المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ الدعاء عند إدخال الميت القبر

- ‌ الدعاء بعد دفن الميت

- ‌ دعاء زيارة القبور

- ‌ دعاء الريح

- ‌ دعاء الرعد والصواعق

- ‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

- ‌ مَا يفعل إِذَا أصابه المطر

- ‌ الدعاء إِذَا رَأَى المطر

- ‌ الذكر بعد نزول المطر

- ‌ مِنْ أدعية الاستصحاء

- ‌ دعاء رؤية الهلال

- ‌ الدعاء عند إفطار الصائم

- ‌ الدعاء قبل الطعام

- ‌ الدعاء عند الفراغ مِنْ الطعام

- ‌ دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌ الدعاء لمن سقاه أَوْ إِذَا أراد ذلك

- ‌ الدعاء إِذَا فطر عند أهل بيت

- ‌ دعاء الصائم إِذَا حضر الطعام ولم يفطر

- ‌ مَا يقول الصائم إِذَا سابه أحد

- ‌ ومن آداب الطعام والشراب

- ‌ الدعاء عند رؤية باكورة الثمرة

- ‌ آداب العطاس والتثاؤب

- ‌ كم يشمت العاطس

- ‌ ما يقال للكافر إِذَا عطس فحمد لله

- ‌1 - 1 - خطبة الحاجة

- ‌2 - 2 - الدعاء للمتزوج

- ‌3 - 3 - دعاء المتزوج وشراء الدابة

- ‌4 - 4 - الدعاء قبل إتيان الزوجة

- ‌ دعاء الغضب

- ‌ دعاء من رأى مبتلى

- ‌ ما يقال في المجلس

- ‌ كفارة المجلس

- ‌ الدعاء من العالم أَوْ ممن يقوم مقامه إِذَا أراد القيام من مجلس الجماعة

- ‌ الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌ الدعاء لمن قال: غفر الله لك

- ‌ الدعاء لمن صنع إليك معروفًا

- ‌ ما يعصم الله به من الدجال

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: إني أحبك فِي الله

- ‌ الدعاء لمن عرض عليك ماله

- ‌ الدعاء لمن أقرض؛ عند القضاء

- ‌ دعاء الخوف مِن الشرك

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: بارك الله فيك

- ‌ دعاء كراهية الطيرة

- ‌ دعاء الركوب

- ‌ دعاء السفر

- ‌ دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌ دعاء دخول السوق

- ‌ الدعاء إِذَا تعس(1)المركوب

- ‌ دعاء المسافر للمقيم

- ‌ دعاء المقيم للمسافر

- ‌ التكبير والتسبيح فِي سير السفر

- ‌ دعاء المسافر إِذَا أسحر

- ‌ الدعاء إِذَا نزل منزلا فِي سفر أو غيره

- ‌ ذكر الرجوع مِن السفر

- ‌ ما يقول مِن أتاه أمر يسوه أو يكرهه

- ‌ فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ السلام وآدابه

- ‌ دعاء صياح الديك ونهيق الحمار

- ‌ دعاء نباح الكلاب بالليل

- ‌ الدعاء لمن سببته

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا مدح المسلم

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا زكي

- ‌ كيف يلبي المحرم في الحج أو العمرة

- ‌ التكبير إِذَا أتي الركن الأسود

- ‌ الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

- ‌ دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌ الدعاء يوم عرفة

- ‌ الذكر عند المشعر الحرام

- ‌ التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة

- ‌ دعاء التعجب والأمر السار

- ‌ ما يفعل من أتاه أمر يسره

- ‌ ما يقول من أحس وجعًا في جسده

- ‌ دعاء من خشي أن يصيب شيئا بعينه

- ‌ ما يقال عند الفزع

- ‌ ما يقول عند الذبح أو النحر

- ‌ ما يقول لرد كيد مردة الشياطين

- ‌ الاستغفار والتوبة

- ‌ من أنواع الخير والآداب الجامعة

الفصل: ‌ من أدعية الاستسقاء

72 -

‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

236 -

1 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَوَاكِي

(1)

، فَقَالَ: «اللَّهُمّ أَسْقِنَا غَيْثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا

(2)

نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ» قَالَ: فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ

(3)

.

