يروي عنه مناكير» .
- قلت: وهو كما قال على شرطه؛ فإن يزيد بن سنان أبا فورة الرهاوي: الأكثر على تضعيفه، وتركه النسائي. [انظر: التهذيب (9/ 350). الميزان (4/ 427)].
2 -
عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: «من بدأ بالسلام فهو أولى بالله عز وجل ورسوله» .
- أخرجه أحمد (5/ 254 و 261 و 274 و 264 و 269). والطبراني في الكبير (8/ 200 و 213/ 7814 و 7858). وابن عدي في الكامل (6/ 448). وابن عبد البر في التمهيد (10/ 146). وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 99).
- رواه عن عبيد الله بن زحر: يحيي بن أيوب وبكر بن مضر ومطرح بن يزيد أبي المهلب- واختلف عليه- فرواه مرة هكذا.
- ورواه مرة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ولم يذكر عبيد الله بن زحر.
- أخرجه الطبراني في الكبير (7815).
- مطرح: مجمع على ضعفه. [التهذيب (8/ 202). الميزان (4/ 123)] وبكر بن مضر: ثقة ثبت. [(التقريب (176)] فالقول قوله، وتابعه يحيي بن أيوب الغافقي المصري: صدوق ربما أخطأ [التقريب (1049)].
- وهذا إسناد ضعيف؛ قد تكلم فيه كثيرا، وأشد ما قيل فيه ابن حبان في المجروحين (2/ - =
340 -
5 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عليه السلام، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ:«عَشْرُ» ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ:«عِشْرُونَ» ثُمَّ جَاءَ آخرُ فَقَالَ: السَّلَامُ
=63): «وإذا اجتمع في إسناد خبير عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك إلا مما علمت أيديهم؛ فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة» [انظر تراجم عبيد الله وعلي والقاسم في التهذيب والميزان].
- وله إسناد آخر عن القاسم:
- يرويه بقية بن الوليد، واختلف عليه:
(أ) فرواه الوليد بن شجاع بن الوليد أبو همام [كوفي ثقة نزل بغداد. التقريب (1038)]: ثنا بقية ابن الوليد عن إسحاق بن مالك عن يحيي بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا.
- أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 179/ 7743). وفي مسند الشاميين (2/ 43/ 887). وابن السني (212)، وعنده قال بقية: «ثنا إسحاق
…
» وإسناده إليه صحيح.
- وهذا الإسناد: رجاله ثقات، غير إسحاق بن مالك الحضرمي الشامي: قال الأزدي: «ضعيف» وقال ابن القطان: «لا يعرف» وسبق له هذا الحديث في مناكيره. [الميزان (1/ 196). اللسان (1/ 411)] وبقية مشهور بتدليس التسوية.
(ب) وخالفه: يحيي بن عثمان [حمصي صدوق. التقريب (1062)]: ثنا بقية عن عمر ابن موسى عن القاسم عن أبي أمماة به مرفوعا.
- أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 9).
- وعمر بن موسى: متروك، منكر الحديث، رماه بالوضع والكذب: أبو حاتم وابن معين وابن عدي [الميزان (3/ 224). اللسان (4/ 382)].
3 -
محمد بن عمر الواقدي ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن الأملوكي عن أبي إمامة بنحو الذي قبله مرفوعا.
- أخرجه ابن مردويه في أماليه (7) ومن طريقه: السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (33).
- وإسناده واه: الواقدي: متروك، وأبو عبد الرحمن الأملوكي هو: موسى بن يزيد بن موهب: لم أر فيه جرحا ولا تعديلا. ولم أجد له راويا غير معاوية بن صالح. [التاريخ الكبير (7/ 297). الجرح والتعديل (8/ 167). كنى مسلم (2035)].
- وحاصل ما تقدم: أن الحديث صحيح باستثناء الطريق الثاني والثالث.
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلسَ، فَقَالَ:«ثَلَاثُونَ»
(1)
.
(1)
أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 143 - ب كيف السلام، «15195). والترمذي في 43 - ك الاستئذان والأدب، 2 - ب ما ذكر في فضل السلام، (2689). والنسائي في عمل اليوم والليلة (337). والدارمي (2/ 360/ 2640). وأحمد (4/ 439 - 440) والبزار (9/ 62/ 3588).
والروياني (92). والطبراني في الكبير (18/ 134/ 280). وفي الأوسط (6/ 108/ 5948). وأبو نعيم في الحلية (6/ 293). والبيهقي في الشعب (6/ 453 - 454/ 8870). وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 718/ 1194). والمزي في تهذيب الكمال (11/ 362). والذهبي في السير (13/ 207 و 208).
- من طريق محمد بن كثير حدثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء عن عمران به.
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عمران بن حصين» [تحفة الأحوذي (7/ 385)] وفي تحفة الأشراف (8/ 198): «حسن غريب من هذا الوجه» ، وفي نسخة من جامع الترمذي:«حسن صحيح غريب من هذا الوجه» ولا أرى زيادة «صحيح» هذه ثابتة لما يأتي بيانه.
- وقال البيهقي: «هذا إسناد حسن» .
- وقال ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 289)]: «حديث حسن غريب» وفي الفتح (11/ 6): «بسند قوي» .
- إلا أن ابن الجوزي قال في العلل المتناهية: «هذا حديث لا يصح؛ قال أحمد: خرجنا حديث محمد بن كثير، وكذا قال ابن المديني: كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه» .
- قلت: نعم، قال أحمد ذلك في محمد بن كثير: قال عبد الله بن احمد: «سألت أبي عن محمد ابن كثير الذي يحدث عن ليث بن أبي سليم والحارث بن حصيرة؟ فقال: خرقنا حديثه ولم يرضه» [العلل ومعرفة الرجال (3/ 438). الجرح والتعديل (8/ 68). الضعفاء الكبير (4/ 129). الكامل (6/ 253). الميزان (4/ 17) وغيرها].
- وقال الآجري: «قلت لأبي داود: محمد بن كثير الذي يحدث عن ليث؟ قال: سمعت احمد بن حنبل يقول: مزقنا حديثه» [سؤالات الآجري (5/ ق 42)]
- وقال أبو داود: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: محمد بن كثير الذي كان يكون ببغداد، ويحدث عن ليث؛ أحاديثه عن ليث كلها مقلوبة» ] تاريخ بغداد (3/ 192 - 193) التهذيب (7/ 394)]
- فهذا هو الذي يعنيه ابن الجوزي: محمد بن كثير القرشي الكوفي، أبو إسحاق، سكن بغداد، وهذا الذي ضعفه أحمد وغيره.
- وأما محمد بن كثير: راوي هذا الحديث؛ فهو غيره: قال احمد في المسند (4/ 439): «حدثنا=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= محمد بن كثير أخو سليمان بن كثير» يعني بذلك: محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري، وهو ثقة، قال ابن حجر في التقريب (891):«ثقة، لم يصب من ضعفه» وقال فيه أحمد بن حنبل: «ثقة، لقد مات على سنة» [التهذيب (7/ 394)] وبهذا تبين وهم ابن الجوزي في تضعيف الحديث وتعليله بمحمد بن كثير.
- وممن أعله أيضًا: أبو نعيم فقد قال في الحلية: «غريب من حديث جعفر، تفرد به عنه محمد ابن كثير» .
- قلت: لم يتفرد به محمد بن كثير؛ فقد تابعه: إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: نا جعفر ابن سليمان به.
- أخرجه البيهقي في الآداب (280). وفي الشعب (6/ 453/ 8870) بإسناد صحيح إلى إبراهيم ابن محمد بن عرعرة؛ وإبراهيم: ثقة حافظ من أعلم الناس بحديث أهل البصرة [التهذيب (1/ 174). الميزان (1/ 56)]
- إلا أن للحديث على؛ فقد قال الإمام أحمد في مسنده (4/ 440) عقب هذا الحديث: «حدثنا هوذه عن عوف عن أبي رجاء مرسلا، وكذا قال غيره» .
