المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ الدعاء عند إدخال الميت القبر

- ‌ الدعاء بعد دفن الميت

- ‌ دعاء زيارة القبور

- ‌ دعاء الريح

- ‌ دعاء الرعد والصواعق

- ‌ مِنْ أدعية الاستسقاء

- ‌ مَا يفعل إِذَا أصابه المطر

- ‌ الدعاء إِذَا رَأَى المطر

- ‌ الذكر بعد نزول المطر

- ‌ مِنْ أدعية الاستصحاء

- ‌ دعاء رؤية الهلال

- ‌ الدعاء عند إفطار الصائم

- ‌ الدعاء قبل الطعام

- ‌ الدعاء عند الفراغ مِنْ الطعام

- ‌ دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌ الدعاء لمن سقاه أَوْ إِذَا أراد ذلك

- ‌ الدعاء إِذَا فطر عند أهل بيت

- ‌ دعاء الصائم إِذَا حضر الطعام ولم يفطر

- ‌ مَا يقول الصائم إِذَا سابه أحد

- ‌ ومن آداب الطعام والشراب

- ‌ الدعاء عند رؤية باكورة الثمرة

- ‌ آداب العطاس والتثاؤب

- ‌ كم يشمت العاطس

- ‌ ما يقال للكافر إِذَا عطس فحمد لله

- ‌1 - 1 - خطبة الحاجة

- ‌2 - 2 - الدعاء للمتزوج

- ‌3 - 3 - دعاء المتزوج وشراء الدابة

- ‌4 - 4 - الدعاء قبل إتيان الزوجة

- ‌ دعاء الغضب

- ‌ دعاء من رأى مبتلى

- ‌ ما يقال في المجلس

- ‌ كفارة المجلس

- ‌ الدعاء من العالم أَوْ ممن يقوم مقامه إِذَا أراد القيام من مجلس الجماعة

- ‌ الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌ الدعاء لمن قال: غفر الله لك

- ‌ الدعاء لمن صنع إليك معروفًا

- ‌ ما يعصم الله به من الدجال

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: إني أحبك فِي الله

- ‌ الدعاء لمن عرض عليك ماله

- ‌ الدعاء لمن أقرض؛ عند القضاء

- ‌ دعاء الخوف مِن الشرك

- ‌ الدعاء لمن قَالَ: بارك الله فيك

- ‌ دعاء كراهية الطيرة

- ‌ دعاء الركوب

- ‌ دعاء السفر

- ‌ دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌ دعاء دخول السوق

- ‌ الدعاء إِذَا تعس(1)المركوب

- ‌ دعاء المسافر للمقيم

- ‌ دعاء المقيم للمسافر

- ‌ التكبير والتسبيح فِي سير السفر

- ‌ دعاء المسافر إِذَا أسحر

- ‌ الدعاء إِذَا نزل منزلا فِي سفر أو غيره

- ‌ ذكر الرجوع مِن السفر

- ‌ ما يقول مِن أتاه أمر يسوه أو يكرهه

- ‌ فضل الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ السلام وآدابه

- ‌ دعاء صياح الديك ونهيق الحمار

- ‌ دعاء نباح الكلاب بالليل

- ‌ الدعاء لمن سببته

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا مدح المسلم

- ‌ ما يقول المسلم إِذَا زكي

- ‌ كيف يلبي المحرم في الحج أو العمرة

- ‌ التكبير إِذَا أتي الركن الأسود

- ‌ الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

- ‌ دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌ الدعاء يوم عرفة

- ‌ الذكر عند المشعر الحرام

- ‌ التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة

- ‌ دعاء التعجب والأمر السار

- ‌ ما يفعل من أتاه أمر يسره

- ‌ ما يقول من أحس وجعًا في جسده

- ‌ دعاء من خشي أن يصيب شيئا بعينه

- ‌ ما يقال عند الفزع

- ‌ ما يقول عند الذبح أو النحر

- ‌ ما يقول لرد كيد مردة الشياطين

- ‌ الاستغفار والتوبة

- ‌ من أنواع الخير والآداب الجامعة

الفصل: ‌ الاستغفار والتوبة

= - والمحفوظ من هذه الطرق الأربعة: ما رواه مالك مرسلًا. فهو أثبت القوم وأحفظهم؛ قال السيوطي في تنوير الحوالك (1/ 234): «قال حمزة الكناني الحافظ: هذا ليس بمحفوظ، والصواب مرسل» يعني بما ليس بمحفوظ ما رواه النسائي من طريق محمد بن جعفر. وهو ما يدل عليه أيضًا مسلك النسائي في سننه من تاخير الصواب وتقديم الخطأ، والله أعلم.

- وفي الجملة فإن حديث عبد الرحمن بن خنبش: صحيح بشواهده. والله أعلم.

- ومما جاء في ذلك أيضًا: (تقدم برقم 202).

* ما رواه الإمام مسلم في صحيحه (18/ 389 - 1/ 291) قال: حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد- يعني: ابن زريع- حدثنا روح عن سهيل قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة. ومعي غلام لما- أو صاحب لنا- فناداه مناد من حائط باسمه. قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا. فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتًا فناد بالصلاة؛ فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن الشيطان إذا نودي بالصلاة، ولى وله حصاص» .

- وأخرج هذه الرواية أيضًا: أبو عوانة في مسنده (1/ 279/ 977) قال: حدثنا عباس الدوري ثنا أمية بن بسطام به. ثم قال أبو عوانة: هذا دليل على أن الرجل إذا أحس بالغول أو أشرف على المصروع ثم أذن ذهب عنه ما يجد من ذلك. أهـ.

- قال الحافظ في الفتح (2/ 104): وقال ابن الجوزي: «على الأذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها» .أهـ.

- وقال أيضًا: فهم بعض السلف من الأذان في هذا الحديث الإتيان بصورة الأذان وإن لم توجد فيه شرائط الأذان من وقوعه في الوقت وغير ذلك. أهـ.

(1)

سورة نوح، الآية:10.

(2)

سورة النور، الآية:31.

(3)

سورة التحريم، الآية:8.

ص: 830

(1)

سورة آل عمران، الآية:135.

(2)

أخرجه البخاري في 80 - ك الدعوات، 3 - ب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة، (6307). والترمذي في 48 - ك تفسير القرآن، 47 - ب ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم، (3259). وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (435 و 436). وابن حبان (3/ 204/ 925). وأحمد (2/ 282 و 341). والطبراني في الأوسط (8/ 329/ 8770). وابن السني (367). وأبو نعيم في الحلية (7/ 325) وقال: «صحيح ثابت من حديث الزهري، غريب من حديث الليث عن يزيد» .

- من طرقٍ عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .... فذكره.

- وأختلف فيه على الزهري:

1 -

فرواه شعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد معمر بن راشد- واختلف عليه في العدد- ويزيد بن عبد الله بن الهاد أربعتهم عن الزهري به هكذا.

2 -

ورواه الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (439). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 288). والطبراني في الدعاء (1823).

3 -

ورواه عقيل بن خالد ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي (437). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 289). والطبراني في الدعاء=

ص: 831

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1822 و 1838).

- قال الدارقطني في العلل (9/ 263) بعد أن ذكر الخلاف فيه: «ولا يدفع أن يكون كل واحد منهم قد حفظ عن الزهري ما سمعه منه» .

- وهو كما قال فإن الزهري من كبار الحفاظ الذين يحتمل منهم مثل ذلك، والذين اختلفوا عليه من كبار أصحابه الذين صحبوه وضبطوا حديثه، أعنى منهم: شعيب ويونس ومعمر والزبيدي وعقيل.

وقد قدم تقرير هذه المسألة قبل قليل تحت الحديث رقم (371).

- وأما معمر بن راشد فقد رواه عنه عبد الرازق مثل رواية الجماعة، وخالفه ابن المبارك فقال فيه:«مائة مرة» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (438). وفي التفسير] الكبرى [(6/ 460/ 11495).

- ورواية عبد الرزاق أولى؛ لموافقته أصحاب الزهري فيه، وقد قال أحمد بن حنبل:«إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرازق» وقال يعقوب بن شيبة: «عبد الرازق متثبت في معمر جيد الإتقان» ] شرح علل الترمذي (288) [.

- ولحديث أبي هريرة طرق أخرى منها:

1 -

محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة» .

- أخرجه النسائي (434). وابن ماجه (3815). وأحمد (2/ 450). وابن أبي شيبة (10/ 279) و (13/ 461). وحسين المروزي في زوائد الزهد لابن المبارك (1138). والطبراني في الدعاء (1821). وفي الصغير (1/ 151/ 232). وابن السني (365). والبيهقي في الدعوات (137) وغيرهم.

- قال البوصيري في الزوائد: «إسناد حديث أبي هريرة: صحيح، رجاله ثقات» .

- قال الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص 258): «هذا حديث حسن صحيح» .

