المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ الدعاء عند إدخال الميت القبر

- ‌ الدعاء بعد دفن الميت

- ‌ دعاء زيارة القبور

- ‌ دعاء الريح

- ‌ دعاء الرعد والصواعق

- ‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

- ‌ مَا يفعل إِذَا أصابه المطر

- ‌ الدعاء إِذَا رَأَى المطر

- ‌ الذكر بعد نزول المطر

- ‌ مِنْ أدعية الاستصحاء

- ‌ دعاء رؤية الهلال

- ‌ الدعاء عند إفطار الصائم

- ‌ الدعاء قبل الطعام

- ‌ الدعاء عند الفراغ مِنْ الطعام

- ‌ دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌ الدعاء لمن سقاه أَوْ إِذَا أراد ذلك

- ‌ الدعاء إِذَا فطر عند أهل بيت

- ‌ دعاء الصائم إِذَا حضر الطعام ولم يفطر

- ‌ مَا يقول الصائم إِذَا سابه أحد

- ‌ ومن آداب الطعام والشراب

- ‌ الدعاء عند رؤية باكورة الثمرة

- ‌ آداب العطاس والتثاؤب

- ‌ كم يشمت العاطس

- ‌ ما يقال للكافر إِذَا عطس فحمد لله

- ‌1 - 1 - خطبة الحاجة

- ‌2 - 2 - الدعاء للمتزوج

- ‌3 - 3 - دعاء المتزوج وشراء الدابة

- ‌4 - 4 - الدعاء قبل إتيان الزوجة

- ‌ دعاء الغضب

- ‌ دعاء من رأى مبتلى

- ‌ ما يقال في المجلس

- ‌ كفارة المجلس

- ‌ الدعاء من العالم أَوْ ممن يقوم مقامه إِذَا أراد القيام من مجلس الجماعة

- ‌ الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌ الدعاء لمن قال: غفر الله لك

- ‌ الدعاء لمن صنع إليك معروفًا

- ‌ ما يعصم الله به من الدجال

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: إني أحبك فِي الله

- ‌ الدعاء لمن عرض عليك ماله

- ‌ الدعاء لمن أقرض؛ عند القضاء

- ‌ دعاء الخوف مِن الشرك

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: بارك الله فيك

- ‌ دعاء كراهية الطيرة

- ‌ دعاء الركوب

- ‌ دعاء السفر

- ‌ دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌ دعاء دخول السوق

- ‌ الدعاء إِذَا تعس(1)المركوب

- ‌ دعاء المسافر للمقيم

- ‌ دعاء المقيم للمسافر

- ‌ التكبير والتسبيح فِي سير السفر

- ‌ دعاء المسافر إِذَا أسحر

- ‌ الدعاء إِذَا نزل منزلا فِي سفر أو غيره

- ‌ ذكر الرجوع مِن السفر

- ‌ ما يقول مِن أتاه أمر يسوه أو يكرهه

- ‌ فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ السلام وآدابه

- ‌ دعاء صياح الديك ونهيق الحمار

- ‌ دعاء نباح الكلاب بالليل

- ‌ الدعاء لمن سببته

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا مدح المسلم

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا زكي

- ‌ كيف يلبي المحرم في الحج أو العمرة

- ‌ التكبير إِذَا أتي الركن الأسود

- ‌ الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

- ‌ دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌ الدعاء يوم عرفة

- ‌ الذكر عند المشعر الحرام

- ‌ التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة

- ‌ دعاء التعجب والأمر السار

- ‌ ما يفعل من أتاه أمر يسره

- ‌ ما يقول من أحس وجعًا في جسده

- ‌ دعاء من خشي أن يصيب شيئا بعينه

- ‌ ما يقال عند الفزع

- ‌ ما يقول عند الذبح أو النحر

- ‌ ما يقول لرد كيد مردة الشياطين

- ‌ الاستغفار والتوبة

- ‌ من أنواع الخير والآداب الجامعة

الفصل: ‌ دعاء دخول السوق

113 -

‌ دعاء دخول السوق

318 -

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي السُّوقِ: لَا إِلهَ إِلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» .

وفي لفظ للترمذي: « .... كتب الله له: ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة» .

(1)

= (1/ 292). وفي الدعاء (836).