(1)

=- وهو كما قال، ووافقه الطبراني بقوله:«لم يرو هذا الحديث عن سالم إلا أبو مطر، ولا عن أبي مطر إلا الحجاج، تفرد به عبد الواحد بن زياد» .

- قلت: وعلته أبو مطر هذا: فهو مجهول، ومع جهالته تفرد به عن سالم بن عبد الله، وهذه نكارة ظاهرة. [التهذيب (10/ 265). الميزان (4/ 574)].

- وبذا تعلم الخطأ الحاكم في قوله: «صحيح الإسناد» ، وضعف إسناده النووي في الأذكار (262). وضعفه الألباني في الضعيفة (1042) وغيرها.

-[وقال عبد القادر الأرناؤوط في تخريجه للأذكار للنووي ص (262): «إسناده ضعيف، ولكن له طرق يقوى بها». وانظر: الفتوحات الربانية (4/ 284)]«المؤلف» .

* تنبيه: أخطأ بعض الرواة فأسقط حجاج بن أرطأة من الإسناد، والصحيح إثباته. وانظر: التهذيب (10/ 265).

بواكي: جمع باكية، أي جاءت عند النبي صلى الله عليه وسلم نفوس باكية أو نساء باكيات لانقطاع المطر عنهم ملتجئة إليه. [عون المعبود (4/ 23)].

(2)

مريعًا: ذا مرعة وخصب، ويروي مربعًا بالباء وبضم الميم، أي: منبتًا للربيع، ويوري: مرتعًا بفتح الميم والتاء، أي: ينبت به ما يرتع الإبل، وكل خصب مرتع. [عون المعبود (4/ 23)].

(3)

أخرجه أبو عوانة (2/ 123/ 2527). وأبو داود في ك الصلاة، 261 - ب رفع اليدين في الاستسقاء، (1169). وابن خزيمة (2/ 335/ 1416). والحاكم (1/ 327). وعبد بن حميد (1125). وعبد الله بن أحمد في العلل (2/ 220). والطبراني في الدعاء (2197). والبيهقي (3/ 355). وابن عبد البر في التمهيد (22/ 433). والخطيب في التاريخ (1/ 335).

- من طريق محمد بن عبيد الطنافسي ثنا معسر عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي

فذكره.

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين» .

- وقال النووي في الأذكار (256): «بإسناد صحيح على شرط مسلم» .

-[وصححه مرفوعًا العلامة المحدث الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 320) برقم 1169)]. =

ص: 485

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قلت: ليس على شرط أحد منهما، فإنهما لم يخرجا لمسعر عن يزيد شيئًا.

- وإنما يقال فيه: رجاله رجال الشيخين، ومع ذلك فللحديث علة خفية تقدح في صحته؛ أبان عنها الإمام الحافظ الجهبذ أحمد بن حنبل عندما حدثه ابنه عبد الله بهذا الحديث فقال:«أعطانا محمد بن عبيد كتابه عن مسعر فنسخناه، ولم يكن هذا الحديث فيه، ليس هذا بشيء» قال عبد الله مفسرًا قول أبيه: «كأنه أنكره من حديث محمد بن عبيد» ثم قال: «قال أبي: وحدثناه يعلى- أخو محمد- قال: حدثنا مسعر عن يزيد الفقير مرسلًا، ولم يقل: بواكي. خالفه» .

- فبيَّن بذلك الإمام أحمد أن للحديث علتين:

- الأولى: أن هذا الحديث لم يكن في كتاب محمد بن عبيد عن مسعر؛ فمن أين أتى به؟!!

- والثانية: خالفه أخوه يعلى بن عبيد- وهو أثبت منه؛ قاله أحمد وابن معين وابن عمار- فرواه عن مسعر به مرسلًا، ولم يذكر جابرًا. [العلل (2/ 220). السنن الكبرى للبيهقي (3/ 355). وانظر: سؤالات ابن هانئ (2123). تاريخ ابن معين (2/ 529). سؤالات ابن الجنيد (81). الجرح والتعديل (8/ 10). الميزان (3/ 639). التهذيب (7/ 308)].