2 -

سريج بن النعمان الجوهري حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن عطاء] يعني: ابن أبي رباح [عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال: «يا أيها الناس! توبوا إلى الله؛ فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» .

- أخرجه النسائي (431). والطبراني في الدعاء (1820).

- وإسناده حسن غريب.

- وسكت عليه الحافظ في الفتح (11/ 101).

* وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة» .

- أخرجه النسائي (432 و 433). وابن حبان (3/ 204/ 924). والبزار (3245 و 3246 - =

ص: 832

374 -

2 - وعن أبي بردة قال: سمعت الأغَرَّ- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مَائَةَ مَرَّةٍ»

(1)

= كشف). وأبو يعلى (5/ 310 و 347/ 2934 و 2989). والطبراني في الأوسط (3/ 37/ 2397). وفي الدعاء (1836 و 1837). والضياء في المختارة (7/ 53/ 2454).

- من طريقين عن قتادة عن أنس به.

- وانظر: المجمع (10/ 208) فقد حسن أحد الإسنادين وقال في الآخر: «رجاله رجال الصحيح» .

(1)

تقدم تحت الحديث رقم (151).

- ومما جاء في عد استغفار النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة:

1 -

حديث ابن عمر قال: «إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجالس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (618). وأبو داود (1516). والترمذي (3434) وزاد: «من قبل أن يقوم» ، وقال:«التواب الغفور» بدل «التواب الرحيم» ، وقال:«حسن صحيح غريب» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (458) وقال: «الغفور» . ابن ماجه (3814). وابن حبان (2459 - موارد). وأحمد (2/ 21)، وقال:«الغفور» . وابن أبي شيبة (10/ 297) و (13/ 462)، وقال:«الغفور» . والطبراني في الدعاء (1825)، وزاد:«وارحمني» ، ولم يقل:«الرحيم» . وابن السني (370). والبيهقي في الدعوات (144). وفي الأسماء والصفات (1/ 138). والبغوي في شرح السنة (5/ 71).

- من طرقٍ عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر به.

- قال الألباني في الصحيحة (2/ 89) عن إسناد أحمد: «وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين» .

- قلت: لم يخرجا شيئًا بهذا الإسناد ورجاله رجال الشيخين.

- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (627). والنسائي في عمل اليوم والليلة (459). وأحمد (2/ 67). والطبراني في الدعاء (1824).

- من طريق مجاهد عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس مائة مرة: «رب اغفر لي وتب علي وارحمني، إنك أنت التواب الرحيم» وجاء بدل «الرحيم» لفظ «الغفور» عند النسائي والطبراني، وعند أحمد على الشك.

- لكن الراوي للحديث عن مجاهد هو أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعنه، كما أنه تغير والراوي عنه هو زهير بن معاوية وهو ممن سمع منه بآخره] الجرح والتعديل (3/ 589). علل الحديث (1/ 103). الميزان (3/ 207) [وتابع أبا إسحاق عليه: يونس بن خباب] صدوق=

ص: 833

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يخطئ ورمى بالرفض. التقريب (1098)[وهي متابعة جيدة؛ إلا أنها لا تثبت؛ فقد رواه عن يونس: يحيى بن يعلى الأسلمي] ضعيف شيعي. التقريب (1070) [وخالفه أمير المؤمنين في الحديث: شعبة بن الحجاج فرواه عن يونس بن خباب حدثنا أبو الفضل- أو: ابن الفضل- عن ابن عمر أنه كان قاعدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الغفور» حتى عد العاد بيده مائة مرة.

- أخرجه النسائي (460). وأحمد (2/ 84).

- فوهم يحي بن يعلى وسلك فيه الجادة فجعل مجاهدًا بدل ابن الفضل أو أبي الفضل، فجرد الإسناد بعد أن كان ضعيفًا وذلك لجهالة ابن الفضل هذا] التقريب (1191) وقال:«مجهول» . الميزان (4/ 562) وقال: «لا يعرف» [.

- وحديث مجاهد: جود إسناده الحافظ في الفتح (10/ 101).

- وصحح حديث ابن عمر: الألباني في الصحيحة (556) وصحيح الأدب (481). وانظر كلامه في ترجيح أحد اللفظين: «الغفور» و» الرحيم».] وتقدم برقم (299) [«المؤلف» .

2 -

حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى ثم قال: «اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» حتى قالها مائة مرة.

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (619). والنسائي في عمل اليوم والليلة (107).

- من طريق خالد بن عبد الله عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن زاذان عن عائشة به.

- خالف خالدًا: شعبة وعبد العزيز بن مسلم وعباد بن العوام ومحمد بن فضيل؛ فرواه أربعتهم عن حصين عن هلال عن زاذان عن رجل من الأنصار قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي الضحى

فذكره.

- أخرجه النسائي (103 - 106). وأحمد (5/ 371). وابن أبي شيبة (10/ 235).

- قال النسائي: «حديث شعبة وعبد العزيز بن مسلم وعباد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد، وبالله التوفيق، وقد كان حصين بن عبد الرحمن اختلط في آخر عمره» .

- قلت: خالد: ثقة ثبت وهو ممن سمع من حصين قبل تغيره] هدي الساري (417). التقريب (287) [وجهالة الصحابي لا تضر. ورجال الإسناد ثقات رجال مسلم. وصحح إسناده الألباني في صحيح الأدب (482).

3 -

حديث حذيفة بن اليمان قال: كنت رجلًا ذرب اللسان على أهلي، فقلت: يا رسول الله، إني قد خشيت أن يدخلني لساني النار. قال:«فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه مائة مرة» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 3). والنسائي في عمل اليوم والليلة (448 - 453). وابن ماجه (3817) وفيه: «وكان لا يعدوهم إلى غيرهم» وقال: «تستغفر الله في اليوم سبعين=

ص: 834

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مرة» بصيغة الأمر والعدد سبعين. والدارمي (2/ 391/ 2723). وابن حبان (2458 - موارد). والحاكم (1/ 510 و 511) و (2/ 457). وأحمد (5/ 394 و 396 و 397 و 402). والطيالسي (427). وابن أبي شيبة (10/ 297) و (13/ 463). والبزار (7/ 372 - 374/ 2970 - 2972) و (8/ 118/ 3120). والطبراني في الصغير (1/ 191/ 302 - الروض). وفي الدعاء (1812 - 1819). وابن السني (362). وأبو نعيم في الحلية (1/ 276). والبيهقي في الدعوات (146 و 147). وغيرهم.

- من طرقٍ عن أبي إسحاق عن أبي المغيرة عن حذيفة قال: فذكره.

- قال الذهبي في الميزان (4/ 576): «أبو المغيرة البجلي وقيل الخارفي: عداده في التابعين لا يعرف، له في ذرب اللسان» وقال الحافظ في التقريب (1209): «أبو المغيرة البجلي أو الخارفي، بمعجمة وفاء، الكوفي، اسمه عبيد بن المغيرة، وقيل: ابن عمرو وقيل: المغيرة بن أبي عبيد، وقيل: الوليد، وقيل أبو الوليد المغيرة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي وحده؛ فهو مجهول. من الثالثة» .

- وقد اختلف فيه على شعبه فرواه:

1 -

محمد بن جعفر وبشر بن المفضل وأبو داود عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت الوليد أبا المغيرة، أو المغيرة أبا الوليد يحدث عن حذيفة نحوه. كما عند النسائي (449). والحاكم (1/ 510). وأحمد (5/ 396). والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 3). والبزار (2971).

2 -

خالفهم سعيد بن عامر فرواه عن شعبة عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة به. كما عند النسائي (448).

- وسعيد بن عامر: ثقة صالح وقال أبو حاتم: ربما وهم] التقريب (381)[. ورواية غندر وصاحبيه هي المحفوظة فإنه أعلم بحديث شعبة من غير فقد جالسه نحوًا من عشرين سنة وكان ربيبه. وقال ابن مهدي: غندر أثبت في شعبة مني.] التهذيب (7/ 88) [فكيف وقد وافقه بشر بن المفضل وأبو داود.

- لكن يبدو أن شعبة لم يحفظ اسم الراوي، فإنه كان يخطئ في بعض الأسماء] الثقات للعجلي (570).

- قال النسائي: «خالفه عامة أصحاب أبي إسحاق» ثم ذكر الحديث من رواية أبي الأحوص وسفيان الثوري وأبي خالد الدالاني واتفقوا على أنه: أبو المغيرة. وسماه سفيان وأبو خالد: عبيدًا.

- وقال الحاكم: هذا عبيد أبو المغيرة بلا شك. وقد أتى شعبة بالإسناد والمتن بالشك، وحفظه سفيان بن سعيد فأتى به بلا شك في الإسناد والمتن. أهـ.