- وهذا أشد نكارة مما قبله، لتفرد مبارك به عن نافع، ومبارك: لين الحديث [التقريب (918)].

2 -

حديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال: «اللهم أني أسالك من خير هذه الأرض وخير ما جمعت فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها، اللهم ارزقنا حماها، وأعذنا من وباها، وحببنا إلي أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا» أخرجه ابن السني (527). من طريق عيسي بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة به.

- وهذا حديث منكر، عيسي بن ميمون: منكر الحديث، قال أبو نعيم:«روي عن القاسم ابن محمد أحاديث موضوعة» [تهذيب الكمال (23/ 49). الميزان (3/ 325). ضعفاء الأصبهاني (174)]

- وهذان الشاهدان واهيان لا يغنيان شيئا، والحديث حسن بمجموع طريقيه من حديث صهيب، طريق موسي بن عقبة، وطريق أبي سهيل بن مالك، وأنما قلت: حسن، لأجل ما فيه من اختلاف شديد والله أعلم.

- والحديث قال عنه العلامة ابن باز في تحفه الأخيار ص (37): «رواه النسائي بإسناد حسن» .

(1)

أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 36 - ب ما يقول إذا دخل السوق، (3429) و (3428). وابن ماجه في 12 - ك التجارات، 40 - ب الأسواق ودخولها، (2235). وأحمد (1/ 47). والطيالسي (4) والبزار (1/ 238/ 125 - البحر الزخار). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 181). والطبراني في الدعاء (789 - 791). وابن السني (182) وابن عدي في الكامل (2/ 35) و (5/ 135). وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 173 و 300). والرامهرمزي في المحدث الفاصل. =

ص: 686

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (332 و 333). وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 180). وابن بشران في الأمالي (684). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 191). والخطيب في الموضح (2/ 319). والبغوي في شرح السنة (5/ 132). وغيرهم.

- من طرقٍ عن أبي يحيى عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .... فذكره.

- واختلف فيه على عمرو بن دينار البصري هذا:

1 -

فرواه حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان وثابت بن يزيد الأحول ومحمد بن راشد ومهدي ابن ميمون وهشام بن حسان -واختلف عليه- وعمران بن مسلم -واختلف عليه- وغيرهم عن عمرو بن دينار به هكذا.

2 -

وخالفهم: عمر بن المغيرة المصيصي وإسماعيل بن حكيم الخزاعي فروياه عن عمرو ابن دينار به إلا أنهما لم يذكرا عمر بن الخطاب في الإسناد.

- أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 136).

- وعمر بن المغيرة: قال أبو داود: «لا بأس به، ولكن خالفه الناس في حديث الوصية

» وقال البخاري: «منكر الحديث، مجهول» [الجرح والتعديل (6/ 136). سؤالات الآجري (4/ ق 10). الضعفاء الكبير (3/ 189). الميزان (3/ 224). اللسان (4/ 381)].

- وإسماعيل بن حكيم: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 165) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ورى عنه جماعة.

- والأشبة بالصواب -والله أعلم- رواية الجماعة، وإن كان يحتمل أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار لأنه ضعيف قليل الضبط؛ كما قال الداقطني في العلل (2/ 49).

- ذكر الاختلاف على هشام بن حسان في إسناد هذا الحديث:

1 -

رواه: روح بن عبادة [ثقة فاضل. التقريب (329) والإسناد إليه صحيح] وعبد الله بن بكر السهمي [ثقة حافظ. التقريب (494) والإسناد إليه صحيح] وفضيل بن عياض [ثقة عابد إمام. التقريب (786) بإسنادين أحدهما صالح للاعتبار] وعبد الأعلى بن سليمان [مجهول الميزان (2/ 530). اللسان (3/ 446)]. وغيرهم عن هشام بن حسان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن جده به مرفوعًا.

- أخرجه الرامهرمزي في الحدث الفاصل (333). والطبراني في الدعاء (790). وابن عدي في الكامل (5/ 135). وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 173). وأبو نعيم في أخبار اصبهان (2/ 150). وابن بشران في الأمالي (684). والخطيب في الموضح (2/ 319).

