الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء
6523 -
أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الخالِقِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الخالِقِ المُؤَذِّنُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ [أحمدَ بنِ]
(1)
خَنبٍ البَغدادِىّ ببُخارَى، أخبرَنا أبو إسماعيلَ محمدُ بنُ إسماعيلَ التِّرمِذي، حدثنا أيوبُ بنُ سُلَيمانَ بنِ بلالٍ، حَدَّثَنِي أبو بكرِ ابنُ أبي أوَيسٍ، عن سُلَيمانَ بنِ بلالٍ قال: قال يَحيَى ابنُ سعيدٍ: سَمِعتُ أنَسَ بنَ مالكٍ يقولُ: أتَى رَجُل أعرابِي مِن أهلِ البَدو رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَومَ الجُمُعَةِ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ هَلَكَتِ الماشيَةُ، هَلَكَ العيالُ، هَلَكَ النَّاسُ. فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيه يَدعو، ورَفَعَ النّاسُ أيديَهُم مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَدعونَ. قال: فما خَرَجنا مِنَ المَسجِدِ حَتَّى مُطِرنا، فما زِلنا نُمطَرُ حَتَّى الجُمُعَةِ الأُخرَى، فأَتَى الرَّجُلُ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، لَثِقَ المُسافِرُ
(2)
، ومُنِعَ الطَّريقُ
(3)
. أخرَجَهُ البخارىُّ في "الصحيح" فقالَ: وقالَ أيّوبُ بنُ سُلَيمانَ
(4)
.
بابُ كراهيَةِ الاستِمطار بالأنواءِ
(5)
6524 -
أخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ في آخَرينَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ
(1)
ليس في: الأصل.
(2)
لثق المسافر: وقع في ماء وطين. هدى السارى ص 182.
(3)
أخرجه أبو عوانة (2497) من طريق محمد بن إسماعيل وإبراهيم بن أبي داود الأسدى به.
(4)
البخارى (1029).
(5)
الأنواء: ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها يسقط منها في كل مدة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لابد من أن يكون عند ذلك مطر ورياح. غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 321.
محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الربيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ الله الحافظُ، أخبرَنا يَحيَى بنُ مَنصورٍ القاضِى، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ السلامِ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيىَ قال: قَرأتُ على مالكٍ، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ، عن عُبَيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ عُتبَةَ، عن زَيدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِى قال: صَلَّى لَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الصبحِ بالحُدَيبيَةِ في إثرِ سَماءٍ كانَت مِنَ اللَّيلِ، فلَما انصَرَفَ أقبَلَ على الناسِ فقالَ:"هَل تَدرونَ ماذا قال رَبُّكُم عز وجل؟ ". قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: "أصبَحَ مِن عِبادِى مُؤمِنٌ بى وكافِرٌ؛ فأَمّا مَن قال: مُطِرنا بفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه. فذَلِكَ مُؤمِنٌ بي كافِرٌ بالكَوكَبِ، وأَمّا مَن قال: مُطِرنا بنَوءِ كَذا وكَذا. فذَلِكَ كافِرٌ بى مُؤمِنٌ بالكَوكَبِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، وأَخرَجَه البخاريُّ عن القَعنَبِى وابنِ أبي أوَيس عن مالكٍ
(2)
.
وكَذَلِكَ رَواه عبدُ العَزيزِ الماجِشونُ ومُحَمَّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي كَثيرٍ عن صالِحِ بنِ كَيسانَ
(3)
.
ورَواه الزُّهرِي عن عُبَيدِ الله عن أبي هريرةَ بمَعناه، وكأنه سَمِعَه مِنهُما:
6525 -
أخبَرَناه أبو عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ
(1)
المصنف في المعرفة (2017)، وفى الأسماء والصفات (457)، والشافعى 1/ 252، ومالك 1/ 192. وتقدم في (3072).
(2)
مسلم (71)، والبخاري (846، 1038).
(3)
أخرجه البغوي في الجعديات (2918) من طريق عبد العزيز الماجشون به. وابن منده في الإيمان (504) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير به.
يَعقوبَ، حدثنا حُسَينُ بنُ الحَسَنِ، حدثنا عمرُو بنُ سَوَّادٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ قال: حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ، أنَّ أبا هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ألَم تَرَوا إلَى ما قال رَبُّكُم؟ قال: ما أنعَمتُ على عِبادِى مِن نِعمَة إلَّا أصبَحَ فريقٌ مِنهُم بها كافِرينَ، يَقولونَ: الكَوكَبُ وبالكَوكَبِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عمرِو بنِ سَوَّادٍ وغَيرِهِ
(2)
. ورَواه أبو يونُسَ عن أبي هريرةَ بمَعناه
(3)
.
