الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
116 -
دعاء المقيم للمسافر
321 -
1 - عَنْ سالم أن ابن عمر كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعُكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا فَيَقُولُ: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ
(1)
، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ».
(2)
=الحافظ] «المؤلف» .
- وقد خالفا في ذلك الثقات مثل الليث بن سعد وابن أبي أيوب. والله أعلم.
(1)
أمانتك: أي أهلك ومن تخلفه بعدك منهم، ومالك الذي تودعه وتستحفظه أمينك ووكيلك. النهاية (1/ 71).
(2)
أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 45 - ب ما يقول إذا ودع إنسانا (3443). والنسائي في الكبرى، 78 - ك السير، 134 - ب ما يقول إذا ودع، (8806)(5/ 250) وفي 81 - ك عمل اليوم والليلة، 139 - ذكر الاختلاف على حنظلة بن أبي سفيان، (10357)(6/ 134)[523)]. وأحمد (2/ 7). والمحاملي في الدعاء (3). والطبراني في الدعاء (821) وعبد الغني المقدسى في الترغيب في الدعاء (130) والمزي في تهذيب الكمال (10/ 415).
- من طريق سعيد بن خثيم ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله بن عمر أن ابن عمر كان يقول:
…
فذكره.
- ورجاله ثقات، غير سعيد بن خثيم وهو الهلالي أبو معمر الكوفي: مختلف فيه: وثقة ابن معين، وقال النسائي:«ليس به بأس» وقال أبو زرعة: «لا بأس به» وقال أبو حاتم: «لا أعرفه» ، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الأزدي:«منكر الحديث» وقال ابن عدي: «ولسعيد غير ما ذكرت من الحديث قليل، ومقدار ما يرويه غير محفوظ» . [التهذيب (3/ 315). الميزان (2/ 133). الجرح والتعديل (4/ 17). الكامل (3/ 408)].
- وفي انفراد مثله عن مثل حنظلة: الثقة الحجة: غرابة، ثم أن هذا الإسناد كوفي ثم مكي ثم مدني.
- وقد قال فيه الترمذي: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم» .
- ثم أنه قد خولف فيه: خالفه من هو أوثق منه: الوليد بن مسلم الدمشقي وتابعه إسحاق بن سليمان الرازي الكوفي فروياه عن حنظلة بن أبي سفيان أنه سمع القاسم بن محمد يقول: كنت عند ابن عمر
…
فذكرا الحديث.
- وذكرا فيه القاسم بدل سالم.
- أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 250/ 8805) و (6/ 133/ 10356)[522] وابن خزيمة (4/ 137/ 2531). والحاكم (1/ 442) و (2/ 97). وأبو يعلي (9/ 471/ 5624) و (10/ 42/ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=5674) والبيهقي (5/ 251).
- وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع في جميع طبقات السند- عند ابن خزيمة والحاكم وأبي يعلي- فأمن تدلبسه.
- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» .
- قلت: رجاله رجال الشيخين، ولم يخرجا شيئا بهذا الإسناد.
- وقال الحافظ ابن حجر: «والوليد أثبت من سعيد، ويحتمل أن يكون لحنظلة فيه شيخان» [الفتوحات الربانية (5/ 119)].
- قلت: نعم مثله يكون له ذلك؛ لكن إذا استوى الرواة عنه في الحفظ والعدد، وسعيد في حفظه شيء وهو دون الوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان بمراتب؛ لذا قال الشيخ الألباني في طريقهما:«ولعله أصح» [الصحيحة (1/ 20)].
- إلا أن هذا الحديث لم يحمله عن حنظلة إلا الغرباء، وحكم فيه بالوهم- علي كلا الطريقين- أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان؛ فقد سألهما ابن أبي حاتم عن رواية سعيد بن خثيم فقال:«وهم سعيد في هذا الحديث، وروي هذا الحديث الوليد بن مسلم فوهم فيه أيضًا فقال: عن حنظلة [عن سالم- هكذا في المطبوع، ولعله سبق قلم أو وهم من الناسخ، فأن الذي في الأصول بدون ذكر سالم في إسناد الوليد] عن القاسم عن ابن عمر. والصحيح عندنا- والله أعلم- عن حنظلة عن عبد العزيز بن عمر عن يحيي بن إسماعيل بن جرير عن قزعة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم» [علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 269)].