- فالحمل في هذا الحديث إنما هو على جعفر بن سليمان الضبعي، فقد خالفه في وصله: هوذة ابن خليفة: وهو صدوق؛ ومن أعلم الناس بحديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي: قال أحمد: «ما أضبط هذا الأصم- يعني: هوذة- عن عوف؛ أرجو أن يكون صدوقا» .
- وذلك أن هوذة ذهبت كتبه، ولم يبق عنده إلا كتاب عوف الأعرابي وشيء يسير لابن عون وابن جريج. [انظر: الجرح والتعديل (9/ 118). طبقات ابن سعد (7/ 339). تاريخ بغداد (14/ 94). السير (10/ 121). الميزان (4/ 311). التهذيب (9/ 83). التقريب (1025) ولم ينفرد بذلك هوذة بل البعه غيره كما قال أحمد. فالقول قول هوذة، والمحفوظ: مرسل، ووهم جعفر في وصله، سلك فيه الجادة. وجعفر ليس بذاك الحافظ؛ عنده مناكير [انظر: التهذيب (2/ 61)].
- إلا أن لهذا المرسل شاهد صحيح من حديث أبي هريرة يأتي برقم (342).
- وفي الباب عن: علي وأبي سعيد ومالك بن النبهان وسهل بن حنيف وأنس ابن عمر وابن عباس ولسمان الفارسي ومعاذ بن أنس الجهني وعائشة، ولا تخلو أسانيدها من مقال.
- وأما الزيادة في السلام- ابتداء وردًا- على «وبركاته» فلا يصح من ذلك في المرفوع شيء، روى ذلك من حديث:
1 -
أنس بن مالك قال: كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم يرعى دواب أصحابه، فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم:«عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه» وقيل: يا رسول الله تسلم على هذا سلامًا ما تسلم على أحد من أصحابك؟ فقال: «وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا» .=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- أخرجه ابن السني (235).
- من طريق سليمان بن سلمة ثنا بقية ثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس به.
- وهذا حديث باطل؛ نوح بن ذكوان: منكر الحديث جدًا؛ له صحيفة عن الحسن عن أنس: لا شيء، قال ابن عدي:«ونوح بن ذكوان يروي عنه يوسف بن أبي كثير وعن يوسف يرويه بقية، وهذه الأحاديث عن الحسن عن أنس ليست محفوظة» وقال الساجي: «يحدث بأحاديث بواطيل» [التهذيب (8/ 556) الميزان (4/ 276). الكامل (7/ 440)]
- ويوسف بن أبي كثير: أحد شيوخ بقية الذين لا يعرفون [التهذيب (9/ 441). الميزان (4/ 472) التقريب (1095). الكاشف (2/ 400) وقالا: «مجهول»]
- وبقية: صدوق إلا أنه كثير الرواية عن الضعفاء والمجاهيل.
- وسليمان بن سلمة- أبو أيوب الخبائري-: متروك، اتهمه ابن الجنيد والأزدي بالكذب [الميزان (2/ 209). اللسان (3/ 111). الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 20)]
- قال الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 292)]: «وابن أبي كثير وشيخه نسب كل منهما إلى أنه كان يضع الحديث، وبقية: وإن كان عيب عليه التدليس وصرح بالحديث في هذا السند، فإنه كان يغلب عليه كثرة الرواية عن الضعفاء والمجهولين» .
2 -
معاذ بن أنس: بنحو حديث عمران بن حصين ثم زاد في آخره: «ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته» فقال صلى الله عليه وسلم: «أربعون» قال: «هكذا تكون الفضائل» .
- أخرجه أبو داود (5196) ومن طريقه: البيهقي في الشعب (6/ 455/ 8876) والطبراني في الكبير (20/ 182/ 390)
- من طريق سعيد بن أبي مريم قال: أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال: أخبرني أبو مرحوم عن سهل ابن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
- وهذا إسناد ضعيف؛ سهل بن معاذ: ضعيف [التهذيب (3/ 545). الميزان (2/ 241) المغني (1/ 454) وقال: «ضعفه ابن معين ولم يترك»]
- وأبو مرحوم: عبد الرحيم بن ميمون: ليس بالقوي: قال ابن معين: «ضعيف الحديث» وقال أبو حاتم: «شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به» وقال النسائي: «أرجو أنه لا بأس به» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في مشاهير علماء الأمصار:«من جلة أهلة مصر، وكان يهم في الأحايين» [الجرح والتعديل (5/ 338). الثقات (7/ 134). مشاهير علماء الأمصار (1519). التهذيب (5/ 210). الميزان (2/ 607) الكاشف (1/ 650) وقال: «فيه لين»] وابن أبي ميرم لم يجزم بسماعه من نافع.
- وضعف ابن حجر إسناده في الفتح (11/ 6).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=3 - زيد بن أرقم؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم علينا فرددنا عليه قلنا: وعليم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 330) وابن عدي في الكامل (7/ 127). والبيهقي في الشعب (6/ 456/ 8881).
- من طريق محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار ثنا شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بم عقبة عن زيد بن أرقم به.
- إبراهيم بن المختار: تركه زنيج ولم يرضه. وقال البخاري: «فيه نظر» وقال ابن معين: «ليس بذاك» وقال أبو حاتم: «صالح الحديث» وقال أبو داود: «ليس به بأس» وقال بان عدي: «ما أقل من روى عنه شيئا غير ابن حميد، وذكروا أن إبراهيم هذا لا يحدث عنه غير ابن حميد وأنه من مجهولي مشايخه، وهو ممن يكتب حديثه» وقال ابن حبان في الثقات: «يتقي حديثه من رواية ابن حميد عنه» [التهذيب (1/ 180). الميزان (1/ 65). تاريخ بغداد (6/ 174). الكامل (1/ 252)]
- قلت: وفي تفرد مثله عن شعبة نكارة ظاهرة؛ إلا أن الحمل فيه على ابن حمدي الرازي، وقد اختلف القول فيه: أما من لم يعرفه من غير أهل بلده فقد أحسن الثناء الثناء عليه مثل أحمد وابن معين وأما من عرفه فقد جرحه جرحا ً شديدًا ومنهم من اتهمه بالكذب كأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين وهما أعرف الناس به وقال صالح بن محمد جزرة: «ما رأيت أحذق بالكذب منه» وقال البخاري: «فيه نظر» وقال النسائي: «ليس بثقة» ونقل أبو نعيم ابن عدي عن جماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم فيهم أبو حاتم وابن خراش إجماعهم على انه «ضعيف في الحديث جدًا» [تاريخ بغداد (2/ 259). السير (11/ 503) وقال: «وهو مع إمامته منكر الحديث صاحب عجائب». (التهذيب (7/ 118) الميزان (3/ 530)].
- قال البيهقي: «وهذا إن صح قلنا به؛ غير أن في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به، والله أعلم» د وضعف إسناده الحافظ في الفتح (11/ 6).
- وأما الألباني فجود إسناده في الصحيحة (3/ 433).
4 -
سلمة الهمداني: قال أبو يعلي في مسنده (2/ 214 - 215/ 912): حديثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثني يحيى بن عمرو بن يحيى بن سلمة الهمداني عن أبيه عن جده عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك الأرحبي: «باسمك اللهم، من محمد رسول الله إلى قيس بن مالك: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته. أما بعد:
…
» الحديث.
- قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2/ 348)(2070): «هذا حديث منكر، وأنكر ما فيه قولهم: كتب (باسمك اللهم)» .