- وقال ابن حجر في التلخيص (2/ 202): «وقد أعله الدارقطني في العلل بالإرسال، وقال: رواية من قال: عن يزيد الفقير من غير ذكر جابر؛ أشبه بالصواب، وكذا قال أحمد بن حنبل، وجرى النووي في الأذكار على ظاهره فقال: صحيح على شرط مسلم» .

- وقال الخطيب في التاريخ (1/ 335): «هكذا رواه محمد بن عبيد عن مسعر موصولًا، ورواه أخوه يعلي بن عبيد عن مسعر عن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكر فيه جابرًا» .

- وقال الخطيب في التاريخ (1/ 335): «هكذا رواه محمد بن عبيد عن مسعر موصولًا، ورواه أخوه يعلي بن عبيد عن مسعر عن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكر فيه جابرًا» .

- فالحديث: مرسل، صحيح الإسناد؛ إلا أن له شواهد منها:

1 -

حديث كعب بن مرة: قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: «اللهم اسقنا غيثًا مريئًا مريعًا طبقًا، عاجلًا غير رائث، نافعًا غير ضار» قال: فما جمَّعوا حتى أُحيوا. قال: فأتوه فشكوا إليه المطر. فقالوا: يا رسول الله! تهدمت البيوت، فقال:«اللهم حوالينا ولا عليما» قال: فجعل السحاب ينقطع يمينًا وشمالًا. وزاد في رواية: «مغيثًا» ، و «غدقا» .

- أخرجه ابن ماجه (1269). والحاكم (1/ 328 و 328 - 329). وأحمد (4/ 235 و 236). والطيالسي (1199). وابن أبي شيبة (10/ 219). وعبد بن حميد (372). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 89/ 1408). والطحاوي في شرح المعاني (1/ 323). وابن قانع في المعجم (2/ 380). والطبراني في الدعاء (2191 و 2192). وفي الكبير (20/ 318 و 319/ 755 و 756). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2374). والبيهقي (3/ 355 - 356).

- من طريق عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب: يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر. قال: جاء رجل

فذكره. =

ص: 486

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قال الحاكم: «هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين» .

- قلت: أما كعب وشرحبيل فصاحبيان، لم يخرجا لهما شيئًا سوى أن مسلمًا روى لشرحبيل، وسالم بن أبي الجعد: ثقة وكان يرسل كثيرًا، ولم يذكر سماعًا من شرحبيل، وقال أبو داود:«لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط» [جامع التحصيل (218)] فهو منقطع، ويشهد لما قبله.

- وللحديث إسنادان آخران لكنهما معلولان [انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 194). المعجم الأوسط للطبراني (7/ 29/ 6754). والدعاء له (2184)].

-[وحديث كعب بن مرة صححه مرفوعًا العلامة الألباني في صحيح ابن ماجه (1/ 214)، وفي إرواء الغليل 2/ 245)]«المؤلف» .

* تنبيه:

1 -

انفرد بدل من المحبر- وهو ثقة- دون أصحاب شعبة؛ عن شعبة بإقران منصور بن المعتمر وقتادة مع عمرو بن مرة، والصواب رواية الجماعة.

2 -

شك شعبة فقال: كعب بن مرة أو مرة بن كعب، والأكثر يقولون: كعب بن مرة، قاله ابن السكن وأبو عمر ابن عبد البر [الإصابة (3/ 302). الاستيعاب (3/ 295 - بهامش الإصابة)].

- شرح غريب الحديث: «غدقًا» : الغدق: المطر الكبار القطر [النهاية (3/ 345)].

- «طبقًا» : أي مالئًا للأرض مغطيًا لها، يقال: غيث طبق: أي: عام واسع. (النهاية (3/ 113)].

- «غير رائث» : أي: غير بطيء متأخر. [النهاية (2/ 287)].