ورُوىَ عن ابنِ عباسٍ:
6526 -
أخبَرَناه أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ، حدثنا النَّضرُ بنُ محمدٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ مِهرانَ، حدثنا عباسُ بنُ عبدِ العَظيمِ العَنبَرِىُّ، حدثنا النَّضرُ بنُ محمدٍ، حدثنا عِكرِمَةُ بنُ عَمّارٍ، حَدَّثَنِى أبو زُمَيلٍ قال: حَدَّثَنِى ابنُ عباسٍ، قال: مُطِرَ النّاسُ على عَهدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أصبَحَ مِنَ الناسِ شاكِرٌ ومِنهُم كافِرٌ؛ قالوا: هذه رَحمَةٌ وضَعَها اللهُ. وقالَ بَعضهُم: لَقَد صَدَقَ نَوءُ كَذا وكَذا". فنَزَلَت هذه الآيَةُ: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} حَتَّى بَلَغَ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
(4)
[الواقعة: 75 - 82]. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عباسِ بنِ عبدِ العَظيمِ عن النَّضرِ
(1)
أخرجه النسائي (1523) من طريق عمرو بن سواد به. وأحمد (8739) من طريق ابن وهب به.
(2)
مسلم (72/ 126).
(3)
أخرجه أحمد (9463)، ومسلم (72/
…
) من طريق أبي يونس به.
(4)
أخرجه الطبراني (12882) من طريق عباس بن عبد العظيم به. وأبو عوانة (68) من طريق النضر به.
ابنِ محمدٍ
(1)
.
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ [وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو]
(2)
قالا: حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشافِعِي رحمه الله في حَديثِ زَيدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِى: أُرَى مَعنَى قَولِه صلى الله عليه وسلم واللهُ أعلَمُ، أن مَن قال: مُطِرنا بفَضلِ الله ورَحمَتِه. فذَلِكَ إيمان باللهِ؛ لأنَّه يَعلَمُ أنه لا يُمطِرُ ولا يُعطِى إلَّا اللهُ عز وجل، وأَمَّا مَن قال: مُطِرنا بنَوءِ كَذا. على ما كان بَعضُ أهلِ الشركِ يَعنُونَ مِن إضافَةِ المَطَرِ إلَى أنهَ أمطَرَهَ نَوءُ كَذا، فذَلِكَ كُفرٌ كما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ النَوءَ وقت، والوَقتُ مَخلوق لا يَملِكُ لِنَفسِه ولا لِغَيرِه شَيئًا، ولا يُمطِرُ ولا يَصنَعُ شَيئًا، فأَما مَن قال: مُطِرْنا بنَوءِ كَذا. على مَعنَى: مُطِرْنا في وقتِ نَوءِ كَذا، فإِنَّما ذَلِكَ كَقَولِه: مُطِرْنا في شَهرِ كَذا. فلا يَكونُ هَذا كُفرًا، وغَيرُه مِنَ الكَلامِ أحَبَّ إلَيَّ مِنه؛ أُحِبُّ أن يَقولَ: مُطِرنا في وقتِ كَذا. قال: وبَلَغَنِى أنَّ بَعضَ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبَحَ وقَد مُطِرَ النَّاسُ قال: مُطِرنا بنَوءِ الفَتحِ. ثُمَّ يَقرأُ: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2]. قال الشافِعِى رحمه الله: وقَد رُوىَ
(3)
عن عُمَرَ رضي الله عنه أنَّه قال يَومَ جُمُعَةٍ وهو على المِنبَرِ: كَم بَقِىَ مِن نَوءِ الثرَيا؟ [فقامَ العباسُ فقالَ]
(4)
: لَم يَبقَ مِنه شَئ إلا
(1)
مسلم (83).
(2)
مضروب عليه في أصل المصنف، وبعده "قال". كذا في حاشية الأصل.
(3)
في س، م:"روينا".
(4)
في الأصل، س:"فقال العباس"، وفى حاشية الأصل: "بخطه: فقام العباس فقال
…
".