- وحديث عبد العزيز بن عمر هذا أخرجه بهذا الإسناد:
- البخاري في التاريخ الكبير (8/ 260) والنسائي في عمل اليوم والليلة (511 و 512 و 513)[وفي الإسناد الأول خطأ في المطبوع صحح من تحفه الأشراف (6/ 24)] وأحمد (2/ 136). وعبد ابن حميد (834). وابن أبي حاتم في العلل (1/ 269) والمحاملي في الدعاء (4) والهيثم بن كليب (2/ 100/ 626). والبيهقي (5/ 251). والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 239). والمزي في تهذيب الكمال (31/ 204).
- واختلف في إسناده على عبد العزيز بن عمر:
1 -
فرواه أبو نعيم الفضل بين دكين [ثقة ثبت. التقريب (782)]، وعبدة بن سليمان [ثقة ثبت. التقريب (635)]، وأبو ضمرة أنس بن عياض [ثقة. التقريب (154)] ثلاثتهم: عن عبد العزيز بن عمر عن يحيي بن إسماعيل بن جرير عن قزعة عن ابن عمر به مرفوعا.
2 -
ووهم عبد الله بن داود الخريبي [ثقة. التقريب (503)] ومروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ. التقريب (932)] فروياه عن عبد العزيز بن عمر به إلا أنهما قالا: «عن إسماعيل بن جرير» بدل: «يحيي بن إسماعيل بن جرير- وهو وهم. قال المزي في=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التهذيب (3/ 56) بعد أن نسب هذا القول إليهما: وقال أبو ضمرة أنس بن عياض وعبدة بن سليمان وأبو نعيم الفضل بن دكين ويحيى بن نصر بن حاجب [تكلم الناس فيه. الجرح والتعديل (9/ 193) ضعفاء العقيلي (4/ 433). تاريخ بغداد (14/ 159). اللسان (6/ 340] عن عبد العزيز بن عمر عن يحيي بن إسماعيل بن جرير عن فزعة عن ابن عمر، وهو المحفوظ». [وانظر: تهذيب الكمال (18/ 174) و (31/ 204). التقريب (138)].
- أخرجه أبو داود (2600). والحاكم (2/ 97). وأحمد (2/ 38).
3 -
ورواه عيسى بن يونس [ثقة مأمون. التقريب (773)] عن عبد العزيز بن عمر عن إسماعيل ابن محمد بن سعد عن قزعة عن ابن عمر به مرفوعا.
- أخرجه النسائي (514).
- وانفرد بهذا عيسى، وهو وهم أيضًا. وإسماعيل بن محمد بن سعد: ثقة حجة [التقريب (143)].
4 -
ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ عابد. التقريب (1037)] ويحيى بن حمزة [ثقة رمي بالقدر. التقريب (1052)] كلاهما عن عبد العزيز بن عمر عن قزعة عن ابن عمر به مرفوعا. فلم يذكرا بين عبد العزيز وقزعة أحدا.
- أخرجه النسائي (515). وأحمد (2/ 25). الخرائطي في مكارم الأخلاق (413 - المنتقي).
- وخالفهم جميعا: عبد الله بن عمر العمري [ضعيف. التقريب (528)] فرواه عن عبد العزيز ابن عمر عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا.
- أخرجه النسائي (510).