2 -

حديث ابن عباس: قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يردون لهم راعي [وفي رواية: ما يتزود] ولا يخطر لهم فحل [أي: ما يحرك ذنبه هزالًا لشدة القحط والجدب. النهاية (2/ 46)] فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: «اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، مريعًا مريئًا، طبقًا غدقًا، عاجلًا غير رائث» ثم نزل فما يأتيه أحد من الوجوه إلا قال: قد أُحيينا.

- أخرجه أبو عوانه (2/ 120/ 2516). وابن ماجه (1270). والضياء في المختارة (9/ 527 و 528/ 510 و 511). والطبراني في الكبير (12/ 130/ 12677). وفي الدعاء (2195). وابن عبد البر في التمهيد (22/ 433). والمزي في تهذيب الكمال (26/ 575). والذهبي في السير (13/ 157). وفي التذكرة (2/ 605).

- من طريق عبد الله بن إدريس ثنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس به.

- قال البوصيري في الزوائد: «إسناده صحيح ورجاله ثقات» .

- قلت: حبيب بن أبي ثابت: مدلس وقد عنعنه، وعبد الله بن إدريس وإن كان: ثقة، فقد خالفه من هو أثبت منه وأحفظ: زائدة بن قدامة فرواه عن حصين عن حبيب به مرسلًا، ولم يذكر ابن عباس.

- أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 500).

- وتابع زائدة على إرساله: ابن جريح قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم

=

ص: 487

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فذكره بنحوه.

- أخرجه عبد الرازق (3/ 89/ 4907).

- فالصواب: قول من لم يذكر ابن عباس.

- فهو حديث مرسل، صحيح الإسناد.

- وقد رواه ابن أبي ليلى- وهو صدوق سيء الحفظ جدًا- فاضطرب فيه ووهم:

- فرواه مرة: عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده به مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 285/ 10673). وفي الدعاء (2196).

- ورواه أخرى: عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن باباه عن أبي هريرة بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (2190).

- وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذين الإسنادين فقال: «الصحيح عندي والله أعلم: ما رواه شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سالم بن أبي الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم: مرسل في دعاء الاستسقاء،

» وانظر بقية كلامه رحمه الله تعالى في العلل (1/ 106).

* وفي الباب عن:

1 -

سعد بن أبي وقاص.

- أخرجه أبو عوانة (2/ 119/ 2514).

- بسند واهٍ [قاله الحافظ في التلخيص (2/ 203)].

2 -

عمرو بن حريث.

- أخرجه أبو عوانة (2/ 124/ 2528).

- بسند ضعيف جدًا. فيه المسيب بن شريك: متروك، قال البخاري:«سكتوا عنه» . [الميزان (4/ 114). اللسان (6/ 45)].

3 -

أبي أمامة.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (2193). يسندٍ واهٍ.

4 -

أبي وجزة السعدي.

- أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 269).

- بسند ضعيف جدًا، فيه الواقدي: وهو متروك.

5 -

عبد الله بن جراد.

- أخرجه البيهقي (3/ 356).

- ولا يصح خبره لأنه من رواية يعلي بن الأشدق الكذاب عنه. [الميزان (2/ 400) و (4/ 456). اللسان (3/ 332) و (6/ 381).

6 -

أنس.

ص: 488

237 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْو بَابِ دَارِ الْقَضَاءِ- وَرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ- فَاسْتَقْبَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُول اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ؛ فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنا. فَرَفَعَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغْثِنَا» قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاء مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةٍ

(1)

، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْع

(2)

مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ. قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ

(3)

، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ- وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ- فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُول اللهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعِت السُّبُلُ؛ فَادْعُ الله أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا

(4)

، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ

(5)

،

= - أخرجه الطبراني في الدعاء (2179 و 2180). وفي الأحاديث الطوال (25/ 242 و 244/ 27 و 28). وفي الأوسط (7/ 320/ 7619) و (8/ 248/ 8539).

- بأسانيد غير محفوظة.

* وانظر: التلخيص (2/ 202 - 203) والإرواء (2/ 145 - 146).

(1)

قزعة: قطعة من السحاب رقيقة. [مختار الصحاح (469). (القاموس (970). فتح الباري (2/ 584)].

