الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنِ عباسٍ، أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن كان له فَرَطانِ
(1)
مِن أُمَّتِى أدخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ". فقالَت عائشَةُ رضي الله عنها: وواحِدَةٌ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "وواحِدَةٌ يا موَفَّقَةُ". ثُمَّ قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فمَن لَم يَكُنْ له مِن أُمَّتِى فرَطٌ، فأَنا فرَطُ مَن لَم يَكُنْ له فرَطٌ، لَم يُصابوا بمِثلى"
(2)
.
7229 -
وحَدَّثَنا الامامُ أبو الطّيبِ سَهلُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيمانَ رحمه الله، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ علىٍّ الدَّقّاقُ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ العَبدِىُّ، حدثنا عيسَى بنُ إبراهيمَ البِرَكِيُّ، حدثنا عبدُ رَبِّه بنُ بارِقٍ الحَنَفِيُّ. فذَكَرَه بمَعناه
(3)
.
بابُ الرُّخصَةِ في البُكاءِ بلا نَدبٍ ولا نياحَةٍ
7230 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا أبو مُعاويَةَ، عن عاصِمٍ الأحوَلِ، عن أبى عثمانَ النَّهدِىِّ، عن أُسامَةَ بنِ زَيدٍ رضي الله عنهما قال: أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بابنَةِ ابنَتِه ونَفسُها تَقَعقَعُ كأَنَّها في شَنٍّ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "للَّهِ ما أخَذَ ولِلَّهِ ما أعطَى، وكُلٌّ إلَى أجَلٍ مُسَمًّى". قالَ: وبَكَى فقالَ له سَعدُ بنُ عُبادَةَ: يا رسولَ اللَّهِ أتَبكِى وقَد نَهَيتَ عن البُكاءِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(1)
يقال: افترط فلان ابنا له صغيرا. إذا مات قبله. النهاية 3/ 434.
(2)
أخرجه أحمد (3098)، والترمذى (1062) من طريق عبد ربه بن بارق به. وقال الترمذى: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.
(3)
المصنف في الشعب (9751).
"إنَّما هِىَ رَحمَةٌ جَعَلَها اللَّهُ في قُلوبِ عبادِه، وإنَّما يَرحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِه الرُّحَماءَ"
(1)
.
رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ عن أبى مُعاويَةَ، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن أوجُهٍ عن عاصِمٍ الأحوَلِ
(2)
.
7231 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حدثنا أبو النَّضرِ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ، عن ثابِتٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وُلِدَ لِى اللَّيلَةَ غُلامٌ فسَمَّيتُه بأَبِى إبراهيمَ". ثُمَّ دَفَعَه إلَى أُمِّ سَيفٍ امرأَةِ قَينٍ بالمَدينَةِ يُقالُ له: أبو سَيفٍ. فانطَلَقَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزورُه وانطَلَقتُ مَعَه فانتَهَينا إلَى أبى سَيفٍ وهو يَنفُخُ بكِيرِه. قال: والبَيتُ مُمتَلِئٌ دُخانًا. قال: فأَسرَعتُ المَشىَ بَينَ يَدَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَتَيتُ أبا سَيفٍ فقُلتُ: جاءَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمسِكْ أمسِكْ. فأَمسَكَ فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فدَعا بالصَّبِىِّ فضمَّه إلَيه وقالَ ما شاءَ اللَّهُ أن يَقولَ. قال أنَسٌ: فلَقَد رأَيتُه بَينَ يَدَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَكيدُ بنَفسِه
(3)
فدَمَعَت عَينا رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"تَدمَعُ العَينُ ويَحزَنُ القَلبُ، ولا نَقولُ إلَّا ما يُرضِى رَبَّنا، واللَّهِ يا إبراهيمُ إنّا بكَ لَمَحزونونَ"
(4)
. رَواه مسلمٌ في
(1)
أخرجه أحمد (21779)، وابن حبان (3158) من طريق أبى معاوية به. وتقدم في (7210).
(2)
مسلم (923)، والبخارى (1284، 5655).
(3)
يكيد بنفسه: أى يجود بها. غريب الحديث لابن الجوزى 2/ 306.
(4)
أخرجه أحمد (13014) عن هاشم أبى النضر به. وأبو داود (3126)، وابن حبان (2902) من طريق سليمان به.
"الصحيح" عن هُدبَةَ وشَيبانَ عن سُلَيمانَ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ثابِتٍ، قال: ورَواه موسَى عن سُلَيمانَ
(1)
.
7232 -
أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصفّارُ، حدثنا محمدُ بنُ الفَضلِ بنِ جابِرٍ، حدثنا شَيبانُ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن ابنِ أبى لَيلَى، عن عَطاءٍ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: خَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بعَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ رضي الله عنه إلَى النَّخلِ، فإذا ابنُه إبراهيمُ يَجودُ بنَفسِه فوَضَعَه في حَجرِه ففاضَت عَيناه، فقالَ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ: أتَبكِى وأَنتَ تَنهَى النّاسَ؟ قال: "إنِّى لَم أنهَ عن البكاءِ، إنَّما نَهَيتُ عن النَّوحِ، صَوتَينِ أحمَقَينِ فاجِرَينِ؛ صَوتٍ عِندَ نَغَمَةِ لَهوٍ ولَعِبٍ ومَزاميرِ شَيطانٍ، وصَوتٍ عِندَ مُصيبَة خَمشِ وُجوهٍ، وشَقِّ جُيوبٍ، ورَنَّةٍ، وهَذا هو رَحمَةٌ، ومَن لا يَرحَمْ لا يرحَمْ، يا إبراهيمُ لَولا أنَّه أمرٌ حَقٌّ ووَعَدٌ صِدقٌ وأَنَّ آخِرَنا سَيَلحَق بأَوَّلِنا، لَحَزِنّا عَلَيكَ خزنًا هو أشدُّ مِن هَذا، وإنّا بكَ لَمَحزونونَ، تَبكِى العَين ويَحزَن القَلبُ ولا نَقولُ ما يسخِط الرَّبَّ"
(2)
.
7233 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا عمرُو بنُ سَوّادٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنا عمرُو بنُ الحارِثِ، عن سعيدِ بنِ الحارِثِ بنِ المُعَلَّى الأنصارِىِّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ أنَّه قال: اشتَكَى سَعدُ بنُ عُبادَةَ شَكوَى له، فأَتاه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعودُه مَعَ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ وسَعدِ بنِ أبى وقّاصٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ،
(1)
مسلم (2315)، والبخارى (1303).
(2)
أخرجه الترمذى (1005) من طريق ابن أبى ليلى به. وقال الترمذى: حديث حسن.