الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اذكُروا مَحاسِنَ مَوتاكُم وكُفُّوا عن مَساوئهِم"
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: قَد رُوّينا في حَديثِ مَعمَرٍ عن ثابِتٍ عن أنَسٍ أنَّه قال: مُرَّ بجِنازَةٍ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "أَثْنُوا عَلَيه". فأَثنَوْا خَيرًا، ومُرَّ بأُخرَى فقالَ:"أَثْنُوا عَلَيه". فأَثنَوْا شَرًّا
(2)
. وفيه دَلالَة على أنَّهُم إنَّما أثنَوْا على الجِنازَتَينِ؛ على إحداهُما بالخَيرِ، وعَلَى الأُخرَى بالشَّرِّ عِندَ أمرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بالثَّناءِ عَلَيهِما، وفى ذَلِكَ دَلالَة على جَوازِ ذِكرِ المَرءِ بما يَعلَمُه مِنه إذا وقَعَتِ الحاجَةُ إلَيه؛ نَحوَ سُؤالِ القاضِى المُزَكِّىَ وما أشبَهَ ذَلِكَ، وكأَنَّ الَّذِى أثنَوْا عَلَيه شَرًّا كان مُعلِنًا بشَرِّه، فأَرادَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم زَجرَ أمثالِه عن شُرورِهِم، وعن إطالَةِ الألسِنَةِ في أنفُسِهِم، فقالَ ما قال، واللَّهُ أعلَمُ.
بابٌ: لا يُشهَدُ لأحَدٍ بجَنةٍ ولا نارٍ، إلَّا لِمَن شَهِدَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بها
7270 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنا شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ قال: أخبرَنِي خارِجَةُ بنُ زَيدٍ، عن أُمَّ العَلاءِ رضي الله عنه امرأَةٍ مِن
(1)
المصنف في الشعب (6679)، والحاكم 1/ 385. وأخرجه أبو داود (4900)، والترمذى (1019)، وابن حبان (3020) من طريق أبى كريب به. وقال الترمذى: غريب. وقال الذهبى 3/ 1425: عمران قال (خ): منكر الحديث اهـ. ثم قال الذهبى: إن كان معلنا بفحشه أو ببدعته جاز ذكره كالحجاج والجهم وابن كرام.
(2)
تقدم تخريجه في (7265).
نِسائهِم قَد بايَعَت رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-أخبَرَته، أنَّ عثمانَ بنَ مَظعونٍ رضي الله عنه طارَ لَهُم في سَهمِه
(1)
السُّكنَى حينَ اقتَرَعَتِ الأنصارُ في سُكنَى المُهاجِرينَ، قالَت أُمُّ العَلاءِ: فسَكَنَ عِندَنا عثمانُ بنُ مَظعونٍ فاشتَكَى فمَرَّضناه، حَتَّى إذا توُفِّىَ وجَعَلناه في ثيابِه دَخَلَ عَلَينا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيكَ أبا السّائبِ، فشَهادَتِي عَلَيكَ لَقَد أكرَمَكَ اللَّهُ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"وما يُدريكِ أنَّ اللَّهَ أكرَمَه؟ ". فقُلتُ: لا أدرِى بأَبِى أنتَ وأُمِّى. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أمّا عثمانُ قد جاءَه اليَقينُ، وإنِّى لأرجو له الخَيرَ، واللِه ما أدرِى وأَنا رسولُ اللَّهِ ما يُفعَلُ بى". قالَت: فواللَّهِ لا أُزَكِّى أحَدًا أبَدًا. وأَحزَنَنى ذَلِكَ، فنِمتُ فأُريتُ
(2)
لِعُثمانَ عَينًا تَجرِى، فجِئتُ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرتُه. فقالَ:"ذَلِكَ عَمَلُه"
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبى اليَمانِ
(4)
.
7271 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ ابنُ محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن خارِجَةَ بنِ زَيدٍ قال: كانَت أُمُّ العَلاءِ الأنصاريَّةُ تَقولُ. فذَكَرَ مَعنَى هَذا الحديثَ، إلا أنَّه قال:"ما يُفعَلُ به". وزادَ: قال مَعمَرٌ: وسَمِعتُ غَيرَ
(5)
الزُّهرِيِّ يقولُ: كَرِهَ المُسلِمونَ ما قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُثمانَ
(1)
في م: "سهم".
(2)
في م، ص 3:"فرأيت".
(3)
أخرجه الطبرانى في الشاميين (3212) من طريق أبى اليمان به. وتقدم تخريجه في (6792).
(4)
البخارى (2687).
(5)
في ص، ومصنف عبد الرزاق:"عن".