(2)

سلع: جبل بسوق المدينة متصل بها [انظر: معجم البلدان (2/ 236). معجم ما استعجم (3/ 747). فتح الباري (2/ 584)]. (3/ 747). فتح الباري (2/ 584)].

(3)

مثل الترس: أي مستديرة. [الفتح (2/ 585)].

(4)

حوالينا ولا علينا: فيه حذف تقديره: اجعل أو أمطر، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور

، ودخول الواو يقتضي أن طلب المطر على المذكورات ليس مقصودًا لعينه، ولكن ليكون وقاية من أذى المطر. [الفتح (2/ 587)].

(5)

الآكام: جمع أكمة: وهي التل، وكل ما ارتفع من الأرض دون الجبل. [انظر: معجم =

ص: 489

وَالظِّرَابِ

(1)

، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ؛ فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ

(2)

.

= المقاييس في اللغة (83). القاموس (1391). الفتح (2/ 587)].

(1)

الظراب: جمع ظَرِب: وهو ما نتأ من الحجارة وحد طرفه، أو الجبل المنبسط أو الصغير.

[القاموس (142). وانظر: معجم المقاييس في اللغة (644). الفتح (2/ 587). النهاية (3/ 156)].

(2)

متفق على صحته: أخرجه من طرقٍ عن أنس، مطولًا ومختصرًا:

- البخاري في الصحيح، 11 - ك الجمعة، 34 - ب رفع اليدين في الخطبة، (932) مختصرًا، و 35 - ب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، (933) بنحوه. وفي 15 - ك الاستسقاء، 6 - ب الاستسقاء في المسجد الجامع، (1013) بنحوه وزاد في دعاء الاستصحاء «والجبال» . و 7 - ب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، (1014) بلفظه. و 8 - ب الاستسقاء على المنبر، (1015) مختصرًا. و 9 - ب من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء، (1016) مختصرًا. و 10 - ب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر، (1017) مختصرًا وزاد في دعاء الاستصحاء «رؤوس الجبال». و 11 - ب ما قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة، (1018) مختصرًا. و 12 - ب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم، (1019) مختصرًا وزاد في دعاء الاستصحاء «ظهور الجبال». و 14 - ب الدعاء إذا كثر المطر: حوالينا ولا علينا، (1021) بنحوه. و 21 - ب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء، (1029) مختصرًا وفيه:«فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون» . و (1030) مختصرًا بلفظ «رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه» . و 22 - ب رفع الإمام يده في الاستسقاء، (1031) مختصرًا. و 24 - ب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، (1033) بنحوه. وفي 61 - ك المناقب، 23 - ب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، (3565) مختصرًا. و 25 - ب علامات النبوة في الإسلام، (3582) بنحوه. وفي 78 - ك الأدب، 68 - ب التبسم والضحك، (6093) بنحوه. وفي 80 - ك الدعوات، 23 - ب رفع الأيدي في الدعاء، (6341). و 24 - ب الدعاء غير مستقبل القبلة، (6342) مختصرًا. وفي الأدب المفرد (612). وفي رفع اليدين (84 و 93). ومسلم في 9 - ك صلاة الاستسقاء، 1 - ب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، (895 و 896)(2/ 612) مختصرًا وفي رواية «فأشار بظهر كفيه إلى السماء» . وفي 2 - ب الدعاء في الاستسقاء، (897)(2/ 612 - 615). وأبو عوانة في 8 - ك الاستسقاء (2/ 109 - 115/ 2482 - 2501). ومالك في الموطأ، 13 - ك الاستسقاء، 2 - ب ما جاء في الاستسقاء، (3). وأبو داود في ك الصلاة، 261 - ب رفع اليدين في الاستسقاء، (1170) و (1171) وفيه «وجعل بطونهما مما يلي الأرض» و (1174) و (1175) وفيه «فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بحذاء وجهه» . والنسائي في 17 - ك الاستسقاء، 1 - ب متى يستسقى الإمام، (1503). و 9 - ب كيف يرفع، (1512) و (1514). و 10 - ب ذكر الدعاء، =

ص: 490

238 -

3 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؛ قَالَ: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ: «اللَّهُمّ اسْقِ عِبَادَكَ، وَبَهَائِمَكَ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ وَأَحْيِ بَلَدَكَ المَيِّتَ»

(1)

.