- وقال الحافظ في الامالي المطلقة (ص 255): «وأظن شعبة لاهتمامه بتصريح أبي إسحاق بسماعه له من شيخه لم يتشاغل بضبط اسمه، لكن حصلنا منه بذلك على قاعدة [لعلها: فائدة [

ص: 835

375 -

3 - وعن الأغر المزني رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّهُ لَيُغَانُ

(1)

عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ»

(2)

.

376 -

4 - وعن زيد مولي النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

= جليلة. والله أعلم».

- وقال أيضًا (ص 254): والمحفوظ عن عبيد أبي المغيرة كما قال الثوري ومن تابعه

ثم قال: والذي يترجح أن قول إسرائيل: عبيد بن عمرو أولى، لأنه أتقن لحديث جده من غير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما فاتني الذي من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا لما اتكلت به على إسرائيل، لأنه كان يأتي به أتم. أهـ.

- وعلى كل حال فإن الراوي عن حذيفة: مجهول؛ فالإسناد ضعيف.

- وقد حسنه الحافظ في الأمالي المطلقة (ص 253) فقال: «حديث حسن» .

- وله شاهد من حديث أنس بن مالك: أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني امرؤ ذرب اللسان وأكثر ذلك على أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة» . أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 125/ 3197). وابن عدي في الكامل (6/ 64).

- من طريق كثير بن سليم اليشكري ثنا أنس به.

- وقد عده ابن عدي فيما أنكره على كثير بن سليم وقال: «وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة» .

- فهو حديث منكر؛ كثير بن سليم عن أنس: منكر الحديث] التهذيب (6/ 553). الميزان (3/ 405) [.

(1)

قال القاضي عياض؛ قيل: المراد: الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذنبًا واستغفر منه. وقيل: هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده، فيستغفر لهم. وقيل: سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك. فيشتغل بذلك لعظيم مقامه فيراه ذنبًا بالنسبة لعظيم منزلته وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى مشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه، فيستغفر لذلك .. وقيل: يحتمل أن هذا الغين حالة خشية، وإعظام يغشى القلب، ويكون استغفاره شكرًا

وقيل غير ذلك.] شرح مسلم للنووي (17/ 22 و 23). فتح الباري (11/ 104) [.

(2)

تقدم تحت الحديث رقم (151).

ص: 836

(1)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 379 - 380). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 362 - ب في الاستغفار، (1517). والترمذي] واللفظ له [في 49 - ك الدعوات، 118 - ب في دعاء الضيف، (3577). وابن سعد في الطبقات (7/ 66). والطبراني في الكبير (5/ 90/ 4670). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1143/ 2869 و 2870). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 93 و 191). والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 174 - 175). وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 265). وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 346). والمزي في التهذيب (4/ 301 - 302).

- من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر الشني، حدثني أبي عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: .... فذكره.

- وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بلال وأبيه يسار] انظر: التهذيب (1/ 529) و (9/ 392 [- أما عمر بن مرة الشني: فلم يرو عنه سوى ابنه حفص، قال النسائي: «ليس به بأس» وذكره ابن حبان في الثقات] التهذيب (6/ 104)[- وأما حفص بن عمر الشني: فلم يرو عنه سوى موسى بن إسماعيل وقال: «وكان ثقة» وقال الآجري عن أبي داود: «ليس به بأس»] التهذيب (2/ 373). الميزان (1/ 564). الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 191). سؤالات الآجري (4/ ق 16) [.

- وقد ضعفه الترمذي فقال: «هذا حديث غريب؛ لا نعرفه إلا من هذا الوجه» .

- وأما قول المنذري في الترغيب (2/ 306): «وإسناده جيد متصل، فقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير أن بلالًا سمع من أبيه يسار، وأن يسارًا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

- فقد تبين ما فيه من جهالة في بلال وأبيه، فأني لإسناده أن يوصف بالجودة، ثم هو إسناد فرد غريب.

- وللحديث شواهد منها:

1 -

عن عبد الله بن مسعود بنحوه وزاد «العظيم» بعد «أستغفر الله» وزاد «ثلاثًا» .

- أخرجه الحاكم (1/ 511) و (118). وعنه البيهقي في الدعوات (141).

- من طريقين عن إسرائيل عن أبي سنان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعًا.

- قال الحاكم في الموضع الأول: «صحيح على شرط الشيخين» .

- وتعقبه الذهبي بقوله: «أبو سنان هو ضرار بن مرة لم يخرج له البخاري» .

وقال في الموضع الثاني: «صحيح على شرط مسلم» .

- قلت: لم يخرج مسلم شيئًا بهذا الإسناد، ورجاله ثقات، رجال مسلم؛ أبو سنان وأبو الأحوص انفرد مسلم بالإخراج لهما، وأخرج لهما البخاري في الأدب المفرد دون الصحيح. =

ص: 837

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ولا عبرة بما رواه ابن أبي شيبة (10/ 300) من طريق إسماعيل بن يحي الشيباني عن أبي سنان به موقوفًا؛ فإن إسماعيل هذا: متهم بالكذب] التقريب (145)].

- لكن أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 103/ 8541). والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 291 - 292).

من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قوله، ولم يرفعه.

- وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: اختلف في سماعه من أبيه، ومنهم من عد أحرفًا سمعها من أبيه، لذا قال الحافظ في التقريب (587):«ثقة، من صغار الثانية، مات سنة تسع وسبعين، وقد سمع من أبيه شيئًا يسيرًا» .

- وهذا الحديث لم يذكر فيما عدوه من مسموعاته، ولم يذكر هو فيه سماعًا.

وأبو إسحاق السبيعي مدلس، وقد عنعنه.

وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، ومثله لا يقال من قيل الرأي والاجتهاد.

- وعليه فحديث ابن مسعود صحيح بطريقيه.

2 -

عن أبي سعيد الخدري عن البني صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يأوى إلى فراشه: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا» .

أخرجه الترمذي (3397). وأحمد (3/ 10). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 192).

- من طريق أبي معاوية عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد به مرفوعًا.

- وهذا إسناد ضعيف؛ عطية بن سعد العوفي وعبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيفان، وعطية أقوى حالًا من الوصافي.] انظر: التهذيب (5/ 415 و 590). الميزان (3/ 17 و 79). المغني (2/ 33 و 62). التقريب (646 و 680) [.

- لذا قال الترمذي: «حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد بن الوليد» .

- وقد رواه عصام بن قدامة] صدوق. التقريب (676) [واختلف عليه:

(أ) فرواه عثمان بن هارون القرشي عن عصام بن قدامة من عطية عن أبي سعيد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1784). وابن عساكر في التاريخ (51/ 86).

(ب) وخالفه أشعت بن شعبة فرواه عن عصام عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1785).

- أما عثمان بن هارون- ويقال: عثمان بن إبراهيم- القرشي الأنماطي فلم أقف له على ترجمة،=

ص: 838

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وله ذكر فيمن روى عن عصام بن قدامة في تهذيب الكمال (20/ 60).

- وأما أشعت بن شعبة: فقد وثقة أبو داود والطبراني وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه الأزدي، ولينه أبو زرعة، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديثين اختلف في إسنادهما: أبو نعيم وأشعت هذا فقال أبو حاتم في الموضوعين: «أبو نعيم أثبت» وهذا مما يقوي أمر أشعت بن شعبة، فلو كان ضعيفًا عنده لصرح بذلك، لاسيما وقوله:«أثبت» يشعر بأنه ثقة ومما يؤيد ذلك أن أبا حاتم لم يستبعد أن يكون كلا منهما- أعني: أبا نعيم وأشعت- قد حفظ ما سمع- وذلك في جواب أبي حاتم عن أحد الحديثين] انظر: علل الحديث (1/ 268 و 232)[] وانظر: الجرح والتعديل (2/ 272). التهذيب (1/ 364). الدعاء للطبراني (187)[وعلى هذا فالأقرب في أشعث أن يكون: صدوقًا يهم. وعليه فإسناده أولى بالصواب بإثبات عبيد الله بن الوليد في الإسناد، فيرجع الحديث إليه مرة أخرى كما قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد الله ابن الوليد»] وانظر: الترغيب والترهيب (1/ 235) [.

- ولحديث أبي سعيد طريق أخرى يرويها ابن أبي شيبة (10/ 299) و (13/ 463) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا بكير بن أبي السميط قال: حدثنا منصور بن زاذان عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: «من قال: أستغفر الله الذي لا إليه إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، خمس مرات، غفر الله له وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر» موقوف.

- وإسناده حسن.

- وهو حديث حسن بمجموع الطريقين؛ دون تقييده بعدد، ولا بالقول حين يأوى إلى فراشه، ودون زيادات الوصافي.

- وجملة القول: فإن حديث زيد بن بولى: حديث حسن بشاهديه عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري. والله أعلم.

- وللحديث شواهد أخرى لا تخلو من مقال، وفي بعضها ضعف شديد:

- عن أنس بن مالك وأبي هريرة وأبي بكر الصديق ومعاذ بن جبل والبراء بن عازب رضي الله عنهم.