2 -

وخالفهم: مسروق بن المرزبان قال: ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسام عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل السوق فباع فيها واشترى فقال:

» الحديث.=

ص: 687

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه الحاكم (1/ 539).

- وهذا إسناد مسلسل بالعلل:

- الأولي: أن هشام بن حسان غير معروف بالرواية عن عبد الله بن دينار، وإنما هو معروف بالرواية عن عمرو بن دينار البصري.

- الثانية: أن هشاما بصري، وعبد الله بن دينار: مدني، فالإسناد هنا: بصري ثم مدني، بينما هناك الإسناد: بصري. والإسناد الذي عرف في بلده أولي من الذي لم يعرف إلا خارجها.

- الثالثة: مسروق بن المرزبان: قال صالح بن محمد: «صدوق» وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم:«ليس بقوي، يكتب حديثه» وقال في أبي هشام الرفاعي: «ضعيف يتكلمون فيه، هو مثل مسروق بن المرزبان» [الجرح والتعديل (8/ 129 و 367). الثقات (9/ 206) التهذيب (8/ 135). الميزان (4/ 98). وقال: «صدوق معروف». التقريب (935) وقال: «صدوق له أوهام»] فهو ليس بالحافظ، فكيف مع تفرده بهذا الإسناد- وقد خالفه فيه ثلاثة من الثقات: روح بن عبادة وعبد الله بن بكر بن حبيب وفضيل بن عياض فأقاموا الإسناد وحفظوه. وبمسروق أعل الذهبي هذا الإسناد حيث قال: «مسروق بن المرزبان ليس بحجة» متعقبا قول الحاكم: «هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والله أعلم» .

- الرابعة: أن هذا الحديث إنما يعرف بعمرو بن دينار، وليس لعبد الله بن دينار في هذا الحديث ناقة ولا جمل، وبهذا جزم بعض الأئمة:

- قال البزار: «وهذان الحديثان [يعني: هذا الحديث وحديث: «من رأي مبتلي» وقد تقدم] رواهما عمر بن دينار قهر مان دار الزبير وهو مولي لهم يكني أبا يحيي

ولم يتابع عليهما».

- قال ابن عدي: «وحديث عمرو بن دينار «من دخل السوق» فهو مشهور عن عمرو بن دينار قهر مان آل الزبير» [الكامل (2/ 36)].

- وقال أيضًا: «ولا يعرف هذان الحديثان إلا عن سالم، ولا يرويهما عن سالم غير عمرو بن دينار هذا» [الكامل (5/ 136)].

- وقال الدارقطني: «وإنما يعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهر مان آل الزبير عن سالم» [أطراف الغرائب والأفراد (1/ 121)].

- وانظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 181).

* ذكر الاختلاف على عمران بن مسلم في إسناد هذا الحديث:

1 -

رواه بكير بن شهاب الدامغاني [منكر الحديث. التقريب (177)] ويوسف بن عطية الصفار [متروك. التقريب (1094)] كلاهما عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن جده به مرفوعا.

- أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 181). وابن عدي في الكامل (2/ 35) وأبو الشيخ في=

ص: 688

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=طبقات المحدثين (2/ 300) وذكره الدارقطني في العلل (4/ 57/ أ).

2 -

خالفهما: يحيي بن سليم الطائفي فرواه عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

- أخرجه الترمذي في العلل الكبير (674) والحاكم (1/ 539) وابن عدي في الكامل (5/ 91) والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 304).

- وقد اختلف في عمران بن مسلم هذا: هل هو عمران بن مسلم المنقري أبو بكر القصير البصري؟ أم هو غيره؟

- فقرق بينهما: البخاري وابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة ويعقوب بن سفيان وابن عدي والعقيلي وأبو نعيم الأصبهاني وابن الجوزي والذهبي، وهو ظاهر صنيع الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق حيث لم يتعقب أحدا في التفريق بينهما، إلا أنه لم يشر له بذكر في المتفق والمفترق [راجع المتفق (3/ 1709 - 1711)] [وانظر: التاريخ الكبير (6/ 419). التاريخ الأوسط (2/ 130). الضعفاء الصغير (271). الجرح والتعديل (6/ 304 و 305). الضعفاء لأبي نعيم (173) الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (1/ 222/ 2539). التهذيب (6/ 247). الميزان (3/ 242 و 243)].