= (1515 - 1517). و 17 - ب مسألة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره، (1526) وفيه «فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرعة كلالة ابن آدم. و 18 - ب رفع الإمام يديه عند مسألة إمساك المطر، (1527). وفي 20 - ك قيام الليل، 52 - ب ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر، (1747). وابن ماجه في 5 - ك إقامة الصلاة، 118 - ب من كان لا يرفع يديه في القنوت، (1180). وابن خزيمة (1411 و 1412 و 1417 و 1423 و 1788 و 1789 و 1790 و 1791). وابن حبان (2/ 272/ 992) و (7/ 105 و 108/ 2858 و 2859). وابن الجارود (256). والطحاوي في شرح المعاني (1/ 321 و 322). والبيهقي في السنن (2/ 221 و 344 و 353 - 357). وفي الدعوات (182). وأحمد (3/ 104 و 187 و 194 و 261 و 271). وابن سعد في الطبقات (1/ 176). وابن أبي شيبة (2/ 486) و (10/ 379). وعبد بن حميد (1282 و 1417). وأبو يعلى (6/ 82 و 225 و 462/ 3334 و 3509 و 3863) و (7/ 28/ 3929). والطبراني في الدعاء (957 - 959 و 2175 و 2181 - 2183 و 2187 - 2189). والسهمي في تاريخ جرجان (245). وابن عبد البر في التمهيد (17/ 176). والخطيب في التاريخ (4/ 182). وغيرهم.

(1)

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 319): من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور [كربزان] ثنا علي بن قادم ثنا سفيان الثوري عن يحيي بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقي يقول:

فذكره.

- ثم قال: «وهذا الحديث عن الثوري لا أعلم يرويه إلا علي بن قادم وعنه كربزان هذا، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن شعيب جماعة فقالوا: عن عمرو بن شعيب: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استسقى

ولم يذكروا في الإسناد أباه ولا جده».

- قلت: أما كربزان هذا، فهو لين الحديث، وثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم:«شيخ» وقال ابنه: «تكلموا فيه» وقال الدارقطني وغيره: «ليس بالقوي» وقال ابن عدي: «حدث بأشياء لم يتابع عليها» [الجرح والتعديل (5/ 283). الميزان (2/ 587). اللسان (3/ 523)].

- وقد تابعه عليه: سهل بن صالح الأنطاكي- وهو ثقة. التهذيب (3/ 540) - فرواه عن علي ابن قادم به متصلًا.

- أخرجه أبو داود (1176). وابن أبي حاتم في العلل (1/ 79).

- فبرئت بذلك عهدة كربزان منه، وإنما الحمل فيه علي عليِّ بن قادم فإن فيه ضعفًا، وقال ابن=

ص: 491

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عدي: «ونُقِم على عليِّ بن قادم أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة، وهو ممن يكتب حديثه» ، وهو هنا قد تفرد به عن الثوري، ولا يقبل التفرد عن الثوري من مثله، وقد عدَّ الذهبي هذا الحديث- في ميزانه- مما نقم عليه لتفرده به عن الثوري [انظر: الكامل (5/ 201). التهذيب (5/ 733). الميزان (3/ 150)].

- وقد رواه متصلًا أيضًا: عبد الرحيم بن سليمان الأشل- وهو ثقة. التقريب (607) - عن يحيى ابن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعًا.

- أخرجه البيهقي (3/ 356).

- وتابعه عليه: حفص بن غياث- وهو ثقة. التقريب (260) - وسلام بن سليمان المزني أبو المنذر- وهو صدوق يهم. التقريب (426) - فروياه عن يحيى بن سعيد به متصلًا. ذكره ابن عبد البر في التمهيد (22/ 432).