- وقد صححه الألباني في صحيح الترمذي (3/ 182).

* ومما جاء في كيفية الاستغفار أيضًا:

1 -

حديث سيد الاستغفار. تقدم برقم (133).

2 -

حديث ابن عمر. تقدم تحت الحديث رقم (374).

* ومما جاء في فضل الاستغفار.

- حديث عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبي لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (455). وابن ماجه (3818). والبزار (8/ 433/ 3508). والطبراني في الدعاء (1789). والبيهقي في الشعب (1/ 440/ 647). وابن حجر في الأمالي=

ص: 839

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المطلقة (249).

- من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن بن عرق سمعت عبد الله بن بسربه مرفوعاً.

- وهذا إسناد جيد.

- قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 134): «هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات» .

- وقال المنذري في الترغيب (2/ 309): «رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي» .

- وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة: «هذا حديث حسن» .

- وقال النووي: «سنده جيد» [فيض القدير (4/ 282). كشف الخفاء (2/ 63)].

- وصححه الألباني في صحيح الجامع (3930).

- وله شاهدان:

- الأول: عن عائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن سبب الأموات وقال: طوبي

» الحديث.

- أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 395). وفي أخبار أصبهان (1/ 330). والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 110).

- من طريق محمد بن يحيي بن منده ثنا الهذيل بن معاوية ثنا إبراهيم بن أيوب ثنا النعمان عن سفيان الثوري عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة به.

- وهذا إسناد غريب؛ إبراهيم بن ايوب: هو الفرساني الأصبهاني قال أبو حاتم: «لا أعرفه» ، وترجم له أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان وساق له شيئاً من غرائب حديثه وما تفرد به، وكان صاحب تهجد وعبادة، ولم أر من وثقه [الجرح والتعديل (2/ 89). اللسان (1/ 24). طبقات المحدثين (2/ 67). تاريخ أصبهان (313). الأنساب (4/ 365)].

- والهذيل بن معاوية: له ترجمة في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 73). وتاريخ اصبهان (1836). وقال في الطبقات: «كان أبو عبد الله محمد بن يحيي [يعني: ابن منده] يكثر الثناء علي الهذيل خاصة ويوثقه» .

- وبقية رجاله ثقات مشهورون.

- ويبدو أن إبراهيم بن أيوب الفرساني هذا قد وهمم في رفعه، فقد رواه محمد بن يوسف الفربابي [ثقة فاضل، أخطا في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم علي عبد الرزاق. التقريب (911)] فقال: ذكر سفيان عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت: طوبي لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.

- أخرجه البيهقي في الشعب (1/ 440/ 646).

- وقال «هذا هو الصحيح موقوفاً» .

- واخرجه ابن حجر في أماليه المطلقة (ص 249) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار [ثقة. التقريب (307)] وسفيان بن عيينة [ثقة حافظ فقيه، إمام حجة

التقريب (395)] كلاهما عن =

ص: 840

377 -

5 - وعن عمرو بن عَبَسَةَ رضي الله عنه؛ قال: قُلْتُ: يَا رَسُوَلَ اللَّهِ هل مِنْ سَاعَةٍ أَقْرَبُ مِنَ الأُخْرَى؟ أَوْ هَلْ مِنْ سَاعَةٍ يُبْتَغى

= منصور به موقوفاً.

- ثم قال: «هذا موقوف صحيح، وقد أخرج البخاري ومسلم من طريق ابن عيينة بهذا الإسناد حديثاً غير هذا [البخاري (314 و 7357). مسلم (332)] وأخرج مسلم من طريق داود بن عبد الرحمن بهذا الإسناد حديثين [مسلم (301 و 2975)]» .

- وروي مرفوعاً عن عائشة من طريق آخر، ولا يصح:

- فقد أخرج الطبراني في الدعاء (1788) ومن طريقة ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص 250): من طريق موسي بن محمد بن حيان البصري ثنا إبراهيم بن أبي الوزير عن عثمان ابن أبي الكنات عن ابن أبي ملكية عن عاشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لقي عبد ربه عز وجل في صحيفته بشيء خير له من الاستغفار» .

- عثمان بن أبي الكنات: ذكر له البخاري حديثاً في التاريخ (6/ 247) وقال: «ولا يصح» وقال ابن حجر في اللسان (4/ 175): «رايت له حديثاً آخر أخرجه الطبراني في الدعاء ....

فذكره ثم قال: وهذا من حديث عائشة مرفوعاً: منكر، وهو محفوظ عنها موقوف بمعناه».

- وموسي بن محمد حيان: قال ابن أبي حاتم: «ترك أبو زرعة حديثه» [الجرح والتعديل (8/ 161)] وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 161) وقال: «ربما خالف» .

- الثاني: عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن تسره صحيفته فليكر فيها من الاستغفار» .

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1877). وفي الأوسط (1/ 256/ 839). والبيهقي في الشعب (1/ 440/ 648). والضياء في المختارة (3/ 84/ 892).

- من طريق عتيق بن يعقوب الزبيري ثنا عبيد الله ومحمد ابنا المنذر عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير به مرفوعاً.

- قال الطبراني: «لا يروي هذا الحديث عن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به عتيق بن يعقوب» .

- وهذا حديث منكر؛ عبيد الله بن المنذر: مجهول؛ لم يروعنه سوي عتيق بن يعقوب، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 152). ومحمد بن المنذر هو ابن عبيد الله: قال أبو حاتم ابن حبان: «كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات، لا يحل كتابة حديثه إلا علي سبيل الاعتبار» (المجروحين (2/ 259)].

- وقال الحاكم: «يروي عن هشام أحاديث موضوعة» وقال أبو نعيم:: «روي عن هشام بن عروة أحاديث منكرة» [الضعفاء (213). اللسان (5/ 446)][وانظر: الأمالي المطلقة (ص 250)].

الترغيب والترهيب (2/ 309). مجمع الزوائد (10/ 208). الصحيحة (2299)].

ص: 841

ذِكْرُها؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عز وجل مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّن يَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ

(1)

إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، وَهيَ سَاعَةُ صلاةِ الْكُفَّارِ، فَدَعِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ قِيْدَ رُمْحٍ وَيَذهَبَ شُعَاعُها، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَعْتدِلَ الشَّمْسُ اعْتِدَالَ الرُّمْحِ بِنِصْفِ النَّهَارِ، فَإِنَّها سَاعَةٌ تُفتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَتُسْجَرُ فَدَعِ الصَّلَاةَ حَتَّى يَفِيءَ الْفَيْءُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ»

(2)

.

(1)

= -[وحديث زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، صححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود (11/ 415)] برقم (1517)، وفي صحيح الترمذي (3/ 869) برقم (3577)، وغيرهما] «المؤلف» .

- مشهوردة مكتوبة [كما في رواية أبي داود والحاكم]: أي تشهدها الملائكة وتكتب أجرها للمصلي. [النهاية (2/ 513)]

محضورة مشهودة: أي تحضرها الملائكة، فهي أقرب إلي القبول وحصول الرحمة. [شرح مسلم للنووي (6/ 115)].

(2)

أخرجه مسلم في 6 - ك صلاة المسافرين، 52 - ب إسلام عمرو بن عبسة، (832 - 1/ 569) مصولاً، وفيه قصة إسلام عمرو، وفيه حديثه عن الصلاة وأوقات النهي، وهو موضع الشاهد وهو عند مسلم بنحوه دون ذكر فضل جوف الليل، وفيه حديثه عن الوضوء وثوابه، وثواب من صلي وقد فرغ قلبه لله. وأخرجه أبو داود في 2 - ك الصلاة، 300 - ب من رخص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة، (1277) مقتصراً علي موضع الشاهد بنحوه. والترمذي في 49 - ك الدعوات، 119 - ب، (3579) مختصراً بلفظ:«اقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» وقال: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/ 173). والنسائي في 1 - ك الطهارة، 108 - ب ثواب من توضاً كما أمر، (147 - 1/ 91 و 92) مقتصراً علي ثواب الوضوء. و 6 - ك المواقيت، 35 - ب النهي عن الصلاة بعد العصر، (571 - 1/ 279 - 280) مقتصراً علي موضع الشاهد، واللفظ له. وأبو عوانة (1/ 5) مقتصراً علي قصة إسلام عمرو. و (1/ 386 - 387) مقتصراً علي موضع الشاهد=

ص: 842

378 -

6 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه،؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»

(1)

= دون فضل جوف الليل. وابن خزيمة (1/ 129/ 260) مطولاً. (و (2/ 182/ 1174) مقتصراً علي فضل خوف الليل. والحاكم (1/ 164) مطولاً وقال: «وقد خرج مسلم بعض هذا الألفاظ من حديث النضر بن محمد الجرشي عن عكرمة بن عمار عن شداد بن عبد الله عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة، وحديث العباس بن سالم هذا أشفي وأتم من حديث عكرمة بن عمار» وأخرجه أيضاً (1/ 309) مقتصراً علي فضل جوف الليل وقال: «صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه» ولم يتعقبه الذهبي. وأحمد (4/ 111 و 112) مطولاً ومختصراً. والبيهقي (2/ 454 - 455) مطولاً ومختصراً. و (3/ 4) مقتصراً علي فضل جوف الليل. وغيرهم.