- وقد وردت آثار عن الصحابة رضي الله عنهم في جواز الزيادة وفي منعها بأسانيد صحيحة،=
341 -
6 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ»
(1)
.
=وفي بعضها ضعف؛ فالله أعلم، فمن ذلك على سبيل الإجمال ما ورد عن:
1 -
ابن عباس [الموطأ (2/ 731/ 2). شعب الإيمان (3/ 430/ 3980) (6/ 455/ 887 و 8878) الجامع لأخلاق الراوي (1/ 164)]
2 -
ابن عمر [الموظأ (2/ 733/ 7). مصنف عبد الرزاق (10/ 309/ 19453) شعب الإيمان (8880)]
3 -
زيد بن ثابت [الأدب المفرد (1001 و 1131).
4 -
عبد الله بن عمرو [الأدب المفرد (1016)]
5 -
عمر بن الخطاب [طبقات ابن سعد (6/ 158)]
- وراجع في ذلك: فتح الباري (11/ 6). [ورجح الإمام ابن القيم رحمه الله أن السلام ينتهي إلى وبركاته، وضعف أحاديث الزيادة. انظر: زاد المعاد (2/ 417)، وسمعت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على زاد المعاد (2/ 417): «السلام ينتهي إلى وبركاته، وليس بعد بركاته شيء، ولكن إذا سأل عن حاله أو عن حال أولاده فهذا من باب الترحيب»]«المؤلف» .
-[وحديث عمران، صححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 275)، وصحيح الترمذي (2/ 74)«المؤلف» .
(1)
متفق على صحته: أخرجه البخاري في 79 - ك الاستئذان، 15 - ب التسليم على الصبيان، (6247). وفي الأدب المفرد (1043). ومسلم في 39 - ك السلام، 5 - ب استحباب السلام على الصبيان، (2168)(4/ 1708). واللفظ له. والترمذي في 43 - ك الاستئذان، 8 - ب ما جاء في التسليم على الصبيان، (2696) وقال:«حديث صحيح، رواه غير واحد عن ثابت، وروى من غير وجه عن أنس» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (330). والدارمي (2/ 358/ 2636). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1725). وابن السني (226). وأبو نعيم في الحلية (8/ 316) وقال: «صحيح ثابت، متفق عليه» . والبيهقي في الشعب (6/ 459/ 8894). وفي الآداب (282). والخطيب في الموضح (2/ 158) وفي الجامع لأخلاق الراوي (2/ 399).
- من طريق سيار أبي الحكم عن ثابت البناني عن أنس به.
وممن رواه أيضًا عن ثابت:
1 -
حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس قال: أتي علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت علي أمي فلما جثت قال: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر. قالت: لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا. قال أنس: والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- أخرجه مسلم (2482)(4/ 1929). واللفظ له. وأحمد (3/ 174 و 253).
2 -
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1154) وهذا لفظه. وأبو عوانه في صحيحه (5/ 240/ 8554) وأبو داود (5202) مختصرًا. والنسائي في عمل اليوم والليلة (331) مختصرًا. وأحمد (3/ 169 و 195) والروياني (1383).
- وإسناده صحيح.
3 -
جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار؛ فيسلم على صبيانهم، ويسمح برؤوسهم، ويدعو لهم» .
- أخرجه الترمذي (2696 م) ولم يسق لفظه. والنسائي في عمل اليوم والليلة (329) ، وابن حبان (2145 - موارد) والطحاوي في المشكل (1/ 498). وأبو نعيم في الحلية (6/ 291). والخطيب في التاريخ (8/ 398).
- وجعفر: صدوق؛ إلا أنه يخطئ في حديث ثابت. [التهذيب (2/ 61)].
4 -
الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي ثنا ثابت البناني وأبو عمران الجوني عن أنس بن مالك قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فرأيت صبيان فقعدت معهم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم على الصبيان»
- أخرجه أبو يعلي (6/ 103/ 3366) وليس في إسناده زيادة: «وأبو عمران الجوني» وزاد في المتن: «فقعدت معهم فأبطأت عليه فخرج فرآني مع الصبيان» وابن عدي في الكامل (2/ 189) والسياق له.
- وهذا منكر سندًا ومتنًا؛ الحارث بن عبيد: ليس بالقوي، يكتبه حديثه، ولا يحتج به [التهذيب (2/ 120). الميزان (1/ 438)] خالف في إسناده: سيارًا وحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة وجعفر بن سليمان، فزاد: أبا عمران الجوني.
- وخالفهم في متنه فقدم إرساله إلى الحاجة على السلام.
5 -
حبيب بن حجر القيسي- ويقال: العيسى- واختلف عليه:
(أ) فرواه وكيع الجراح [ثقة حافظ. التقريب (1037)] عن حبيب بن حجر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبيان، فقال:«السلام عليكم يا صبيان» .
- أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 445 - 446). وأحمد (3/ 183) وابن السني (227) وأبو نعيم في الحلية (8/ 378).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- تابعه على هذا الوجه: عثمان بن مطر عن ثابت به.
- أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 163). وعثمان: ضعيف [التقريب (669)]
(ب) وخالفه في متنه: يونس بن محمد المؤدب [ثقة ثبت. التقريب (1099)] فرواه عن حبيب بن حجر ثنا ثابت البناني عن أنس بنحو رواية سليمان بن المغيرة عن ثابت.
- أخرجه أحمد (3/ 227 - 228).
- وهذه الرواية هي الموافقة لرواية الجماعة؛ فهي المحفوظة.
- ويحتمل أن يكون الوهم فيه من حبيب بن حجر نفسه؛ فإنه لما حدث به يونس أتي به على الوجه الصحيح، ولما حدث به وكيعًا اختصره فرواه بالمعنى، وحبيب بن حجر ليس بالحافظ: قال يحيى بن معين: «ليس به بأس» وذكره ابن حبان في الثقات [انظر: التاريخ الكبير (2/ 316) و (3/ 126). كني مسلم (954 و 3655) الجرح والتعديل (3/ 308). الثقات (6/ 179 و 249) تاريخ أسماء الثقات (235). العلل ومعرفة الرجال (1/ 424). الإكمال لابن ماكولا (2/ 299) الإكمال للحسيني (141). التعجيل (180) [وانظر: الصحيحة (2950)]
* والحديث رواه أيضًا: حميد عن أنس بنحو رواية حماد بن سلمة عن ثابت.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1139). وأبو داود (5203) مختصرا. وابن ماجه (3700) مختصرًا. وأحمد (3/ 109 و 235) وابن أبي شيبة (8/ 445).
- والذي يظهر لي أن حميدًا لم يسمع هذا الحديث من أنس وإنما ثبته فيه ثابت: فقد أخرج الطبراني في الأوسط (8/ 25/ 7851) بإسناد حسن إلى معتمر بن سليمان عن حميد عم ثابت عن أنس بن مالك: «ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبيان فسلم عليهم» .
* وأما ما رواه الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالغلمان فيسلم عليهم، ويدعو لهم بالبركة» .
- أخرجه ابن عساكر (63/ 258).
- فهو حديث منكر؛ لا يعرف من حديث الزهري، والموقري: متروك، يروي عن الزهري أحاديث ليس لها أصول [انظر: التهذيب (9/ 165). والميزان (4/ 346)].