- وجعلهما الدارقطني واحدا فقال في العلل (4/ 57/ أ): «هو عندي عمران القصير، ليس فيه شك» وتبعه على ذلك المزي في تهذيب الكمال (5091) وابن حجر في تهذيب التهذيب (6/ 247)، وهو وهم.

- وأما ابن حبان فقد جعلهما واحدا إلا أنه فرق بين الرواة عن عمران القصير وبين الرواة عن هذا، ولذا فقد اضطرب فيه فأورده مرة في الثقات (7/ 242) ومشاهير علماء الأمصار (1215)، وأورده أخري في المجروحين (2/ 123) وقال فيه: «فأما رواية أهل بلده عنه فمستقيمة تشبه حديث الأثبات، وأما ما رواه عنه القربي مثل سويد بن عبد العزيز ويحيى ابن سليم وذويهما ففيه مناكير كثيرة، فلست أدري؟! أكان يدخل عليه فيجيب؟ أم تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيي بن سليم وسويد بن عبد العزيز جميعا يكثران الوهم والخطأ عليه،

».- وقال في مشاهير علماء الأمصار: «من المتقنين، ليس في أحاديثه التي رواها بالبصرة إلا ما في أحاديث الناس، ما حدث بمكة فيها مناكير كثيرة كأنه يحدثهم بها من حفظه فكان يهم في الشيء بعد الشيء، سماع يحيي بن سليم وسويد بن عبد العزيز عنه كان بمكة» .

- قلت: لو أنه تبع في التفريق بينهما الأئمة الجهابذة لكان أولي من هذا التكلف، بل أن صنيعه هذا ليؤكد أنهما اثنان لا واحد، أحدهما بصري ثقة كثير الرواية، والآخر مكي قليل الرواية منكر الحديث.

* ورحم الله الإمام أحمد فقد سئل عن التفريق بينهما فسكت إلا أنه أدلي بدليل قوي يدل علي=

ص: 689

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=المفارقة بينهما وعلي نكارة هذا الإسناد، قال أبو داود:«قلت لأحمد: يحيي بن سليم عن عمران القصير عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال في سوق من أسواق المسلمين» مثل حديث قهر مان آل الزبير؟ قال أحمد: عمران لم يحدث عن عبد الله بن دينار، وهذا حديث منكر فقلت لأحمد: لعله غير ذاك، أعني: لعل عمران هذا غير عمران بن مسلم أبي بكر البصري القصير؟ فسكت أحمد» [مسائل أحمد لأبي داود (1879)].

- قال الترمذي بعد هذا الحديث: «سألت محمدا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث فقال: «هذا حديث منكر» قلت له: من عمران بن مسلم هذا؟ هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث».

- وقال البخاري في تواريخه الثلاث- بألفاظ متقاربة-: «عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار، سمع منه يحيي بن سليم: منكر الحديث» وروي قوله العقيلي وابن عدي.

- وقال أبو حاتم لما سأله ابنه عن هذا الحديث: «هذا حديث منكر» [العلل (2/ 181)] وقال في عمران: «منكر الحديث، وهو شبه المجهول» .

وقال ابن أبي حاتم: «وهذا الحديث هو خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم: عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه، فغلط وجعل بدل عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالما من الإسناد» ثم ساق الحديث بإسناده من طريق بكير بن شهاب الدامغاني.

- وبهذا يظهر أن البخاري وأبا حاتم وابنه قد أعلوا هذا الحديث بعمران بن مسلم المكي هذا فأنه منكر الحديث، ورجع ابن أبي حاتم عليه رواية الدامغاني- مع كونه منكر الحديث أيضًا- إلا أنه وافق فيها الثقات الذين رووا الحديث على وجهه عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن جده ليس فيه ذكر عبد الله بن دينار، إذ الحديث معروف بعمرو بن دينار كما تقدم ذكر كلام الأئمة في ذلك.

- وأما الدارقطني فلكونه جعل عمران بن مسلم هذا هو المنقري الثقة فقد أعل الحديث بيحيى بن سليم الطائفي فقال في العلل (4/ 57/ أ): «وهم فيه، وكان كثير الوهم في الأسانيد، وخالفه بكير بن شهاب الدامغاني ويوسف بن عطية الصفار» .