- من طرقٍ عن أبي أمامة صدي بن عجلان عن عمرو بن عبسة به مرفوعاً.

- وأخرجه من طريق يعلي بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن البيلماني عن عمرو بن عبسة بنحو موضع الشاهد: النسائي (1/ 283 - 284/ 583). وابن ماجه (11251 و 1364) مختصراً، وقال: جوف الليل الأوسط بد «جوف الليل الآخر» . وأحمد (4/ 112 و 114). وابن أبي شيبة (2/ 351). وأخرجه ابن ماجه (283) مقتصراً علي ثواب الوضوء. وغيرهم.

- قلت: إسناده ضعيف: فإن عبد الرحمن البيلماني: ضعيف [التقريب (572)] وقال صالح جزرة: حديثه منكر، لا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سرق. اهـ. قال الحافظ في التهذيب (5/ 62): فعلي مطلق هذا يكون حديثه عن الصحابة المسمين أولاً: (ومنهم: عمر بن عبسة) مرسلاً عند صالح. اهـ. وعلي هذا فالإسناد يزداد ضعفاً بالإرسال. قال الدارقطني في السنن (3/ 135): وابن البيلمني ضعيف لا تقوم به حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله. اهـ.

- والراوي عنه: يزيد بن طلق: مجهول. لم يرو عنه سوي يعلي بن عطاء، قال الدارقطني:«يعتبر به» . وذكره ابن حبان في الثقات. [التهذيب (9/ 353). الميزان (4/ 429)].

- لكن المتن صحيح عدا قوله: «جوف الليل الأوسط» فإنه منكر.

- قال الألباني في ضعيف ابن ماجه (257/ 1251): صحيح إلا قوله: «جوف الليل الأوسط» فإنه منكر، والصحيح:«جوف الليل الآخر» اهـ. [وانظر رقم (287/ 1364)].

- وللحديث طرق أخري عن عمرو: عند أحمد (4/ 385). وعبدبن حميد في المنتخب (297 و 298 و 300 و 302 و 304). وفي أسانيدها مقال.

- وله شواهد من حديث كعب بن مرة- أو مرة بن كعب- وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو وأبي ذر.

(1)

أخرجه مسلم في 4 - ك الصلاة، 42 - ب ما يقال في الركوع والسجود، (482 - 1/ 359). وأبو عوانة (1/ 498/ 1856 و 1857). وأبو داود في 2 - ك الصلاة، 153 - ب في الدعاء في =

ص: 843

= الركوع والسجود، (875). والنسائي في 12 - ك التطبيق، 87 - ب أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل، (1136 - 2/ 226). وابن حبان (5/ 245/ 1928). وأحمد (2/ 321). وأبو يعلي (12/ 12/ 6658). والطحاوى في شرح المعاني (1/ 234). والبيهقي (2/ 110). والبغوي في شرح السنة (2/ 260/ 659). وغيرهم.

(1)

أخرجه مسلم في 49 - ك التوبة، 5 - ب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة، (2759)(4/ 2113). والنسائي في الكبري، 82 - ك التفسير، سورة الأنعام، 142 - ب قوله تعالي:{يوم يأتي بعض ءايت ربك لا ينفع نفسا إيمنها لم تكن ءامنت من قبل} [158]، (11180)(6/ 344). وابن خزيمة في التوحيد (75). وابن حبان (1/ 499/ 266). وأحمد (4/ 395 و 404). والطيالسي (490). وابن أبي شيبة (13/ 181/ 16051). وعبد بن حميد (562). وعثمان بن سعيد الدارمي في نقضه علي بشر المريسي (40). وابن أبي عاصم في السنة (615 - 617). والبزاز (8/ 39/ 3020 و 3021 - البحر الزخار). وهناد في الزهد (2/ 447/ 885). وأبو الشيخ في العظمة (126 و 128 - 130). والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1091). وابن بطة في الإبانة (3/ 309/ 239). وابن منده في الإيمان (2/ 700/ 778 و 779). وفي التوحيد (3/ 96). وفي الرد علي الجهمية (45). واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 414/ 694 و 695). وابن بشران في الأمالي (39 و 619). والبيهقي في السنن الكبري (8/ 136) و (10/ 188). وفي الشعب (5/ 400/ 7075). وفي الأسماء والصفات (2/ 52). والبغوي في شرح السنة (5/ 82). وفي التفسير (2/ 144). وغيرهم.

(2)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 1112 - ب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، (2703)(4/ 2067). والنسائي في الكبري، 82 - ك التفسير، سورة الأنعام، 142 - ب قوله تعالي:{يوم يأتي بعض ءايت ربك لا ينفع نفسا إيمنها لم تكن ءامنت من قبل} [158]، (11179)(6/ 344)

وابن حبان (2/ 396/ 629). وأحمد (2/ 275 و 427 و 495 و 506 - 507) =

ص: 844

381 -

9 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ

(1)

»

(2)

=- وابن جرير الطبري في تفسيره (5/ 408/ 14225). وابن الاعرابي في المعجم (1326 و 1327). وابن عدي في الكامل (3/ 377). والطبراني في الأوسط (7/ 227/ 7344). وابن منده في الإيمان (3/ 930 و 931/ 1024 و 1025). والخطيب في التاريخ (11/ 10). والبغوي في شرح السنة (5/ 83). وفي التفسير (2/ 144). وغيرهم.

- من طرقٍ عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به.

- وفي رواية أيوب السختياني عن ابن سيرين به قال: «قبل منه» بدل «تاب الله عليه» وإسنادها صحيح.

(1)

أي: ما لم تبلغ روحه حلقوم فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض. والغرغرة: أن يجعل المشروب في الفم وبردد إلى أصل الحل ولا يبلع. [النهاية (3/ 360)].

(2)

أخرجه الترمذي في 44 - ك الدعوات، 98 - ب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعباده، (3537، 3537 م). وابن ماجه في 37 - ك الزهد، 30 - ب ذكر التوبة، (4253). وابن حبان [2/ 394/ 628]. والحاكم (4/ 457)، وأحمد، (2/ 132، 153). وعبد بن حميد (847). وأبو يعلى (9/ 462/ 5609) و (10/ 81/ 5717). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (3404). وأبو بكر الشافعي في فوائده [الغيلانيات](386). والطبراني في مسند الشاميين (194). وابن عدي في الكامل (4/ 281 - 282). وأبو نعيم في الحلية (5/ 190). والبيهقي في الشعب (5/ 395 و 396/ 7063 و 7064). والبغوي في التفسير (1/ 407). وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 114 و 115). و (52/ 341). والذهبي في السير (5/ 160).

- من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثويان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر به مرفوعاً.

- قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .

- وصححه ابن حبان والحاكم وقال: «صحيح الإسناد» .

- وقال الذهبي: «هذا حديث عال، صالح الإسناد» .

* تنبيه: وقع في سنن ابن ماجه: «عن عبد الله بن عمرو» .

- قال المزي في تحفة الأشراف (5/ 328): «هو وهم» وتبعه الذهبي في السير (5/ 161)، والبوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 249).

* وقد اختلف في هذا الحديث علي عبد الرحمن بن ثابت بن ثويان:

1 -

فرواه علي بن الجعد [ثقة ثبت. التقريب (691)] وعلي بن عياش [ثقة ثبت. التقريب (702)] وعاصم بن علي [صدوق ربما وهم. التقريب (472)] وعصام بن خالد [صدوق. التقريب (676» وأبو داود الطيالسي: سليمان بن داود [ثقة حافظ. التقريب (406)] والهيثم بن جميل [ثقة، من أصحاب الحديث، وكأنه ترك فتغير. التقريب (1029) وأبو عامر العقدي: عبد الملك=

ص: 845

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ابن عمرو [ثقة. التقريب (625)] والوليد بن مسلم الدمشقي [ثقة؛ لكنه كثير التدليس والتسوية. التقريب (1041)] وموسى بن داود الضبي [صدوق فقيه زاهد له أوهام. التقريب (979)]. تسعتهم: عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بالإسناد المتقدم.

2 -

رواه أيضاً: علي بن الجعد وعلي بن عياش وعاسم بن علي وعصام وبن خالد وأبو داود الطيالسي والهيثم بن جميل، وتابعهم: زيد بن الحباب [صدوق: التقريب (351)] وعثمان بن سعيد بن كثير [ثقة عابد. التقريب (663)] وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي [ثقة. التقريب (515)] تسعتهم: عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم حدثهم عن أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب» قالوا: يا رسول الله! وما وقوع الحجاب؟ قال: «أن تموت النفس وهي مشركة» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 12). وابن حبان (2/ 393/ 627). والحاكم (4/ 257). وأحمد (5/ 174). والبزار (9/ 444/ 4056). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (3402). وأبو بكر الشافعي في فوائده (385). والطبراني في مسند الشاميين (195). وابن بشران في الأمالي (351). والخطيب في التاريخ (2/ 315).