* فائدة: وأما التسليم على النساء:
- فما ورد فيه:
1 -
حديث أسماء بنت يزيد، يرويه عنها شهر بن حوشب، واختلف عليه في متنه:
(أ) فرواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين سمعه من شهر بن حوشب يقول: أخبرته أسماء بنت يزيد قالت: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة، فسلم علينا، وقال:«إياكم وكفر المنعمين» فقلنا: يا رسول الله! وما كفر المنعمين؟ قال: «لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس فيرزقها الله عز وجل زوجًا، ويرزقها منه مالا وولدًا، فتغضب الغضبة فراحت تقول: ما رأيت=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=منه يوما خيرًا قط»
- أخرجه أبو دواد (2504) مختصرًا. وابن ماجه (3701) مختصرًا. والدارمي (2/ 359/ 2637) مختصرًا. وأحمد (6/ 452 - 453) بلفظه. والحميدي (366). وابن سعد في الطبقات (8/ 10 و 319) وابن أبي شيبة (8/ 446) وإسحاق بن راهويه (4/ 173). والطبراني في الكبير (24/ 173/ 436). والبيهقي في الشعب (6/ 461/ 8900) وفي الآداب (283).
- وابن أبي حسين: ثقة [التقريب (521)] وقد تابعه عليه:
- الحكم بن أبان العدني عن شهر به نحوه.
- أخرجه إسحاق بن راهوية (4/ 174) عن إبراهيم بن الحكم حدثني أبي به.
- وإبراهيم بن الحكم: متروك، لا يعتبر به [انظر: التهذيب (1/ 138) الميزان (1/ 27)] [وصححه الالباني في صحيح ابن ماجه (1/ 303)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (823)]«المؤلف» .
(ب) وخالفه: عبد الحميد بن بهرام أنه سمع شهر بن حوشب يقول: سمعت أسماء بنت يزيد تحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده إليهن بالسلام، قال: «إياكن وكفران المنعمين
…
» الحديث بنحوه.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1047). والترمذي (2697) مختصرًا. وأحمد (6/ 458).
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن» [وانظر كلامه في عبد الحميد وشهر].
- وعبد الحميد بن بهرام: صدوق، وقال أحمد:«عبد الحميد بن بهرام: حديثه عن شهر مقارب كان يحفظها كأنه سورة من القرآن، وهي سبعون حديثا طوال» وقال يحيى بن سعيد: «من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام» وقال أبو حاتم: «هو في شهر بن حوشب مثل الليث بن سعد في سعيد المقبري. ليس به بأس، وأحاديثه عن شهر صحاح .. » [انظر: الجرح: والتعديل (6/ 9) التهذيب (5/ 20) والميزان (2/ 538)]
- وعلى هذا فإن عبد الحميد مقدم في شهر على غيره، وروايته مقدمة على رواية ابن أبي حسين، وإن كان الأخير أوثق.
- إلا أني وجدت ما يرجح في رواية ابن أبي حسين- في عدم الإشارة باليد عند السلام-
- فقد روى عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن محمد بن مهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد الأنصاري: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا، وقال:«إياكن وكفر المنعمين» الحديث.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1048). وإسحاق (4/ 182) والطبراني في مسند الشاميين (2/ 325/ 1426) وتمام في الفوائد (571). وابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 267).
- وإسناده حسن، رجاله رجال الصحيح- رجال مسلم- غير مهاجر بن أبي مسلم؛ مولى أسماء بنت=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- يزيد: ذكره ابن حبان في الثقات، وروي عنه جمع من الثقات [التاريخ الكبير (7/ 380) وقال/:«سمع أسماء بنت يزيد» الجرح والتعديل (8/ 261) الثقات (5/ 427). التهذيب (8/ 373)].
- وبذا يظهر أن الوهم في ذكر الإشارة باليد، إنما هو من شهر بن حوشب فإنه: صدوق، في حفظه ضعف. [التهذيب (3/ 657). الميزان (2/ 283)]
- وفي الجملة فهو حديث حسن بطريقيه، وهو حجة في مشروعية تسليم الرجل على جماعة النساء عند أمن الفتنة.
2 -
وله شاهد من حديث جرير بن عبد الله: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على نسوة فسلم عليهن» .
- أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 447). وأحمد (4/ 357 و 363) وأبو يعلي (13/ 495/ 7506). والطبراني في الكبير (2/ 353/ 2486) وبان السني (225) والبغوي في شرح السنة (12/ 265).
- وفي سنده اختلاف.
(أ) فقد رواه وكيع عن شعبة عن جابر الجعفي عن طارق التيمي [التميمي] عن جرير به.
(ب) وخالفه: محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن جابر قال: حدثني رجل عن طارق التيمي عن جرير به.
- قول غندر [محمد بن جعفر] أشبه بالصواب، قال ابن المبارك:«إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم» وهو من اثبت الناس في حديث شعبة، ومقدم فيه على وكيع [انظر: الجرح والتعديل (1/ 271) و (7/ 221). التهذيب) 7/ 88) شرح علل الترمذي (286) سؤالات ابن بكير (34)]
- وعليه فالإسناد ضعيف؛ طارق التيمي أو التميمي: لا يعرف [انظر: الإكمال (397). التعجيل (487). ذيل الكاشف (693)] والراوي عنه: مبهم، وجابر الجعفي: ضعيف [التقريب (192)].
- ومما ورد في السلام على العجوز [المتجالة: أي المسنة]:
3 -
- وفي رواية: «كانت لنا عجوز» وفي رواية: «وما منا نقيل ولا نتغدي إلا بعد الجمعة» .
- أخرجه البخاري (938 و 2349 و 5403 و 6248) وابن حبان (12/ 121/ 5307) والروياني (1039). وأبو القاسم البغوي في الجعديات (2940) والطبراني في الكبير (6/ 144 و 173/ 5788 و 5904) والبيهقي في السنن (3/ 241) و (7/ 93) وفي الشعب (6/ 460/ 8895) وقال ««الحديث ورد في العجوز التي هي من القواعد.» وغيرهم.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- وأخرجه مختصرًا مقتصرًا على الزيادة الثانية وما في معناها: البخاري (939 و 941 و 6279). مسلم (859). وأبو داود (1086). والترمذي (525). وابن ماجه (1099). وأحمد (3/ 433) و (5/ 336) وغيرهم.
- ومما ورد في سلام الأجنبية على الرجل بحضرة محارمه:
4 -
حديث أم هانئ قالت: «ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسلمت عليه، فقال: «من هذه؟» قلت: أم هانئ بنت أبي طالب. قال: «مرحبا بأم هانئ»
…
» الحدبث.
- أخرجه البخاري (280 و 357 و 3171 و 6158). ومسلم (336) ومالك (1/ 142/ 28 - قصر الصلاة). والترمذي (2734). والنسائي (1/ 126) / 225). وابن ماجه (465). وأحمد (6/ 342 و 423 و 425). وإسحاق بن راهوية (4/ 25) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 458/ 3149). والطبراني في الكبير (24/ 418/ 1017 و 1018).والبيهقي في السنن (9/ 94) وغيرهم.
* ومن فقه هذه الأحاديث:
- أما الأول والثاني: فيدلان على مشروعية تسليم الرجل على جماعة النساء عند أمن الفتنة، وأما الثالث: فيدل على مشروعية تسليم الرجل على المرأة المسنة التي لا تشتهي، وأم الرابع: فيدل على مشروعية تسليم المرأة الأجنبية على الرجل بحضرة محارمه.
- ومن أقوال الأئمة في ذلك:
- سئل مالك: هل يسلم على المرأة؟ فقال: «أما المتجالة [أي المسنة] فلا أكره ذلك، وأما الشابة فلا أحب ذلك» [الموطأ (2/ 731)].
- وقال حرب لأحمد: الرجل يسلم على النساء؟ قال: «إن كن عجائز فلا بأس» [الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 352)]
- وقال صالح، سألت أبي: يسلم على المرأة؟ قال: «أما الكبيرة فلا بأس، وأما الشابة فلا تستنطق» [الآداب الشرعية (1/ 352). الإنصاف للمرداوي (8/ 31) [وانظر: الآداب للبيهقي (283)].