العَوّاءُ
(1)
. فدَعا ودَعا النّاسُ حَتَّى نَزَلَ عن المِنبَرِ، فمُطِرَ مَطَرًا أُحيِىَ النّاسُ مِنه. قال الشّافِعِىُّ: وقَولُ عُمَرَ رضي الله عنه هَذا يُبَيِّنُ ما وصَفْتُ؛ لأنَّه إنَّما أرادَ: كَم بَقِىَ مِن وقتِ الثرَيّا؟ لمعرِفَتِهِم
(2)
بأَنَّ اللهَ تَعالَى قَدَّرَ الأمطارَ في أوقاتٍ فيما
(3)
جَرَّبوا، كما عَلِموا أنَّه قَدرَ الحَر والبَردَ فيما جَربوا في أوقاتٍ. قال: وبَلَغَنِى أنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أوجَفَ
(4)
بشَيخٍ مِن بَنِى تَميمٍ غَدا مُتَّكِئًا على عُكازٍ وقَد مُطِرَ النّاسُ فقالَ: أجادَ ما أقْرَى
(5)
المِجدحُ
(6)
البارِحَةَ. فأَنكَرَ عُمَرُ قَولَه: أجادَ ما أقرَى المِجدَحُ
(7)
؛ لإِضافَتِه المَطَرَ إلَى المِجدَحِ
(8)
.
قال الإمامُ أحمدُ رحمه الله: هَذا كُله كَلامُ الشَّافِعِىِّ رحمه الله، والَّذِى رَواه عن بَعضِ الصَّحابَةِ في نَوءِ الفَتحِ مَروىٌّ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه:
6527 -
أخبَرَناه أبو أحمدَ المِهرَجانِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ جَعفَرٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، أنَّه بَلَغَه أنَّ أبا هريرةَ كان
(1)
العَواء: منزل للقمر، وسمى به؛ لأنه يعوى في أثر البرد فيطرده، ولذلك يسمونه طاردة البرد. ينظر التاج 39/ 139 (ع و ى).
(2)
في الأم: "ليعرفهم".
(3)
بعده في م: "قد".
(4)
في الأصل: "أرجف"، وفي حاشيتها:"بخطه أزحف".
(5)
في س، م:"أفرى". وأقرى: جاد وأكرم. ينظر التاج 36/ 286 (ق ر ى)، والمجدح: نجم من النجوم. النهاية 1/ 700. وينظر فتح الباري لابن رجب 6/ 339.
(6)
في س: "المجيدح".
(7)
في الأصل، س:"المجيدح".
(8)
في الأصل: "المختدج".
وينظر الأم 1/ 252.
يقولُ. فذكَرَه
(1)
.
والذِي رَواه أوَّلًا عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه فهو فيما:
6528 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكر القَطانُ، حدثنا أبو الأزهَرِ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أبي، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ التَّيمِى، عن سَلمانَ الأغَر مَولَى جُهَينَةَ، عن أبي هريرةَ قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللهَ عز وجل لَيُبَيِّتُ القَومَ بالنعمَةِ، ثُمَّ يُصبِحونَ وأكثرُهُم بها كافِرٌ، يَقولونَ: مُطِرنا بنَوءِ كَذا وكَذا". قال محمدُ بنُ إبراهيمَ: فحَدثتُ هَذا الحَديثَ سعيدَ بنَ المُسَيِّبِ عن سَلمانَ عن أبي هريرةَ، فقالَ سعيد: نَحنُ قَد سَمِعْنا ذاكَ مِن أبي هريرةَ، وقَد حَدَّثَنِى مَن لا أتهِمُ أنَّه شَهِدَ هَذا المُصَلَّى مِن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه وهو يَستَسقِى بالناسِ عامَ الرمادَةِ
(2)
. قال: فدَعا والناسُ طَويلًا، واستَسقَى طَويلًا، وقالَ: يا عباسُ، لِلعباسِ بنِ عبدِ المُطلِبِ، كَم بَقِىَ مِن نَوءِ الثرَيّا؟ فقالَ له العباسُ رضي الله عنه: يا أميرَ المُؤمِنينَ إنَّ أهلَ العِلمِ بها يَزعُمونَ أنَّها تَعتَرِضُ بالأُفُقِ بَعدَ وُقوعِها سَبعًا. قال: فواللهِ ما مَضَتْ تِلكَ السَّبعُ حَتَّى أُغيثَ النَّاسُ
(3)
.
(1)
مالك 1/ 192.
(2)
عام الرمادة هو عام 18 هـ، وسمى بذلك لأن الأرض كلها صارت سوداء من شدة الجدب فشبهت بالرماد، ودام ذلك تسعة أشهر. ينظر طبقات ابن سعد 3/ 310، وفتح الباري 2/ 497.
(3)
أخرجه أحمد (10800) من طريق ابن إسحاق به، دون أثر عمر والعباس. والحميدي (979) من طريق ابن إسحاق به بطوله، وعنده: أبو سلمة. بدلًا: من سلمان. وقال الذهبي 3/ 1287: حسن غريب.