3 -

ورواه أيضاً: الوليد بن مسلم ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أسامة بن سلمان قال: حدثنا أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بمثل رواية الجماعة المتقدمة، إلا أنه أسقط عمر بن نعيم من الإسناد.

- أخرجه ابن حبان (2/ 393/ 636).

4 -

ورواه أيضاً: أبو داود الطيالسي قال: نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال: حدثني أبي عن مكحول عن ابن نعيم- هكذا- قال: إن أبا ذر حدثهم أبن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره بنحوه إلا أنه أسقط أسامه بن سلمان من الإسناد.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 161). والبزار (9/ 444/ 4055).

- والمحفوظ: الرواية الأولى والثانية، وأما الثالثة والرابعة فشاذة لمخالفتهما لرواية الجماعة. وانظر: تعجيل المنفعة (33) فقد قال بأن رواية الوليد وهم.

- وإنما قلت بأن كلا الروايتين- الاولى والثانية- محفوظ؛ مع كون ابن ثوبان ليس بذاك الحافظ الذي يعتمد على حفظه ولا يحتمل من مثله التعدد في الأسانيد [فهو: صدوق يخطئ، وثقه جماعة وضعفه آخرون ولخص الذهبي القول فيه بقوله: «ولم يكن بالمكثر، ولا هو بالحجة، بل صالح الحديث». انظر: السير (7/ 313). تاريخ بغداد (10/ 222). تاريخ دمشق (34/ 246 - 260). تاريخ الدوري (2/ 346). تاريخ الدرامي (498). سؤالات ابن الجنيد (284 و 571) الجرح والتعديل (5/ 219). تاريخ الثقات (1024). مشاهير علماء الأمصار (1440). ضعفاء العقيلي (2/ 326). التهذيب (5/ 63). الميزان (2/ 551). وغيرهما]. قلت ذلك لأمرين:=

ص: 846

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- الأول: أن عبد الرحمن بن ثابت هو رواية أبيه، وأكثر رواية أبيه عن مكحول، ثابت من أصحاب مكحول وهو ثبت فيه [انظر: التهذيب (1/ 547). شرح علل الترمذي (2/ 727). الجرح والتعديل (1/ 288)] وعليه فالإسناد إلى مكحول تطمئن النفس إليه ويكون مكحول هو الذي حفظ الإسنادين.

- الثاني: أنه قد رواه عنه بالإسنادين جميعاً: علي بن الجعد وعلي بن عياش وعاصم بن علي وعصام بن خالد وأبو داود الطيالسي والهيثم بن جميل وهم ستة، مما يدل على أنه كان عند عبد الرحمن بن ثابت بالإسنادين يحدث بهما معاً.

- كما أنهما حديثان كما هو ظاهر من السياق.

- وعلى هذا فالإسناد الأول: مكحول ن جبير بن نفير عن ابن عمر: إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فإنه صالح الحديث، ولا يعرف لمكحول سماع من جبير بن نفير، كما أنه لا يعرف لجبير سماع من ابن عمر. ورجال الإسناد كلهم شاميون عدا ابن عمر فإنه مكي. ووجدت في مسند الشاميين (2/ 441/ 1661) عن جبير بن نفير أنه قال: دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه: لكن الإسناد إليه لا يصح.

- وأما الإسناد الثاني: مكحول عن عمر بن نعيم حدثهم عن أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحديث.

- هذا إسناد متصل؛ سمع بعضهم من بعض؛ إلا أن عمر بن نعيم وأسامه بن سلمان: لا يعرفان. [انظر في ترجمة عمر بن نعيم: العلل ومعرفة الرجال (2/ 98/ 1651) وقال أحمد: «لا أذكره». التاريخ الكبير (6/ 201). الجرح والتعديل (6/ 137). الثقات (7/ 179). التعجيل (776). الميزان (3/ 228). وقال: «حدث عن مكحول، لا يدري من هو». المغني (2/ 130). وقال: «روى عه مكحول، ولا يعرف». اللسان (4/ 385)]. و [انظر في ترجمة أسامة بن سلمان: التاريخ الكبير (2/ 21). الجرح والتعديل (2/ 284). الثقات (4/ 45). التعجيل (33). اللسان (1/ 378). ذيل الميزان (166). ذيل الكاشف (46)].

- وكلا الإسنادين يقوى بعضهما الآخر، وكل من الحديثين يشهد للآخر من جهة المعنى، فهو حسن بشاهده.

- وللحديث شواهد أخرى؛ منها ما رواه:

1 -

زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:

ص: 847

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تاب إلى الله عز وجل قبل أن يموت بيوم قبل الله منه» قال: فحدثه رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آخر بهذا الحديث، فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: قلت: نعم. قال فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تاب إلى الله قبل أن يموت بضحوة قبل الله منه» قال: فحدثه رجلاً آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت هذا منه؟ قال: نعم. قال: فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تاب قبل أن يغرغر نفسه قبل الله منه» .

- أخرجه الحاكم (4/ 257 و 258 - 259). وأحمد (3/ 425) و (5/ 362). والبيهقي في الشعب (5/ 398/ 7068 و 7069).

- هكذا رواه هشام بن سعد والدراوردي، ورواه محمد بن مطرف- وهو مدني ثقة- عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: فقال الثاني: وهكذا. [حم (3/ 425)].

- واتفق الثلاثة على إبهام أسماء الصحابة، وانفرد عبد الله بن نافع [ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لين. التقريب (552) [عن هشام بن سعد بتسمية الصحابي، فسماه عبد الله بن عمرو، ولم يذكر معه أحداً من الصحابة بن جعل الحديث كله من حديثه وحده، وفيه: «من تاب قبل موته بعام تيب عليه، حتى قال: بشهر، حتى قال: بجمعة، حتى قال: بيوم، حتى قال: بساعة، حتى قال: بفواق» [المستدرك (4/ 258 - 259)].

- رواه عن هشام بن سعد: جعفر بن عون [صدوق. التقريب (200)] وأسباط بن محمد [ثقة، ضعف في الثوري. التقريب (124)] فوافقا الطراوردي ومحمد بن مطرف، على إبهام الصحابة الأربعة وعلى سياق الحديث، فدل ذلك على شذوذ رواية عبد الله بن نافع.

- وثمة اختلاف آخر: فقد روى الحاكم في مستدركه (4/ 258) قال: فحدثناه أبو جعفر محمد ابن خزيمة بن قتيبة الكشي من أصل كتابه ثنا فتح بن عمرو الكشي [في المطبوعة والإتحاف (16/ 1/ 537) فليح بن عمرو، وهو تصحيف، والتصحيح بن البيلماني أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إلي أن أباه حدثه أنه جلس إلى نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تاب إلى الله قبل موته بسنة تاب الله عليه» .... الحديث بطوله وفيه أن الثاني قال: «قبل موته بشهر» وقال الثالث: «قبل موته بيوم» وقال الرابع: «قال موته بساعة» وقال الخامس: «من تاب إلى الله قبل الغرغرة تاب الله عليه» .

- قال الحاكم: «سفيان بن سعيد رضي الله عنه وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .... » .

- وتعقبه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (16/ 1/ 538) بقوله: «قلت: الذي عندي في هذا أن رواية سفيان إنما هي عن ابن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه؛ فتكون رواية محمد بن عبد الرحمن بين البيلماني متابعة لرواية زيدبن أسلم عنه، ولا يكون هناك مخالفة. ومحمد بن

ص: 848

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=عبد الرحمن: ضعيف، قد لحقه الثوري، أما أبوة فليس للثوري عنه رواية، والله أعلم».

- قلت: وما قاله الحافظ أقرب إلى الصواب، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني: منكر الحديث، كان يضع على أبيه العجائب [التهذيب (7/ 276) و (5/ 62). الميزان (3/ 617)] لكن في ثبوت ذلك عن سفيان الثوري نظر؛ فإن المؤمل بن إسماعيل وإن كان ثقة في الثوري- كما قال ابن معين- إلا أنه كان كثير الخطأ، فلا يؤمن خطؤه لا سيما مع التفرد. [انظر: التهذيب (8/ 436). الميزان (4/ 228). شرح علل الترمذي (2/ 724)] والفتح بن عمرو أبو نصر الكسي الوراق: صدوق، مستقيم الحديث [الجرح والتعديل (7/ 91). الثقات (9/ 14). الأنساب (5/ 71)] وقد مات قبل الخمسين ومائتين، وشيخ الحاكم: محمد بن حاتم بن خزيمة ابن قتيبة مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن مائة وثمان سنين، فإن صح أنه عمر هذا العمر فيكون قد أدرك شيخه: الفتح بن عمرو وله من العمر: ثمان عشرة سنة، لكنه قد اتهم في تحديثه عن الفتح بن عمرو وعن عبد حميد، وقال الحاكم:«كذاب» فتكفى شهادة تلميذه عليه [أنظر: الأنساب (5/ 71). السير (15/ 380). الميزان (3/ 503). اللسان (5/ 125)].