- وقال الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان (3/ 321): «فقد يحتمل أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخشى الفتنة، فلذلك سلم عليهن،
…
، فمن وثق في نفسه بالتماسك فلسلم، ومن لم يأمن نفسه فلا يسلم، فإن الحديث ربما جر بعضها بعضا، والصمت أسلم».
- وقال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (14/ 150): «وأما النساء فإن كن جميعًا؛ سلم عليهن، وإن كانت واحدة سلم عليها النساء وزوجها وسيدها ومحرمها، سواء كانت جميلة أو غيرها. وأم الأجنبي فإن كانت عجوزًا لا تشتهي استحب له السلام عليها، واستحب لها السلام عليه، ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام عليه، وإن كانت شابة أو عجوزًا تشتهي؛ لم=
342 -
7 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رجلًا مرَّ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهوَ في مَجلِسٍ فقال السَّلامُ عليكُم فقالَ «عشرُ حَسناتٍ «فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ فقالَ: «عِشرونَ حسنةً» فمرَّ رجلٌ آخرُ فقال: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فقالَ:«ثلاثونَ حَسَنةً» فقامَ رجلٌ من المجلِسِ ولَم يُسَلِّمْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى عليهِ وسلم «ما أوشَكَ ما نَسيَ صاحبُكم! إِذَا جاء أحدُكُم المجلِسَ فليُسَلِّمْ؛ فإن بَدا لهُ أن يجلسَ فليجلِسْ، وإِذَا قامَ- وفي روايةٍ: فإن جلَسَ ثمَّ بدا لهُ أن يقومَ قبلَ أن يتفرَّقَ المجلِسُ- فليُسَلِّمْ، ما الأُولَى بأحقَّ مِنَ الآخرةِ»
(1)
.
(1)
=يسلم عليها الأجنبي ولم تسلم عليه، ومن سلم منهما لم يستحق جوابا، ويكره رد جوابه. هذا مذهبنا ومذهب الجمهور. وقال ربيعة: لا يسلم الرجال على النساء ولا النساء على الرجال، وهذا غلط، وقال الكوفيون: لا يسلم الرجال على النساء إذا لم يكن فيهن محرم. والله أعلم».
- وقال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 412): وهذا هو الصواب في مسألة السلام على النساء: يسلم على العجوز وذات المحارم دون غيرهن». [وانظر: حاشية ابن عابدين (1/ 616). التاج والإكليل (1/ 526). مواهب الجليل (1/ 459 - 460). القوانين الفقهية (292). روضة الطالبين (10/ 230). المجموع (4/ 506). كشاف القناع (2/ 153 و 155). الإنصاف (8/ 31). الآداب الشرعية (1/ 351)].
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (986). ومن طريقه: ابن حيان (2/ 246/ 493 - إحسان). والنسائي في عمل اليوم والليلة (368) مختصرا، من قوله:«إذا جاء أحدكم» . وكذا البيهقي في الشعب (6/ 448/ 8847).
- من طريقين عن يعقول بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به.
- وهذا إسناد مدني، رجاله ثقات.
- صححه ابن حبان. والألباني في صحيح الأدب (379).
- وأخرج شطره الأخير:
- البخاري في الأدب المفرد (1007 و 1008). وأبو داود (5208). والترمذي (2706). والنسائي في عمل اليوم والليلة (369 و 371). وابن حبان (2/ 247 - 249/ 494 - 496 - إحسان). وأحمد (2/ 230 و 287 و 439). والحميدي (1162). والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 139) والطبراني في الصغير (1/ 230/ 371). وابن السني (450). وأبو بكر الإسماعيلي في معجم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=شيوخه (1/ 379). وابن حزم في المحلى (5/ 64). والبيهقي في الشعب (6/ 448/ 8846). وفي الآداب (277). والخطيب في التاريخ (14/ 60). وفي الجامع لأخلاق الراوي (1/ 122). والبغوي في شرح السنة (12/ 293/ 3328).
- من طريق محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» .
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى هذا الحديث أيضا عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم» .
- قلت: قد اختلف في إسناده على ابن عجلان:
1 -
فرواه الليث بن سعد ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة وأبو عاصم النبيل- الضحاك ابن مخلد- وروح بن القاسم والمفضل بن قضالة وبشر بن المفضل وسليمان بن بلال وابن جريج وقران بن تمام وأبو غسان محمد بن مطرف وبكر بن وائل وأبو خالد الأحمر- سليمان بن حيان- وهم ثلاثة عشر نفسا- وهم ثقات- كلهم رواه عن محمد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة به مرفوعا.
2 -
وخالفهم: الوليد بن مسلم وصفوان بن عيسى [وهما ثقتان] فروياه عن محمد عن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. فزادا في الإسناد: أبا سعيد المقبري.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1007 م). والنسائي في عمل اليوم والليلة (370). والطحاوي في المشكل (2/ 139)[وسقط من إسناده زيادة: «عن أبيه"].
3 -
وخالفهم أيضا: هشام بن حسان [وهو بصري ثقة] فرواه عن ابن عجلان عن أبيه عن هريرة بنحوه مرفوعا. فجعل عجلان بدل سعيد المقبري.
- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (342)[وأبهم عنده عجلان فقيل: عن رجل] والطبراني في الصغير (2/ 211/ 1046). ومن طريقه: السمعاني في أدب الإملاء (179).
- ورواية الجماعة هي الصواب؛ قال الدارقطني في العلل (10/ 390): «والصواب: قول من قال: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة» .
- وعليه فالإسناد جيد.
- قال الترمذي: «حديث حسن» .
- وقال ابن حجر: «هذا حديث حسن» [الفتوحات الربانية (5/ 364)].
- وقال الألباني في الصحيحة (1/ 306): «وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، وفي ابن عجلان- واسمه محمد- كلام يسير لا يضر في الاحتجاج بحديثه، لا سيما وقد تابعه يعقوب بن زيد التيمي عن المقبري به، والتيمي هذا ثقة؛ فصح الحديث، والحمد لله» .
343 -
8 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّامُ
(1)
عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«وَعَلَيْكَ» . فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قال: «لَا. إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ «
(2)
.
=* وللشطر الأول من الحديث شواهد تقدم ذكرها عند الحديث رقم (340).
* ولشطره الأخير شاهد: يرويه زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عله وسلم أنه قال: «حق على من قام على مجلس أن يسلم عليهم، وحق على من قام من جلس أن يسلم» فقام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم فلم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما أسرع ما نسى» .
- أجرجه أحمد (3/ 438). والبيهقي في الشعب (6/ 448/ 8848). والسمعاني في أدب الإملاء (179).
- قال الألباني في الصحيحة (1/ 307): «وهذا سند ضعيف، ولكن لا بأس به في الشواهد» .
-[وحديث أبي هريرة صححه العلامة الألباني في صحيح الأدب المفرد ص (379)، وغيره]«المؤلف» .
(1)
قال في النهاية (2/ 328): جاءت في رواية مهموزا من السأم، ومعناه: أنكم تسأمون دينكم، والمشهور فيه ترك الهمز، ويعنون به الموت. [انظر: النهاية (2/ 426). والفتح (11/ 45) وما بعدها. وشرح النوري على مسلم (14/ 143) وما بعدها].
(2)
متفق على صحته: له طرق عن أنس:
- الأولى: عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
- أخرجه البخاري في 88 - ك استبانة المرتدين، 4 - ب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، نحو قوله:«السام عليكم» ، (6926)، بلفظه: وأبو دواد الطيائي (2069)، نحوه وفيه:«فقال عمر: «فقال عمر: يا رسول الله! ألا أضرب عنقه؟» . ومن طريقه: النسائي في عمل اليوم والليلة (385). وأحمد (3/ 210). وكذا في (3/ 218).
- الثانية: عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس حدثنا أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليم وسلم: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» .