- وهذا منكر؛ لمخالفته الثقات الحفاظ في إسناده، والمحفوظ مما تقدم والله أعلم- هو ما رواه أبو نعيم وأبو ضمرة وعبدة بن سليمان، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن رواية عبد الله ابن عمر العمري هذه- إلا أنه زاد في الإسناد بين عبد العزيز ومجاهد:«عن أبي الحجاج» فقال أبو حاتم: «هذا خطأ إنما هو عب العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن يحيي بن إسماعيل ابن جرير عن قزعة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم» قال ابن أبي حاتم: «قلت لأبي: ممن الوهم؟ قال: من العمري» [العلل (2/ 267)].
وعلى هذا الإسناد ضعيف؛ فإن يحيي بن إسماعيل بن جرير: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني:«كوفي، لا يحتج به» [الثقات (7/ 599). سؤالات الحاكم (240). التهذيب (9/ 199). الميزان (4/ 361). التقريب (1048) وقال: «لين الحديث»].
وله إسناد آخر عن قزعة يرويه سفيان الثوري، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه عبدة بن سليمان [ثقة ثبت. التقريب (635)] وعبد الله بن المبارك [ثقة ثبت فقيه عالم التقريب (540) وهو من أثبت أصحاب الثوري. سؤالات ابن بكير (32). شرح علل الترمذي (299)] وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت حافظ. التقريب (601) وهو من أثبت أصحاب الثوري. سؤالات ابن أبي بكير وشرح علل الترمذي] ثلاثتهم: عن سفيان عن نهشل بن مجمع=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الضبي عن قزعة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان لقمان الحكيم يقول: إن الله إذا استودع شيئا حفظه» وقال عبد الرحمن مرة: «نهشل عن قزعة أو عن أبي غالب» .
- أخرجه النسائي (517 و 518). وأحمد (2/ 87).
- وتابع الثوري على هذا الوجه: محمد بن فضيل [صدوق عارف. التقريب (889)] فرواه عن نهشل بن مجمع الضبي عن قزعة قال: كنت عند ابن عمر فلما خرجت شيعني وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال لقمان الحكيم: إن الله إذا استودع شيئا حفظه» وإني أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك، وأقرأ عليك السلام موقوف.
- أخرجه النسائي (516). والخرائطي في مكارم الأخلاق [412 - المنتقي].
2 -
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين [وهو من أثبت أصحاب الثوري] وإسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة. التقريب (133)] وأبو داود الحفري عمر بن سعد [ثقة عابد. التقريب (719)] وقبيصة بن عقبة [صدوق، وهو كثير الغلط في حديث الثوري. التهذيب (6/ 478). الميزان (3/ 383)] أربعتهم: عن سفيان عن نهشل الضبي عن أبي غالب وأبي قزعة سويد بن حجير أو أحدهما عن ابن عمر قال: قال رسوم الله صلى الله عليه وسلم: «إن لقمان عليه السلام كان يقول: إن الله عز وجل إذا استودع شيئا حفظه» هذا لفظ حديث أبي نعيم، ووافقه أبو داود الحفري وقبيصة في متنه إلا أنهما لم يذكرا قزعة في الإسناد فقالا:«عن نهشل عن أبي غالب عن ابن عمر» ، وأما إسحاق فقال في الإسناد:«عن نهشل عن أبي غالب قال: شيعت أنا وقزعة ابن عمر» وزاد في المتن: «وإني أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتم أعمالكم» قول ابن عمر.
- أخرجه النسائي (519). وعبد بن حميد (855). والطبراني في الدعاء (827). والبيهقي في الشعب (3/ 211/ 3344).
- وذكر سويد بن حجير خطأ؛ إنما هو قزعة بن يحيي.
3 -
ورواه عبد الله بن المبارك وأبو نعيم [وهما من أثبت أصحاب الثوري] عن سفيان عن أبي سنان عن قزعة وأبي غالب قالا: شيعنا ابن عمر فلما أردنا أن نفارقه قال: «إنه ليس عندي ما أعطيكم ولكن أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم أعمالكما وأقرأ عليكما السلام» موقوف.