- قلت: ولعل الصواب مع البخاري وأبي حاتم وابنه في تعليل الحديث بعمران المجهول هذا، إلا أنه يكفينا من الدارقطني أنه وافقهم على إنكار هذه الرواية، واتفاق أهل الحديث على شيء سكون حجة، وهم هنا قد اتفقوا على إنكار هذا الإسناد، وأن المعروف فيه هو: عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن جده به مرفوعا. فرجع الحديث إلي عمرو بن دينار مثل رواية الجماعة.

- وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد تحت الحديث رقم (298) وخلاصته: أن هذا الحديث منكر، إذ لا يعتبر بما تفرد به عمرو بن دينار قهر مان آل الزبير عن سالم دون بقية أصحابه، فقد روي عمرو عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة، وعامة حديثه منكر، وعمرو هذا مجمع على=

ص: 690

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=ضعفه وهو شبيه المتروك، وقد أنكر حديثه هذا الأئمة، وقد تقدم نقل كلام بعضهم فيه، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال أبو حاتم:«هذا حديث منكر جدا، لا يحتمل سالم هذا الحديث» [العلل (2/ 171)][وانظر في ترجمة عمرو: التهذيب (6/ 142). الميزان (3/ 259)].

* وقد روي عن سالم من طرقٍ أخري؛ رواه:

1 -

أزهر بن سنان ثنا محمد بن واسع قال: قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره بنحوه وقال في آخره: «ورفع له ألف ألف درجة» بدل: «وبني له بيتا في الجنة» .

- أخرجه البخاري في الكني (50) والترمذي (3428) والدارمي (2/ 379/ 2692). والحاكم (1/ 538). والضياء في المختارة (1/ 297 و 298/ 186 - 188). والعقيلي في الضعفاء (1/ 133 - 134). والطبراني في الدعاء (792). وابن عدي في الكامل (1/ 430). وأبو نعيم في الحلية (2/ 355). وابن بشران في الأمالي (608) وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 139).

- قال الترمذي: «هذا حديث غريب» .

- وقال أبو نعيم: «تفرد به أزهر عن محمد، وحدث به الأئمة عن يزيد [يعني: ابن هارون أحد الرواة عن أزهر]: أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وطبقتهما» .

- قلت: هو حديث منكر؛ محمد بن واسع لا يعرف له سماع من سالم بن عبد الله، ومحمد ابن واسع ثقة عابد وهو قليل الرواية قال على بن المديني:«له خمسة عشر حديثا» وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: «روي عن سالم عن ابن عمر حديثا منكرا» وتعقبه الذهبي فقال: «النكارة إنما هي من قبل الراوي عنه» يعني: أزهر بن سنان، ويؤكد ذلك أن الدارقطني لما قال في محمد بن واسع:«بصري عابد ثقة» سأله البرقاني: «هو الذي يحدث عن سالم بن عبد الله بن عمر؟» يعني: كيف يكون ثقة وقد حدث بهذا الحديث المنكر عن سال؟ فأجاب الدارقطني مبينا أن البلاء فيه من أزهر لا من محمد فقال: «نعم .... إلا أنه بلي برواة ضعفاء» [انظر: التاريخ الكبير (1/ 255). الجرح والتعديل (8/ 113). ثقات ابن حبان (7/ 366). ثقات العجلي (1656) مشاهير علماء الأمصار (1186). السير (6/ 119). التهذيب (7/ 470). سؤالات البرقان (463) الميزان (4/ 58)].

- وأزهر بن سنان: قال ابن معين: «ليس بشيء» وقال الساجي: «ضعيف الحديث» وقال أبو داود/ «ليس بشيء» ، وقال العقيلي:«في حديثه وهم» ، وسئل عنه أحمد فلينه، وقال أبو غالب الأزدي:«ضعفه على بن المديني جدا في حديث رواه عن ابن واسع» ، وذكره ابن شاهين في الضعفاء، وقال ابن حبان:«قليل الحديث، منكر الرواية في قلته، لم يتابع الثقات فيما رواه» ، وأما ابن عدي فانفرد بتحسين القول فيه مع كونه عد حديثه هذا في جملة منكراته فقد قال فيه:«ولأزهر بن سنان غير ما ذكرت أحاديث وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة ليس بالمنكرة جدا، وأرجو أنه لا بأس به» .