- إلا أن هؤلاء الثلاثة [بعد استثناء رواية الثوري لعدم ثبوتها عنه] قد خولفوا خالفهم من هو أثبت منهم وأحفظ: مالك بن أنس ومعتمر بن سليمان التيمي وعبد العزيز الدراوردي وعبد العزيز ابن مسلم القسملي.

- أما مالك بن أنس- رأس المتقنين وكبير المتثبتين- فقد رواه عن يحيى بن سعيد عن عمرو ابن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقي قال:

فذكره، هكذا مرسلًا.

- رواه مالك في الموطأ، 13 - ك الاستسقاء، (2)، ومن طريقه: أبو داود في السنن (1176). وفي المراسيل (69).

- وأما معتمر بن سليمان التيمي- ثقة. التقريب (958) - فرواه عن يحيى بن سعيد قال: أحسبه ذكره عن عمرو بن شعيب به مرسلًا.

- رواه عنه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 92/ 4912).

- وأما الدراوردي- صدوق. التهذيب (5/ 254) - فرواه عن يحيى بن سعيد أن عمرو بن شعيب أخبره أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

- ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 79 - 80).

- وأما رواية عبد العزيز بن مسلم القسملي- وهو ثقة. التهذيب (5/ 257) - فذكرها ابن عبد البر في التمهيد (22/ 432).

- قال ابن عبد البر: «هكذا رواه مالك عن يحيى عن عمرو بن شعيب مرسلًا وتابعه جماعة على إرساله منهم: المعتمر بن سليمان وعبد العزيز بن مسلم القسملي فرووه عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب مرسلًا. ورواه جماعة عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا، منهم: حفص بن غياث والثوري وعبد الرحيم بن سليمان وسلام أبو المنذر» .

- قلت: ورواية مالك ومن تابعه: أشبه بالصواب، والله أعلم؛ فإن مالكًا أحفظ وأثبت من الذين=

ص: 492

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وصلوه، وهو أعلم بيحيى بن سعيد الأنصاري المدني منهم، فبلدي الرجل أعلم به من الغرباء.

- وقد رجح المرسل: أبو حاتم وابن عدي [انظر: علل الحديث (1/ 80) الكامل (4/ 319).

-[وعلى كل حال فقد حسن حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا العلامة المحدث الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 322) برقم (1176)]«المؤلف» .

* ومما ورد في أدعية الاستسقاء

- ما رواه خالد بن نزار قال: حدثني القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال: «إنكم شكوتم جدب دياركم، واستيخار المطر عن إبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم» ثم قال: «الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين» ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب أو حوَّل رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين. فأنشأ الله سحابة، فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده، حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكنِّ ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال:«أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله» .

- أخرجه أبو داود (1173). وأبو عوانة (2/ 121/ 2519). وابن حبان (3/ 271/ 991) و (7/ 109/ 2860). والحاكم (1/ 328). والطحاوي في شرح المعاني (1/ 325). والبيهقي (3/ 349). والطبراني في الدعاء (2170 - 2174 و 2185).

- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين» .

- قلت: لم يخرجا ليونس عن هشام شيئًا، ومن دون يونس لم يخرج لهما في الصحيح.

- قال أبو داود: «وهذا حديث غريب، إسناده جيد، أهل المدينة يقرؤون «ملك يوم الدين الدين» وإن هذا الحديث حجة لهم».

- قلت: وهو كما قال، فإن يونس بن يزيد لم يكن بالحافظ- خصوصًا في غير الزهري- وقد تفرد به عن هشام دون بقية أصحاب هشام.

- وتفرد به أيضًا خالد بن نزار عن القاسم عن يونس، وثلاثتهم وإن كانوا من أيلة إلا أن خالدًا ذكره ابن حبان في الثقات وقال:«يغرب ويخطئ» ، وهذا من أفراده؛ فهو: حديث غريب. [انظر: سنن البيهقي (1/ 334). تاريخ دمشق (60/ 464). الثقات (8/ 223). التهذيب (2/ 539)] وقد حسنه الألباني في الاِرواء (668). [وفي صحيح أبي داود (1/ 320) برقم (1173)«المؤلف» .

ص: 493