- أخرجه البخاري في التاريخ (8/ 260). والنسائي (520). إلا أن البخاري اختصر رواية أبي نعيم فلم يذكر لفظها، وظاهر السياق يدل على أنها مرفوعة، فقد ذكرها بعد رواية عبد العزيز بن عمر المرفوعة.
- وقد تابع الثوري على هذه الرواية بذكر أبي سنان بدل نهشل: إسرائيل بن أبي إسحاق السبيعي [ثقة. التقريب (134)] فرواه عن أبي سنان عن أبي غالب قال: كنت عند ابن عمر أنا وقزعة فلما خرجنا من عنده مشى معنا ثم قال: «ما عندي ما أعطيكم ولكن أستود الله» وساق الحديث=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه النسائي (521).
- والله أعلم بالصواب، فقد اضطربت الرواية عن ثقات أصحاب الثوري: عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي وأبي نعيم.
- ونهشل بن مجمع الضبي: «صدوق» [التقريب (1009)].
- وقزعة: هو ابن يحيي ويقال: ابن الأسود أبو الغادية البصري: ثقة من الثالثة. [التهذيب (6/ 509). التقريب (801)].
- وأبو غالب: قال ابن معين: «لا أعرفه» [تاريخ ابن معين (4/ 324). الجرح والتعديل (8/ 495) و (9/ 421) الاستغناء (3/ 1493/ 2267) المقتني في سردالكني (4897). التهذيب (10/ 221). الميزان (4/ 561). التقريب (1188) وقال: «مستور»].
- وأبو سنان: هو ضرار بن مرة الكوفي. [ثقة ثبت. التقريب (459)].
* وللحديث طرق أخرى منها:
1 -
عن مجاهد، وله عنه طرق:
- الأولى: يرويها الهيثم بن حميد ثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال: خرجت إلى العراق أنا ورجل معي، فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا قال:«إنه ليس معي ما أعطيكما ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا استودع الله شيئا حفظه» وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم عملكما.
- أخرجه النسائي (509). وابن حبان (2376 - موارد). والطبراني في الكبير (12/ 427/ 13571). وفي الأوسط (5/ 60/ 4667). وفي الدعاء (828). وفي مسند الشاميين (906). والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 173). وفي الشعب (3/ 211/ 3343). والمزي في تهذيب الكمال (28/ 76).
- ورجاله ثقات غير الهيثم بن حميد فهو صدوق.
- قال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 113)]: «حديث صحيح» . وقال الألباني في الصحيحة (1/ 21): «أخرجه ابن حبان في صحيحه (2376) بسند صحيح» .
- الثانية: قال الطبراني في الأوسط (7/ 17/ 6725): حدثنا محمد بن أبي زرعة نا هشام بن عمار نا محمد بن عيسى بن سميع نا معاوية بن سلمة النصري الكوفي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: شيعني وصاحبا لي عبد الله بن عمر وأن منطلق ن المدينة إلى العراق
…
فذكر نحو حديث الهيثم.
- وإسناده ضعيف: ليث بن ابي سليم: ضعيف لاختلاطه وعدم تميز حديثه [التهذيب (6/ 611)] وهشام بن عمار: «صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح» [التقريب (1022)] ومحمد بن أبي زرعة: لم أقف على ترجمته.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الثالثة: يرويها عبد الله بن عمر العمري عن عبد العزيز بن عمر عن مجاهد عن ابن عمر بنحوه مرفوعا.
- أخرجه النسائي (510).
- وتقدم بيان نكارة هذا الطريق.
2 -
عن نافع، وله عنه طريقان:
- الأول: يرويه إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: «أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك» .
- أخرجه الترمذي (3442).
- وقال: «غريب من هذا الوجه» .
- وإبراهيم هذا: «مجهول» [التقريب (111)]. [وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/ 418) برقم (3442)]«المؤلف» .
- الثاني: تابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للشاخص: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك» .
- أخرجه النسائي (506). وابن ماجه (2826).