- وعليه فالحديث حديث زيد بن أسلم؛ وإسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن البيلماني مولى عمر، ضعيف، من الثالثة [التقريب (572)].

2 -

شعبة قال: إبراهيم بن ميمون أخبرني قال: سمعت رجلاً من بني الحارث قال: سمعت رجلاً منا يقال له أيوب قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: من تاب قبل موته عاماً تيب عليه، ومن تاب قبل قبل موته بشهر تيب عليه، حتى قال: يوماً، حتى قال: فواقاً» قال: قال الرجل: أرأيت إن كان مشركاً أسلم؟ قال: إنما أحدثكم كما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 427). وأحمد (2/ 206). والبيهقي في الشعب (5/ 397/ 7067). وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل الحارثي المبهم.

- وشيخه: أيوب الحارثي: لا يعرف. [التاريخ الكبير (1/ 427). الجرح والتعديل (2/ 262). الثقات (4/ 29). التعجيل (82)].

3 -

أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عثمان بن عثمان الثقفي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يقبل التوبة من عنده قبل موته بسنة، ثم قال: بشهر، ثم قال: بيوم، حتى قال: قبل أن يغرغر» .

- أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 419) قال: أخبرت عن أبي اليمان» ووصله ابن مند في الصحابة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1965/ 4940). وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 435).

- قال ابن منده: «هكذا رواه موقوفاً، وقد وقع هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه» .

- وقال ابن أبي حاتم: «وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل=

ص: 849

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ليقبل التوبة من هبده قبل أن يموت بسنة، إلي أن يرجع إلي فواق ناقة» روي عنه عبد الرحمن بن أبي عوف» [الجرح والتعديل (6/ 59)].

- وهذا إسناد حمصي، رجاله ثقات، وعبد الرحمن بن أبي عوف: ثقة، من الثانية، يقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. [التقريب (594)].

4 -

قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي أيوب بشير بن كعب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر» .- أخرجه ابن جرير الطبري (3/ 643/ 8858).

- واختلف فيه علي قتادة:

- فرواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عنه به هكذا.

- لكن رواه الحارثي ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عبادة به مرفوعا.

- أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1087).

- ويبدو لي ان الحارثي هذا هو محمد بن يونس الكديمي- وهو كذاب متهن بوضع الحدسث- والراوي عنه هنا هو ابن الأعرابي وقد روي عنه في معجمه أحاديث.

- والمحفوظ الأول: فقد رواه الطبري قال: حدثنا ابن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي به.

- وهذا إسناد غايه في الصحة إلي هشام. وابن بشار: هو محمد الملقب بندار.

- ورواه ابن بشار أيضا قال: حدثنا عبد اللأعلي قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن عبادة بن الصامت مرفوعا بمثله.

- أخرجه ابن جرير الطبري (8859).

- وعبد الأعلي: هو ابن الأعلي السامي أرواهم عن سعيد بن أبي عروبة [الكواكب النيرات (25)].

- وعلي هذا: فإما أن ترجع رواية سعيد بن أبي عروبة فإنه أحفظ الناس لحديث قتادة. وإما أن يتوقف فيه. وإما أن يقال: بأن لقتادة في هذا الحديث إسنادين- وهو ثقة حافظ من أحفظ الناس- فحدث به هشاما بوجه، وحدث سعيدا بوجه آخر.

- ولعل هذا الأخير أقرب إلي الصواب، والله أعلم.

- وعليه: فالإسناد الأول: مرسل بإسناد صحيح.

- فإن بشير بن كعب: تابعي مخضرم.

- وأما الإسناد الثاني: فهو قتادة لم يلق من أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلم) إلا أنسا وعبد الله بن سرجس. [المراسيل (640). جامع التحصيل (633). تحفة التحصيل (262)].

5 -

عوف بن أبي جميلة عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تبارك وتعالي يقبل =

ص: 850

382 -

10 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ؛ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إنَّه قَتَلَ تَسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مَائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍعالم، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةً نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطِلَقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ

= توبة العبد مالم يغرغر».

- أخرجه ابن أبي شية) 13/ 463/ 16927). والطبري (8860).

- واختلف فيه علي عوف:

- فرواه محمد بن أبي عدي [بصري، ثقة. التقريب (820)]. وأبو خالد الأحمر: سليمان بن حيان [كوفي، صدوق بخطئ. التقريب (604)]. روياه عن عوف به هكذا.

(ب) وخالفهما: عثمان بن الهيثم [صدوق كثير الخطأ، وكان بآخره يتلقن ما يلقن. وهو بصري. التهذيب (5/ 519). الميزان (3/ 59)] فرواه عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة عبده مالم يغرغر» .

- أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 124).

- والمحفوظ ما رواه ابن أبي عدي، وأبو خالد الأحمر، وأما عثمان بن الهيثم فإنه دونهما في الحفظ وفي العدد وفي السن فإنه يستصغر في عوف الأعرابي، لذا فقد سلك فيه الجادة والطريق السهل.

- وحاصل ما تقدم: أن الحديث صحيح بمجموع شواهده، والضعف فيها يسير ينجبر بالشواهد والمتابعات.

- قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 353): «

وكما ثبت في الحديث الصحيح: «تقبل توبة العبد مالم يبلغ الغرغرة» .

- والحديث حسنه العلامة الألباني- رحمة الله تعالي- في صحيح الترمذي (3537). وصحيح ابن ماجه (4253). وصحيح الجامع (1903). وصححه في صحيح الجامع (6132).

ص: 851

حَتَّىَ إِذَا نَصَفَ الطَّريِقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيْهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَاِئكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلى اللهِ. وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إنَّه لم يعمل خَيْرًا قَطُّ. فَأتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُم، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلى أَيَّتِهمَا كان أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدَنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ».

وفي رواية: «فَنَأَى بِصدْرِهِ ثُمَّ مَاتَ، فَاخْتَصَمَتْ فِيْهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَكَانَ إِلى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ أَقْرَبَ مِنْهَا بِشِبْرٍ، فَجُعِلَ مِنْ أَهْلِهَا» .

وفي روايةٍ أخرى: «فَأوْحَى اللهُ إِلَى هَذِهِ: أَنْ تَبَاعَدِي، وإِلَى هَذِهِ: أَن تَقَرَّبِي»

(1)

383 -

11 - وعن الحارث بن سويد قال: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين، أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، قال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ. وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَال بِهِ هَكَذَا- قال أبو شهابٍ بيده فوقَ أنفه- ثم قال: «للهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ

(1)

متفق عليه: أخرجه البخاري في 60 - ك أحاديث الأنبياء، 54 - ب (3470). ومسلم في 49 - ك التوبة، 8 - ب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، (2766)(4/ 2118 و 2119). واللفظ له مع الروايتين. وابن ماجه في 21 - ك الديات، 2 - ب هل لقاتل مؤمن توبة، (2622). وابن حبان (2/ 376 و 380/ 611 و 615). وأحمد (3/ 20 و 72). وأبو يعلي (2/ 305 و 508/ 1033 و 1356). وأبو نعيم في الحلبة (3/ 102). والبيهقي في السنن (8/ 17). وفي الشعب (5/ 397/ 7066). وغيرهم.

ص: 852

مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَد ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطشُ- أَوْ مَا شَاءَ اللهُ- قَال: أَرْجعُ إِلى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ»

(1)

(1)

متفق عليه: أخرجه البخاري في. 80 - ك الدعوات، 4 - ب التوبة، 1 - ب في الحض علي التوبة والفرح بها، (2744)(4/ 2103) مقتصراً علي المرفوع فلم يذكر الموقوف. والترمذي في 34 - ك صفة القيامة، 49 - ب، (2497 و 2498). وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في الكبري، 72 - ك النعوت، 47 - ب قوله:[ولتصنع علي عيني]، (7741 - 7743)(4/ 415). مقتصراً علي الرفوع. وأحمد (1/ 373). وابن المبارك في الزهد (69) مقتصراً علي الموقوف. ومحمد بن فضيل في الدعاء (133). وهناد في الزهد (2/ 448/ 888). والبزار (5/ 82/ 11655). وأبو يعلي (9/ 37 و 108/ 5100 و 5177). والهيثم بن كليب (2/ 363/ 838). وأبو نعيم في الحلية (4/ 129). والبيهقي في السنن (10/ 188). وفي الشعب (5/ 411/ 7104). وابن حجر في التغليق (5/ 136 و 137).