- أخرجه البخاري في 79 - ك الاستئذان، 22 - كيف الرد على أهل الذمة بالسلام؟، (6258). ومسلم في 39 - ك السلام، 4 - ب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهن، (6/ 2163 - 4/ 1705). وأحمد (3/ 99). والبيهقي في الشعب (6/ 512/ 9102).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- الثالثة: عن قتادة عنه به. وله طرق:
(أ) عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الكتاب يسلمون علينا، فكيف نرد عليهم؟ قال: «قولوا: وعليكم» .
- أخرجه مسلم (7/ 2163 - 4/ 1706). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 149 - ب في السلام على أهل الذمة، (5207). والنسائي في عمل اليوم والليلة (386 و 387). وأحمد (3/ 115 و 202 و 222 و 273 و 277 و 290). والطبالسي (1971). وأبو يعلى (3179). والروياني (1352).
(ب) عن همام قال: حدثنا قتادة عن أنس قال: مر يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليكم. فرد أصحابه السلام، فقال:«قال: السام عليكم» . فأخذ اليهودي فاعترف. قال: «ردوا عليه ما قال» .
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1105). وأحمد (3/ 192 و 289). وأبو يعلى (5/ 410/ 3089).
(ج) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن يهوديا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: السام عليكم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:«أتدرون ما قال هذا؟» قالوا: سلم يا رسول الله. قال: «لا ولكنه قال كذا وكذا» ثم قال: «ردوه علي» فردوا عليه فقال: «قلت: السام عليكم؟» قال: نعم. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا: وعليك. أي: وعليك ما قلت» .
- أخرجه ابن ماجه مختصرا في 23 - ك الأدب، 13 - ب رد السلام على أهل الذمة، (3697). وابن حبان (1941 - موارد) وفيه:«إنما قال: السام عليكم، أي: تسأمون دينكم» . وأحمد (3/ 140 و 214 و 234). وابن أبي شيبة (8/ 442/ 5811). مختصرا. وأبو يعلى (5/ 295 و 445/ 2916 و 3153). قال الحافظ في الفتح (11/ 45): «يحتمل أن يكون في قوله: أي: تسأمون دينكم، تفسير قتادة» .
(د) عن شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك: أن يهوديا
…
فذكره بنحو رواية سعيد.
- أخرجه الترمذي ي 48 - ك التفسير، 58 - ب ومن سورة المجادلة، (3301) وقال:«حسن صحيح» . وأبو يعلى (5/ 425/ 3114).
(هـ) عن أبان عن قتادة عن أنس بمثل رواية عبيد الله بن أبي بكر.
- أخرجه أحمد (3/ 144 و 262).
(و) عن حماد عن قتادة عن أنس بمثل رواية عبيد الله بن أبي بكر.
- أخرجه أحمد (3/ 212).
- الرابعة: عن ثابت عن أنس: أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «السام عليكم» فقالت عائشة: السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير، ولعنة الله وغضبه، -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=فقال: «ياعائشة مه» . فقالت: يا رسول الله أما سمعت ما قالوا؟ قال: «أو ما سمعت ما رددت عليهم يا عائشة؟ لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه» .
- أخرجه أحمد (3/ 241). والضياء في المختارة (5/ 51 و 52/ 1668 و 1669). قال الألباني في الإإرواء (5/ 118): «وهذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمل، وهو ابن إسماعيل البصري: صدوق سيء الحفظ» .
- قلت: والذي يظهر لي أن مؤمل هذا قد تدخل له حديث في حديث، والله أعلم.
- الخامسة: عن حميد بن زاذويه قال: قال أنس بن مالك: نهينا- أو قال: أمرنا- أن لا نزيد أهل الكتاب على «وعليكم» .
- أخرجه أحمد (3/ 113). وابن أبي شيبة (8/ 443). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 343). وابن السني (243). وابن السني (243). والخطيب في الكفاية (420). والجامع (1/ 399).
- وإسناده ضعيف؛ حميد بن زاذويه: مجهول [التهذيب (2/ 454). التقريب (274)].
- وله شواهد هنا:
1 -
حديث عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليكم، فقل: وعليكم» .
- أخرجه البخاري (6257 - 11/ 44). و (6928 - 12/ 293). وفي الأدب المفرد (1106). ومسلم (2164 - 4/ 1706). ومالك في الموطأ، 53 - ك السلام، (3 - 2/ 731). وأبو داود (5206). والنسائي في عمل اليوم والليلة (378 و 379 و 380). والترمذي (1603). والدارمي (2/ 358)(2635). وابن حبان (2/ 254/ 502). وأحمد (2/ 9 و 19 و 58 و 114). وعبد الرازق (6/ 11/ 9840). والحميدي (656). وابن أبي شيبة (8/ 442). وابن السني (242). والبيهقي (9/ 203). والخطيب في التاريخ (2/ 406).
- وقد وردت كلمة «وعليك» في هذا الحديث بصيغة الجمع والإفراد وبإثبات الواو وحذفها. [انظر: فتح الباري (11/ 46)].
2 -
حديث عائشة رضي الله عنها: أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم. قفالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم. قال:«مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش» قالت: أولم تسمع ما قالوا؟! قال: «أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم؛ فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في» .
- أخرجه البخاري في الصحيح (2935 و 6030 و 6256 و 6395 و 6401 و 6927). وفي الأدب المفرد (311 و 462). ومسلم (2165)(4/ 1706). والترمذي (2701). وقال: «حسن صحيح» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (381 - 384). وفي التفسير [الكبرى](6/ 482/ 11571 و 11572). وابن ماجه (3698 و 3689). والدارمي (2/ 416/ 2794). وابن خزيمة=
344 -
9 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ. فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ»
(1)
.
= (1/ 288/ 574) و (3/ 38/ 1585). وابن حبان (14/ 353/ 6441). وأحمد (6/ 37 و 85 و 116 و 134 - 135 و 199 و 229). وعبد الرازق (6/ 11/ 9839) و (10/ 392/ 19460). والحميدي (248). وابن أبي شيب (8/ 442). وإسحاق بن راهويه (2/ 296/ 817) و (3/ 659 و 815 و 816 و 968/ 1252 و 1455 و 1685). وعبد بن حميد (1471). ولأبو يعلى (7/ 394/ 4421). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 203). وفي الشعب (3/ 89/ 2698) و (6/ 511/ 9098 و 9099). وغيرهم.
- من طرقٍ عن عائشة بألفاظ متقاربة.
- وفي رواية للبخاري ومسلم: فقالت عائشة: بل عليكم السام واللعنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كله» قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «قد قلت: وعليكم» .
- وفي رواية لمسلم: قالت عائشة: بل عليكم السام والذام. [والذام: العيب. النهاية (2/ 151)].
- وفي أخرى: وزاد: فأنزل الله عز وجل: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية.
3 -
حديث جابر بن عبد الله قال: سلم ناس من يهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم! فقال: «وعليكم» فقالت عائش- وغضبت-: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «بلى، قد سمعت فرددت عليهم. وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا» .
- أخرجه مسلم (2166)(4/ 1707). والبخاري في الأدب المفرد (1110). وأحمد (3/ 383). والبيهقي في الشعب (6/ 512/ 9101).
(1)
أخرجه مسلم في 39 - ك السلام، 4 - ب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم، (2167) (4/ 1707). والبخاري في الأدب المفرد (1103) بنحوه. و (1111) بلفظ:«إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها» . وأبو داود في 35 - ك الأدب، 149 - ب في السلام على أهل الذمة، (2505). والترمذي في 22 - ك السير، 41 - ب ما جاء في التسليم على أهل الكتاب، (1602). و 43 - ك الاستئذان، 12 - ب ما جاء في التسليم على أهل الذمة، (2700). وقال في الموضعين:«حسن صحيح» . وأحمد (2/ 263 و 266 و 346 و 444 و 459 و 525). وأبو داود الطيالسي (2424). وعبد الرازق (6/ 10/ 9837). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 341). وابن السني (241). وابن عدي في الكامل (3/ 449) و (4/ 194). وأبو نعيم في الحلية (7/ 141). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 203 - 204). وفي الشعب (6/ 462/ 8903) و (7/ 42/ 9381). وفي الآداب (284). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن عبد البر في التمهيد (17/ 92 - 93). وغيرهم.