- قلت: ومثله لا يقبل تفرده بهذا الإسناد، لا سيما وقد أنكره الأئمة: ابن المديني وأبو حاتم=

ص: 691

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وابن عدي والعقيلي وغيرهم. [انظر: التاريخ الكبير (1/ 460). الجرح والتعديل (2/ 314). المجروحين (1/ 178) الكامل (1/ 430) الجامع في العلل ومعرفة الرجال (1/ 28). سؤالات الآجري (4/ ق 8). الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (283) التهذيب (1/ 222). الميزان (1/ 172)].

- وقد أعله العقيلي بما رواه يزيد الدورقي أبو الفضل صاحب الجواليق [لم أهتد إليه، وانظر: الأنساب (2/ 501)] عن محمد بن واسع عن سالم به قوله فلم يجاوز به سالما.

2 -

المهاصر بن حبيب قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .... فذكره بنحوه.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (793). وذكره الدارقطني في العلل (2/ 50) والمزي في تحفه الأشراف (8/ 58).

- من طريق أبي بكر بن أبي شيبه ثنا أبو خالد الأحمر عن المهاصر به.

* تنبيه: تحرف اسم المهاصر عند الطبراني والمزي إلي المهاجر.

- واختلف فيه على ابن أبي شيبه:

(أ) فرواه عبيد بن غنام [قال ابن العماد الحنبلي: «وكان محدثا صدوقا خيرا» وقال الذهبي: «ثقة» شذرات الذهب (2/ 225). السير (13/ 558)] ومحمد بن عبد الله الحضرمي، الحافظ [ثقة حافظ. الجرح (7/ 298). الميزان (3/ 607) اللسان (5/ 264). السير (14/ 41)] كلاهما عن ابن أبي شيبه به هكذا.

(ب) وخالفهما عبد الله بن أحمد بن حنبل [ثقة ثبت. التهذيب (4/ 230)] فرواه عن ابن أبي شيبه ثنا أبو خالد الأحمر عن مهاصر [وقع في المطبوع مهاجر، وهو تحريف] قال: سمعت ابن عمر يقول: من دخل السوق .... قوله فلم يذكر في الإسناد سالما ولا عمر وأوقفه على ابن عمر قوله.

- أخرجه عبد الله في زوائد الزهد لأبيه (1191).

- قلت: ولعل الاضطراب فيه من أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان فأنه وأن كان صدوقا وقد روي له الجماعة إلا أنه لم يكن بالحافظ وكان يغلط ويخطئ وروي أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع عليها [انظر: التهذيب (3/ 467). الميزان (2/ 200)].

- والمهاصر بن حبيب: شامي تابعي: وثقة العجلي وابن حبان وقال ابن سعد: «وكان معروفا» وقال أبو حاتم: «لا بأس به» [التاريخ الكبير (8/ 66). الجرح والتعديل (8/ 439). كني مسلم (1718). ثقات ابن حبان (5/ 454) و (7/ 525). ثقات العجلي (1803) طبقات ابن سعد (6/ 460)].

- ثم أن هذا إسناد غريب: كوفي ثم شامي ثم مدني.

3 -

قال الطبراني في الكبير (12/ 232/ 13175)[ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (8/ 280)] =

ص: 692

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا عمرو بن أسلم الحمصي ثنا سلم بن ميمون الخواص عن على ابن عطاء عن عبيد الله العمري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:» .... » فذكر الحديث بنحوه مختصرا.

- وهذا إسناد واه؛ سلم بن ميمون الخواص: متروك [انظر: الميزان (2/ 186). اللسان (3/ 79)] وعلي بن عطاء: فلم أعرفه. وفي انفراده بهذا الإسناد عن عبيد الله ابن عمر العمري نكارة شديدة.

4 -

قال البخاري في الكني (50): قال ضرار نا الدراورودي عن أبي عبد الله الفراء عن سالم نحوه [يعني: نحو حديث أزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن سالم عن أبيه عن جده مرفوعا المتقدم ذكره] ولم يقل: «له الملك وله الحمد» . وزاد: «يبني له بيتا في الجنة» .