- هكذا رواء أبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع عن الأغمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود به [عند البخاري وأبي يعلي وأبي نعيم والبيهقي في الشعب] فلم يصرح برفع أحد الحديثين إلي النبي صلى الله عليه وسلم.

- وقد بين ذلك جماعة ممن رواه عن الأعمش منهم:

- جرير بن عبد الحميد: فقد رواه عن الأعمش عن عمارة عن الحارث بن سويد قال: دخلت علي عبد الله أعوده، وهو مريض فحدثنا بحديثين: حديث عن نفسه، وحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إن المؤمن يري ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يري ذنوبه مثل ذباب مر علي أنفه فذبه عنه. قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فقام يطلبها، فصلبها حتي أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلي مكاني الذي كنت فيه [فأنام] حتي أموت.

قال: فوضع رأسه علي ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا براحلته وزاده».

- أخرجه بتمامه أبو يعلي (5177). وعلقه البخاري متابعة فلم يذكر لفظه، واقتصر مسلم منه علي المرفوع دون الموقوف. وأحال البزار لفظه علي لفظ أبي معاوية. وانظر: التغليق.

- وقد تابعه علي ذلك: - أبو أسامه حماد بن أسامة [عند مسلم وقال: «بمثل حديث جرير» =

ص: 853

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والشاشي والبيهقي في السنن. وعلقه البخاري].

- ومحمد بن فضيل [في الدعاء]- وأبو عوانة [عند ابن حجر في التغليق، وقد علقه البخاري]- وأبو معاوية [عند الترمذي. والنسائي (7743). وأبي عوانة- الإنحاف (10/ 171) - وهنا في الزهد].

- كلهم- وهم خمسة- قد صرحوا في روايتهم بأن المرفوع هو حديث «لله أفرح بتوبة العبد .... » .

- يبقي التبيه علي أن لبي عوانة وأبي معاوية في هذا الحديث أسانيد أخري:

- أما أبو عوانة فيرويه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود به مقتصراً علي المرفوع. [عند أبي نعيم].

- وأما أبو معاوية: فقد رواه مرة مثل رواية الجماعة:

- ورواه ثانية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود [عند ابن حبان وأحمد وعلقه البخاري] وتابعه علي هذا الوجه: سفيان الثوري [عند ابن المبارك في الزهد] وشعبة [علقه البخاري] وأبو مسلم عبيد الله بن سعيد بن مسلم قائد الأغمش [علقه البخاري] وعلي بن مسهر [عند النسائي (7741)]. وأبي عوانة كما تقدم.

- ورواه رابعة عن الأعمش عن عمارة عن الأسود عن ابن مسعود [عند أحمد والبزار وعلقه البخاري].

- والراجح عندي في هذا الاختلاف- والله أعلم- أن أبا معاوية حفظ الإسناد الأول والثالث حيث توبع عليهما؛ فقد تابعه علي الإسناد الأول: جرير عبد الحميد وابو أسامة وأبو شهاب الحناط وقطبة بن عبد العزيز وأبو عوانة ومحمد بن فضيل: سبعتهم عن الأعمش عن عمارة عن الحارث عن ابن مسعود. [وهو ما صدر به البخاري كلامه فأخرجه موصولاً، واقتصر عليه مسلم].

- وأما الإسناد الثالث؛ فقد تابعه عليه: الثوري وشبعة وأبو عوانة وعلي بن مسهر وأبو مسلم عبد الله بن سعيد قائد الأعمش ستتهم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث عن ابن مسعود.

- وعلي هذا يكون للأعمش في هذا الحديث شيخان، فهو عنده عن عمارة بن عمير وعن إبراهيم التيمي كلاهما عن الحارث عن ابن مسعود.

ووهم أبو معاوية في الإسناد الثاني والرابع، وعليه فذكر الأسود بن يزيد فيه وهم، والله أعلم.

* وللموقوف إسناد آخر: يرويه فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: المؤمن يري ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع علي أنه فطار فذهب.

ص: 854

=- أخرجه ابن المبارك في الزهد (68). وابن أبي شيبة (3/ 292/ 16385).

- وإسناده جيد.

(1)

متفق عليه: أخرجه البخاري في 80 - ك الدعوات، 4 - ب التوبة، (6309) ومسلم في 49 - ك التوبة، 1 - ب الحض علي التوبة والفرح بها، (2747/ 8)(4/ 2104). وابن حبان (2/ 382/ 617). وأحمد (3/ 213). وابو يعلي (5/ 244/ 2860). والطبراني في الأوسط (8/ 235/ 8500). والذهبي في السير (6/ 478). وغيرهم.

- من طرقٍ عن قتادة عن أنس به هكذا مختصراً

- ورواه مطولاً: عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة حدثنا أنس بن مالك- وهو عمه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان علي راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتي شجرة، فاضطجع في ظلها، قد ايس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح» .

- أخرجه مسلم (2747/ 7). وابن المقري في المعجم (544). والبيهقي في الشعب (5/ 411/ 7105).

- وفي الباب: عن أبي هريرة والنعمان بن بشير والبراء بن عازب وأبي سعيد الخدري وأبي موسي الأشعري:

1 -

أما حديث أبي هريرة: فله عنه طرق والشاهد منه: «لله أشد فرحاً بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته إذا وجدها» مرفوع وله الفاظ أخري.

- أخرجه مسلم (2675)(4/ 2102). والترمذي (3538) وصححه. والنسائي في الكبري (6/ 453/ 11475). وابن ماجه (4247). وابن حبان (2/ 387/ 621). وأحمد (2/ 316 و 500 و 524 و 534). وهمام في صحيفته (79). وعبد الرزاق (11/ 297/ 20587). وأبو يعلي (11/ 478/ 6600). والطبراني في الدعاء (1866). والدارقطني في العلل (7/ 270). والبيهقي في الأربعين الصغري (8).

2 -

وأما حديث النعمان بن بشير فيرويه سماك عنه وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه: قال سماك: خطب النعمان بن بشير فقال: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده علي بعير، ثم سار حتي كان بغلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل فقال تحت شجرة، فغلبته عينه وانسل =

ص: 855

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بعيره، فاستيقظ فسعي شرفاً، ثم سعي شرفاً ثانياً فلم يرد شيئاً، ثم سعي شرفاً ثانياً فلم ير شيئاً، ثم سعي شرفاً ثالثاً فلم ير شيئاً، فأقبل حتي أتي مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي، حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحاَ بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره علي حاله» قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الحديث إلي النبي صلى الله عليه وسلم وأما أنا فلم اسمعه.

- أخرجه مسلم (2745). والدارمي (2/ 393/ 2728). والحاكم (4/ 242 - 243). وأحمد (4/ 273 و 275). والطيالسي (794). وهناد في الزهد (2/ 449/ 889). والبزار (8/ 187 و 188/ 3220 و 3221).

3 -

وأما حديث البراء بن عازب: فيرويه عبيد الله بن إياد بن لقيط عن إياد عن البراء بن عازب قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته، تجر زمامها بأرض قفر ليس طعام ولا شراب، وعليها له طعام وشراب، فطلبها حتي شق عليه، ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها، فوجدها متعلقة به؟» قلنا: شديداً، يارسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما والله! لله اشد فرحاً بتوبة عبده من الرجل براحلته» .

- أخرجه مسلم (2746). والحاكم (4/ 243). وأحمد (4/ 283). وأبو يعلي (3/ 257/ 1704). والمزي في تهذيب الكمال (5/ 21). والذهبي في معجم المحدثين (265).

4 -

وأما حديث أبي سعيد الخدري: فأخرجه ابن ماجه (4249). وأحمد (3/ 83). وأبو يعلي (2/ 474/ 1302). وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2030).

- من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته حيث فقدها، فكشف الثوب عن وجهه فإذا هو براحلته» .

- قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 247): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عطية العوفي وسفيان بن وكيع،

».

- قلت: توبع سفيان، تابعه يزيد بن هارون، وفضيل بن مرزوق وإن كان في الأصل صدوقاً، إلا أن بعضهم ضعفه لاجل روايته عن عطية. [انظر: المجروحين (2/ 209). التهذيب (6/ 425). الميزان (3/ 362)].

- وقال العلامة الألباني- رحمة الله تعالي-: «منكر بهذا اللفظ» .

5 -

وأما حديث أبي موسي: قال أبو يعلي (13/ 271/ 7285): حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن ابي بردة عن أبي موسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أفرح بتوبة عبده الذي قد أسرف علي نفسه، من رجل سافر في أرض فلاة معطبة مهلكة، فلما توسط أضل راحلته فسعي في بغائها يميناً وشمالاً حتي اعيي أو أيس منها، وضن أن قد هلك، نظر فوجدها في مكان لم يكن يرجو أن يجدها، فالله عز وجل أفرح بتوبة عبده المسرف من ذلك

ص: 856