- من طرقٍ عن سهيل أبى صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
- وقد قلب حماد بن عمرو النصيبي إسناده فجعل الأعمش بدل سهيل، ولا يعرف من حديث الأعمش، وإنما هو محفوظ مشهور من حديث سهيل.
- أخرج رواية حماد هذه: العقيلي في الضعفاء (1/ 308). والطبراني في الأوسط (6/ 262/ 6358).
- وحماد هذا: متهم، روى عن الثقات موضوعات، رماه بالكذب والوضع: الجوزجاني وابن معين وابن حبان والحاكم وأبو سعيد النقاش [انظر: الميزان (1/ 598). اللسان (2/ 426)].
- وله شاهد: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي بصرة الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني راكب غدا إلى يهود، فلا تبدؤوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم؛ فقولوا: وعليكم» .
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1102). والنسائي في عمل اليوم والليلة (388). وأحمد (4/ 144) و (6/ 398). وابن أبي شيبة (8/ 443). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 252/ 1005). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 341 و 342). والطبراني في الكبير (2/ 277 و 278/ 2162 - 2164). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2842/ 6707). والبيهقي في الشعب (6/ 462/ 8904).
- رواه بن يزيد بن أبي حبيب: عبد الحميد بن جعفر وعبد الله بن لهيعة هكذا. ورواه أيضا محمد ابن إسحاق اختلف عليه:
(أ) فرواه أحمد بن خالد الوهبي [صدوق. التقريب (88)] ويحيى بن واضح [ثقة. التقريب (1068)] وعبيد الله بن عمرو [ثقة. التهذيب (5/ 402)] ومحمد بن سلمه الباهلي مولاهم الحراني [ثقة. التقريب (849)] أربعتهم عن ابن إسحاق به هكذا.
(ب) ورواه عبد الله بن نمير ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي ويزيد بن هارون وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعلي بن مسهر وعبد الرحيم بن سليمان [وهم ثقات] ويونس بن بكير [صدوق يخطئ. التقريب (1098)] وشريك بن عبد الله [صدوق سيء الحفظ. التهذيب (3/ 623)] ثمانيتهم: عن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب ن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني راكب
…
» الحديث.
- أخرجه ابن ماجه (3699). وأحمد (4/ 144 و 233). وابن سعد في الطبقات (4/ 350). وابن أبي شيبة (8/ 442). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 38/ 2577). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 341). والطبراني في الكبير (22/ 290 - 291/ 743). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 93). والمزي في تهذيب الكمال (34/ 40).
- والظاهر أن الاضطراب فيه من ابن إسحاق نفسه، فإنه صدوق، يخطئ ويهم في الشيء بعد=
345 -
10 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: «أنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا، عليه إِكافٌ
(1)
، تحته قطيفةٌ فدَكِيَّةٌ. وأردَف وراءَه أسامةَ، وهو يعود سعدَ بنَ عبادةَ في بني الحارثِ بنِ الخزرجِ. وذاك قبلَ
=الشيء، وقد اختلف الأئمة فيه [انظر: التهذيب (7/ 35). الميزان (3/ 468)].
- وقد أعل الإمام أحمد روايته الأخيرة هذه فقال بعد أن ساقها في المسند (4/ 144): «خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة؛ قالا: عن أبي بصرة» .
- وهو المحفوظ.
…
- قال ابن حجر في الفتح (11/ 47): «هما حديث واحد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب
…
والمحفوظ قول الجماعة».
- يعني: قول عبد الحميد وابن لهيعة.
- وعليه فهو إسناد مصري صحيح.
- وانظر: إرواء الغليل (5/ 113).
* ومما يتوهم أنه من الشواهد وليس كذلك:
- ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 203): من طريق محمد بن يوسف الفريابي قال: ذكر سفيان [يعني: الثوري] عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لاقون اليهود غدا فلا يبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليك» .
- وهذا وهم ظاهر من البيهقي نفسه- والله أعلم- لأمور:
- الأول: أنه قد رواه بالإسناد نفسه في كتاب الآداب له (285) بلفظ: «إن اليهود إذا سلموا عليكم قالوا: السام عليكم. فقولوا: وعليكم» وهو المتن المعروف لهذا الإسناد.
- الثاني: أنه قال بعده: «أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان» وهما لم يخرجاه بهذا اللفظ وإنما بنحو ما رواه هو نفسه في الآداب.
- الثالثة: أن هذا الحديث قد رواه عن عبد الله بن دينار: مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر وعبد العزيز بن مسلم وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري.
- ورواه عن الثوري: يحيي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الرازق ابن همام- وهم من أثبت أصحابه- فلم يذكر أحد منهم قوله: «إنكم لاقون اليهود غدا، فلا تبدؤوهم بالسلام» وإنما بنحو ما رواه البيهقي في كتاب الآداب. وانظر: تخريج الحديث- حديث ابن عمر- في شواهد الحديث السابق (343)، والشاهد الأول.
(1)
إكاف: الإكاف: البرذعة [المعجم الوسيط (22)]. وهي للحمار بمنزلة السرج للفرس [حاشي ابن عبد الباقي على مسلم (3/ 1422)].
وَقْعَةِ بَدْرٍ. حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ- عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، وَالْيَهُودِ. فِيهمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ
(1)
، خَمَّرَ
(2)
عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّم عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَل. فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ
…
»
(3)
الحديث.
346 -
11 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا»
(4)
.
(1)
عجاجة الدابة: هو ما ارتفع من غبالر حوافرها [شرح النووي على مسلم (12/ 157)].
(2)
خمر أنفه: غطاه [النهاية (2/ 77). شرح مسلم للنووي (12/ 157)].
(3)
متفق على صحته: أخرجه البخاري في 56 - ك الجهاد والسير، 127 - ب الردف على الحمار، (2978) مختصرا. وفي 65 - ك التفسير، 3 - سورة آل عمران، (4566) مطولا. وفي 75 - ك المرضى، 15 - ب عبادة المريض راكبا وماشيا وردفا على الحمار، (5663) مطولا. وفي 77 - ك اللباس، 98 - ب الارتداف على الدابة، (5964) مختصرا. وفي 78 - ك الأدب، 115 - ب كنية المشرك، (6207) مطولا. وفي 69 - ك الاستئذان، 20 - ب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين، (6254) وفي الأدب المفرد (1108). ومسام في 32 - ك الجهاد والسير، 40 - ب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وصبره على أذى المنافين، (1798 - 3/ 1422) مطولا. وأبو عوانة في 26 - ك الجهاد، 39 - بيان عفو النبي صلى الله عليه وسلم عمن دعاه إلى الإيمان بالله فرد عليه قوله وأسمعه، (6913 - 6918)(4/ 343 - 345). والترمذي في 43 - ك الاستذئان، 13 - ب ما جاء في السلام على مجلس فيه مسلمون وغيرهم، (2702) مختصرا بلفظ:«أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم» . وقال: «حسن صحيح» . والنسائي في الكبرى، 70 - ك الطب، 16 - ب عيادة المريض راكبا مردفا على الدابة، (7502)(4/ 356). وابن حبان (14/ 543/ 6581). وأحمد (5/ 203). وعبد الرازق (5/ 490/ 9784) و (6/ 12/ 9844) و (10/ 392/ 19463). والبزار (7/ 21 - 24/ 2567 - 2570 - البحر الزخار). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 341 و 342). والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 18) و (9/ 10). وفي الشعب (6/ 464/ 8916). وفي دلائل النبوة (2/ 576 - 578). وغيرهم.