- من طريق حبان بن هلال ثنا أبو محصن عن ابن أبي ليلي به. [وقد تصحف أبو محصن في نسخة ابن ماجه- تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي- إلى ابن محيصن، وقد أورده المزي في الأطراف (6/ 228) على الصواب].
- ومحمد بن أبي ليلي: صدوق سيء الحفظ جدا [التقريب (871)] وهذا كوفي عن مدني. [وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 399)]«المؤلف» .
ثم وجدت له طريقا ثالث: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن أبيه وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
…
فذكر نحو مرفوعا.
- أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 286/ 13384).
- وعبد الرحمن: متروك، رماه أحمد وأبو حاتم بالكذب. [التهذيب (5/ 124). الميزان (2/ 571). وقال:«هالك» ].
- وبهذه الطرق لا يثبت الحديث عن نافع، بل هو كما قال الترمذي:«غريب من هذا الوجه» يعني من حديث نافع عن ابن عمر.
3 -
زيد بن أسلم:
- قال المحاملي في الدعاء (5): حدثنا أبو بكر بن صالح قال: حدثنا يعقوب بن كاسب قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة عن إسماعيل بن رافع عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث=
322 -
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إنِّي أُرِيدُ السَّفَرَ فَزَوِّدْنِي. قَالَ: «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقوى» قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: «وَغَفرَ ذَنْبَكَ» قَالَ: زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: «وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ مَا كُنْتَ»
(1)
.
= عبد العزيز بن عمر.
- ولا يصح، ولا يصلح مثله في المتابعات:
- إسماعيل بن رافع: منكر الحديث، وهو صاحب حديث الصور الطويل المشهور [انظر: التهذيب (1/ 308). الميزان (1/ 227). التقريب (139) وقال: «ضعيف الحفظ» . والمغني (1/ 121) وقال: «ضعفوه جدا وقال الدارقطني والنسائي: متروك» . الكاشف (1/ 245) وقال: «ضعيف واه» ].
- وإبراهيم بن عيينة: ليس بالقوي [انظر: التهذيب (1/ 169). الميزان (1/ 51). سؤالات البرذعي (2/ 460). بحر الدم (37). سؤالات المروذي (293). العلل ومعرفة الرجال (3/ 211)].
- ويعقوب بن حميد بن كاسب: صدوق لكن له مناكير وغرائب [التهذيب (9/ 401). الميزان (4/ 450)].
- وحاصل ما تقدم: أن الحديث حسن؛ بانضمام رواية عبد العزيز بن عمر عن يحيي بن إسماعيل ابن جرير عن قزعة عن ابن عمر مع رواية الهيثم بن حميد عن المطعم بن المقدام عن مجاهد عن ابن عمر- وذلك بعد استثناء الطرق الغريبة والمنكرة.
- ولحديث ابن عمر شاهد من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال: «أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم» .
- أخرجه أبو داود (2601). والنسائي (507). والحاكم (2/ 97 - 98). وأحمد في الزهد (1092). والمحاملي في الدعاء (6). وابن السني (504). وابن قانع في المعجم (2/ 114). والبيهقي (7/ 272).
- من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن يزيد الخطمي به مرفوعا.
- ورجاله ثقات. [وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3/ 122) برقم (2601)]«المؤلف» .
-[وحديث ابن عمر صححه الألباني في صحيح أبي داود (3/ 122) برقم (2600)، وفي صحيح الترمذي (3/ 418 - 419) برقم 3442 و 3443)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (14)]«المؤلف» .
(1)
أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 46 - ب منه، (3444). وابن خزيمة (4/ 138/ 3532). والحاكم (2/ 97). والضياء في المختارة (4/ 422/ 1597). وعبد الله بن أحمد في=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=زوائد الزهد لأبيه (133). والروياني في مسنده (2/ 393/ 1387). وابن السني (502).
- من طريق سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به مرفوعا.
- قال الترمذي: «حسن غريب» .
- وجعفر بن سليمان الضبعي: صدوق زاهد لكنه كان يتشيع [التقريب (199)] قال في الميزان (1/ 410): «وهو صدوق في نفسه، وينفرد بأحاديث عدت مما ينكر، واختلف في الاحتجاج بها، منها: حديث أنس: إن رجلا أراد سفرا فقال: زودوني .... وذكر أحاديث ثم قال: وغالب ذلك في صحيح مسلم» .
- قلت: وهذا الحديث مما احتج به ابن خزيمة في صحيحه.
- قال ابن عدي في الكامل (2/ 150): «ولجعفر حديث صالح، وروايات كثيرة، وهو حسن الحديث
…
يرويه [لعله: يروى] ذلك عن سيار بن حاتم وأرجو أنه لا بأس به
…
وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان منها منكرا فلعل البلاء فيه من الرواي عنه، وهو عندي ممن يجب أن يقبل حديثه» [وانظر: التهذيب (2/ 61). الميزان (1/ 408)].
- وأما سيار بن حاتم: فإنه وإن أنكرت عليه أحاديث، فقد توبع في هذا الحديث ولم ينفرد به، وسيار: صالح الحديث، وهو راوية جعفر بن سليمان. [انظر: التهذيب (3/ 577). الميزان (2/ 253). المغني (1/ 459). التقريب (427) وقال: «صدوق له أوهام» ].
تابعه: يزيد بن عمر بن جنزة المدائني: قال الخطيب: «وما علمت من حاله إلا خيرا» [تاريخ بغداد (14/ 347). وانظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 30)].
- أخرجه الضياء في المختارة (4/ 422/ 1598).
- فهو حديث حسن. وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 120)]: «حديث حسن» . وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3444): «حسن صحيح» .
- وله طريق أخرى يرويها مسلم بن إبراهيم الفراهيدي ثنا سعيد بن أبي كعب العبدي ثنا موسى ابن ميسرة عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا نبي الله إني أريد السفر! فقال له: متى؟ قال: غدا، إن شاء الله. قال: فأتاه فأخذ بيده فقال له: «في حفظ الله، وفي كنفه، زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ووجهك للخير أينما توخيت- أو: أينما توجهت-» شك سعيد في إحدى الكلمتين.
أخرجه الدارمي (2/ 372/ 2671). والضياء في المختارة (7/ 232 و 233/ 2673 و 2674). والمحاملي في الدعاء (10). والطبراني في الدعاء (817). وابن السني (503).
* تنبيه: وقع خطأ في سند الدارمي ففي المطبوع: «حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سعيد بن أبي كعب ثنا أبو الحسن العبدي قال: حدثني موسى بن ميسرة العبدي
…
».
وأبو الحسن العبدي هو نفسه سعيد بن أبي كعب كنيته أبو الحسن ونسبته العبدي. [انظر: اتحاف=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=المهرة لابن حجر (2/ 351). كني مسلم (1/ 222/ 721). الجرح والتعديل (8/ 162). المقتني في سرد الكني (1/ 179)].
- وإسناده ضعيف: موسى بن ميسرة العبدي: مستور [الجرح والتعديل (8/ 162). التهذيب (8/ 429). التقريب (986)].
- وسعيد بن أبي كعب العبدي: قال أبو حاتم: «شيخ» وذكره ابن حبان في الثقات. [الجرح والتعديل (4/ 57). التاريخ الكبير (3/ 501). الثقات (6/ 371). كني مسلم (1/ 222). المقتني في سرد الكني (1/ 179)].
- وهذه متابعة مقبولة لرواية جعفر بن سليمان الضبعي؛ فلم يتفرد به.
وله شواهد منها.
1 -
روى ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يودع الرجل إذا أراد السفر فيقول: «زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما كنت» .
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (416 - المنتقي). والمحاملي في الدعاء (9). وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (132).
- وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، وهو صالح للاستشهاد.
2 -
روى مسلم بن سالم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد هذا الوجه الحج. قال: فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام زودك الله التقوى، ووجهك في الخير، وكفاك الهم» فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه فقال: «يا غلام قبل الله حجك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك» .
- أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 292/ 13151). وفي الأوسط (5/ 16/ 4548). وفي الدعاء (819). وابن السني (506).
- وهذا منكر؛ لتفرد مسلمة [ويقال: مسلم] بن سالم هذا به عن عبيد الله بن عمر، ولم يتابع عليه على ضعفه، قال أبو داود:«ليس بثقة» [التهذيب (8/ 154). التقريب (938)].
- قال الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات الربانية (5/ 176)]: «هذا حديث غريب» .
- وأما ما رواه يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إبراهيم بن عيينة عن سهيل بن رافع عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلا من أصحابه قال: فذكره بنحوه.
- أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 305/ 1027).
- فقد تقدم الكلام عليه في الحديث السابق، وإسناده واه، وقد اختلف في متنه، وسهيل ابن رافع: وهم أو سبق قلم، وإنما هو إسماعيل بن رافع كما في إسناد المحاملي.
3 -
وروى قتادة بن الفضل قال: حدثني أبي الفضل بن عبد الله بن قتادة عن عمه هشام بن قتادة عن أبيه قتادة بن عباس الرهاوي قال: لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي، أخذت بيده فودعته،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث تكون» .
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 185). والبزار (4/ 62/ 3201 - كشف). والمحاملي في الدعاء (11). وابن قانع في المعجم (2/ 360). والطبراني في الكبير (19/ 15/ 22). وفي الدعاء (818). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 3342).
- وقتادة بن عباس- أو: ابن عياش- الرهاوي: قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان: «له صحبة» وقال ابن حبان: «حديثه عن أهل بيته، عند الرهاويين» وقال أبو نعيم: «حديثه عند أولاده» [وانظر: الإصابة (3/ 226). التاريخ الكبير (7/ 185). الجرح والتعديل (7/ 133 و 135) و (9/ 68). الثقات (3/ 345) و (5/ 503)].
- وهشام بن قتادة: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وأعاده في ثقات أتباع التابعين، ولم يذكروا له راويا غير ابن أخيه الفضل- أو: الفضيل- بن عبد الله بن قتادة. [التاريخ الكبير (8/ 197). الجرح والتعديل (9/ 68). الثقات (5/ 503) و (7/ 569)].
- والفضل- أو: الفضيل- بن عبد الله بن قتادة: ذكره البخاري وابن حبان في الثقات ولم يذكرا له راويا غير ابنه قتادة [التاريخ الكبير (7/ 116). الثقات (7/ 317)].
- وقتادة بن الفضل- أو: الفضيل-: قال أبو حاتم: «شيخ» وقال ابن شاهين: «وكان ثقة» وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة. [التاريخ الكبير (7/ 187). الجرح والتعديل (7/ 135). تاريخ أسماء الثقات (1146). الثقات (7/ 341) و (9/ 22). التهذيب (6/ 486). التقريب (798) وقال:«مقبول» قلت: بل صدوق].
- وهو شاهد جيد؛ على ما في إسناده من ضعف يسير.
4 -
وروى محمد بن عبيد بن ثعلبة الحماني قال: ثنا عمر بن عبيد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم ودع رجلا فقال: زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ولقاك الخير».
- أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 58) وقال: «غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبيد عنه» .
- قلت: عمر بن عبيد: صدوق كوفي؛ ولكن علته هو محمد بن عبيد بن ثعلبة: قال الذهبي: «محمد بن عبيد بن ثعلبة عن جعفر بن محمد الصادق: أتي بخبر ساقط في ذكر معاوية» [الميزان (3/ 639). اللسان (5/ 312)].
5 -
وروى المحاربي عن عمر بن مساور العجلي عن الحسن البصري عن أنس بن مالك قال: لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: «اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم أنت ثقتي، وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم به، وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير حيث ما توجهت» قال: ثم يخرج.=