- وهذا منكر، وإسناده واه؛ أبو عبد الله الفراء- وقيل: القزاز: قال أبو حاتم: «هو مجهول» [الجرح والتعديل (9/ 401). الثقات (7/ 666) الميزان (4/ 546). اللسان (7/ 74)].

- وضرار: هو ابن صرد: متروك [التهذيب (4/ 84). الميزان (2/ 327) المغني (1/ 496). الديوان (1/ 401)].

5 -

قال الذهبي في تلخيص المستدرك (1/ 538): «وله شاهد: ابن وهب أخبرني عمر بن محمد ابن زيد حدثني رجل بصري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده مرفوعا:

وساق الحديث بنحوه، ثم قال: هكذا رواه عبد الله بن وهب ورواه إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد عن سالم».

- وقد سقط الإسنادان من المطبوع من المستدرك، وقد أثبتهما الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (12/ 276).

- ورواية إسماعيل بن عياش هنا ضعيفة فأنها عن مدني، والمحفوظ ما رواه ابن وهب، والرجل البصري هو عمرو بن دينار قهر مان آل الزبير فأنه بصري وهو المعروف بهذا الحديث، قال الدار قطمي في الأفراد [أطرافه (1/ 121):«غريب من حديث عمر بن محمد بن زيد عن سالم عن أبيه عن جده، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عمرو ابن دينار قهر مان آل الزبير عن سالم» .

- ولحديث ابن عمر طر أخرى؛ منها ما رواه:

1 -

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا بنحوه مختصرا.

- أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 169).

- وعبد الرحمن: ضعيف، قال الحاكم وأبو نعيم:«روي عن أبيه أحاديث موضوعة» وضعفه بعضهم جدا. [التهذيب (5/ 90) الميزان (2/ 564)].

2 -

خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا بنحوه وفيه زيادة في الثواب.

- أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 321). =

ص: 693

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وخارجة: متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: أن ابن معين كذبه. [التقريب (283)].

- وقد روي أيضًا من حديث ابن عباس:

- قال ابن السني في عمل اليوم والليلة (183): حدثني أحمد بن زهير حدثني عمر بن الخطاب ثنا أبو حفص التنيسي عن صدقة عن الحجاج بن أرطأة عن نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمدلله، وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة، ومحاعنة ألفي ألف سيئة، ورفع له ألفي ألف درجة» .

- وهذا إسناد واه جدا مسلسل بالعلل:

- الأولي: الضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس. [المراسيل (152). جامع التحصيل (304)].

- الثانية: نهشل بن سعيد: متروك، كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهوية، وقال أبو سعيد النقاش:«روي عن الضحاك الموضوعات» . [التهذيب (8/ 550). الميزان (4/ 275). التقريب (1009)].

- الثالثة: الحجاج بن أرطأة: سيء الحفظ يدلس عن الضعفاء والمتروكين [التهذيب (2/ 172). الميزان (1/ 458)].

- الرابعة: صدقة: هو ابن عبد الله السمين، ضعيف، منكر الحديث، قال أحمد:«ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر» [التهذيب (4/ 41). الميزان (2/ 310)].

- الخامسة: الزيادة في المتن في الذكر وفي الثواب مما ليس بمعروف من حديث عمرو ابن دينار البصري.

- وحاصل ما تقدم أن الحديث منكر، لا يصح من وجه، وقد اتفق الأئمة على إنكاره وتضعيفه، فيجب المصير إلي قولهم، إذا اتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة، والله الموفق للصواب.

- وممن ضعفه أيضًا: ابن القيم في المنار المنيف (46) حيث يقول: «فهذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث» .

-[والحديث حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 411)، وصحيح سنن ابن ماجه (2/ 231)، وفي صحيح الترغيب والترهيب (2/ 309)، وتخرج الأحاديث المختارة (176 - 178)، وقال في تخريج الكلم الطيب: «الحديث حسن بمجموع طرقه عند الحاكم (1/ 538 - 539)، وابن السن (178)، والزهد لأحمد ص (214)]«المؤلف» .

- وفي الباب:

1 -

عن بريدة بن الحصيب:

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 179). والحاكم (1/ 539). والروياني (40).=

ص: 694