(4)
أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 146 - ب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه؟،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (5200). وأبو يعلى (11/ 233/ 6351). وابن حبان في المجروحين (2/ 147). وابن عدي في الكامل (6/ 405). والبيهقي في الآداب (279). وفي الشعب (6/ 450 و 451/ 8857 و 8859).
- من طريق معاوية بن صالح حدثني عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
…
فذكره.
- رواه عن معاوية بن صالح: عبد الله بن وهب وأبو صالح عبد الله بن صالح، وروياه أيضا عن معاوية بإسناد آخر؛ فقد حدثهما معاوية بن صالح عن أبي مريم عن أبي هريرة أنه سمعه يقول:
…
فذكره موقوفا عليه. وقد روى معاوية الإسنادين في إثر بعضهما.
- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1010). وأبو داود (5200). وأبو يعلى (6350). والبيهقي في الآداب (278). وفي الشعب (8856 و 8858).
* تنبيه: وقع في بعض نسخ أبي داود زيادة «عن أبي موسى» بين معاوية بن صالح وأبي مريم، وهو خطأ للدلائل كثيرة [انظر بعضها في: تحفة الأشراف (10/ 185). النكت الظراف بحاشية التحفة. تهذيب الكمال (34/ 335). سنن أبي داود بتحقيق محمد عوامة (5/ 432/ 5158)].
- قلت: وكلا الإسنادين صحيح، فقد صح مرفوعا وموقوفا.
- وصححه الألباني في الصحيحة (186) وغيرها.
- وله شواهد منها:
1 -
ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1011) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا الضحاك بن نبراس أبو الحسن عن ثابت البناني عن أنس بن مالك: «أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكونون فتستقبلهم الشجرة، فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها، فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض» .
- ورجاله ثقات غير الضحاك بن نبراس أبي الحسن البصري: فهو لين الحديث [التقريب (459)] ولم يتفرد به عن ثابت، فقد تابعه حمادة بن سلمة فرواه عن ثابت وحميد عن أنس بنحوه.
- أخرجه ابن السني (245).
- بإسناد صحيح إلى حماد بن سلمة، وحماد أثبت الناس في ثابت وحميد.
- فصح بذلك الخبر، والحمد لله.
- وله إسناد آخر عند الطبراني في الأوسط (8/ 475/ 7983) قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثني سعيل بن صالح الأنطاكي قال: رأيت يزيد بن أبي منصور قال: حدثنا أنس بن مالك فذكره بنحوه.
- يزيد: لا بأس به [التقريب (1083)] وسهيل بن صالح الأنطاكي: إن كان هو سهل بن صالح الأنطاكي؛ فهو ثقة. وإن كان هو سهل بن صالح البغدادي الذي قال: «رأيت يزيد بن أبي منصور=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بأفريقية»؛ فهو مجهول [انظر: التهذيب (3/ 540). التقريب (419)]
- وقد حسن إسناده الهيثمي والمنذري [انظر: مجمع الزوائد (8/ 34). الترغيب والترهيب (3/ 346)]
2 -
ومارواه سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان عن الحسن عن أنس بنحوه مطولا.
- ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 309) وسأل عنه أباه فقال: «هذا حديث باطل، ونوح مجهول» .
- قلت: وهو كما قال؛ أيوب ونوح كلاهما: منكر الحديث، وسويد: ضعيف جداً [انظر: التهذيب (8/ 556). والميزان (1/ 286) و (4/ 276). التقريب (424)]
3 -
وما رواه يحيى بن عفبة بن أبي العيزار عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا لقى أحدكم أخاه في النهار مراراً فليسلم عليه فإن نعمة ربما حدثت في الساعة» .
- أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 117).
- وهذا حديث منكر.
- يحيى بن عقبة: منكر الحديث، كذبه ابن معين [انظر: الميزان (4/ 397). اللسان (6/ 330)].
* تكميل: ومما ورد في آداب السلام:
1 -
حديث المقداد بن الأسود- وفيه كيفية التسليم عند الدخول على النائم- قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائما، ويسمع اليقظان» .
- وهو حديث صحيح؛ تقدم برقم (253).
2 -
حديث ابن عمر- في رد السلام وهو يصلي إشارة بيده-: قال ابن عمر: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه، قال: فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفه» . وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق.
- أخرجه أبو داود (927) واللفظ له. والترمذي (368) مختصراً. وابن الجاروج في المنتقي (215) وأحمد (6/ 12). والروياني (738 و 756)؟ والطحاوي في شرح المعاني (1/ 453 - 454) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 259 - 260). والسنن الصغرى (1/ 301/ 909). وابن الجوزي في التحقيق (1/ 413/ 564). وغيرهم.
- من طريق هشام بن سعد ثنا نافع قال: سمعت ابن عمر يقول
…
فذكره.
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
- ورواه سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء ليصلي فيه، فدخل عليه رجال يسلمون عليه، فسألت صهيباً- وكان معه-: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سلم عليه؟ قال: كان يشير بيده» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=- أخرجه النسائي (3/ 5/ 1186). وابن ماجه (1017). والدرامي (1/ 364/ 1362). وابن خزيمة (2/ 49/ 888). وابن حبان (532 - موارد) والحاكم (3/ 12). والضياء في المختارة (8/ 62 - 64/ 55 و 56 و 58). والشافعي في المسند (49). وفي السنن (1/ 179/ 64). وأحمد (2/ 10) وعبد الرزاق (2/ 336/ 3597). والحميدي (148). وابن سعد في الطبقات (1/ 254). وابن أبي شيبة في المصنف، في كتاب الرد على أبي حنيفة (14/ 281) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 219/ 286). وأبو يعلى (10/ 15/ 5643). والطبراني في الكبير (8/ 30/ 7291). وابن حزم في المحلى (3/ 80) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 259). وفي المعرفة (2/ 11/ 1031) ، وفي الشعب (6/ 512/ 9103). وابن عبد البر في التمهيد (1/ 36). وغيرهم.
- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» .
- وقال الترمذي: «وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة حديث صهيب غير قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما؛ فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعاً» .
- وقال الألباني في الصحيحة (1/ 311): «وسنده صحيح على شرط الشيخين» .
- وقد تابع ابن عيينة عليه: روح بن القاسم فرواه عن زيد به نحوه.
- أخرجه الطبراني ف الكبير (7292). والضياء في المختارة (57).
- ولحديث ابن عمر طريق أخرى.
- وقد جاء في السلام على المصلي ورده على المسلم إشارة بيده أحاديث: عن جابر وصهيب وعمار بن ياسر وأبي هريرة وأنس وعائشة.
- وفي الصحيح منها:
- حديث جابر بن عبد الله أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لحاجة ثم أدركته وهو يسير [وغي رواية: يصلي] فسلمت عليه، فأشار إلى] وفي رواية: فقال لي بيده هكذا] فلما فرغ دعاني فقال: «إنك سلمت أنفاً، وأنا أصلي» وهو موجه حينئذ قبل المشرق».
- أخرجه مسلم (540)(1/ 383). وأبو عوانة (1/ 464/ 1721 - 1726) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 139 - 140/ 1187 - 1190).، والنسائي في السنن (1/ 117/ 62). وأحمد (2/ 334). والطحاوي في شرح المعاني (1/ 456). وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (33). وابن حزم في المحلي (3/ 79). والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 258). وفي المعرفة (2/ 11/ 1033). وغيرهم.
3 -
حديث أبي هريرة- فيمن يبدأ بالسلام-:
- قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل=