‌باب ما يستحب للإمام من حض الناس على الخير وأمرهم بالتوبة والتقرب إلى الله عز وجل بنوافل الخير في خطبة الخسوف - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ٧

في أنفُسِكُم تَسأَلونَ بَينَكُم: هَل كان نَبيُّكُم ذَكَرَ لَكُم مِنها ذِكرًا؟ وحَتَّى تَزولَ جِبالٌ عن مَراسيها، ثُمَّ على إثرِ ذَلِكَ القَبضُ". وأَشارَ بيَدِه. قال: ثُمَّ شَهِدتُ خُطبَةً أُخرَى. قال: فذَكَرَ هَذا الحديثَ ما قَدَّمَها ولا أخَّرَها

(1)

.

6433 -

وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطانُ ببَغدادَ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ يَحيَى بنِ عُمَرَ بنِ عليِّ بنِ حَربٍ الطّائيُّ، حدثنا أبو جَدِّى علىُّ بنُ حَربٍ، حدثنا أبو داودَ يَعنِى الحَفَرِىَّ، عن سُفيانَ، عن الأسوَدِ بنِ قَيسٍ، عن ثَعلَبَةَ بنِ عَبّادٍ، عن سَمُرَةَ بنِ جُندُبٍ، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم حينَ انكَسَفَتِ الشَّمسُ خَطَبَ فقالَ:"أمّا بَعدُ"

(2)

.

‌

‌بابُ ما يُستَحَبُّ للإمامِ مِن حَضِّ النّاسِ عَلَى الخَيرِ وأَمرِهِم بالتَّوبَةِ والتَّقَرُّبِ إلىَ اللَّهِ عز وجل بنَوافِلِ الخَيرِ في خُطبَةِ الخُسوفِ

6434 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الحَميدِ الحارِثىُّ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن بُرَيدٍ، عن أبى بُردَةَ، عن أبى موسَى قال: كَسَفَتِ الشَّمسُ [في زَمَنِ]

(3)

النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فقامَ فزِعًا يَخشَى أن تَكونَ السّاعَةُ حَتَّى أتَى المَسجِدَ، فقامَ يُصَلِّى بأَطوَلِ قيامٍ ورُكوعٍ وسُجودٍ

(4)

رأَيتُه يَفعَلُه في صَلاةٍ قَطُّ، ثُمَّ قال:

"إنَّ هذه الآياتِ التى يُرسِلُ اللهُ لا تَكونُ لِمَوتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِه، ولَكِنَّ اللَّهَ أرسَلَها يُخَوِّفُ بها عِبادَه، فإِذا رأَيتُم مِنها شَيئًا فافزَعوا إلَى ذِكرِ اللهِ ودُعائهِ واستِغفارِه"

(1)

. رَواه البخارىُّ ومُسلِمٌ جَميعًا في "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ عن أبى أُسامَةَ

(2)

.

6435 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الحافظُ إملاءً، حدثنا إسماعيلُ بنُ قتيبَةَ وحَسَنُ بنُ سُفيانَ قالا: حدثنا أبو بكرِ ابنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ نُمَيرٍ، حدثنا هِشامٌ، عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: خَسَفَتِ الشَّمسُ في عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ في صَلاتِه، قالَت: ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَد تَجَلَّتِ الشَّمسُ، فخَطَبَ النّاسَ فحَمِدَ اللَّهَ وأَثنَى عَلَيه، ثُمَّ قال:"إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ مِن آياتِ اللهِ، وإنَّهُما لا يَنكَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رأَيتُموهُما فكَبِّروا وادعوا اللهَ وصَلُّوا وتَصَدَّقوا، يا أُمَّةَ محمدٍ، إنْ مِن أحَدٍ أغيَرُ مِنَ اللَّهِ أن يَزنِىَ عبدُه أو تَزنِىَ أمَتُه، يا أُمَّةَ محمدٍ، لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَبَكَيتُم كَثيرًا ولَضَحِكتُم قَليلًا، ألا هَل بَلَّغتُ؟ "

(3)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ

(4)

.

6436 -

وروىَ هَذا الحَديثُ عن اللَّيثِ بنِ سَعدٍ عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه عن عائشةَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحوَه، وقالَ فيه: "فإذا رأَيتُم ذَلِكَ فادعوا اللهَ وصَلُّوا

وتَصَدَّقوا وأَعتِقوا". أخبَرَناه أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الخَزّازُ

(1)

، حدثنا عاصِمُ بنُ عليٍّ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا عُمَرُ بنُ حَفصٍ، حدثنا عاصِمُ بنُ عليٍّ، حدثنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ. فذَكَرَه

(2)

.

ولَفظُ الإعتاقِ في رِوايَةِ هِشامٍ عن أبيه عن عائشةَ غَريبٌ، والمَشهورُ عن هِشامٍ عن فاطِمَةَ بنتِ المُنذِرِ عن أسماءَ بنتِ أبى بكرٍ، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بذَلِكَ:

6437 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ المُقرِئُ ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سَلمانَ قال: قُرِئَ على عبدِ المَلِكِ بنِ محمدٍ وأَنا أسمَعُ، قال: حدثنا أبو حُذَيفَةَ، حدثنا زائدَةُ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن فاطِمَةَ بنتِ المُنذِرِ، عن أسماءَ رضي الله عنها، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بالعَتاقَةِ عِندَ الكُسوفِ

(3)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبى حُذَيفَةَ موسَى بنِ مَسعودٍ وغَيرِه، قال البخارىُّ: تابَعَه الدَّراوَردِيُّ عن هِشامٍ

(4)

.

6438 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ الفَضلِ بنِ محمدٍ الشَعْرانِىُّ، حدثنا جَدِّى، حدثنا إبراهيمُ بنُ حَمزَةَ،